بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تكنولوجيا الدوائر التلفزيونية المغلقة

 
شبكة المنصور
طلال بركات
 

لقد وصلت صناعة الاسلحة خلال اواخر القرن الماضي وبداية القرن الواحد والعشرين الى تطورمذهل وأحد اسباب هذا التطورهو التجارب الحية التي تقوم بها الولايات المتحدة في حروبها على شعوب العالم وبالاخص العراق واهمها استخدام اليورانيوم المنضب والاسلحة الفسفورية والقنابل الكونكريتية التي فجرت ملجأ العامرية في بغداد والقنابل التي استخدمت في معركة المطار الشهيرة والقنابل التي القيت على الفلوجة وغيرها من الاسلحة الفتاكة التي يجهل تأثيرها اغلب المتخصصين في العلوم العسكرية، بهذة التكنولوجيا تخدم امريكا الشعوب والانسانية وتنشر الديمقراطية بصواريخها وطائراتها الحربية حتى باتت ثقافات الموت والارهاب احد سمات الدولة العظمى لتركيع الشعوب الحية المحبة للحرية والاستقلال، وبعد احتلال افغانستان والعراق اقتضت الحاجة الى قيام الرئيس الامريكي بوش بتوجة تعليماتة الى عملائة واقزامة الصغار والاتصال بهم عبر نفس الوسائل التكنولوجية المتطورة التي باتت تعرف بالدوائر التلفزيونية المغلقة وفي كل مرة يتبارك الاقزام بهذة الاتصالات ويتنافسون على طلعة سيدهم البهية ويتباهون بالحديث معة حتى وان كان هذا الحديث لا يخلو من التأنيب الذي يصل الى حد التوبيخ والتهديد.. كيف لا وانة ولي النعم والاب الروحي لديمقراطيتهم المستوردة في الوقت الذي لم نسمع في الاعلام الحكومي والنشرات الاخبارة الرسمية في العراق غير الثناء الكامل على رئيس الحكومة وتأكيد دعم الرئيس المفدى لة عبر هذة الخلوة التلفونية المتلفزة بالاضافة الى اعلان تأييدة للاجراءات الانسانية التي تتبعها الحكومة العراقية في عمليات فرض القانون مع الاشارة الى مراجعة الخطوات الجبارة في مجال المصالحة الوطنية بينما لم نسمع في القنوات والمحطات الاعلامية الاخرى غير اخبار التوبيخ والتهديد بنفاذ صبر الادارة الامريكية من سوء اداء الحكومة المنصبة، من يكذب على من..! الرئيس الامريكي الذي يؤجج بسياستة الهوجاء نار الفتنة الطائفية والعرقية والاثنية في العراق أم رئيس الحكومة المنتخبة من قبل ايران الذي بات يتحالف مع الشياطين لتنفيذ اجندات طائفية لاهم لها سوى الانتقام من العراق وتقسيمة تحت غطاء المصالحة، عن أي مصالحة يتحدثون ومع من...! اذا كان التحالف الجديد الذي تم الاعلان عنة مؤخرا بين المجلس الاعلى والحزبين الكردين من جهة وحزب الدعوة من جهة اخرى يسمى مصالحة اذن أين مكان الائتلاف الموحد منها الذي من خلالة ابحروا الى بر السلطة، المفروض ان يكون هذا الائتلاف اقوى من التحالف المزعوم الذي هو في حقيقة الامرلا يعدو ان يكون سوى تكتل لتأسيس جبهة تكون على هبة الاستعداد لمواجهة تحالفات جديدة يروج لولادتها سياسيون يشاركونهم في العملية السياسية المنخورة وكل فريق منهم يتهم الاخر بالعمالة والتآمر وهذة الاتهامات تتطاير على المكشوف عبر القنوات الفضائية، وهناك من يقول الذي يتعامل مع الدول العربية عورة ومتآمر والذي يتعامل مع المخابرات الامريكية والصهيونية والايرانية ليس بعورة ويسمى تحالف وقوات هذا التحالف تبطش في كل يوم بالشعب العراقي وتدمر مدنهم وتنتهك اعراضهم وتسرق ثرواتهم ويسمونها قوات صديقة او قوات محررة سبحان اللة الذي فرق جمعهم وبدد أئتلافهم  بعد ان كانوا فصيل واحد في فنادق الخمس نجوم واصبحوا اليوم متشرذمين كل فرد منهم يتربص للاخر ويبحث عن ضالتة في دهاليز المنطقة الخضراء بعد ان اختزلوا خيرات العراق في حقائب السفر. ان هذة التحالفات التي تتم تحت غطاء المصالحة ليست الا تقية لتقسيم العراق وتشرذم شعبة وهي في نفس الوقت تغطية على تخبط وتمزق الفصائل المشاركة في العملية السياسية بسبب المصالح الشخصية والتناحرعلى السلطة والاختلاف على تقاسم الحصص والغنائم وسرقة المال العام التي اوصلت العملية السياسية المزعومة الى غرفة الانعاش بعد موت فكرة المصالحة ياترى الى اين سيصل العراق وهو الان على حافة الحرب الاهلية..! متى سيشفى غليل الصفويين من الانتقام والدمار.! متى سينتهي مسلسل القتل والحقد الطائفي البغيض، من سينقذ العراق من هذا المأزق، من سيخرج الحكومة من التوهان في هذا النفق المظلم. هل سيتمكن اللاعبون الاحتياط في العملية السياسية من عمل شيئ لانقاذ الحكومة من السقوط بعد ان كانوا مجرد ديكور لاكمال متطلبات تلك العملية وبات العراقيون يسمونهم في اللهجة العامية ب (اللكامة) كناية لوصف من يلهث وراء المصالح الشخصية لاشباع رغبات وغرائز التشبث بالسلطة والتمسك بالمنصب بالرغم من تكرار حالات الاهانة والاذلال والتهديد بالتعامل مع الارهاب عند الخروج عن بيت الطاعة لذلك نجد كل واحد منهم جاهز لعرض خدماتة من اجل ارضاء دراويش البيت الابيض، ويطل علينا في الوقت الضائع السيد طارق الهاشمي بعد كل ازمة توشك ان تعصف بالعملية السياسية المتهرئة الى الانهيار وأبداء استعدادة لاجراء عقد زواج متعة ليتسنى انتشال الحكومة من توهان تضميد جراحاتها المتناثرة ويتوج بزفاف انظمام حزبة الاسلامي الى التحالف الجديد لانقاذ العملية السياسية من موت محقق لينال رضا الاسياد خصوصا بعد رسالة الغرام التي اعتذر فيها رئيس الوزراء عن الوصف القانوني الدقيق لصلاحياتة التشريفاتة التي يعرفها جيدا قبل مشاركتة في حصاد بيدر الغنائم.

   واخيرا لقد تعودنا على الجعجعة الفارغة لقادة التوافق وتخاذلهم عندما تكون مصالحهم على المحك حتى امسوا حصان خاسر في نهاية كل شوط ، بينما لا زال السيد بوش الغشيم يراهن على مشاركة السيد الهاشمي كلاعب احتياط في سباق المصالح الشخصية ليؤدي ما يعهد الية من دور لتحريك بوصلتة باتجاة مجلس النواب من اجل بذل الجهود لاعادة نواب كتلة التوافق الى البرلمان لاكمال النصاب القانوني لتمرير قانون النفط والغاز مثلما لعب دور كبير في تمرير الدستورالمشؤوم والفدرالية الانفصالية تنفيذا لأوامر مرشد الديمقراطية الاسلامية آية اللة العظمى السيد بوش سليل أل البيت الابيض قدس اللة سرة التي غالبا ما يتلقاها عن طريق هذة التكنولوجيا اللعينة المسماة بالدائرة التلفزيونية المغلقة والتي دائما ما تجلب لنا العار والدمار. 

Talal _barakat1@hotmail.com

 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الخميـــس / 12 / تمـــوز / 2007