الرئيسة : بنت رويْس!

 

شبكة المنصور

فرات ناجي

 

من تطلق على نفسها اسم مريم الريّس، أسمها الحقيقي مريم طالب (أو مطيلب) رويْس، والرويس في العامية العراقية تصغير (رأس)، وهذا ينطبق على كل أنواع الرؤوس، وعلى هذا فلا صلة للمذكورة برياض الريّس الناشر المشهور في لندن، ولا صلة لها أيضاً بالأسر الكريمة التي تحمل أسم الريّس في العراق وفي سائر الوطن العربي.
وقد كتمت غضبي، ولجمت قلمي، عن أن اذكر كل ما أعرفه عن هذه ألـ (مريم) خصوصاً وأنني املك الكثير من المعلومات التي ربما أغرت سوايّ بنشرها، وكان المانع بالنسبة إلى هو أن الذي نناقشه ونخوض فيه بشأن حكام العراق الجدد إنما يتعلق بالمواقف من الوطن والوطنية وبالأداء السياسي وليس التعرض إلى (ما هنالك!!) من الأمور الشخصية أو الأخلاقية!.
مريم رويس محامية فاشلة لها مكتب تعشش فيه العناكب داخل قيصرّية في منطقة الزعفرانية وقد تخرجت نهاية التسعينات بصعوبة بالغة بعد أن فشلت كل محاولاتها بالظهور بمظهر (البعثية المناضلة) من خلال انخراطها بنشاطات الاتحاد الوطني لطلبة العراق كعضوة فعّالة فيه، والسبب كمية العقد النفسية التي تحملها بسبب انحدارها الاجتماعي المتواضع، ونبز زميلاتها في الكلية لها بأنها (مريم أم الوسخ) أو (الحاروكة) لسعيها بزملائها وزميلاتها إلى مكاتب وشُعب الحزب!.
وجاءت فرصة مريم رويس الذهبية بدخول قوات الاحتلال إلى بغداد لتنطلق انطلاقة صاروخية تتحدى فيها قوانين الزمان والمكان لمصادفات هي سعيدة بالنسبة لمريم رويس إذ تحولت بين ليلة وضحاها إلى مظلومة شيعية تريد إنصاف الشيعة من ظلم القرون الماضية، ولمواهب ذاتية تحالفت مع الفرصة السانحة وبسبب قلة الكوادر وحملة الشهادات في صفوف أحزاب أتباع آل البيت، تسللت مريم وفي خط متعرج ولكن تصاعدي لتكون في حاشية احمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني، ورجل إيران والموساد وواشنطن معاً، فرشحها لتكون عضوة المكتب السياسي للمجلس السياسي الشيعي الذي تعتبره مريم رويس انطلاقتها الحقيقية، وتعتبر احمد الجلبي رجل المرحلة، لم لا والجلبي كان في اجتماعات مجلس الحكم المنحل يصرح دائماً بأنه ورفاقه في المجلس يصنعون التاريخ؟!.
الجلبي صمم قائمة أصحاب المقابر الجماعية، وكان صوته في تصميم تلك القائمة يعلو على صوت محمد رضا أبن السيستاني الذي تحول هو الآخر من مترجم لهمهمات وزمزمة أبيه إلى صانع نجوم في العراق الجديد!.
ومريم بدفع ٍ من عُقدها القديمة المستعصية التي تشمل العنوسة والجذر الاجتماعي، وعقدة العقيدة والطموح الذي يدفع ثمناً له كل شيء لم تٌضّع الفرصة، لكن فحصاً دقيقاً لسيرتها - السياسية - يوضح لنا أن العُقد لا تزول بسهولة لكنها تتمظهر بمظاهر شتى.
اذهبوا - مثلاً - إلى الموقع الذي صممته لمريم وكالة مريبة لها اسم أقرب إلى أسماء المحافل الماسونية هو (وكالة أسرار الشرق) وانظر مريم في صورتها التي تحوم حولها الفراشات - المعادل الموضوعي للذباب - وهي مثقلة بالحلي والزينة، وإلى صورتها وهي ترفع جهاز الموبايل بقرب مزبلة، أما خلفية الصورة فإنها بلون وردي فاقع، ثم تدخل إلى الموقع فلا تجد شيئاً سوى مدائح لا تعلم من كتبها بحق (الأستاذة) وسيرة لها مدلّسة تبتدئ بعد الاحتلال ولا تشير إلى أي نشاط أو حراك لها سبق 9 نيسان 2003!! ولكي تستغفل من لا يعرفون جذور المسألة فإنها قالت في لقاء صحفي جواباً على سؤال لمحاورتها هو : هل تطمحين برئاسة الجمهورية، فكان جواب بنت رويس : أتمنى أن أكون رئيساً للجمهورية خاصة وأنه يتناسب مع اسمي!!.
ولعل من ابرز مواهب مريم ما تتطلبه السياسة في عراق اليوم خصوصاً لدى قائمة الائتلاف من الوقاحة وسلاطة اللسان والكذب والتقية وجرأة المجازفين مما رشحها بعد أن فشلت في الانتخابات الأخيرة إلى أن يختارها نوري المالكي المغرم بالمستشارات ويتخذها مستشارة لا يعلم إلا القليلون اختصاصها الدقيق وبمَ تشير على المالكي، فهي مستشارة (دولة) رئيس الوزراء للشؤون الخارجية تارة، وهي مستشارته في الشؤون القانونية تارة أخرى، وقيل بل مستشارته في الشؤون والمتابعة وأنكره بعضهم فقال بل إن بنت رويس مستشارة دولة رئيس الوزراء لشؤون المحافظات، وهذا يفسّر لنا تصريحاتها في كل شأن فهي تصّرح في الشؤون السياسية والبرلمانية والعسكرية والاجتماعية والدولية وشؤون المرأة وشؤون المرجعية، ويقال أن منافستها للناطق باسم الحكومة علي الدباغ دفعه للانتقام منها فتزوج منها زواجاً عرفياً أو زواجاً مؤقتاً (نكاح متعة) الذي هو بلغة الإيرانيين (سيغة) وطار بها إلى لندن لقضاء شهر العسل، وإذا صح ذلك (والعهدة على الراوي) فإن الجدل في حالتها الاجتماعية انقطع بين قائلين أنها آنسة، وقائلين بل هي سيدة ليستقر وضعها على أنها في منزلة بين المنزلتين مع الاعتذار لمشايخ المعتزلة!.
وبرغم ترويج الشيعة لهذا الضرب من النكاح واستقتالهم للدفاع عنه وإنشاء مؤسسات تنظّمه في الكاظمية والنجف وكربلاء والبصرة وغيرها، وبعض المؤسسات تصّدى لإدارتها رموز من أبناء رموز بحجم عمار أبن عبد العزيز الطباطبائي (الحكيم) الذي لا يعدم وسيلة لجذب الدنانير - العراقية والكويتية - والتومانات حتى وان بجمع رأسين في شبهة! بالرغم من ذلك كله فإن مريم التي يطلق عليها بعض المتحمسين الشيعة في المواقع الالكترونية صفة الزينبية ليست راضية فزواجها المؤقت من تاجر البهائم سابقاً والخبير في شؤون المرجعية لاحقاً والناطق بلسان دولة رئيس الحكومة أخيراً ليس ما تطمح إليه خصوصاً وأن وضع الحكومة الهش لا يشجع على مغامرات غير معروفة النتائج!
مريم رويس كما ذكرنا خدمتها ظروف ملتبسة يتميز بها عراق اليوم لكنها خدمت نفسها بمواهبها في التزلف والنفاق والوقاحة والقفز المستمر بين الكتل وواحد من الأدلة على ذلك انخراطها بـ (فضيحة البلوتوث) وقيامها بدور البطولة فيها إذ صورت مشاهد إعدام الرئيس الراحل صدام حسين بالاشتراك مع الحثالة الكظماوي قائد فرق الموت (بهاء الأعرجي) وقبضهما معاً مبلغ (20) ألف دولار ثمناً للفيلم أخذت منه بنت رويس (18) ألف وأعطت للأعرجي 2000 دولار فقط وقد قبلها القائد في التيار الصدري شاكراً لأن عقده القديمة (الدونية) والقبول بأي صنف من أصناف السحت اشتغلت كلها في تلك الصفقة مضافاً إليها ما يحمله من ثقافة (الحواسم) التي لا تتعفف في عن شيء. أما صفة بين رويس التي أهلتها لحضور حفلة الإعدام فكانت لأنها (مستشارة دولة رئيس الوزراء لشؤون الحبال)!!.
ودولة رئيس الحكومة يسير على خطة منهجية وضعها له الإيرانيون وعمموها على مكونات الائتلاف وهي الاحتفاظ بكل أعضاء الجمعية الوطنية المنحلة الذين فشلوا في الانتخابات الثانية وتعيينهم بصفة مستشارين وخبراء وعلماء ليحتفظ بجحورهم في المنطقة الخضراء لغرض الحماية وليتمتعوا برواتب وامتيازات منصبين، ولو كانت مريم تعرف ذلك مسبقاً لما جازفت بتوزيع (المساعدات) التي جهزّتها بها (منظمة إنسانية) هي واجهة لجيش المهدي تعمل في الزعفرانية تحت عنوان (الهلال الأحمر الإماراتي) باعتبارها فرعاً له من اجل كسب الأصوات التي لم تحصل عليها ـ بدلاً من توزيعها على أقاربها المحتاجين ممن لا يصلحون للعمل كحماية للسيدة بنت رويس!!!.

 

 

 

شبكة المنصور

15/05/2007