بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

القائد الشهيد وقضية الكويت

 

 

شبكة المنصور

علاء الزيدي

 

اليوم وبعد مرور عام على جريمة اغتيال السيد الرئيس القائد المجاهد صدام حسين المجيد رحمه الله واسكنه فسيح جناته ،

يثبت لنا وبالدليل القاطع بعد نظر ورؤيه وتوقعات القائد الشهيد الحاليه والمستقبليه لحالة الامه العربيه ، ومن يطلع على كتابات ومناقشات سيادته وفي كافة الاصعده ومنذ ايام النضال السري قبل استلام الحزب مقاليد السلطه بالعراق ، وبعده استلامه اعقاب ثورة تموز البيضاء عام 1968 وحتى الاحاديث والرسائل والعبارات التي نطقها سيادته خلال جلسات المحكمه المهزله بعد الاحتلال الامريكي الانكليزي الايراني للعراق ،

نجد وبشكل واضح ان القائد الشهيد كان على حق في كل ما ذكره ، واصاب في كل التقييمات وشخص كل ما مخطط له للامه وتوقع حصول كل ما حصل الان وما سيحصل للامه العربيه ، فقد كان قائدا فذا عالما بالسياسه الداخليه والخارجيه وشؤونها ولا نظلم احدا اذا قلنا لا منافس له في هذا الميدان  ،

هذه المقدمه ، جاءت بعد مرور عام على الاستشهاد والغدر ، وما رافقها من صور رائعه تسطرها المقاومه الوطنيه الشريفه بالعراق ، وهي تضع اللمسات الاخيره لسيناريو فلم هروب القوات الغازيه من ارض العراق المحرقه ، وهي تضع اللمسات الاخيره على نهايه القطب الاوحد ، ونهايه اصحاب قرار الفيتو الذين لا ينظرون ولا يحترمون احد بالعالم ، نعم المقاومه العراقيه الان تستكمل مستلزمات استثمار النصر القريب ،

هذه المقدمه ، جاءت للرد على من يقول ان القائد الشهيد ارتكب قرارا خطأ  بدخول واجتياح الكويت ، وان ذلك هو سبب بما حصل للعراق اليوم ، ولهؤلاء القائلين والمتحدثون اقتبست مقالا منشور في كتاب صدام حسين في ميزان الاسلام ، يوضح به الدوافع الحقيقه واسباب اتخاذ هذا القرار ، وسوف اترك هذا الاقتباس كما هو بدون تعديل وكما تداوله الكتاب مع الاخذ بالنظر ان كاتبه اسلامي وطني وتناول الموضوع كما ذكره للتاريخ ،

وبمناسبه الذكرى الاولى للاحتفال السنوي لاستشهاد قائدنا ووالدنا الشهيد البطل صدام حسين المجيد ، شهيد الحج الاكبر ، نجدد الولاء والبيعه لشيخ المجاهدين المعتز بالله عزت الدوري قائدا للمقاومه الوطنيه العراقيه الشريفه وامينا عاما لحزب البعث العربي الاشتراكي ، نسأل الله تعالى ان يسدد خطاه والمقاومه الوطنيه على طريق النصر الناجز ان شاء الله .

وندرج ادناه النص الكامل للموضوع :

الكويت وما أدراك ما الكويت ...

يقولون لأجل احتلاله الكويت يحدث اليوم ما يحدث، وصدام هو الذي أتى بأمريكا للخليج أساسًا !ولا ينبغي لكاتب التاريخ أن يقتطع واقعة معينة من الحياة ليحكم عليها منفردة .. ثم يريد من الأجيال تصديقه فيما يكتب ...! فمما لا شك فيه أن لاحتلال الكويت أسبابه التي لم تعد خافية على أحد، ولا ينبغي أن يجتزأ الناس النظر إلى ردة الفعل العراقية المتهورة، وينسون أساس المؤامرة ... وقضية المؤامرة ليست هنا وهمًا، ولا استنتاجا، بل هي ظاهرة قاطعة قد عجز الكويتيون عن الإجابة عليها، حين عجزوا عن الإجابة على أسئلة صدام الأربع في رسالته التي اشتهرت، برسالة الاعتذار .

قال للكويت في تلك الأسئلة: لقد أعطيتمونا معونات بصورة هبات، وما أن انتهت الحرب حتى حولتموها إلى ديون ثم ديون حالة الأجل، ثم بعتم هذه الديون لأمريكا ... فهل هذا جزاؤنا لما حميناكم ودفعنا بشبابنا ونسائنا تجاه تصدير الثورة الخمينية التي كانت ستنالكم وغيركم ؟!!!وحاول الكويتيون الإجابة من خلال لقاءات تلفزيونية مع عضو مجلس الأمة محمد جاسم الصقر، ومشاري العنجري .. وغيرهما ... لكنهم في النهاية لم يستطيعوا إنكار هذه الحقيقة فضلًا عن الإجابة عليها ؟ قال لهم: تعلمون حاجتنا بعد خروجنا من الحرب لتقوية الاقتصاد، فأغرقتم السوق بالبترول، ونحن لا نستطيع أن نواكب المعروض لحاجتنا إلى الصيانة والميناء، ولم يستطع الكويتيون إنكار ذلك ...!قال لهم: أوصلتم سعر البرميل إلى ستة دولارات والتي لن يكون منها إلا زيادة انهيارنا فهل هذا حقنا عليكم ؟!!! ولم ينكر الكويتيون ذلك ...! قال لهم: كنتم تشفطون النفط من حقولنا ونحن منشغلون بدفع إيران عنكم .. ولم ينكر الكويتيون ذلك ...! إلا أنهم قالوا أخذنا 25 ألف برميل !!! وهل يعقل خلال هذه السنوات لم يأخذوا سوى خمسة وعشرين ألف فقط ؟!!! ثم أي شيمة عربية أو إسلامية تجعل هؤلاء القوم يستغلون حالة جارهم في الحرب - والتي أتاهم نصيب منها من خلال تفجير موكب الشيخ جابر - من خلال نهب بتروله وثروته ؟!!!

قال لهم: جاء لكم قائد القوات الأمريكية ' شوارسكوف' لغزو العراق بعد ذلك، وعمل معكم خططًا ومؤامرات، وعندنا وثائق تثبت ذلك، ولم ينكر الكويتيون مجيئه في تلك الظروف ...! إلا أنهم قالوا إنه جاء عابر سبيل ولم يبق في الكويت إلا يومًا أو يومين!!! لقد قدموا له بطريقة مفاجئة كل هذه الإثارات المريبة ... هذا وهو خارج للتو منتشيًا منتصرًا على إيران ...

ومن: إيران ! ... ثم تأتي الكويت وتفعل كل هذا ... ومن: الكويت ؟!نعم، ومن الكويت ... ؟! وكأنهم قاسوا ردة كل فعل فعلوه، فكانت ردته مثلما توقعوا وربما أكثر ... وكانت الكويت هي المهلكة لصدام وللأمة قبل ذلك . لقد تذكرنا قصة لاعب مصري نزل إلى أرض الملعب مع منتخب بلاده، وأخذ المسكين الكرة على صدره فضربه لاعب من دولة غربية من خلفه على عجيزته بخفية ـ فيما يبدو ـ فاستشاط المصري فلطمه على وجهه أمام الحكم وأمام الناس، فطرده حكم المباراة فورًا، فخرج مغضوبًا عليه من الحكم، ومن الجماهير المصرية، بل ومن فريقه ومدربه .... وربما من أهل بيته ...!وبقي اللاعب المصري المسكين مخطئًا في نظر الجميع ـ وهو المطرود المظلوم ـ وبقي الخنزير الغربي هو البريء !

فمن يصدق اليوم عكس ما كان يعتقده وما شاهده بعينه ....؟!لقد ابتدأنا بالسيئ المسلّم به من التهم في تاريخ صدام أما الوجه الآخر فإنا سنذكره سريعًا حتى لانطيل على قارئنا الكريم .

إن شهادة التاريخ تحكي لنا بعد سقوطه حكاية السودان ونصرته له حينما تقوى قرنق بالخطط الأمريكية والأسلحة والخبراء الإسرائيليين، وزحف من جنوب السودان حتى أصبح على مقربة من الخرطوم، فما أنقذه جيرانه ولا عرب آخرون ولا مسلمون، إنما كان الغوث من صدام حيث فتح جسرًا جويًا عسكريًا إلى السودان، وسيطر طيرانه على سماء السودان، واندحر قرنق إلى أن تخلى عن جميع مواقعه الرئيسية الأولى، واستتب التمكين للسودانيين إلى أن دخل صدام الحصار، وعلى العكس من ذلك فقد وجد الجيش السوداني صناديق أسلحة كتب عليها مصنع دولة عربية مع قوات قرنق النصرانية ..

والله إنه الفرق بين الفرقتين ..ويشهد التاريخ والمؤرخون المصريون المنصفون بأن الطائرات الأولى التي عبرت خط بارليف ودكت الخطوط الإسرائيلية كانت طائرات عراقية ... ويشهد التاريخ بأن الدولة العربية الوحيدة الحاضرة في حرب اليمن والتي كان لها نصيب الأسد من تحرير اليمن من الشيوعيين وطردهم إلى الأبد حتى عاد اليمنان يمنًا واحدًا هي العراق بالطائرات العسكرية العراقية التي أرسلها صدام مع الخبراء العسكريون لهذه المهمة واسألوا رئيس اليمن، واسألوا رئيس تجمع الإصلاح الشيخ الأحمر .والعجيب أن أكثر من ثلاث دول عربية أرسلت أسلحتها ودبابتها تناصر الجيش الشيوعي الجنوبي في حربه مع اليمن الشمالي وأرسلوا معهم بعض الخبراء .

وهذه الأردن أعطاها صدام أرضًا طويلة في العراق ... بينما الآخرون يتقاتلون على الحدود ... كما أن صداما أعطاها البترول وجعل نصفه هبة والنصف الآخر بسعر رمزي وفي شكل بضائع ... وهكذا أعطى سوريا البترول .وفي مقابل كل هذا لم يشترك أي جيش عربي أو إسلامي مع العراق في حربه ضد أمريكا ... بل كان الأمر على العكس من ذلك تمامًا ..هنا أتوقف .... لأترك حكم التاريخ للتاريخ، وأترك الحكم الشرعي لكم ...والحكم لله أولاً وآخرًا ...

إن كراهية الحكام للرئيس العراقي المخلوع لم تكن من قبيل الكراهية النفسية وتنافر الطباع الخلقية فحسب، فربما كانت من قبل كذلك، أما بعد ذلك فقد اتخذت مناحي عملية، واتفاقات سرية، ابتدأت بُعيد الانتهاء من الحرب العراقية الإيرانية، وقد تجلت في مؤتمرات الوزراء والقمم الأخيرة هادفة إلى إعطاء أمريكا المبرر لضرب العراق بمباركات من بني الجلدة، حيث يحمّل هؤلاء العراق مسؤولية الحرب من خلال مطالب تعجيزية، وذلك بعدما يئست أمريكا من إقناع شعوب العالم بمبرراتها، جاءت تأخذ وتقدم حجتها للعالم بموافقة العرب على ذلك، وهم أحق النــاس بالعــراق ... قائلة لهم .. ولستم عربًا أكثــر من العــرب ...!ولقد فاحت الأخبار وظهرت علانية، بأن الجولات التي قام بها بعض الرؤساء إلى الدول الأوروبية المعارضة لضرب العراق ... إنما كانت وساطات تهدف إلى تثنية تلك الدول الرافضة لضرب العراق عن موقفها .... لقد كان هؤلاء يعملون كمراسلين ممتهنين مجانًا عند الإدارة الأمريكية، وجاءت بعد ذلك المكافآت ثمنًا لهم .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأحد / 07 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  16 / كانون الأول / 2007 م