بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

القيادة العليا ... للجهاد والتحرير ... والمتغير الجديد

 

 

شبكة المنصور

ابو جعفر

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وانفسهم اعظم درجة" عند الله وأولئك هم الفائزون
صدق الله العظيم

 

ابد للصراع بين قوة المحتل وقوة المقاومة العراقية ، ان يعكس معطيات جديدة على الساحة العراقية ، ولابد لاحدهما ان يصاب بالعجزا الهزيمة ، وهذا مايمكن ان يؤشره المراقبون ، فرغم كل امكانيات المحتل ونذالة الخونة والعملاء ، لم يستطيعوا ان يحققوا شيئا"من اهدافهم الستراتيجية التي اتفقوا عليها في اطار ( خصصة النظام الدولي الجديد ) ، وتحويل الصراع باتجاه المجتمعات الرافضة لسياستهم بقصد تفكيك وتفتيت الهوية الثقافية والحضارية لهذه الدول والشعوب واحكام السيطرة عليها سواء"بالعدوان اوالاحتلال ، اذن خطر ( النظام الدولي الجديد ) قائم ومستمر ، ويهدد المصالح الانسانية للشعوب بالمقابل نجد ان خبرة القيادة السياسية قبل الاحتلال وتحسبها بعد الاحتلال ،اوجد منعطفات فجائية جديدة في ( نظام مؤسسة المقاومة ) ... من جهة وبين مفاهيم الصراع وطبيعة التوازنات العربية والاقليمية والدولية المتأثرة بهذا الصراع من جهة اخرى . هذا الموقف شكل اكتشافا" معاصرا" لمسالك التقدم العربي ومسار الحركة السياسية العربيةوالاسلامية والانسانية في اطارها الرسمي والشعبي .

فاين يكمن العجز .. ؟؟ ...

نقول ان التدبر السياسي الذي تصرفت به القيادة السياسية اثناء مسؤوليتها الوطنية عمل على ايجاد اواصر التماسك بين الحياة المدنية والحياة الدينية ، فلم يحصل ان اصبح الدين ضد الدولة ، او الدولة ضد الدين ، ولكن يمكن القول ان الدولة كانت ضد التطرف الديني او الغلو في الدين ... او تسييس الدين وكنا مع الايمان ، وضد الالحاد ، وكانت القيادة السياسية تتخذ المواقف الحاسمة لمنع نمو اي حالة من هذا النوع ، تجنبا" لتصدع الجبهة الداخلية او تمزق الوحدة الوطنية العراقيةاو الانزلاق بمواقف تصب في اجندة العدو الذي يستثمرها ( كمرحلة انتقالية ) لخلق تداعيات كبرى ، يتم على اساسها اعادة تشكيل نظام آخر وربما هذا النوع ، يراد تعميمه على اغلبية النظم السياسية العربية والاسلامية .

المغيير البنيوي الجديد في عملية الاندماج والتوحد لفصائل المقاومة الوطنية والاتفاق على عقد مؤتمرا" تأسيسيا" للقيادة العليا للجهاد والتحرير ، ثم الاتفاق اي بمعنى ( القناعة ) بالاجماع على انتخاب قائدا" اعلى ، وقادة للتشكيلات العسكرية المجاهدة ، وبروحية التواضع القيادي الذي تعتبر احدى خصائص النصر الاساسية . هذه الروحية الجديدة ،اظهرت مفهوما" حركيا" وفكريا" مشتركا" ومعاصرا" وخطة لاعادة تنظيم عناصر القوة ، وتعميق زخمها واتجاهاتها ، وتأكيد سيادة شرعيتها والتمسك بمبدأ ( الرفض ).

ولكن ماذا عن المحتل ؟؟ هو يعيش اكبر ازمة عسكرية وسياسية ودبلوماسية منذ بدء العدوان على العراق ، والكل يعلم ان لديه عشرات القواعد العسكرية لقواته المحتلة داخل العراق وتشكل اهدافا" دائمية لجيوش المقاومة العراقية البطلة .

فأين يكمن العجز ؟؟..

فانعقاد المؤتمر التأسيسي للجهاد والتحرير اعطى اولوية عقائدية لمبدأ مهم .. هو (( الجهاد )) الذي انبثق من العقيدة السياسية الوطنية والعربية والاسلامية ، وحمل مفاهيم تتناسب مع هذا المتغير ، الذي يعد محور الشرعية السياسية للشعب والقيادة .

فالقيادة العليا المنتخبة ترتبط بشعبها ، وحقوقه المشروعة ، من خلال التزامها المطلق ( باعلان الجهاد ) ، والتمسك به ، والاكثر من ذلك ان هذه الولادة الجهادية ، بلورة شرعية جديدة للفكر المقاوم المعاصر ، ودلالة لتوصيف الفرق والتمييز بين ( الجهاد كمقاومة ) و(الارهاب كجريمة ) فلم يعد هناك مبرر لفصل ( الجهاد ) في ظرفه العراقي وبين ( الجهاد ) في ظرفه العربي والاسلامي ، الذي يتأجج في نفوس العرب والمسلمين ف الوقت الحاضر ، فمثلنا لاعداءنا ستراتيجيتهم يفترض ان تتوفر لنا ستراتيجيتنا ، ونبدأ بترصينها باعلى مستويات الخبرة والمعرفة ولاختصاصات العلمية والعملية .

ايضا" لم يعد يعنينا الماضي القريب ، وانما الذي يعنينا هوالمستقبل القريب والبعيد ، وهذا لا نصله الا بالمسؤولية الروحية والقيمية لعلاقة الانسان بالامة والعقيدة الجهادية ، وبنظامها القانوني ( العدالة ) ، فالعدالة احد قيم الامة في نبوغها الحضاري ، وتعتبرمن القيم العليا للنظام السياسي العربي والاسلامي والانساني ، في هذه الولادة سيكون امامنا مسؤولية الزمن المقبل ، الذي تريد ان تجعله افضل للامة في التقدم والرقي ، وتجنبه التدحرج والتدهور والانحطاط .

فالانسان اليوم ينظر لنا كقدوة ونموذج للبطولة والجهاد ، واستعداد عالي للمقاومة والتقدم معا" وخطابنا هو ان نرسل من ميادين الجهاد ، فهمنا وادراكنا للمستقبل ودورنا فيه وبعزيمة كبيرة للتخلص ن سلبيات وأخطاء الماضي ، والحاضرواتخاذ لاجراءات الحاسمة لازالة ( اورام التجربة ) و( اشواك السلوك السياسي السيء ) ومركبات النقص وحب الظهور والمنصب ، وازاحة آثار الاسرية والعشائرية والطائفية ... المؤذية ... والتكتل المصلحي ، والتموقع بمسؤولية دون كفاءة وخبرة والاستمرار في ادارتها رغم الغباء والجهل وقلةالعطاء ... والتطاول على اموال الجماعة والرفاق والمجاهدين والشعب والدولة ... عندئذ سيكون من الطبيعي ان تصبح القيادة العليا للجهاد واتحرير ومن يندمج ويتضامن معها ، احدى القوى المتحكمة في الموقف العراقي ودول المنطقة . وذو شأن مرجعي فاعل ، بعيدة عن العجز او التراجع عن المسؤولية ، وسيكون باستطاعة القيادة وضمن احكام الجهاد ... ان توزع اختصاصات الجهاد كلا" حسب اختصاصه وقدرته ليعبر في حقيقته عن التعددية والتنوع والتتابع في مسيرة ( الجهاد ) ومنح المواطن الفرص الجهادية المناسبة للاستعدادت الاخلاقية ، والاقتراب نسبيا" او تدريجيا" ثم كليا" من صفة ( المواطن المجاهد ) ، وبهذا ستجد اختصاصات قتالية واستخباراتية وثقافية واعلامية وسياسية ودبلوماسية ومالية ومبتكرات علمية وانتاجية وبادارة حديثة ومتقدمة . والعمل بمبدأ قوله تعالى ( واعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) صدق الله العظيم .

وانناسوف لا نجدمن هؤلاء ( مجاهدا" ) مسلما" فقط ، أو مسيحيا" فقط ، أو عربيا" فقط أو رجلا" فقط ، فجميع من جاؤوا معنا يرفضون الباطل والظلم ، ويدافعون عن الحق والعدل والشرعية ، والامر بالمعروف النهي عن المنكر ، في الفكروالسلوك والاهتمام الى جانب هذه المسؤولية، بتقدم ( الانسان ) وتقدم مفاهيم( الدولة) العادلة وتقدم ( الوطن ) التي تجمع الانسان والدولة ، كل هذا لايمكن ان يتم الا بالقوة ، واي قوة بلا نظام ، قوة مبعثرة غير مؤثرة ، فالاحكام الجهادية تصبح قوة اذا ماتم تنظيمها في سياقات علمية ومثالية وواقعية لاستيعاب جحافل المجاهدين الذي نجد منهم الضعفاء والفقراء ، ونجد منهم الاقوياء والاغنياء ، ونجد منهم المقاتلين والمساندين ، ونجد منهم العلماء والاذكياء ، ونجد منهم الاشقاء والاصدقاء ، ومنهم الكثير .

اذن نحن مطالبون ان نبذل جهدا" في تحقيق كل شيء ، وبكل مااستطعنا من قوة ، والاستفادة باقصى مايمكن من ايجابيات نتائج الجهاد بما فيهم ( اسرى اعداءنا المحتلين ) والقاء القبض على الخونة والعملاء ومبادلتهم ومساومتهم لدفع عملية الجهاد نحو النصر ، وكما فعل رسولنا العظيم (ص) في مبادلة اسرى المشركين مقابل تعليم المسلمين ... اننا امام حياة معاصرة في الجهاد وعلينا الارتقاء بها من اطارها الفردي الموروث الى نظامها الجماعي والسياسي والمؤسساتي المشترك الجديد .

ويشكل الجهاد القوة المركزية التي تجمع القوى المحيطة بها . وهذه القوى لايمكن ان تتواجد بغير العلاقة بين الدين والسياسة ، ولم ( تقل الاسلام والسياسة ) بل تؤكد على صلة العروبة بالاسلام ، لان الخبرة العربية الاسلامية تحدثنا ، كيف كان رسولنا العظيم وحبيب الله ، حينما كان ينادي ويدعو كان لايقول ايها العرب ، وانما يقول ايها الناس ، أي قوة الجميع ، الذين يؤمنون بالحق والعدل ، وبالله الواحد الاحد .
وكيف حرر العراق من سيطرة الفرس المجوس بجهاد الجميع ، وكيف استطاع صلاح الدين الايوبي ان ينتصر بقوة الجميع .

ازاء كل ماتقدم فهل نحن عاجزون ، او متراجعون ؟؟ فهل ستستطيع الستراتيجية الامريكية ، ان تستمر في افتراض قدرتها على انهاء التاريخ ، وايصاله الى نهايته . لكي تبدأ بتاريخهاالهجين ، كأيدولوجية جديد تهمش وتسحق كل التراث الانساني ؟؟ وهل ستتمكن من تعميم الديمقراطية الليبرالية الغربية كبديل منهجي لسياسة الحكم في دول العالم ؟؟ وهل ستستطيع الستراتيجية الامريكية الانتصار على التحدي الديني والتحدي القومي ؟؟ وهل ستستطيع اعادة توزيع الخريطة البشرية واعادة هيكلتها على شاكلة الفكر الامريكي ووفقا" لاوامره ؟؟ وهل ستستطيع السياسة الامريكية تحقيق تكيفا" هيكليا" في الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع والدين لكل دولة وشعب وفقا" لارادتها ؟؟ .

ان هذه التساؤلات ، تدلنا على ما تعده لنا الستراتيجية الامريكية ، وماهو خطرها ،وماهو مستقبلها ، وما يضرمستقبلنا ، وما يترتب علينا، وتدلنا ايضا" على مايخصنا كعرب ، فمثالية الجهاد ضد المحتلين في العراق ...اخذ بعدا"حركيا" عربيا" رسميا" وشعبيا" في اطاره السياسي والبلوماسي والاجتماعي والنفسي ... هذا التضامن الحركي الذي يحصل مع بعض الاشقاء العرب ،( قادة اومنظمات أو شعب) يدل على درجة الفهم الجديد لاسباب ازمة الموقف العربي ، وماهية المعالجات ، ازاء ، نشأت ونمت على حياة الجهاد والانتصار ونشر الحق والعدل واقامة القسط بين الناس ، وان سياسة الجهاد والتحريرهي ليس سياسة النصر والسلم فالاولى خطط واهداف تكتيكية ، أما الثانية فهي عقيدة وهوية ، وأمان وتقدم .

لذا فان هذا ( الزمن ) بالذات تكمن فيه مسؤوليتنا وفرصتنا لتاكيد الانتماء والوفاء للامة وللانسانية ، ولكن لماذا في هذا الزمن ؟؟ لان فيه سنجد الفرصة الحقيقية لمعرفة الانسان ( الصادق ) و( النقي ) و( الوفي ) و( المجاهد) بشكله الحقيقي ، الذي ينهض شامخا" ومنتصبا" ضد المنافق الذي لعنه الله في آياته البينات .

- سلاما سلاما للقائد الاعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير المجاهد البطل عزت ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي .
- تحية للقادة الابطال في القيادة العليا للجهاد والتحرير.
- المجد الخلود لشهداءنا الابرار .
- الله أكبر الله أكبر .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  09 شــــوال 1428 هـ  الموافق  20 / تشــريــن الاول / 2007 م