بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الخارطة الجديدة للسياسة الأميركية

بين البرنامج السياسي للجهاد والتحرير.. والمؤتمر القادم في القاهرة

(( الحلقة الثانية ))

 

 

شبكة المنصور

أبو علي الياســــــــري / النجف الاشرف

 

علما أن مناضلي البعث في الداخل والخارج يعلمون بان الذي نسب إليه  انه حضر اللقاء مع الاميركان , لم يكن مكلفا بالحضور والحوار معهم .. أليس الجميع يعلم  أن الاميركان بعد الاحتلال يحاولون اللقاء مع كل من كان مع البعث سواء كان هذا أو ذاك ؟ واليس الجميع يعلم بان الاميركان يحتكون مع من هم ألان في البعث عن طريق أطراف اخرى أو شخصيات معينة لعرض بعض الأفكار أو المشاريع ... الخ ؟ أو اليس هذا معروف للسياسيين بالتعرف على وجهة نظر الحزب وموقفه منها لمحاولة بائسة لجر الحزب للقبول ببعض الأفكار المعروفة لمناضلي البعث بالأساليب الخبيثة من الطرف الأميركي ؟ إذن لماذا نستغرب من ذلك ؟ علما إن الألاعيب الأميركية أصبحت معروفة لدى الحزب ؟ وما هو الغريب في موضوع  لقاء الاميركان مع أعضاء القيادة السياسية  في معتقل الأسرى  (مطار صدام الدولي ) ؟ هل السادة أعضاء القيادة السياسية الأسرى ساوموا على حساب ثوابت البعث ومبادئه الوطنية ؟ أم أنهم عقدوا صفقة أو اتفاق مع الاميركان دون علم القيادة الميدانية ؟ وماذا حقق ( رامسفيلد )  وزير الدفاع الأميركي  السابق عند لقائه مع الشهيد المجاهد ( صدام حسين ) ( رحمه الله ) ؟ هل وافق الشهيد المجاهد ( صدام حسين ) بشروط رامسفيلد التي هي إيقاف جميع العمليات العسكرية للمقاومة العراقية الباسلة ؟ وهل وافق الشهيد المجاهد على الاشتراك في العملية السياسية التي جاءت بها أميركا إلى العراق ؟  وهل أطلق سراح الشهيد المجاهد ( صدام حسين ) ؟ أو هل عقد معهم  صفقة لقاء إطلاق سراحه ؟  وما هو نتيجة اجتماع وزير الدفاع الأميركي مع الشهيد المجاهد ؟ .... لقد رفض الشهيد المجاهد ( صدام حسين ) ( رحمه الله ) وبشكل قاطع جميع المساومات رفضا قاطعا وبقوة.... وكذلك ما أشيع من لقاء من قبل احد رفاق البعث مع أياد علاوي يجعلني أن أسال هذه الأسئلة :- أليس من المفيد أن يتعرف البعث على ما في جعبة الآخرين وما يحملونه من جديد وهم في  خضم  الصراعات على السلطة ؟ علما أن البعث يدرك جيدا بان هؤلاء يريدون جس النبض من خلال التعرف على ما يريده الحزب تجاه مختلف الأمور والمتغيرات السياسية على الساحة وما يحملونه من مشاريع ذات أهداف شريرة وخبيثة .. إذن لماذا هذا العويل والضجيج باتهام البعث ومقاومته الوطنية المجاهدة في المفاوضات ؟ أليس هكذا لقاءات للتعرف على وجهات النظر إن صحت  ؟ واليس الطرف الآخر يعلم جيدا أن البعث  لايمكن أن يساوم على ثوابته ومبادئه الوطنية ؟ أليس الطرف المقابل يعلم جيدا بان البعث لن يفرط بمستقبل العراق ؟ .... وكذلك ما أشيع في اجتماع البحر الميت من خلال حضور احد الرفاق بصفته الشخصية كأكاديمي  بالرغم من ما أشار له هو في حضوره بأنه شخصي وبصفته الخاصة كأكاديمي وان حضوره لايمثل أي جهة معينة ولم يكلف بالحضور من قبل الحزب ... ولكن السؤال لماذا هذه الضجة والتهجم على البعث ومقاومته الوطنية ؟ ولماذا الاتهامات الباطلة والكيدية ؟ وهل  طرح أمورا خلافا لوجهة نظر البعث ومقاومته الوطنية ؟ أو هل عقد اتفاقا أو وقع وثيقة مع الطرف الآخر ؟  أليس من المفيد أن يعرض  وجهة نظر البعث وتوضيح مواقف البعث وثوابته الوطنية ؟ واليس من الضروري حضور الحزب أو من يمثله للمؤتمرات واللقاءات والاجتماعات في بعض الدول العربية أو الأجنبية ؟  إذن كيف يظهر البعث صوته ويوضح رؤيته في مختلف القضايا إن لم يكن له حضور في جميع المحافل الدولية ؟ أنا لا أرى غرابة في حضور من يمثل الحزب في هذه المؤتمرات أو الاجتماعات.

لقد أدرك الوطنيون من مناضلي البعث والحركات السياسية الوطنية المناهضة للاحتلال أن القيادة الميدانية للبعث ومقاومته الوطنية المتمثلة  بالمجاهد الوفي لدينه ولامته وشعبه المهيب الركن ( عزة إبراهيم الدوري ) تتميز بالحكمة  من خلال فتح جميع الأبواب وقنوات الاتصال مع جميع الأنظمة العربية عدا (حكام الكويت) بالرغم من التباين في مواقف تلك الأنظمة في مواقفها ورؤيتها تجاه مختلف القضايا الدولية والعربية والإقليمية   .. وهذه الحكمة تدل على حنكة القيادة الميدانية وبجميع فصائلها المجاهدة الوطنية من خلال التعامل السياسي والدبلوماسي مع جميع الأطراف العربية أو الأجنبية.. ولكن ليس على حساب المبادئ والثوابت الوطنية المعروفة لأبناء شعبنا وأبناء امتنا العربية .. ومن خلال قراءتنا للبيانات الصادرة من قيادة قطر العراق أو من خلال الرسائل التي تنشر في الشبكات الإخبارية والفضائيات يجسد لنا حقيقة وأصالة المبدئية والأمانة للرفيق المجاهد ( عزة إبراهيم الدوري ) بأعلى صورها وهذا هو ثمرة البعث ومقاومته الوطنية.. أي تجسيد الاقتدار والمبدئية والسياسة والدبلوماسية في دور الحزب واقتداره وقيادته للفعل المقاوم رغم عدم وجود أي دعم خارجي.. وان الحزب وكما معروف عنه وعن قيادته السياسية  لاينطلق  من موقع الضعف أو الاستجداء وإنما من موقف القوة والأنفة والحرص والأمانة على مصالح العراق والأمة العربية . وان الحزب ومن خلال بياناته التي تنشر يسعى لاستثمار أي موقف عربي وتطويره باتجاه الأفضل بما يخدم قضيتنا والقضايا العربية. لذلك أرى ومن وجهة نظري ككاتب ... إن أي تحرك سياسي أميركي عربي من اجل استقرار المنطقة وإعادة العراق على ما كان عليه سابقا ( قبل الاحتلال ) وإعادة ماء وجه أميركا قبل فوات الأوان  , وقبل إسقاطها في الهاوية التي أعدتها لها المقاومة العراقية وبجميع فصائلها  يجب أن تمر عبر الأمم المتحدة ووفق ضمانات دولية على شرط أن تعترف الإدارة الأميركية بحق شرعية المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية , وان يكون هذا مقرون في اعتراف الإدارة الأميركية بالمقاومة باعتبارها الممثل الوحيد للشعب العراقي , وإقرارها بالثوابت الوطنية التي أعلنت في مناسبات عديدة .. والتي على أساسها يجري التفاوض... ولذلك استطيع أن اجزم بان البعثيين متمسكين بمواقفهم المبدئية كما هو واضح ولن يفرطوا بالثوابت الوطنية وهم يرفضون هذه المشاريع الأميركية ويرفضون الاشتراك بالعملية السياسية التي تصاغ وفق المشاريع الأميركية وأي كلام يقال للتشكيك بالبعثيين وقبولهم بهذه المشاريع فهو كلام فارغ نابع من عدم معرفة ورؤية حقيقية للبعث وموقفه .. إن لم يكن كلاما يقصد منه التشكيك بالبعث وتشويه صورته.. وخلق أجواء عدم ثقة مع حلفاءه ولكن هيهات أن تؤثر هذه التخرصات والادعاءات فالبعث وحلفاءه والمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية متمسكون بالثوابت الوطنية ولا يمكن التفريط بها أو المساومة عليها .

 

 

النجف الاشرف
29 / 12 / 2007

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 20 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 29 / كانون الأول / 2007 م