اعلنت مصادر عن اجتماع انقرة ان
وزير خارجية الولي الفقيه منوشهر
متقي ادام الله ظله قد اقترح
ارسال قوات ( ايرانية سورية)
وقوات عربية الى العراق وترتيب
خروج القوات الامريكية من العراق
.
ان
هذا الكلام الخطير لم ينبع من
فراغ ولم يكن عرضا للاستهلاك
الاعلامي بل يأتي ضمن مسلسل
التناغم بين الولي الفقيه
والشيطان الاكبر ضمن تلاقي
الاسترتيجيات بين الطرفين وتوزيع
الغنائم وعلى طريقة هات وخذ وشد
وجذب واطلاق بالونات الاختبار
بالنيابة هنا وهناك فمن الواضح ان
العدو الامريكي في العراق يترنح
تحت ضربات المد المقاوم وصولات
الفتيان البواسل في عراق المجد
والايثار ووصلت عمليته السياسية
الى طريق مغلق وسقطت كل احلامه
وطروحاته فهل من مصلحة ايران لو
افترضنا حسن النية وهي اصلا ليست
موجودة في الموقف الايراني من
العراق ان تمد ايران يد العون
للامريكان للخروج بماء الوجه من
العراق وهل يقبل الامريكان الخروج
هكذا بدون ثمن اكراما لعين الولي
الفقيه بعد خسائرهم الهائلة
عسكريا واقتصاديا ونفسيا ام انه
تلويح بصفقة ما على حساب العراق
وشعبه بين الطرفين . وليس غريبا
ان يدخل النظام السوري طرفا في
الموضوع فهو متورط منذ عقود في
لعبة ايذاء العراق ومحاولة تفتيته
منذ مجيء النظام الوطني في العراق
عام 1968.
لقد ابتدأ التفكير بالمخطط السوري
الايراني منذ مجيء الخميني الى
عرش الطاووس في ايران عام
1979وتبديل التحالف المتين بين
الاسد وشاه ايران الى تحالف
سترتيجي بين نظام الردة الشباطية
وبطل تسليم القنيطرة بدون قتال
وبين الولي الفقيه في تحالف شرير
ولعين وخبيث يتستر بعباءة التصدي
لامريكا واسرائيل في الظاهر ولكن
باطنه السير في مخطط ثابت لتدمير
العراق وتحجيمه واستهداف قيادته
الشجاعة وعلى راسها الرئيس صدام
حسين رحمه الله.
لقد حركت ايران عناصرها في حزب
الدعوة والجماعات الايرانية
المتواجدة في العراق وبدأت (
مقاومة عسكرية) ضد نظام البعث
الكافر في العراق ( في حين يؤكد
الدعوة والمرجعية الرشيدةاليوم
على وجوب التصدي السلمي
والانبطاح للغازي المحتل
الامريكي) بالتزامن مع حملة
اعلامية ماكرة ابتدأت من باريس ضد
النظام الوطني في العراق ومحاولة
اذكاء الصراع المذهبي والقومي في
العراق والطرق على اسفل جدار
العلاقات الاجتماعية المتينه
للمجتمع العراقي جنبا الى جنب مع
التصعيد العسكري على الحدود وقصف
المدن واحتلال الروابي والمقرات
ودعوة القيادات الكردية العميلة
الى ايران واحتضانها في اول خرق
واضح لاتفاقية الجزائر عام 1975.
اما على الطرف الاخر فقد استغل
النظام السوري دعوة القيادة
العراقية لفتح قنوات اتصال بين
سوريا والعراق للتصدي لنتائج كامب
ديفيد والتنسيق الذي حصل لقيام
وحدة عراقية سورية تمهيدا لاحياء
الجبهة الشرقية التي اغلقها الاسد
وخليفته منذ عشرات السنين استغل
ذلك للتامر على القيادة الشرعية
والتنسيق مع جماعة محمد عايش
للاستيلاء على السلطة في العراق
وتنصيب الاسد زعيما بالنيابة عن
الخميني في العراق.
لقد انكشفت اللعبة لمن يمتلك ادنى
بصيرة حين شن الخميني حربه لتحرير
القدس من خلال تحرير كربلاء
واحتلال العراق ووقف النظام
السوري بكل ثقله العسكري
والاقتصادي والسياسي والاعلامي ضد
العراق وجيشه الباسل الذي حمى
دمشق من السقوط في حرب تشرين عام
1973.والغريب ان هذا التحالف حصل
بين نظام البعث ( المؤمن) في
سوريا والذي يعتبر نفسه الممثل
الشرعي لحزب البعث وبين البعث (
الكافر) في العراق.
وتواصلت الحرب بين العراق وشعبه
الباسل وجيشه والنظام الايراني
وحلفاؤه من جهة سنين ثمان سطر
فيها العراقيون ملاحم لا تنسى
ولكن من طبيعة الحروب الكبيرة
الطويلة ان تحصل فيه انتصارات
وتراجعات وان تخسر معركة وتربح
اخرى وهذا ماحصل حيث توهم البعض
بعد انسحاب القوات العراقية من
المحمرة والطاهري وحصول انكسارات
في ديزفول قبلها ان العراق وجيشه
انتهى وعليهم التفكير في توزيع
الغنائم. وهكذا
بدأ التسريب لمخطط سوري ايراني
لتقاسم النفوذ والارض في العراق
في عام 1982 في مشهد قد يبدو
وقتها نوعا من الرجم بالغيب
والتنظير المعتمد على نظرية
المؤامرة ولكنه حقيقة كان ولازال
موجودا وقد اسقطه الى حين صمود
وشجاعة جيش العراق وشعبه وبسالة
قيادته التي اجبرت الخميني على
تجرع السم والانكفاء طالبا من
حلفائه الامريكان والصهاينة
النزول الى الميدان مباشرة بعد ان
فشلت حربه بالنيابة وهكذا كان ما
كان .
ان الدور القذر للنظام الايراني
في العراق وبمساندة حليفه في
الاجرام نظام بائع الجولان دور
مفضوح ولن ينظلي على شعبنا واهلنا
وكما افشل جيش العراق وشعبه مخطط
الخميني واذلوا كبرياء امريكا فان
شعب العراق ومقاومته الباسلة
كفيلان باحراق الارض تحت اقدام كل
غازي مهما كان لونه وشكله. فهل
يحاول متقي والمعلم احياء المشروع
القديم الجديد خسأوا. |