بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الــكـيمياء الـعـراقـيـة
بـين الـفشل الأمـريكي والـفـشل الـفـارسي

 

 

شبكة المنصور

الوعي العربي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
صدق الله العظيم

في الوقت الذي يبدأ فيه جلاوزة العصر وعملاء وأزناب الإحتلال الصهيوامريكي والفارسي الصفوي ببدء فصل جديد من فصول المحاكمات التي تجري في العراق و من العبث إن نطلق عليها محاكمات وهي تقديم نخبة من أبناء العراق إلي المحكمة الجنائية العليا لمحاكمة هؤلاء النخب وإصدار أحكام بالإعدام في حقهم علي ما أسموه (قمع الانتفاضة الشعبانية) وذلك عقب إنتهاء العمليات العسكرية في الكويت بعد وقف إطلاق النار الذي تعهدت به أمريكا وحلفائها أثناء إنسحاب الجيش العراقي من الكويت في مثل هذا الشهر من آب – أغسطس لعام 1991 وكعادة ممن ليس لهم عهد وميثاق من بني صهيون أغارت القوات الأمريكية علي أرتال الجيش العراقي في صحراء العراق فقتلت منهم عشرات الآلاف من المدنيين والجنود والتي تفحمت جثثهم ودفنت في وديان وصحاري العراق والتي استغلها الغزاة ومن أتي معهم فيما بعد بالترويج الإعلامي المفبرك باسم المقابر الجماعية في إشارة منهم إلي نظام حكم صدام حسين . لقد انتهز بعض عراقي الجنوب والمهاجرين من إيران مما تربطهم علاقات وأصول فارسية ولهم علاقات مخابراتية إيرانية في ذلك الوقت بإستغلال هذه المذابح التي وقعت للجيش والجنود والمدنيين العراقيين وأرادوا إن يُحدثوا تمرداً علي النظام العراقي فعاثوا في الأرض فسادا فقتلوا ودمروا واغتصبوا النساء واعتقلوا الآلاف من شباب الجنوب ونَصبوا من أنفسهم قُضاة وقاموا بإصدار أحكام الإعدام في حق العراقيين العرب شيعة وسنه لقد دمروا كل المؤسسات والمساجد والأضرحة اقتحموها لم يتركوا مكاناً إلا ودنسوه لقد أصبحت مدن البصرة الفيحاء وكل مدن الجنوب خراباً ودماراً ورائحة الموت تفوح من كل مكان كما لو كان المغول عادوا وأن هولاكو لم يمت وانه عاد تواً إلي العراق من جديد أن هذا التمرد يفوق الوصف ولا يقارن علي ما عليه العراق ألان أو يقاربه فما كان من الحكومة العراقية في ذلك الوقت إلا أن أعطت أوامرها إلي وحدات الجيش والطيران لقمع هذا التمرد الذي أراد أن يصل بالبلاد إلي ما عليه العراق ألان من فوضي وإحتلال فارسي . ما أشبه اليوم بالبارحة فاليوم يتكرر في توقيته نفس المشهد ونفس الشخوص ونفس المسرح مع إختلاف بسيط في السيناريو فهم أنفسهم أصحاب هذا التمرد ويتمردون علي أنفسهم و يقتلون بعضهم البعض . ففي الوقت الذي يحاكم فيه شرفاء ونبلاء العراق من خيرة الساسة والقادة ممن تمرسوا علي العمل القومي والعربي و ما قدموه للعراق والعراقيين من القضاء علي هذا التمرد الصفوي الفارسي تشتعل الساحة العراقية بأحداث القتال في كربلاء بين مقام سيدنا الحسين والعباس ما أطهر هذه الأماكن أثناء إحتفال هؤلاء الغوغاء بذكري ميلاد الأمام المهدي المنتظر عليه السلام وان كان المهدي من أفعالهم برئ والتي راح ضحيتها العشرات من ألقتلي ممن غُرر بهم في هذه الأساطيروبين أنصارعزيز الحكيم من فيلق الغدر الذي يشرف علي تدريبه وتسليحه جنرال الثلاث خمسات في البرلمان العراقي الفارسي هادي العامري وبين أتباع آية الله أتاري ( مقتدي الصدر) وإتباعه من عصابات النهب والقتل من جيش المهدي ولكل من أل الحكيم والصدر أماكن نفوذ وكلاهما يلقي دعما إيرانيا وإن كان هذا من غير المنطقي . إن الإحتلال الأمريكي والصفوي الفارسي هم معنيان قبل غيرهم في إشاعة الفوضى و إشعال الجنوب العراقي بإلخلافات بين أطراف ألطائفة الواحدة من أجل القضاء علي كل من الفريقين لكي يحصل كل منهم علي مغرمه وما لم تستطع إيران الحصول عليه في الماضي بالحرب تحاول الحصول عليه بالفتن والمؤامرات وأن ما حدث في كربلاء هذه الأيام من قتال وقتل وسفك دماء للعراقيين ما هو إلا مخطط مدروس وممنهج من قبل أمريكا وإيران وهذا ما يحدث دائما مع اقتراب نهاية الإطاحة بالعملاء فلكل من أمريكا وإيران مصالح مشتركة ولكن لكل منهما أجندته الخاصة فأمريكا تبحث لها عن مخرج لكي تطيح بحكومة المالكي وإيران تحاول من ناحية البحث عن إطالة أمد المالكي في الحكومة ولذلك تقوم دائما بخلط الأوراق وإشاعة فتن كما حدث من تفجيرات لمرقد الإمامين العسكريين في سامراء إبان حكومة الجعفري السابقة . واليوم يحدث نفس الشئ مع حكومة المالكي العميلة وان ما يحدث اليوم في العراق من مشاهد وإحتفالات فارسية مبالغ فيها وما ينتج عن هذه الإحتفالات باسم الإسلام والدين من ( لطم وندب وغرق في الدماء من جراء جلد الذات بالسكاكين والسلاسل) منها براء ويدخل في نطاق ما يسمي بالخطط الشيطانية و الجهنمية للإحتلال فهي وسيلة من وسائل المحتل لإغراق أبناء الشعب العراقي في مستنقع الرزيلة والخطايا والبعدعن المقاومة والجهاد وان كنا نحن من أبناء الشعوب الإسلامية ممن يحييون الاحتفالات الدينية إلا أن ما يحدث في هذه المناسبات باسم الدين يقع في باب الموبقات و أن المحتل وازنابه من العملاء يريدوا للعراق والعراقيين الغرق في مستنقع المخدرات والحبوب المخدرة والجنس والسرقة وزواج المتعة التي انتشرت بكثرة هذه الأيام في العراق وذلك للقضاء علي مكمن القوة والمقاومة عند الشعب العراقي وبذلك يستطيع الإحتلال تنفيذ مشاريعه الإستعمارية . لقد صدق أبوعدي الرئيس الشهيد عندما منع الاحتفال بهذه الطريقة الغير أسلامية والتي لا تمت إلي الدين بصلة وعمل علي الحفاظ علي مراقد ألائمه من عبث العابثين والأشرار ولقد أعاد المحتل الصهيوامريكي والفارسي منذ اليوم الأول للإحتلال هذه البدع العبثية والتي لا ترقي إلي الإسلام في شئ وبنفس الأسلوب والطريقة التي يتعامل بها المحتل الأمريكي في العراق من دعمه لمثل هذه الاحتفالات العبثية فإنها تقوم برعاية بعض الطرق الإسلامية الصوفية في الدول العربية وهي حريصة علي تقديم الدعم الإعلامي لمثل هذه الطرق و الدليل علي ذلك هو حرص السفير الأمريكي علي حضور احتفالات المسلمين بمولد سيدي احمد البدوي في طنطا احدي مدن مصر والقصد من ذلك هوإ بعاد المسلمين عن صميم روح الدين فأي دين هذا الذي يأتي بالألم والحزن والندب واللطم والسواد والدروشة واختلاط الحابل بالنابل من البشر لقد أراد الإحتلال إحياء وإزكاء أمور بعيدة عن الدين لكي يغرق العراقيون في ملذات العبث بينما المخططون البارعون من بني صهيون وبني صفيون يتآمرون وأي دين هذا الذي يأتي بالنواهي ما ظهر منها وما بطن وأي دين هذا الذي نسمع عن مرجعيته ولا تشاهده كما ولو كان الرجل الخفي . كل ذلك يأتي في الوقت الذي اشتدت فيه الضغوط السياسية والأمنية علي كل من فرعون ووزيره هامان وذلك لما أصاب كل من الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية من تصدع وانهيار وإنشقاقات في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والإسلامية ضرباتها للإحتلال وأزنابه من العملاء بلا هوادة ولم يبقي أمام بوش وجنوده وعملائهم إلا الهروب من ارض الرافدين وان ألفرصه الأخيرة تكمن في الآلية التي يخرج بها هذا المحتل بأقل الخسائر الممكنة .أن حكومة العملاء في سباق مع الزمن للبقاء في المنطقة الخضراء أكبر وقت ممكن ولا زالت مهمة المالكي وبوش هي القيام بعمل ترقيعات ومناورات فتارة يلجوا إلي سوريا وتارة يلجوا إلي إيران وتارة يتبادلون الإتهامات مع بعضهم البعض أن بوش والمالكي هم وجهان لعمله واحده فكلاهما طائفي وعنصري و كلاهما فاشل بينما نشاهد إنهيار أركان حكومة المالكي أيضا نشاهد انهيار إدارة بوش وتساقط أركان إدارته بالاستقالات كل يوم .ولكن إلي متي يستمر هذا الصمت العربي والي متي تبقي رقاب العراقيين تحت مقصلة الإحتلال الخارجي والإحتلال الداخلي إلي متي تستمر هذه الفوضى الخلاقة والتي خلفت الموت والدمار والإغتيالات والتصفيات الجسدية وسيطرة عصابات القتل الطائفية علي المدن والوزارات لا بد من إعترافهم بالفشل أو الإجبار علي الإعتراف إن استمرار فرعون وجنوده من المارينز في جعل مصير الشعب العراقي مرهوناً بإرادته هو درب من دروب الخيال وقد حان وقت الحساب و علي الشعب العراقي من شماله إلي جنوبه ومن شرقه إلي غربه إن ينهض من كبوته وان يقف وقفة رجل واحد وأن يضرب بيُد من حديد علي رؤوس هؤلاء القتلة وازنا بهم الذين يتشدقون بالحرية وحقوق الإنسان فقد حان وقت قطف الثمار وها اليوم يعترف هنري كيسنجر أحد مهندسي سياسة الغزوعلي العراق بقوله بأنه لم يعد هناك أملا في تحقيق نصر عسكري في العراق وأن الأمر يخرج عن نطاق السيطرة ولا يستطيع الإحتلال وعملائه من وقف عجلة مقاومة هذا المشروع .وفي ظل أجواء التأمر ضد العراق والشعب العراقي يتزايد الجدل الأمريكي بين جنرالات البنتاجون أنفسهم عن خطط الهروب وهذا يتناقض مع ما يظهره بوش وعصابته من أن الأوضاع في العراق تسير علي مايرام وخير دليل علي ذلك ما يقوم به العراقيون من احتفالات دينية كذلك قال بوش في خطابه أمام المحاربين القدماء بأنه يتم إلقاء القبض والإعتقال علي 1500 إرهابي أسبوعيا (مقاوم) وهذا دليل علي تقدم الوضع العراقي أي انه سوف يلقي القبض علي ثلاثين مليون عراقي حتي يستقر الوضع في العراق .أن فرعون وهامان ومن سوف يأتي بعدهم يجهلون حقيقة هذا الشعب ولن يتوصلوا إلي معرفة سر هذه التركيبة العجيبة في الشعب العراقي لأنهم لا يفقهون إن سر هذه ألتركيبه في العراقيين أنفسهم وفي داخلهم ولن ينفع بوش أو المالكي إلا البعد والهروب عن هذه البلد . رحم الله الشهيد صدام حسين عندما قال مقولته الشهيرة والتي تذكرتها اليوم في احدي رسالاته التي وجهها إلي الشعب العراقي عبر تسجيل صوتي له بعد الغزو عندما قال في أن العراق هي كيمياء ولا يعرف معادلات هذه الكيمياء إلا العراق و العراقيين أنفسهم ولا عزاء لأمريكا والفرس الذين فشلوا في حل معادلة هذه الكيمياء .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 01 / أيلول / 2007