فرات ناجي

شبكة المنصور

 

                                     

 

       

 

" من قال إن البريطانيين يعذبون المعتقلين في البصرة ؟ معاذ الله بل إنهم يعطون لكل معتقل يطلقون سراحه بطانية وباكيت بسكويت ، ويدّسون في جيبه مبلغاً من المال !! " هذا التبرير السمّج كان قدّمه ( وائل عبد اللطيف ) عندما كان محافظاً للبصرة بعد الاحتلال مباشرة ! .


والبريطانيون بالنسبة للقاضي وائل عبد اللطيف رفاق سلاح ، وهنا يزول العجب من محاولته تلميع صورتهم فقد تأسس بعد الاحتلال جهاز قمعي مشترك بين البريطانيين والمليشاويين سمي حينها بـ ( استخبارات الشرطة ) تولى مطاردة البعثيين ومن يتهم بمعاداة الاحتلال ( وما أكثرهم ) وقد كتب عدة مراسلين لصحف بريطانية عن المعتقلات العديدة التي يديرها ذلك الجهاز والتعذيب القاسي الذي كان يتم بأيدي عراقية مستعيناً بالمئات من المخبرين من عمال النظافة والباعة المتجولين ! كانت مهمة القاضي وائل عبد اللطيف حينها التنسيق بين الطرفين البريطاني والميليشاوي في ذلك الجهاز ! .


والقاضي معروف عند أهل البصرة جميعاً أنه طرد من الخدمة زمن النظام السابق لأكله السحت الحرام من الرشاوى وجوره في الأحكام حتى جاء الاحتلال الانكلوسكسوني الذي أنصف المظلومين من مظلوميتهم وأعاد إليهم اعتبارهم من أمثال القاضي المرتشي والذي سارع إلى مغازلة الأحزاب الطائفية في البصرة حتى رشحوه للمحافظة ورفعوه أيضاً إلى مجلس الحكم المنحل

 .
بعيداً عن ماضي القاضي المثير والمليء بتفاصيل تنسجم مع تاريخه السابق من قبيل تفكيك معامل التصنيع العسكري ومعمل الورق والحديد والصلب وشحنها إلى إيران ومساهمته الفاعلة في سرقة الكاز من جزيرة ( الداكير ) وسط مجرى شط العرب ، بعيداً عن ذلك كله فإن الرجل تحول بين ليلة وضحاها إلى ليبرالي وعلماني وانضم إلى قائمة العلماني الحالي والبعثي السابق ( إياد علاوي ) القائمة العراقية ، وهي خطوة لم يستغربها المطلّعون على خفايا الأمور بل إن رئيس مجلس النواب محمود المشهداني في واحدة من تعليقاته الجريئة خاطبه قائلاً : ( ليش مكانك في القائمة العراقية ... مكانك الطبيعي في قائمة الائتلاف ) !! وهذه الدعابة تختصر قصة رحلة القاضي من أحزاب ولاية الفقيه واللطم والهريسة إلى العلمانية والليبرالية وباقي الشعارات الرنانة .


عُرف القاضي وائل عبد اللطيف بسلاطة اللسان وباختلافه مع شعارات ومبادئ القائمة التي ينتمي إليها صورياً ، فهو واحد من ثمانية من العراقية صوّتوا لتمرير مشروع قانون الفدرالية ، ووقف موقفاً معادياً لجبهة مرام التي تأسست للطعن بنتائج الانتخابات ، بل إنه من أول الداعين إلى إقامة الأقاليم والتبشير بإقليم الجنوب الذي يراد منه أن يكون دولة لآل الحكيم وأسياده من الإيرانيين ! ، وهو يهاجم قائمته ورئيسها في كل فرصة تسنح له ومنها تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها قائمته بأنها ممزقة وحمل رئيسها إياد علاوي المسؤولية عن ذلك ، وكانت تصريحاته المنفعلة لسبب واحد فقط هو أن علاوي جامل العرب السنّة فطالب لهم بدور سياسي اكبر وساوى بين الحكومة والإرهاب وهذا ما لا يقبله منطق القاضي مطلقاً .


ووائل عبد اللطيف بوق من أبواق الحكومة فهو ما زال مصراً على أن حكومة المالكي هي حكومة وحدة وطنية حقاً ، وكاد أن يقترب من موقف طالباني الذي أسرف في الثناء فقال بل هي حكومة إنقاذ ! والمتداول في شأن النائب الشلماني ( شيعي + علماني ) هو أنه مدسوس على العراقية بأمر من الائتلاف منذ وقت مبكر فهو من الناحية علاّس الائتلاف على علاوي وقائمته ! مقابل أن تبقى حصته من النفط والكاز والمشتقات الأخرى المسروقة والمهربة محفوظة وكاملة غير منقوصة ! .


وشأن القاضي وائل لا يخفى بالطبع على الكثيرين من أعضاء القائمة وقد حاول الكثيرون وعلى رأسهم أسامة النجيفي إقناع علاوي بطرد المنافقين والعلاّسة الذين يقودهم القاضي من القائمة لكن علاوي لم يفعل وهي خطوة فُسرت على أن علاوي المغرم بإقامة الجبهات يريد أن يجعل قائمته جبهوية تُمثل فيها الأطياف تمثيلاً واسعاً ، وهذا ما دعانا في مناسبة سابقة إلى وصف العراقية بأنها ( لملوم علاّوي ) !! حيث ترى فيها الأعضاء ذوي الجذور السنّية تختلف مواقفهم في كل شأن عن الأعضاء ذوي الجذور الشيعية ، وهكذا بالنسبة لباقي الأطياف والمكونات .


والذين يفضلون القيام بدور محامي الشيطان لهم رأي آخر في تحوّلات القاضي وائل ، فهم يقولون أن الرجل لا يمتهن العلس والتجسس على القائمة العراقية وإنما كان يستشرف المستقبل فرأى أن العاقبة لليبراليين في عراق الغد على الرغم من كل ما يظهر على ساحة السياسة الأمريكية المناصرة لائتلاف العمائم الإيرانية ، فإذا صحً ذلك فإننا يمكن أن نجاري أولئك في رأيهم بخصوص القاضي اللطيف ، فنقول : ربما ... فقد شهدت البصرة قبل انتخابات نهاية كانون الأول 2004 مظاهرات صاخبة لصبيان وشباب البصرة تسخر من قائمة الائتلاف ( 169 ) وقتها ورمزها الشمعة وكانوا يهتفون :
ما نريد شمعة وفانوس
نريد علاوي أبو فلوس
فأعتبر ذلك الهتاف نبؤة صادقة ، أو تسريباً أمريكياً على ألسنة بريئة !
ولله في خلقه شؤون
.

 

 

 

                                      شبكة المنصور

                                    23 / 04 / 2007

هل عرفتم من القاضي العّلاس في قائمة علاوي.. وهل عرفتم تاريخه الساطع ومآثره بحكومة المالكي..إقرأوا غيض من فيض..!؟