بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الكونجرس والتقسيم والانظمة العربية

 

 

شبكة المنصور

ابومصطفى العنزي

 

لماذا يصاب العالم بالخرس والطرش والعمى بعد كل قراراو فعل تقوم به امريكا وادارتها والدوائر والمؤسسات التابعه لها ، هل ذلك تعبير عن الخوف والجبن ام هو دلالة على الرضا ام انها صدمه يصاب بها هذا العالم من شدة سؤ وظلم وطغيان ذلك الفعل ةالقرار ، ومهما يكن السبب فالنتيجه ان امريكا تفعل وتقرر والعالم يسمع وينظر ويخرس والاكثر اصابة بهذه الآفات في العالم هي الانظمه العربيه التي خرست وطرشت وعمت منذ سنين طوال ولم يعد لامراضها علاج ولا خلاص ولا نهايه لانها لم تعد قادره على الاستفاده من طب ولا دواء ولا حتى تعويذات المنجمين والسحره ، ومع كل الامراض المذكوره فهذه الانظمه تزحي وبشكل جلي بانها راضيه عما جرى ويجري لانها يعز عليها ان تفقد ما تبقى من حواسها ولانها تحب الحياة الى درجة انها نسيت قيمها ومبادئها .

المعني بكل القرارات والافعال والتجاوزات هم العرب اينما كانوا ، في اوطانهم وديارهم او هائمين في البلدان الاخرى موزعين بين متسول يلتقط ما يسد به رمقه من القمامه وبين متخم يحار اين يبعثر امواله ولكن الاثتين يعاملون بنفس الواقع المشحون بالازدراء وعدم الاحترام من قبل الاخرين ، ولم يكن ذلك لنقص او عوق في هؤلاء الافراد ولا لضمور في العقل العربي ولا لشحة التفكير لدى المواطن العربي ولكنه لضعف وكهولة الانظمه العربيه التي تقولبت في حالة من الضعف الغير مبرر والانقياد الاعمى لكل قوة مهما كانت خياليه او وهميه .
وكيف لا يمتطيها الآخرون وهي انظمه تقر بكل ما يحصل للامه من تجاوز وظلم وتدعمه ماديا ومعنويا وتغض الطرف عن كل تآمر ومخطط يستهدف هذه الجهه او تلك من الأمه انطلافا من مبدأ الحفاظ على هذا الكرسي اللعين الذي تكسرت ارجله ومسانده من ثقل الهموم والاوزار التي حملها وتستمر التداعيات والانكسارات بدون ادنى حد من الشعور بالمسؤوليه التاريخيه والقوميه والوطنيه والدينيه غايتها ان تكرر من جديد صورة الانسان العربي الذي لا يعرف سوى رعي الابل ولا يعرف سوى لغة القتل والاجرام والمسلم ليس اكثر من ارهابي يتعامل مع الحياة بالقصاص الاعمى ويتعايش مع البشريه بروح اعتدائيه لا تمت الى الله بصله .

وليتنا نحن العرب المسلمون نقر بما وهبنا الله من نعمه وما اسبغ علينا من صفات لم يهبها لغيرنا ونتمسك بها بكل قوة وايمان لكي نطاول بها كل اعداء الله ، ولكن وياللاسف الله يقول لنا انتم خير امة اخرجت للناس ونحن نقول للاعداء انتم احسن منا ... الله وهبنا كل مقومات العزة والكرامه والقوه ونحن نقول لهم انتم اكثر منا مالا واشد منا رجالا ... الله وهبنا اعز حياة واكرم اخلاق ولكننا نستجدي سبل الحياة من غيرنا ذلك الغير الذي يهاب قوتنا ومكارم اخلاقنا فانطلق يهزها ويتآمر عليها من اجل اسقاطها .

امامنا واحد من القرارات التي تؤكد ما نقول وتدلل على تراجعنا واحباطنا وهو القرار الامريكي الذي يتعلق بتقسيم العراق وما يتبعه هذا التقسيم من ويلات وظلام لا يدرك اغوار ظلمته الا الله ، وفي الوقت الذي يصوت الكونجرس الامريكي على قرار لا يخص واشنطن او نيو يورك ولا مشيغان او كلفورنيا وانما يخص العراق نجد الانظمه العربيه ازداد خرسها وطرشها وتوحي بالرضا والقبول على ذلك ولله في خلقه شؤون وكل هذه الانظمه تعي جيدا ان ما يجري في العراق هو الخطوه الاولى لمل سيجري عليها ولكن الغريب والطريف في آن واحد اتها تتغافل وتلهي انفسها بسوق البورصه وامتلاك الجزر في البحار والمحيطات ومعاشرة الجواري والغلمان وكلها تحلم ليلا ببوش واكاذيبه ثم تستيقظ لتول الحلم الى حقيقه وصارت لا ينطبق عليها الا قول الشاعر:

اني لأفتح عيني حيت افتحها على كثير ولكن لا ارى احدا

تقول لهذه الانظمه كفى تخدير لهذا الشعب العظيم وكفى اغلال وقيود ... واستعينوا بالله وابسطوا لشعبكم العربي الشجاع الكريم سبل الخير وافسحوا له طريق التقدم فهو الوحيد الذي سيرفعكم ويغنيكم عن مطارق الاعداء او فانه الوحيد الذي سيقذف بكم وبهم الى بئس المصير .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  09 شــــوال 1428 هـ  الموافق  20 / تشــريــن الاول / 2007 م