بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

في الذكرى الأولى لاستشهاده:
صدام حسين سيبقى مفخرة للعروبة والإسلام

 

 

شبكة المنصور

أبو كفاح /ارتريا

 

ما إن هل شهر ذي الحجة حتى عادت إلى الذاكرة تلك اللحظات المحزنة من العام الماضي لحظات جريمة العصر باغتيال الشهيد الخالد(صدام حسين) رمز المقاومة لقوى الشر والعدوان في زمن كله خنوع في يوم النحر والفداء حيث أراد الغزاة وأدواتهم من تنفيذ جريمتهم في صباح يوم عيد الأضحى المبارك (تنكيد) العرب والمسلمين وإضاعة معالم ومعاني العيد منهم وتوزيع الألم والأسى على كل بيت ورسم الحزن في قلوبهم ووجوههم ولذلك بثوا لقطات الجريمة بالتزامن مع صلاة العيد الأكبر ولحظات النحر والفداء .

فماذا كانت النتيجة على صعيد العراق والأمتين العربية والإسلامية والعالم ؟

مما لاشك فيه أن من أهم أسباب التآمر على الشهيد صدام حسين وثورته الوطنية ،جديته في مشروعه الحضاري الذي يهدف إلى وضع الأمة العربية على طريق الحياة و(الانبعاث) بعد أن حشرها الاستعمار الأجنبي المباشر وأدواته من العملاء والمأجورين وضعاف النفوس في زوايا التخلف والانحطاط ،وتمليكها(أي الأمة) عوامل هذا الانبعاث من العلم والقوة المادية والمعنوية .

ولقد نجح مشروع البعث النهضوي في خلق قلعة متحررة في عراق ثورة تموز العظيمة الأمر الذي دفع بالقوى الاستعمارية لدخول معركة مصيرية بنفسها مع هذا القائد الأسطورة الذي أوجد هذا النموذج الحي وسط هذا (الكوم) الكبير من الأموات حوله في المنطقة .ولكن الصهيونية والامبريالية ممثلة في التتار الجدد (الأمريكان ومن تجحفل معهم )وفي غمرة حقدهم وهلعهم من النهضة التي كان يقودها الشهيد الرئيس صدام حسين فات عليهم –إن لم نقل جهلوا- أنه قائد مناضل وليس رجل سلطة, وأنه مفكر ونتاج نضالات طويلة لمدرسة البعث المجاهدة .ومن البديهي أن رجلا بهذه المواصفات قد يتأثر مشروعه النضالي بغيابه بقدر دوره الشخصي فيه عبر مسيرته ولكنه لا يموت.

وفي إطار هذا الانفعال الذي تأسس على الحقد والخوف الشديد شن الأعداء حربهم المباشرة على تلك التجربة الفذة في الوطن العربي على مدى ثلاث عشرة سنة وهي مدة لا يستطيع أي مكابر أن يتجاهل ما تحمل من مكونات القوة وعوامل الصمود التي أحدثها الشهيد في العراق وشعبه .

لقد عبر المحتلون عن الذي دفعهم لغزو العراق بكل وضوح في جملة من الإجراءات الاستعمارية التي أعلنوها منذ اللحظات الأولى لاحتلالهم العراق وفي مقدمتها قانون اجتثاث البعث الذي يعني التصفية الجسدية لمناضلي الحزب وفي مقدمتهم الأمين العام الشهيد صدام حسين .

لقد أرادوا أن يكسروا الحزب ومشروع المقاومة والتحرير عبر جريمة اغتيال الأمين العام التي ولدت نوعا من العنفوان الجديد والصمود في وجه الغزاة ورفعت درجة التحدي لمخططات طمس الهوية العربية للعراق وتفكيكه فكان مشهد إعدام قائد مشروع التحرير والمقاومة في يوم عيد الفداء بيد الاحتلال معينا لا ينضب من شحنات التحدي وحافزا للعطاء والتضحية حتى تتحقق أهداف صدام حسين في تطهير العراق من رجس المحتلين وأدواتهم .إن الشهيد الذي ظل يهزم أعداءه من الغزاة والعملاء في كل المواقف منذ اللحظات الأولى عندما رفض المساومة معهم على حساب مبادئه ومصالح شعبه قبل وبعد الغزو ،قد كبر في عيون أهل العراق والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم بقدر ما قدم راضيا من تضحيات من أجل العراق في وجه الطغاة فهو الذي قال بعد استشهاد عدي وقصي ومصطفى (لو كان لي مائة ما بخلت بهم على العراق ) وحمد الله الذي شرفه باستشهادهم .وهو الذي ذهب ولم يترك لأسرته لا قصورا ولا حسابات في البنوك من ثروة العراق التي حررها عبر معركة التأميم المشهورة فأصبحت اليوم نهبا بأيدي الغزاة والسراق والسماسرة والمرتزقة.إن الصورة التي ما تزال عالقة في أذهان الناس عن صدام حسين هي صورة بهية كأبهى ما يكون, قائد شجاع دافع عن وطنه وتقدمهم للشهادة من أجله ترك لهم رصيدا كبيرا من النضال وحزبا مناضلا ومقاومة باسلة تذيق الاحتلال الموت الزؤام يوميا .

فالعراقيون يفتخرون بهذا القائد وهذا الشهيد .والبعثيون أكثر اعتزازا بقائدهم ورفيقهم الذي أثبت أنه قائد من طراز خاص وأثبت لهم وفاءه للمبادئ والقيم والأهداف التي رافقوه على دربها.

إذا كان ذلك على صعيد العراق والبعث فان صورة الشهيد بهية أيضا عند كل المسلمين حيث أنه شهيد الإسلام أيضا في وجه الكفر والشر والعدوان .

لقد تحققت نتائج عكسية تماما على الأرض عما أراده الاحتلال من إعدام القائد الشهيد حيث ازداد اشتعال نار المقاومة وشحذت الهمم وتجدد العزم على الوفاء وتوحد العراقيون في مواجهة الاحتلال وفهم الكثيرون من المخدوعين حقيقة أهداف المستعمر ولا سيما مع اكتمال بروز المشروع الاستعماري بقوانين (الكونغرس الأمريكي) بتقسيم العراق ونهب ثروته النفطية واتفاقيات بقاء الاحتلال الدائم التي جاءت استكمالا لإجراءات وقوانين(بريمر) بمحو الدولة وتفكيك مؤسساتها الأمر الذي دفع كل العراقيين إلى مقاومة هذا المشروع الخبيث . إن صدام حسين لم ولن يغيب عن ضمير ووجدان أبناء الأمة التي آمن بها وجاهد من أجلها واستشهد دفاعا عن حقها في الحياة الكريمة بل ولد من رحم العراق ومن معاناته تحت الاحتلال الملايين الذين يحملون أهداف صدام حسين ويسيرون نحو الفجر الذي رسمه لهم بدمائه الزكية التي روت أرض العراق في صبيحة يوم عيد الفداء الأعظم .

وستبقى ذكرى استشهاده محفزا لمناضلي البعث والعراق وكل أحرار العالم ومحطة يتزودون منها بكل معاني الفخر والاعتزاز ويجددون العزم فيها على السير على درب الجهاد والاستشهاد حتى يرحل المستعمر مخذولا عن بلاد الرافدين كما قال الشهيد في آخر رسائله إلى الأمريكان (إن قواتكم سترحل مهزومة حاملة الذل والخذلان) .

لك المجد أبا الشهداء ولأسرتك المجاهدة ووطنك العزيز وأمتك المجيدة كل الحب والاعتزاز , ولأعدائك الذل والهوان الخزي في الدنيا والآخرة .وللمقاومة الباسلة النصر المؤزر تحت قيادة شيخ المجاهدين ورفيق الدرب عزة إبراهيم الأمين العام لحزب الجهاد والنضال والتضحيات حزب البعث العربي الاشتراكي .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الإثنين / 08 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 17 / كانون الأول / 2007 م