بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

من الذاكرة

 ايام برفقة المفكر العربي الاسلامي الرفيق المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله

 
شبكة المنصور
احمد هنانو دبوس
 

بعد إطلاعي على حوار موقع العربية نت مع الرفيق اياد عفلق عن اعلان اسلام القائد " اموت على دين الاسلام " وجدت نفسي امام واجب قومي  تاريخي لاروي قصة مرافقتي له لعددة اسابيع وما سمعت منه عن رايه بالاسلام والعروبة.

كلفت من قبل التنظيم الحزبي في مدينة ميونيخ – المانيا مطلع عام 1961 بمرافقة الاستاذ ميشيل بسيارتي اثناء تواجده في مدينة ميونيخ برفقة الرفيق الدكتور سامي الدروبي الذي جاء للعلاج في احدى مستشفيات ميونيخ.

كنت اعرف الاستاذ عن بعد في لقاءات حزبية في دمشق وحلب. آخر مرة رأيته في مدينة حلب عام 1958 قبل قيام الوحدة عندما حضر مع الرفيق المرحوم صلاح الدين البيطار والرفيق المرحوم اكرم حوراني ، تم اللقاء مع القاعدة الحزبية لاعلان حل الحزب !!! تم ترديد الشعار اول الاجتماع واعلنت القيادة حل الحزب من اجل الوحدة !! واذكر عندما وقفنا لترديد الشعار آخر الاجتماع اعلن المسؤل بعدم ترديد الشعار لانه لم يعد هناك حزب !! بكينا جميعا وكان وداعي الاخير للحزب وقيادته وسافرت بعد سنة لالمانيا للدراسة.

جاء الاستاذ ميشيل والدكتو سامي ومرافق للاستاذ رفيق من فلسطين لم اعد اذكر اسمه ونزلوا في فندق عدن جانب محطة القطارات الرئيسية في ميوميخ. دخل الدكتور سامي المستشفى وبقيت مرافقا للاستاذ من الصباح حتى المساء والقيام بزيارة الدكتور سامي في المستشفى يوميا.

كانت احاديثه كالعادة عن نضال الحزب وفكر الحزب وهذا ما اعرفه من كتاباته التي كنا نقرأها دائما اما معرفة الاستاذ عن قرب وليوم كامل وكنا ثلاثة فقط عن احاديثه باسهاب عن الاسلام والعروبة والعروبة والاسلام وفكر الحزب والاسلام والرسالة الخالدة للحزب الاسلامية  بنظرة تحليلية عميقة ومسندة بالايات القرآنية والاحاديث النبوية !!! وكان يردد على الرفاق ان يعيشوا حياة محمد في الداخل !!! تعمقه بالدين الاسلامي والنظريات العلمية العالمية ونقده للفكر الماركسي الاممي الملحد بالله ، اكتشفت ميشيل عفلق جديد لم اعرفه من قبل وكما قلت كنت احفظ كثيرا من كتاباته عن ظهر قلب.

كل يوم اقابل الرفاق الحزبيين واطلعهم عن الاستاذ وبعد عدة ايام سالني احد الرفاق هل كنت اليوم مع الاستاذ ... وقاطعته نعم كنت مع الشيخ ميشيل !!!! وحدثتهم عن الفكر الاسلامي العربي وحفظه للقرآن !!!

وكنت اتساءل مع نفسي لماذا لم يختار هذا الانسان العظيم مهنة امام وخطيب مسجد او مفتي للديار الشامية ؟؟؟

واخيرا لا بد لي من ذكر ما لا يعرفه الكثيرون عن روح الاستاذ المرحة وسرعة البديهية واذكر الحادثة التالية:

اول يوم زرنا الدكتور سامي في المستشفى في الدور الثالث وكان هناك مصاعد قديمة عبارة عن صناديق خشبية بلا ابواب ولا تتوقف بل تبقى في الصعود والطرف الاخر بالهبوط وهذه المصاعد تجري بشكل بطئ وعلينا بالاسراع  للدخول الى المصعد ، توقف الاستاذ قليلا ولم يصعد وقلت له اعطني يدك استاذ ميشيل اجابني اصعد انت اولا وساتكل على الله بعدك .....

رحمك الله استاذي الكبير احمد ميشيل عفلق .....

 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الخميـــس / 12 / تمـــوز / 2007