بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الحزب الاسلامي العراقي  والكم الهائل من الخطايا 

   ح1

 

 

شبكة المنصور

الدكتور ال مشعل الخزرجي

 

في بداية الثمانينيات من القرن الماضي عندما كان العراق وجيشه وشعبه يتصدى بكل بسالة للهجمة الخمينية الشريرة وقد اخذت الحرب منعطفا خطيرا بعد الدعم المباشر الذي قدمته الامبريالية الامريكية وحلفيتها الصهيونية لنظام الولي الفقيه وبعد ان قام النظام السوري بضرب الجهد العسكري العراقي من خلال قطع انبوب النفط الى بانياس غير مكتف بدعمه العسكري والسياسي والاقتصادي للعدو الايراني تحركت في خضم هذه الظروف كل القوى الظلامية المشبوهة للنيل من وحدة العراق الوطنية واضعاف جبهته الداخلية وكان من بين هذه القوى المشبوهة الجماعات المنضوية تحت ما يسمى الحزب الاسلامي العراقي وتحت مسميات مختلفة وقد تحركت احد خلايا الحزب الاسلامي بعد ان نجحت في كسب مجموعة من الشباب في الاعدادية بين 14 و61 سنة لغرض تجنيدهم للقيام بعمليات من شأنها اضعاف الجبهة الداخلية وكان يشرف على هذه المجموعة استاذ مادة الاحياء حسين الخالدي وهو من اصول ليست عربيه وبعد ان قامت هذه المجموعة ببعض الاعمال الاستفزازية تم القاء القبض على افرادها واعترفوا بتمويل ايران لهم وقد تم القاء القبض على الخالدي واعدامه فيما هرب اخوه الى ايران وقد تم اطلاق سراح الشباب وهم احياء يرزقون وقد رأيت احدهم بعد الاحتلال وهو الان نائب ضابط سابق في المرور وقد طالت لحيته واصبح عضوا بارزا في تلك المنطقة ولايزال اسم العميل الخالدي اسما لاحد منظمات الحزب الاسلامي العراقي في تلك المنطقة.

اردت ان اسرد هذه الحادثة لاقول ان الحزب الاسلامي العراقي الذي تاسس في بداية الستينيات لمناهضة المشروع القومي العربي وبتشجيع ودعم المخابرات الاجنبية ولم يتم تسميته بحركة الاخوان المسلمين لان العراقيين يتطيرون من هذا الاسم ان هذا الحزب مجبول على الخيانة وممالئة العدو وليس مواقفه بعد الاحتلال بغريبة بل هي جزء من سلسلة مواقف مخزية بعيدة حتى عن قيم الرجولة ناهيك عن قيم المباديء.

كنا شبابا في الاعدادية وقد اكل رؤوسنا اساتذتنا( الاسلاميين ) بامريكا الكافرة المجرمة والشيوعية الملحدة وكان يقولون همسا القومية العنصرية واحتفظ الى الان بعلاقات مع قسم من هؤلاء الاساتذة الذين اصبحوا بعد الاحتلال من اقطاب الحزب الاسلامي او من مدعي تأجيل الجهاد وفي الوقت الذي كانوا يلمحون الى علاقة العراق بامريكا سقطوا تحت حذاء السيد الامريكي والايراني وروجوا لمشروعه الطائفي بل وشرعنوه تحت مسميات حماية السنة وقبل خروجي من العراق بشهر التقيت احدهم في فاتحة الشهيد ابو عمر احد شهداء الطريقة الصوفية المباركة وجلست مع هذا الاستاذ الذي زاد وزنه ضعفا واصبح وجهه لحية واذكر انه قد كلفني بالتوسط ايام الحكم الوطني ليعمل في احد المساجد خطيبا مع انه كان مدرسا للجغرافية قلت له الى متى تبقون على نفس هذا المنهج سياتيكم اليوم الذي لا تامنون فيه على لحاكم واعذرني لهذا الوصف ولكن عليكم مراجعة حالكم قبل فوات الاوان فضحك وربت على كتفي كما كان يفعل مع طلابه.

التقيت بعد الاحتلال بالمدعو ابو حماس وكان شابا ضعيفا وفقيرا كنت اساعده في العيادة لمعالجة اطفاله وكان هذا الشاب قد انقطع عني فترة ثم مالبث ان عاد ولكن قد تغير وزاد وزنه وطالت لحيته وبدت غنة في انفه فساته عن الحال فقال كنت في العمرة قلت له كيف ذهبت قال على حساب الحزب الاسلامي العراقي واقسم بالله ان الكثير من متوسطي الاعمار والشيوخ ينتظرون منذ سنين بلهفة للحج دون ان يسمح لهم المهم دار بيني وبينه كلام وعرج عرضا الى ان النظام السابق كما يقول يخاف من الاسلام والاسلاميين فقلت له ماذا تقصد بالاسلام هل هو اسلام برامير والجماعة المؤتمرين في مجلس حكم برايمر اذا هذا اسلامك فالنظام لا يخاف منه لانه اسلام عاجز ومدجن.

حاول الحزب الاسلامي العراقي منذ بداية الاحتلال اشاعة القول ان له علاقة بالمقاومة او انه جزء سري من المقاومة وذلك لزيادة رصيده لدى السيد الامريكي ولجمع اموال السحت الحرام عن طريق هذا الباب وقد انطلت هذه الكذبة مع الاسف على بعض الاخوة وتصوروا ان هذا الحزب يستعمل التقية او ما يسمى اكل لحم الخنزير مضطرا  ففضلا عن الاموال والهبات والمساعدات التي جاءت من الدول العربية والتي استحوذ عليها اقطاب هذا الحزب الذين اعرفهم بالاسماء وعدا ما تم جمعه من اموال وهبات داخل العراق سرا وعلنا من قبل قطعان طارق الهاشمي فان هذا الحزب ظل الى فترة قريبة يروج الى علاقته بالمقاومة وحصرا بالجيش الاسلامي وقد قام مريدوه وتجاره بجمع اموال طائلة من المصلين في الدنمارك وفي السويد تحديدا تحت يافطة دعم الجيش الاسلامي ضد المحتل الا ان هذه الاموال الطائلة قد تبخرت ولم يطلق على الامريكي الغاشم ولا اطلاقة كما اعتقد الشباب المؤمن في المهجر.

ولي عودة 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 19  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 28/ كانون الأول / 2007 م