بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لكي لا يقع البعض من الوطنيين في دائرة الخطأ ...

الدور المريب للأمم المتحدة في التآمر على المقاومة العراقية ..

 

 

شبكة المنصور

عبد الجبار سليمان الكبيسي

 

( 1 )

فيما يخص العراق , ومنذ عام 1990 , قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع اليد على الأمم المتحدة وفرضت الهيمنة المطلقة عليها ,وقامت , كما ذكرت دراسة أصدرها خبراء في جامعة ( ميتشيغان ) , بخصخصة (مجلس الأمن ) وتحويله الى قسم ملحق بوزارة الخارجية الأمريكية ...

نتذكر جيدا كيف أن مجلس الأمن عام 1990 أصيب باسهال شديد فتغوط عشرات القرارات الكريهة والجائرة والمفرطة بالظلم ضد العراق , بذريعة احتلاله الكويت , وبقرار من مجلس الأمن أرتكبت أكبر جريمة ابادة جماعية للبشر حيث قتل أكثر من مليون و850 ألف عراقي بضمنهم (560) ألف طفل جراء الحصار المجرم الذي فرضه مجلس الأمن على العراق والغير مسبوق في التأريخ البشري , غير أن مجلس الأمن نفسه وضع في ثلاجة الموتى ولاذ بصمت القبور عندما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على غزو العراق واحتلاله وتدميره .

بعيد احتلال العراق , أدركت الادارة الأمريكية حاجتها مجددا لأستخدام الأمم المتحدة , للسطو على أكثر من ( 17) مليار يورو من أموال العراق المودعة باسم الامم المتحدة في البنك الفرنسي  BNP بموجب اتفاقية النفط مقابل الغذاء , وقد تم ذلك للادارة الأمريكية حيث وافق مجلس الأمن على تحويل المبلغ المذكور الى صندوق تديره سلطة الاحتلال ...السيد (بريمر) استحوذ على (9) مليارات من المبلغ والمتبقي تم نثره على جنرالات الجيش الأمريكي وأعضاء مجلس الحكم (مجلس العقم حسب التسمية الشعبية العراقية ) وكانت حصة الطالباني والبرزاني (1,450 ) مليار واربعمائة وخمسون مليون دولار, فقط لا غير!!

لقد اكتنف دور الأمم المتحدة في العراق بعد الاحتلال التعتيم المريب والضبابية الكثيفة التي تحجب الرؤية عن الحقيقة بصورة مروعة , ورافق ذلك بقصد التضليل والخداع , حملة دعائية واسعة عن الدور (الايجابي) الذي ستضطلع به الامم المتحدة في حملة ( اعمار) العراق وتحسين ظروف المعيشة للسكان ... في هذه المساهمة , نحاول فتح كوة لينفذ منها شعاع من الحقيقة على الدور المريب لموظفي الامم في العراق كونهم فيلق من ال CIA ولخدمة المجهود السياسي والاستخباري  للاحتلال وهم مثلهم مثل الشركات الأمنية , بلاكووتر وأخواتها, ولكن في حقل العمل السياسي والاستخباري , وهذا ما يستوجب ويستدعي من فصائل المقاومة وأنصارها التصدي لهم بحزم وكما يعامل جيش الغزاة الأوباش .

في اطار صفقة اللصوص للاستحواذ على أموال العراق في البنك الفرنسي , أعطت رايس  موافقتها على افتتاح مكتب للامم المتحدة في بغداد شرط أن تقوم رايس بترشيح أسماء مسؤولي المكتب.... بتزكية من( ليلوش) و( برنار كوشنير) من قادة اللوبي اليهودي في فرنسا والمسكونين بحقد دفين على ( بابل ) لا يوازيه غير حقدهما على الرئيس صدام حسين , فقد طلبت رايس من كوفي عنان أن يكون ( سيرجي دي ميللو) رئيسا لمكتب الأمم المتحدة في بغداد وأن يكون نائبه اللبناني ( غسان سلامة ) والاثنان معروفان بعلاقتهما (اليسارية !) الوطيدة بأوساط اللوبي اليهودي في فرنسا ...بعد تفجير مقر الامم المتحدة في بغداد ومقتل ( دي ميللو) , هرب غسان سلامة الى بيروت ليتابع من هناك نشاطه التآمري المحموم ضد المقاومة العراقية ولخدمة الجهد السياسي للاحتلال .

ان العديد من العاملين في مكاتب الامم المتحدة بنيويورك مرتبطين بمؤسسات الادارة الامريكية ويخضعون لأوامرها وتوجيهاتها , فقد أوفدت رايس ( وكانت يومها رئيسة مكتب الأمن القومي الأمريكي) أحد مساعدي كوفي عنان , الجزائري (جمال بوعامر) , بمهمة سرية الى باريس للاجتماع بدبلوماسي عراقي سابق ولمعرفة مطالب المقاومة ( المتمردون !) وفي اللقاء استفسر (بوعامر) عن رأي المقاومة في مسألتي النفط واقامة قواعد عسكرية أمريكية في العراق.. سافر أحد الاخوة الى بغداد وعاد حاملا شروط ومطالب المقاومة الوطنية العراقية  وكما حددها الرئيس ( صدام حسين ) في أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2003 وقبيل أسره بأسبوعين , ان فصائل المقاومة العراقية المجاهدة ترفض أي شكل من أشكال الأتصال أو التفاوض مع الاحتلال الا بعد أن يعلن الاحتلال رسميا قبوله بشروط شعبنا ومقاومته المسلحة , وبعدها يجري التفاوض فقط لوضع برنامج لتنفيذ مطالب شعبنا ومقاومته الباسلة وهي ...

1- اعلان قيادة العدو رسميا الانسحاب الكامل لقواتها ولذيولها ولكل وجودها العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي من وطننا العراق وبدون قيد أو شرط .

2- الاعتراف بالمقاومة الوطنية بأنها الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه .

3- الغاء قرار حل الجيش وقوى الأمن الداخلي واعادتها وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال.

4- اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين والمسجونين بدون أستثناء مع الوقف الفوري للمطاردات والملاحقات والمداهمات وانسحاب قوات العدو الى مناطق تجمع يتم اختيارها بعيدا عن المدن والمناطق المأهولة بالسكان تمهيدا لانسحابها النهائي من أرض وأجواء ومياه العراق خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر .

5- أن يتعهد العدو وبقرار دولي من مجلس الأمن بالتعويض الكامل عن كافة الأضرار التي أصابت ولحقت بالعراق وشعبه جراء الاحتلال والعدوان والحصار منذ عام 1990.

6- أن يتعهد العدو وبقرار من مجلس الأمن باعادة المخطوطات التأريخية والآثار العراقية التي  سرقها والمافيات التي جاءت معه , من المتاحف والمكتبات والمواقع الأثرية العراقية .

7- أن يلتزم العدو ويتعهد بعدم مساعدة الخونة والمجرمين واللصوص على الهرب من العراق ويقوم بتسليمهم للمقاومة لاحالتهم الى محاكم عادلة وعلنية .

وفي 30/ كانون الثاني/2004 عاد ( جمال بوعامر) الى باريس ليستمع الى شروط ومطالب المقاومة , وحول النفط تم ابلاغه بأن الحكومة الوطنية بعد التحرير ستلتزم بالمصلحة العليا للعراق وبما تقرره منظمة الأوبك وبما يساعد على استقرار الاقتصاد العالمي , وخرج بوعامر مكفهر الوجه ومن يومها أدرك الأمريكيون أن المقاومة لن تساوم على المصالح الوطنية العليا ولن تقبل بغير التحرير الكامل والشامل للعراق .

( 2 )


اعتمد الغزاة المحتلون القوة العسكرية الهمجية كخيار رئيس في احتلال العراق وتدميره والغاء تأريخه وهويته العربية الاسلامية ومن ثم اعادة تشكيله وتلوينه وفق الرؤية الاستراتيجية للحركة الصهيونية والامبريالية العالمية .. استبسل شعب العراق في الدفاع عن وطنه وهويته وانتمائه وتأريخه وتراثه المجيد وتمكنت المقاومة الباسلة من تحقيق التوازن العسكري مع العدو في الميدان بعد العام الأول للاحتلال بالرغم من الأعداد الهائلة لقوات الاحتلال المجهزة بأحدث الأسلحة والتكنلوجيا المتطورة والمدعومة بعشرات الآلاف من جيوش أكثر من ثلاثين دولة  وبعشرات الآلاف من المجرمين الدوليين في شركات كلاب الحراسة وبجهد استخباري دولي  واقليمي وبمئات الآلاف من الميليشيا وعناصر المخابرات التي زجت بها كل من ايران والكويت الى داخل العراق تدعيما للاحتلال ولتدمير ونهب واحراق كل ما بناه وشيده وأنتجه شعب العراق .

منذ بداية عام 2004 , وخاصة بعد معركة الفلوجة الأولى , أدركت وتيقنت الادارة الأمريكية أن استخدام القوة العسكرية وحده غير كاف وليس بمقدوره ايقاف النهوض المتصاعد للمقاومة والتي توسعت قدراتها وشملت نشاطاتها جغرافية الوطن كله , فأخذ المحتلون باستراتيجية تصعيد وتكثيف العمليات العسكرية الهمجية وبموازاة ذلك باشروا بعمل سياسي واستخباري مكثف لخلخلة الحاضنة الشعبية لحركة المقاومة المسلحة , وبدأت التحضيرات والاستعدادات  على أكثر من صعيد لاطلاق ما سمي عملية انهاء الاحتلال ونقل ( السلطة للعراقيين) ,
واستنفرت لهذه المهمة أنظمة حكم ومنظمات دولية واقليمية وأجهزة مخابرات متعددة وشخصيات سياسية , وكانت الامم المتحدة ومجلس أمنها وكوفي عنانها في المقدمة ..

وصل الى بغداد , على عجل , الأخضر الابراهيمي اياه , رجل ال CIA بأمتياز , على رأس بعثة للامم المتحدة ومعه ( جمال بوعامر) وفي مواخير بيروت تم استنفار الثلاثي ( غسان سلامة , أديب الجادر , عصام نعمان ) وآخرين ,لتقديم المشورة والاقتراحات لبعثة الامم المتحدة المتواجدة في بغداد ( وللذين لا يعرفون - أديب الجادر - , هو أحد الحكماء الذين كلفوا من قبل ادارة كلنتون عام 1998 لتقديم دراسات - لعراق ما بعد صدام - وهبط في بغداد مع قوات الاحتلال في نيسان 2003 في الطائرة التي أقلته من الكويت مع الباججي ومهدي الحافظ وبسبب المحاصصة الطائفية , لم يحصل الجادر, لا على مقعد في مجلس ( العقم) ولا على كرسي وزارة فرجع الى بيروت في آب 2003 , مثله مثل الحمارالذي جاء يطلب قرنين فعاد مصلوم الأذنين . في بغداد ,تكثفت الاتصالات بين مجموعات وهيئات معارضة لمجلس الحكم والأخضر الابراهيمي وعناصر فاعلة داخل مجلس الحكم للوصول الى تفاهمات مشتركة لاعادة النظر في صيغة مجلس الحكم .

السيد (وميض عمر نظمي) والدكتور (حسين عبس) واصلا وكثفا الاتصالات واللقاءات مع الطالباني والابراهيمي ومع الدكتور طاهر البكاء من زمرة الحكيم ( وأيضا للذي لا يعرف حسين العبس , استحوذ على اموال للفريق عبد حمود وقام بتمويل جريدة العرب التي يصدرها وميض نظمي وهو يفاخر بأنه أول - اقتصادي !- يزور الكيان الصهيوني وأصبح مكتبه في المنصور مقرا للشركات الاسرائيلية والذي قامت المقاومة بتفجيره في عام 2004 وفي 16/تموز/2006 تمكنت المقاومة من تصفية الخائن حسين عبس مع اثنين من حراسه من الموساد).

مجموعة بيروت كانت على اتصال شبه يومي مع الابراهيمي ومع (وميض عمر نظمي) الذي حضر لأكثر من مرة الى بيروت للتنسيق والاتفاق مع (أديب الجادر) , وفي حينه نشر السيد ( عصام نعمان ) اقتراحه للابراهيمي لتشكيل حكومة عراقية مناصفة بين القوى المشاركة في مجلس الحكم والمجموعات المعـــارضة لمجلس الحكم   ( ليست المناهضة للاحتلال) وأن يكون رئيس الحكومة من المحايدين ! وأشترط نعمان في مقترحه أن لا يكون في الحكومة أي شخص من البعثيين أو من المتعاطفين معهم , التزاما بالقرار الامريكي باجتثاث البعث ومحاباة لأهل نعمته في طهران !... في السياق ذاته ,قام ملك البحرين بتوجيه دعوة لمجموعة من العراقيين المعارضين لمجلس الحكم , وسافر وفد من هؤلاء الى المنامة في شباط/2004 والمفارقة أن (غسان العطية) أحد عرابي الاحتلال هو من رتب الزيارة بناء على طلب ( الانصاري) المستشار السياسي لملك البحرين. بتوجيه وتشجيع من الامم المتحدة والبحرين والسعودية وسورية , عقد في بغداد , في فندق بابل , مؤتمرا للتجمعات المعارضة لمجلس الحكم تحت مسمى ( المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي ) ... باستثناء ( هيئة علماء المسلمين ) وبعض الرموز القومية التأريخية (السيد صبحي عبد الحميد , هادي خماس , وآخرين )والذين مرجعيتهم السياسية مناهضة الاحتلال , وشاركوا في المؤتمر تحت ضغوط الظروف الصعبة والمعقدة آنذاك , فأن غالبية المشاركين في المؤتمر يرتبطون مع مخابرات الدول الاقليمية المساندة للاحتلال وبعضهم كان مشاركا ولسنوات طويلة في النشاطات الأمريكية المعادية للعراق في مرحلة التحضير للغزو وهؤلاء ليسوا مناهضين للاحتلال بل يسعون للمشاركة في الحكم في ظل الاحتلال وينصب اعتراضهم على مسألة اقصائهم عن المشاركة في مجلس الحكم .

يمكن تلمس هذه الحقيقة من خلال تشخيص القوى المشاركة في المؤتمر, فالسيد ( وميض عمر نظمي ) الذي أصبح الناطق الرسمي باسمالمؤتمر , كتب في جريدة العرب التي يصدرها , بعد اللقاء مع الابراهيمي (( أكد وفد التيار ضرورة أن يكون للامم المتحدة دور فاعل في الاشراف على الانتخابات والاحصاء تأكيدا لنزاهتها , وبصدد البدائل المقترحة , اقترح وفد التيار القومي اعادة النظر في تركيبة مجلسالحكم والمقاعد الوزارية مع اقترانها برئاسة للوزارة من الشخصيات المشهود لها بالكفاءة وادارة هذا الموقع الكريم بعيدا عن التوزع العنصري والطائفي )) , وهو نفسه صاحب الرسالة التي بعثها الى المجرم ( نيغروبونتي) ينصحه فيها بما يمكن عمله !...

عضو الأمانة العامة للمؤتمر (الشيخ!) محمد الآلوسي , رئيس ( الكتلة الاسلامية) التي شاركت بكل النشاطات التي قادتها المخابرات الأمريكية والسعودية ضد العراق , وعضو قيادة الكتلة الاسلامية السيد ( حسين الركابي ) سافر الى واشنطن بدعوة من الخارجية الامريكية قبل غزو العراق وابنه ( أحمد حسين الركابي) كان نائب ( كاميران قره داغي ) في الاشراف على اذاعة ال CIA في براغ والموجهة ضد العراق , والذي أصبح (أحمد الركابي) بعد الاحتلال , رئيسا لشبكة الاعلام التي تديرها سلطة الاحتلال , والسيد ( فليح السامرائي) عضو قيادة الكتلة الاسلامية كان مشاركا في الاجتماعات التي تمت في أربيل قبل اسبوع واحد من الغزو والتي نظمها وأدارها الأمريكان وحضرها الطالباني والبرزاني والجلبي وعادل عبد المهدي وعبدالاله النصراوي وبقية رهط مؤتمر لندن ...الشيخ ( علي عبد العزيز) عضو الأمانة العامة للمؤتمر, رئيس الحركة الاسلامية الكردية , هو الآخر كان مشاركا في كل المؤتمرات التي نظمتها المخابرات الامريكية في بيروت وأربيل ولندن والمخابرات السعودية هي الممول والموجه المباشر لهذه المجموعة , و( احسان ) ابن الشيخ علي المقيم في لندن كثير التردد على سفارة أمريكا في لندن وينافس الدكتور( محمود عثمان) في كثرة التردد على سفارة الكيان الصهيوني في بريطانيا.... حزب (الاصلاح الديمقراطي) , عضو الامانة العامة للمؤتمر, ينشط ويعمل وفق أجندة النظام السوري الذي يموله ويوجهه وجل نشاطه كان منحصرا في تسييرالوفود الى سورية , وحسب قرارات مؤتمره الأول الذي عقد في ظل الاحتلال في فندق فلسطين , فان الحزب المذكور يرى في عمليات المقاومة ارهابا واجراما ويزعم أن انهاء الاحتلال يجب أن يتم فقط بالوسائل السياسية عبر الجامعة العربية والأمم المتحدة والحزب مشارك في العملية السياسية وأمينه العام ترشح لانتخابات البرلمان في مدينة الموصل ومني بهزيمة مدوية ومؤخرا أقفل الحزب مكاتبه في الموصل وبغداد بعد تعرضها لهجمات متكررة من رجال المقاومة .

ان موقف الحزب هو انعكاس للسياسة الخارجية السورية ولا يعبر عن واقع وتوجهات عناصر الحزب وكوادره.... أحد أقطاب المؤتمر( الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي) تم تعيينه رئيسا للوقف السني فجعل من مقرات الوقف مراكز لتجمع المجندات الامريكيات وعناصر(الصحوة) لمطاردة رجال المقاومة ...

أما رئيس المؤتمر( الشيخ !!؟) جواد الخالصي , المولود في طهران , فقد اعتمر العمامة بعد الاحتلال مخادعة للناس ولمقتضيات مهنته ودوره .. في عام 1981 عينه خامنئي عضوا في قيادة المجلس الاسلامي الأعلى الذي تشكل في ايران تحت أمرة وتوجيه ( طهراني) رئيس مخابرات ( نخست وزيري) وساهم المذكور في كل نشاطات المجلس المذكور ضد الدولة العراقية وضد الأسرى العراقيين ولخدمة الجهد الاستخباري والاعلامي الايراني, والى اليوم يرتبط المذكور استخباريا مع مكتب خامنئي ومع اللواء محمد ناصيف في سورية وفي نفس الوقت يحظى بالترحاب والتمويل من الاجهزة السعودية حيث يقوم بتسويق بعض العراقيين (الشيعة) للنظام السعودي.جذوره وجهده لخدمة ايران وهواه مع حسناوات سورية وتمويله سعودي وحباله في باريس.

جاء الانتصار الكبير للمقاومة في معركة الفلوجة الأولى ( نيسان2004) واندحار القوات الامريكية والحكومية ليؤكد للمحتلين استحالة التغلب على المقاومة وأصبحت مهمة تحقيق اختراقات في الحاضنة الشعبية للمقاومة هي المهمة العاجلة والأكثر الحاحا والتي تم تسخير الامم المتحدة والابراهيمي لتحقيقها , وظن الابراهيمي أن اشراك تجمعات المؤتمر لتأسيسي في حكومة واحدة مع أحزاب مجلس الحكم سيؤدي الى تآكل الاسناد الشعبي لمنظمات المقاومة المسلحة ... على الفور , قام مجلس الأمن بالدور المطلوب منه , فأصدر قراره الكريه رقم (1540) في 8 /حزيران/2004 الخاص بنقل السلطة الى ( العراقيين!) وتشكيل حكومة عراقية وانهاء الاحتلال (بتغيير اسم قوات الاحتلال الى قوات متعددة الجنسيات !!) ( مع الاشارة الى أن أحد ى فقرات القرار تخول هذه القوات بمطاردة وقتل أو اعتقال كل عراقي يشتبه بأنه يشكل تهديدا لأمن واستقرار العراق ).

كانت قائمة تشكيلة الحكومة جاهزة لدى الابراهيمي وتشمل المشاركين في مجلس الحكم والمؤتمر التأسيسي والشهرستاني رئيسا لها و(وميض نظمي ) للخارجية و(أديب الجادر) للاقتصاد و....حكومة كما اقترحها عصام نعمان وغسان سلامة... الحاكم (بريمر) لم تكن لديه اعتراضات على الأسماء المقترحة من قبل الابراهيمي لتكون ضمن تشكيلة الحكومة التي ( ستنقل ) لها السلطة في 30/ حزيران/2004 ,غير أنه كان يريد رئاسة الحكومة حصرا بالدكتور أياد علاوي , وكذلك لا يريد أن يكون في منصب وزير الخارجية غير( هوشيار الزيباري)المؤتمن على ادامة وتوسيع العلاقات مع الكيان الصهيوني والمنظمات الصهيونية عبر العالم , وهنا من المفيد أن نذكر أنه ولهذا السبب فأن نائب وزير الخارجية الدائم هو ( لبيد عباوي) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وعضو الارتباط مع حزب (راكاح) الاسرائيلي منذ مدة تزيد على ربع قرن قام خلالها المذكوربعدة زيارات للكيان الصهيوني ... احترقت طبخة الابراهيمي وقام ( بريمر) بتشكيل حكومة برئاسة علاوي في 28 /حزيران/2004 ومعها انتهى مبرر وجود المؤتمر التأسيسي فهرب الآلوسي والسامرائي للاقامة عند أسيادهم في الرياض ولجأ الشيخ علي عبد العزيز الى السليمانية في حماية فيدرالية قرقوش وبقي وميض نظمي بحماية ورعاية رئيسه الطالباني فأصبح المؤتمر التأسيسي مجرد لافتة يحملها ويتخفى خلفها الشيخ الخالصي في تنقلاته التي لا تنقطع بين طهران ودمشق والرياض...


( 3 )


قبل حوالي الشهرين , وبطلب من أمريكا وبريطانيا , أصدر مجلس الأمن قراره برقم (1770) القاضي بتوسيع دور الامم المتحدة في العراق , وفي يوم 20/10/2007 عقد مجلس الأمن اجتماعا لبحث سبل تنفيذ قراره أعلاه وتقرر أن يغادر الى بغداد خلال اسبوعين السيد ( ستيفان دي ستورا ) مبعوث الامم المتحدة الجديد للعراق وكذلك تقرر زيادة عدد موظفي الامم المتحدة الى (85) في بغداد والى (35) في أربيل.

تتزامن وتتوافق مع هذا التوجه الأمريكي بغطاء مجلس الأمن , دعوات وتحركات لتشكيل مــرجعية عراقية ( وطنية) تتواشج وتتناسق مع مسارات التوجه الامريكي الجديد .

أصحاب الدعوات الجديدة ,يعيدون استخدام ( لعبة المصطلحات ) لتمرير أجندتهم الخفية .

ان استخدام مصطلح ( المقاومة السياسية) بقدر ما فيه من التذاكي للاستغفال والتمويه, هوالتهافت الساذج المفضوح والتيه والتخبط... الفرق كبير وبين وشاسع بين مصطلح (الواجهة السياسية للمقاومة ) ومصطلح ( المقاومة السياسية) الذي لا وجود له في الأدب السياسي لمقاومة الشعوب لمحتليها , وقد تم نحت وترويج هذا المصطلح بهدف الالتفاف على المقاومة والسطو على انجازاتها وتضحيات شعبنا...ان كل أشكال الجهاد (الجهاد بالسلاح, الجهاد بالمال , الجهاد بالكلمة ,الجهاد بالقصيدة والأغنية , الجهاد بالتعبئة السياسية ...الخ ) تتوحد وتنصهر في سبيكة صلبة هي ( المقاومة الوطنية ضد الاحتلال ) , ومن السخف القول بمقاومة غنائية , مقاومة شعرية , مقاومة مالية , أو مقاومة سياسية .... في دمشق وبيروت ينشط دعاة ( المقاومة السياسية) لعقد مؤتمرهم ,ويتزامن ذلك مع تحركات يقوم بها البعض من التجار في عمان بالأردن لتشكيل (جبهة سياسية !) والتواصل والتنسيق والتفاهم قائم بين المجموعتين عبر الفاعلين في بيروت , وأجندتهم تتمحور حول مناشدة مجلس الأمن لتشكيل حكومة عراقية انتقالية ومجلس استشاري , وهي في الجوهر مناشدة لأمريكا للقيام بذلك كحبل نجاة لها من الجحيم العراقي الذي أوقدته وسعرته المقاومة في وجه الاحتلال وأعوانه... لقد أشاع اللصوص وعملاء حكومة الاحتلال والوسواس الخناس , افتراءات ومزاعم كاذبة مفادها أن المقاومة الوطنية داخل العراق سوف تستحوذ على السلطة لوحدها بعد طرد الاحتلال وان الاقصاء هو مصير جمهرة الوطنيين المتواجدين في الخارج, ولهذه الافتراءات هدف محدد هو دفع البعض من الوطنيين للوقوع في شراك لعبتهم وأحابيلهم .

ان مناقبية المقاومة وحجم التحديات التي ستواجه الوطن بعد التحريرتفرضان ضرورة اسهام كل الوطنيين , بلا استثناء , في بناء الوطن والمشاركة الفعالة في الشأن العام , والدرس الكبير الذي نستوعبه جميعا هو أن الوطن يكون العراق الذي نريد بتكريم كل أبنائه , أينما كانوا وبلا تمييز, بمواقع ومسؤوليات تليق بهم وباستحقاقهم ... نتوجه الى كل الوطنيين المتواجدين خارج الوطن , وهم الغالبية الساحقة في التجمعات أعلاه , بأن ينأوا بأنفسهم عن هذه اللعبة التي يمسك بكل خيوطها ويحركها المحتل ... في وطننا اليوم خندقان , خندقالشعب ومقاومته الوطنية وخندق الاحتلال وعملائه وأتباعه , وكل عمل أو نشاط لتشكيل ( خندق !) ثالث هو بمثابة دريئة متقدمة يستتر خلفها الاحتلال .

نعلم وندرك أن الكثير من الوطنيين العراقيين المتواجدين في الخارج , تحدوهم الرغبة الشديدة للمشاركة في اسناد ودعم شعبهم ضد المحتلين ,والبعض من عرابي المؤتمرات يستغلون ويستثمرون ذلك لتمرير أجندة خاصة بطموحاتهم الذاتية من دون استحقاق أو مشروعية ... ان الناشطين الوطنيين في الخارج المساندين للمقاومة , يمكنهم العمل لتشكيل مجلس وطني عراقي لدعم واسناد المقاومة بهدف استيعاب كل القدرات الوطنية في الخارج
وتنظيمها وبما يؤمن الدعم الفعال والمتواصل للمقاومة وتكون المهمة المركزية للمجلس دعم المقاومة سياسيا واعلاميا وتوثيق وفضح جرائم الاحتلال ومشاريعه الخبيثة وجمع التبرعات المالية والأدوية والمواد الغذائية لدعم صمود شعبنا في معركته ضد الاحتلال , والمساهمة في الفعاليات السياسية العربية والدولية المساندة للمقاومة , وبذلك يكون المجلس المقترح أحد أذرع المقاومة الوطنية الشاملة والمنظمة .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  23 شــــوال 1428 هـ  الموافق  03 / تشــريــن الثاني / 2007 م