بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

فرنسا من لاعـــب بـــديــــل الـــى لاعـــب أصــــلــــــي

 

 

شبكة المنصور

عــلـــي الخــزاعــي

 

تنتهج الحكومة الفرنسية في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نهجا سياسيا جديدا عما كانت عليه سابقتها في عهد الرئيس جاك شيراك والتي كانت تطغى عليها صفة الموازنة والأعتدال في السياسة الخارجية الفرنسية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى  .

 وهذا قد يكون السبب أن حكومة الرئيس شيراك محترفة في السياسة الخارجية وقد عاشت فترة طويلة في ظل النزاع بين الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتي سابقا ومنذ ذلك الوقت كان حكم الرئيس شيراك مقربا الى العرب أكثر من أي رئيس فرنسي أخر . وقد أشتد الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أبان الغزو الأمريكي على العراق وذلك بسبب معارضة حكومة شيراك لهذه الحملة الظالمة المتمثلة بالغطرسة الأمريكية في المنطقة العربية . وقبل أجراء الأنتخابات الرئاسية في فرنسا بدأت السياسة الخارجية تتخطى مبدأ التوازن والأعتدال لتقر مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية وكان أول هذا التدخل هو في لبنان بعد أغتيال الرئيس الحريري منذ ما يقارب السنتين تقريبا .وبعد أجراء الأنتخابات الرئاسية وفوز ساركوزي في هذه الأنتخابات والذي يعرف عنه برفضه النزعة المعادية لأمريكا وهو بحد ذاته يعتبر أنقلابا في السياسة الفرنسية الخارجية وقد يكون من أحد الأسباب الموجبة لهذا التغيير هو وجود صفقة أمريكية _ فرنسية في غلق ملف الخلاف بخصوص العراق بالأضافة الى أن ساركوزي لم يكن من الأصول الفرنسية وأنما كان من المهاجرين الشرعيين الى فرنسا .

وهو معروف في ميله الى الغرب أكثر من ميله الى العرب هذا مما جعل السياسة الفرنسية الخارجية تميل الى الهجوم مبتعدة عن الدفاع التي كان يتوجب عليها بموجب القانون الدولي والأتفاقيات الدولية .لتصبح هذه السياسة مطرزة وفقا للمفهوم الأمريكي ولكن بخيوط فرنسية ( كوشينرية ) . بعدما كان المفهوم الأمريكي يطرز بخيوط أنكليزية في عهد بلير رئيس وزراء بريطانيا سابقا .

لهذا فأن الأدوار تتبادل بين ثلاثة دول وبالتعاقب وخاصة بعد أن هز الشارع البريطاني حكومته بسبب تدخلها في شؤون الدول الأخرى وأحتلالها مع القوات الأمريكية لبلد أمن وعندما قررت بريطانيا سحب قواتها من العراق في ظل حكومتها الجديدة حكومة براون الذي بدأ يعالج ماأفسده سلفه بسبب حربه الخاطئة ضد العراق وشعبه . دخلت حكومة براون بمفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لغرض أشغال مكانها السياسي بعد أن أثبتت فشلها في التعامل الدولي مع كثير من المستجدات السياسية والدولية ووجدت كل من بريطانيا وأمريكا أن أكثر الدول تعطشا للظهور على الساحة الدولية هي فرنسا بسبب حداثة قادتها السياسيين والتي جعلت كوشنير في تصريحات مستمرة ومتدخلة في شؤون كثير من الدول الأخرى . ولانبتعد عن أحتمال دعم أدارة الرئيس الأمريكي بوش لنيكولا ساركوزي أثناء سباق الأنتخابات الرئاسية الفرنسية والتي أدت الى تغيير الأستتراتيجية الفرنسية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والتي ستجعل من فرنسا دولة ضعيفة داخل الأتحاد الأوربي على نقيض السياسة الفرنسية السابقة . وكان أول تصريح لهذه الحكومة الفرنسية في عهدها الجديد بخصوص العراق هو أعلان كوشينر عن تدخل ايران في شؤون العراق ودعمها للميليشيات وفرق الموت في وسط وجنوب العراق فهذا الكلام لم يكن وليداليوم وأن شعبنا لايحتاج الى مثل هذه .

التصريحات لأن شعبنا أدرى بحاله عندما شخص هذه الميليشيات وفرق الموت وليس كوشينر والمجرم بوش وأدارته السيئة وأن هذه الحقائق كفرق الموت والفساد الأداري وغيرها هي من ضمن المخطط الذي نبهت اليه فصائل المقاومة الوطنية العراقية الباسلة التي أستطاعت أن تصل الى مفاصل حكومة الأحتلال وكل هذا موثق توثيقا دقيقا . فالسياسي الهاوي ليس كالسياسي المحترف فكان من الأفضل للسيد كوشينر أن يسكت ولا يصرح مثل هذا التصريح ..؟ لأنه لم يسأل نفسه من الذي جلب وصنع هذه الميليشيات وفرق الموت المدعومة من ايران..؟ أم نسى أو يتناسى أن المجرم بوش وأدارته السيئة هي التي جعلت يد ايران في العراق لتتحكم فيه بعد أحتلال امريكا وبريطانيا للعراق ...؟ فالسيد كوشينر لم يهضم ماجرعته أمريكا وبريطانيا في العراق لقد جرعت السم منذ غزوها ولحد الأن وخير دليل على ذلك هو سحب بريطانيا لقواتها الغازية من جنوب العراق . ونصيحتنا لكوشنير اذا كان يرغب أن تكون فرنسا لاعبا أساسيا في الشرق الأوسط عليها أن لاتنهج نهج السياسة الخارجية الأمريكية المزدوجة في المعايير وأن تحترم مباديء القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي أكد على أحترام سيادة الدول الأخرى . وكما نذكر السيد كوشينر أن الخلاف المزعوم بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران حول البرنامج النووي الأيراني هو تمويه وليس حقيقة لأن الأتفاق الامريكي _ الأيراني بخصوص العراق واضح منذ احتلال العراق عام 2003 الذي نص على تقاسم الأمتيازات في العراق سواء كانت الأقتصادية أو السياسية فسيطرة أمريكا على ثروات العراق بمقابل أفساح المجال لأيران على أدارة السياسة الخارجية العراقية والا فلماذا لاتعمل الولايات المتحدة الأمريكية ضمن حملتها المزعومة ضد البرنامج النووي الايراني عل رفع تهمة الأرهاب عن منظمة مجاهدي خلق الأيرانية والتي تمثل المجلس الوطني للمقاومة الأيرانية ..؟ ولماذا لاتعمل  فرنسا ضمن حملتها المساندة للولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال عضويتها في الأتحاد الأوربي  بحث هذه الدول على الأعتراف بمنظمة مجاهدي خلق الأيرانية بعد رفع تهمة الأرهاب عنها ...؟ وكذلك لماذا تتدخل فرنسا في الشؤون الداخلية اللبنانية ..؟ وماهي علاقتها في الحملة التي تقودها ضد الجمهورية العربية السورية ..؟ كل هذا يجعل فرنسا تابع ومتبوع حالها حال بريطانيا تجاه الولايات المتحدة الأمريكية . وقد تضعنا هذه الأسئلة أمام مصداقية فرنسا في تعاملها وفقا للقانون الدولي وعدم وقوعها في الفخ الأمريكي أو العكس صحـــيـــــــح وهذا ما ستثبته السياسة الفرنسية الخارجية خلال الشهور القليلة القادمة .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  06 شــــوال 1428 هـ  الموافق  17 / تشــريــن الاول / 2007 م