بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

مشت الى حتفها بظلفها

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

ليس صدفه ان يصل الاكراد في العراق الى حد الهلاك والدمار ولكنها مسأله اختارها لهم ساستهم من العملاء والجواسيس عرابو الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني امثال عائلة البارزاني والطالباني ولسنا هنا في محل توضيح وتبيان تاريخ هذين الحزبين وقادتها من ناحية العماله والخيانه ولكننا نريد ان ناخذ جانب من الموضوع يتعلق بنهاية الاكراد التي ستكون ماساويه بسبب ذهاب القائمين على قضيتهم الى ما هو ابعد واكبر من حجمهم .

نشط اكراد العراق فعليا وحملو السلاح بوجه الدوله العراقيه بعد ان توطدت علاقتهم بالصهيونيه وبدأوا عمليات عسكريه بسيطه وغير مؤثرة في منتصف الخمسينات . وكان في حينها يتم معالجة هذه العمليات ليس من قبل الجيش ولكن من خلال قوه تابعه للشرطه تسمى القوه السياره فكانت هذه القوه تتوجه الى شمال العراق لتقضي على المتمردين بظرف بضعة ايام وبعد ثورة 14 تموز 1958 توسعت علاقات الاكراد ( الملا مصطفى البارزاني ) بأسرائيل والمخابرات الامريكيه والانكليزيه اضافة الى دعم واسناد شاه ايران لهم بالمال والسلاح وبالنتيجه تحول الاكراد الى ورقه يلعبها كل من لديه عداء مع العراق في اي وقت يختاره والتاريخ الحديث المعروف للجميع يؤكد على ذلك بكل احداثه ومعطياته ، ولم تؤخذ القضيه الكرديه بشكل جدي وسليم إلا بعد ثورة 17 – 30 تموز 1968 المجيده التي كان من اولى مهامها حل المساله الكرديه حلا سلميا واثبتت ذلك باصدار بيان اذار الخاص بقانون الحكم الذاتي الذي اعطى للاكراد اكثر من مطاليبهم وتعامل معهم بشكل وطني وانساني لم يكونوا يحلموا به .. ولكن حقيقة الامر ان من ارتبط بجهات اجنبيه معاديه للعراق والامه العربيه لا يمكن ان يقنع او يكتفي باية مكاسب لان الاوامر التي ترده من اسياده تقضي بضرورة استمراره بزعزعة الامن والاستفرار في العراق . وعلى هذا الاساس تطورت الاحداث على النحو الذي سارت عليه واستمر الاكراد يتقافزون بين عمالتهم التي غرقو فيها وبين التعامل مع الحكومه الوطنيه وكان صبر الحكومه لا ينفذ وعقلها راجح ومتزن الى درجة التعامل مع الاكراد بكل شفافيه وتسامح على الرغم من ان جرائمهم كانت لا تقبل التسامح وعلى الرغم من وقوفهم مع اعداء العراق في محن وشدائد كثيره استمرت من انبثاق الثوره وحتى يوم الاحتلال الامريكي الذي كانوا هم اداة مهمه من ادوانه وقوه مساعده لهذا الاحتلال الذ استثمروه اعلى وافضل استثمار وصاروا فعلا دوله مستقله بكل مواصفات الاستقلال ومتطلباته وبقي ارتباطهم مع الحكومه المركزيه لغرض سحب واستنزاف اموال العراق لا اكثر ولا اقل وذهبوا الى ابعد من ذلك حيث بداوا ككيان مستقل وراحوا يقدمون الدعم للاحزاب الكرديه في تركيا وايران وسوريا لكي يصنعوا امبراطوريه كرديه بقيادتهم ينظوي تحت لوائها الاكراد في ايران وتركيا وسوريا ولكن وكما نعرف الاكراد فهم لا يفهمون في التاريخ والجغرافيه حيث درسوا فقط العماله والتجسس وتدربوا عليها ومارسوها وابدعوا بها ايما ابداع .

وربما قادهم عقلهم العقيم الى ان تركيا وايران قد تصل الى مستوى الحس الانساني والتفكير المنطقي الذي كانت تتحلى به قيادة العراق فتتساهل معهم او ربما تمنحهم حكما ذاتيا او اقليما خاصا بهم وهم يعلمون جيدا ان تركيا ولحد الان لا تسمح لهم بالتكلم بلغتهم وايران لا تسمح للكردي ان يعلن عن نفسه ويقول انا كردي وعلى هذا الاساس فأن ما يتخبط به الاكراد كالحيوان الذي يمشي الى حتفه بظلفه ومع ان كل تصرفاتهم تنبع من توجيه وتخطيط من قبل المخابرات الصهيونيه والامريكيه بموجب مصالح ومتطلبات دول هذه المخابرات الا ان الاكراد لا يمكن ان يصلوا الى مستوى الفهم الذي يؤهلهم لاستيعاب الحقيقه المره التي تنتظرهم لانهم يعيشون مرحله شبه خياليه هي اشبه بحالة المتسول الذي عثر على كنز فطار عقله ولبه ولم يتمكن من التعايش مع المجوهرات التي عثر عليها .

ومن يطلع على الخارطه التي رسمها الاكراد لانفسهم في العراق وحددوا بها كيانهم المزعوم تصيبه حاله من الذهول حيث خصصوا لانفسهم مساحة تعادل نصف مساحة العراق وادخلوا ضمن حدودهم مناطق عربيه صرفه وهذا قمة الخرف والاستهتار الذي وصلوا اليه لانهم يعلمون جيدا ان المنطقه الوحيده في العراق التي يمكن ان تسمى منطقه كرديه هي منطقة بهدينان لكونهم سكنوها عند نزوحهم الى العراق واستقرارهم فيه ولا بد ان يعلم من لا يعلم ان اكثر من نصف الاكراد في شمال العراق هم من اصل عربي (( واستكردوا )) بسبب ظروف المنطقه والتعايش مع الاكراد .

وخلاصة القول ان الرؤيه الحقيقيه هي ان مقتل الاكراد ونهايتهم في انفصالهم وتاسيس دوله خاصه بهم وهذا قول يردده دائما العقلاء منهم لان اي كيان يحاط من جهاته الاربع باعداء لا يمكنه قطعا البقاء .. واذا اطبقت عليهم تركيا وايران فسوف لن يتقبلهم ابناء العراق وسوريا لانهم اصلا تنكروا لموطنهم الام وابنائه وعند ذاك سيجدوا انفسهم قد خسروا كل شيء وفي المقدمه الاخوه العربيه الكرديه التي هي الاساس الحقيقي لوجودهم .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  21 شــــوال 1428 هـ  الموافق  01 / تشــريــن الثاني / 2007 م