وليد الزبيدي

شبكة المنصور

 

                                     

 


تحت عنوان الديمقراطية والحرية، وعناوين اخرى، بدأت موجة اصدار الصحف في العراق، قبل ان تبدأ الاذاعات وزخات كثيفة من الفضائيات، وانطلقت هذه الصحف تهلل للاحتلال وتمجده، ولأن غالبية الذين تسلموا ادارة هذه الصحف، ليسوا بالمحترفين، فقد وظفوا جميع الكتابات لخدمة الاحتلال، ومن جهتها تحركت المنطقة الخضراء، لتعمل باتجاهين، لضمان بقاء السلطة الرابعة خانعة تعمل لخدمتها، ففي الطريق الأول، اسست القوات الاميركية شبكة الاعلام العراقية، وباشرت بإصدار صحيفة ومن ثم قناة تلفزيونية وتفرعاتها، وجاءت برؤساء تحرير من الذين دربتهم الادارة الاميركية في براغ والولايات المتحدة، كما ظهرت صحف اخرى لأحزاب وشخصيات تتفاخر بتبعيتها للأميركيين، ولا شك ان هذه المؤسسات، لا هم لها سوى التطبيل للاحتلال والترويج له، وحاولت هذه الصحف والاقلام المأجورة، اختراق وحدة الصف العراقي والتأسيس للفتنة والفرقة في جميع طروحاتها وافكارها.

أما الطريق الثاني، فقد اتخذ اسلوب الدعم المادي، ويتردد ان المنطقة الخضراء كانت تدفع مبالغ طائلة عن الاخبار التي ترسلها الى عشرات الصحف والمجلات، التي انتشرت في ظل الاحتلال، وبعد ان تمت غربلة تلك الاعداد الهائلة من الصحف، انتقت مجموعة منها، لتبدأ تزودها بمقالات وبيانات تأتي من المكتب الصحفي الضخم داخل المنطقة الخضراء، وتهاجم هذه المقالات جميع القوى والاصوات الوطنية، وتكيل المديح لمن ساروا في مسارب الاحتلال، ويتم دفع مبالغ طائلة عن نشر تلك المقالات، التي تظهر في العديد من الصحف بذات الصياغة والاسلوب، ولا يخفى مصدرها على احد من العراقيين.

بهذا الاسلوب، تمكنت المنطقة الخضراء من ضم غالبية الصحف الى جوقتها، واخذت الكتابات والافتتاحيات والصور ورسوم الكاريكاتير تترى يوميا وتوزعها تلك الصحف في الشارع العراقي.
لم يكتف الاميركيون بذلك، بل ان فريقا اواكثر من العسكريين اخذوا يزورون الصحف، ويعنفون الذين يتجاوزون الخطوط المرسومة، وعندما نشرت صحيفة (الساعة) خبرا عن اغتصاب جنود اميركيين لفتاة في مدينة الحلة، سارع الفريق العسكري الاميركي الى زيارة الصحيفة، التي كان يرأس مجلس ادارتها د.احمد الكبيسي عالم الدين المعروف، وللأسف الشديد نشرت الصحيفة اعتذارا وتكذيبا في العدد اللاحق، في حين ان الواقعة صحيحة، وتم تهديد المندوب الصحفي ان تعرض الى مثل هكذا موضوعات.

اما المبالغ الطائلة، فقد انهالت على الصحف من الاعلانات التي تروج للعملية السياسية والانتخابات والدستور والانتخابات الاخرى، فقد تم دفع مبالغ طائلة لتلك الصحف، التي عملت على اقناع شرائح كثيرة من العراقيين، بأن الانتخابات هي الحل السحري.

للأسف ان غالبية اقلام هؤلاء التحقت في قوافل تدمير العراق.
 
      

                                      شبكة المنصور

                                    25 / 04 / 2007

أقـــــــــــلام للتـــــــــــدميـــــــــــر