بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

اوبرا ... تخاريف في الخريف

 

 

شبكة المنصور

الوعي العربي

 

تعظيم سلام والكل يوسع والنايم بصحي كل المشاكل سوف تحل في خريف السلام في " أنا بوليس" وإن كنت نفسيا أكتأب في فصل الخريف فزاد إكتأبى وقلقي بعقد هذا المؤتمر في هذا التوقيت لما يحمله هذا الفصل في نفسيتي من معاني الشيخوخة والضعف والوهن فخريف العمر أي أرذله وأقصاه ومن مشتقاتها أيضا تخاريف أي هذيان حيث لا تتطابق الأقوال والأفعال مع المواقف والأحداث وما زاد الأمر سوءاً ًبالنسبة لي صاحب الدعوة " جحا العصر" بعد أن أصابته لعنة فوضته الخلاقة التي إبتدعها وكانت شؤما على العالم وكذلك على حزبه الذي فقد شعبيته وبدأ الحمار يترنح ويتعثر ويكاد يتساقط من هول الأثقال والأحمال بفضل حماقات ونكبات وإخفاقات سيده وإستراتيجياته التي لا تنتهي وبدأ الفيل الديمقراطي يتحرك بتؤدة وثقة نحو البيت الأبيض بعد السيطرة على الكونجرس , فاخذ يفكر ويفكر حتى تفتق ذهنه والهمته قريحته وعبقريته على حيلة جديدة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه والإعداد إلى إحتفالية أُوبرالية استعراضية عالمية وأممية بطولة الوزيرة رايس ويطلق علي هذا العمل الاوبرالي أوبرا" رايس" بدلا من " أوبرا عايدة " وبدعوة أكثر من ثلاثين دولة وهيئة دولية يثبت فيها أمام شعبه قدرته على التحرك والتحشييد والسيطرة وإسترداد الهيبة ولو على الصعيد الداخلي , مسكين لا يعلم أن الشعب الأمريكي يستعد الآن لإيداع الحمار العجوز مع الاعتذار "للحمار" وسيده إلي أقرب جمعية للرفق بالحيوان أو الإحالة إلي البلدية لجمع القمامة من ازقة واشنطن , أما خارجياً فبعد غرق الجيش الأمريكي في المستنقع العراقي والوقوع في المأزق الأفغاني أراد جحا الأمريكي أن يتقدم ولو خطوة ويحقق أي نصر حتى لو كان إعلاميا أو دبلوماسياً وأيضاً على حساب شرقنا الأوسط وخاصة قضيتنا الفلسطينية فان كان مسيلمة الأمريكي في أول ولايته تحدث عن دولة فلسطينية لها حق الحياة والبقاء والإستمرار ولم يتخذ أي خطوة في سبيل تحقيق هذا بل وعاد يطرح رؤية جديدة ألا وهى خارطة الطريق لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ولكن التاريخ يفضحه ويكشفه ففي الوقت الذي إنطلقت به هذه الدعوات الفضفاضة رفض لقاء أبو عمار الزعامة الفلسطينية التاريخية بينما يرتمي في أحضان شارون وأولمرت وسيفنى , ومن ثم خارطة الطريق ما كانت إلا محاولة تخدير للعرب قبل الانقضاض على البوابة الشرقية للعرب العراق الحبيب فإدارة على رأسها مثل هذه العقلية ما المتوقع منها وما هي الحلول التي يمكن أن تقدمها للقضية الفلسطينية في ظل الخطوط الحمراء التي تضعها " سيفنى" يوما بعد يوم بما يتفق مع طموحات ومخططات الدولة العبرية في المنطقة وان الجهود المضنية التي تقوم بها " رايس وزيرة الخارجية الأمريكية والعضو المنتدب لشركة بلاك ووتر الأمنية الإجرامية في المنطقة " والتي تتفهم بكل سعة صدر وجهة النظر الإسرائيلية بالذهاب إلى المؤتمر بوثيقة مبادئ غير ملزمة ويقف عبا س ابومازن منتشياً منادياً بحل نهائي للقضية من حيث اللاجئين وبناء المستوطنات وإيقاف الحفائر تحت الأقصى وباب المغاربة والمياه وعلى أساس دولتين , كيف ؟؟ ولا تعترف إسرائيل بولاية عباس و يصرح وزير الأمن العام الإسرائيلي " ديختر" انه لا يمكن التفاوض مع زعيم يسيطر على الضفة فقط. بعد ما تقدم وما تعلمنا من دروس الماضي فان هذا المؤتمر اللقيط والمجهولة أجندته والغير معلوم جدول أعماله ليس هدية من الإدارة الأمريكية أو تكفير عن مساوئها وسياستها الغبية في منطقتنا العربية ومساندتها العمياء للدولة الصهيونية التي لم تعد في المقابل بتقديم أي شئ لقاء الإملاءات الأمريكية بحيث أصبح المطلوب أن يأخذ الإسرائيليون كل شئ في حين يأكل الفلسطينيون الهواء وهذه هي القضية التي يمكن أن يسفر عنها مؤتمر المخرفين إذا تكللت جهود عقده بالنجاح أما أم المصائب فهي أن بعض الدول العربية دُعيت لكي تكون شهود زور علي القضية والكل وافق ولو علي مضض . ولكن ومحاولة لإعادة الأوراق بعد خلطها فكان من الواجب تقديم ورقة عمل مشجعة للدول العربية لإستقطابها وتجديد تحالفها مرة أخرى بصورة تجعل الأمر مبرراً ومقبولا ً ألا وهو حل القضية الفلسطينية خاصة بعد حالة الفتور التي أصابت بعض الدول العربية المؤثرة كالسعودية لإختلاف وجهات النظر حول القضية العراقية ومصر بسبب الإنتقادات المتكررة لسياستها الداخلية وكذلك محاولة إستقطاب سوريا وتحييدها وبعض القوى المؤثرة على الساحة اللبنانية وتكوين جبهة عربية موحدة ذات تأثير على الأحداث وخاصة بعد الضغوط المتزايدة بخروج الجيش الأمريكي من الأتون العراقي الملتهب وإقتضاء الأحداث إلى تحجيم بعد القوى الإقليمية التي بدأت في الظهور وتحاول اللعب مع الكبار مثل " ايران وتركيا " كما فعلت إيران بالإعلان المباشر عن إستعدادها ملأ الفراغ الأمني على لسان رئيسها" أحمدي نجاد " في ذات الوقت الذي تنظر فيها أمريكا والدول العربية بعين الشك والريبة لنشاطها الأمني في العراق والمجتمع الدولي تحت الضغط الأمريكي لنشاطها النووي مما قد يستوجب في المستقبل القريب توجيه ضربة جوية صاروخية تأديبية لآلاف الأهداف الإستراتيجية الإيرانية وهو ما يفسر محاولة إعادة إنتشار القوات الأمريكية وتقليصها في العراق الفترة القادمة وكذلك سحب القوات البريطانية من البصرة جنوب العراق والانسحاب تدريجياً كذلك من التحالف الأمريكي وإن كانت فرنسا ساركوزى تحاول ملأ الفراغ الذي تركته بريطانيا بعد أفول " بلير" وأن يلعب " ساركوزى " نفس الدور ولكن بصورة مهتزة ومترددة والاقتراب من قلب الأحداث ثم الاختفاء وهو ما يوضحه جيداً تصريحات " كوشنير" وزير الخارجية الفرنسي ومن ثم سحبها أو تقديم الاعتذار أو التبريرات . ومن جانب أخر تحرك القوات التركية صوب إقليم كردستان العراق الذي استغلته بعض المجموعات المسلحة الكردية " حزب العمال الكردستانى " قاعدة لهجماتها المباغتة ضد تركيا , مستغلة إنشغال الولايات المتحدة في العراق ولتيقنها من صعوبة دخولها في موجهات مع حليف إستراتيجي و وداعم لوجيستى بقوة تركيا له طموحاته في إقليم كردستان وان وجهت إحدى لجان الكونجرس إنذاراً لتركيا بتوجيه تهمة الإبادة الجماعية للأرمن في عهد الدولة العثمانية والتلويح بالتصويت عليه في تشرين ثاني وذلك حتى لا تتمادى تركيا في أطماعها وتوغلها أو ربما لوصول الإسلاميين إلي سدة الحكم بعد تولي حزب العدالة والتنمية السلطة فهي عقدة الفوبيا من الإسلام التي تحركهم ثم المصالح ولماذا وبأي حق يحاسب هؤلاء من رعاة البقر الأمم العريقة والتي تضرب بحضارتها ارض القدم ومن يحاسب من ؟ ومن أولي بالمحاسبة ؟ نحن أم هم الذين تسببوا في قتل مئات الآلاف من السكان الأصليين لقارة أمريكا ممن أطلق عليهم بالهنود الحمر فقتلوا نسائهم ورجالهم وأطفالهم ونهبوا أملاكهم وأراضيهم من الأولي بالمحاكمة عن جرائم الإبادة الجماعية للهنود الحمر أمريكا أم تركيا؟ ومن الأقرب تاريخيا؟ ومن الذي أعطي لها الحق في التلويح والتهديد بأمن الدول؟ و من الأجدر بالمحاسبة؟ من تسبب في تدمير دولة ذات سيادة وشرعية دون الاستناد إلي قانون دولي واستصدار القرارات اللولبية لتقسيم العراق إلي ثلاث دويلات أو أكثر؟ من يحاسب من وهم من تسبوا في قتل أكثر من مليون عراقي برئ وتهجير أكثر من خمسة ملايين مواطن عراقي وقريب من هذا الرقم في أفغانستان من يحاسب من وهم من تسببوا في جرائم التعذيب في معتقلات العراق وجوانتاناموا والتي يندي لها الجبين من يحاسب من وهم من تسببوا ولأول مرة في التاريخ الحديث من قتل وإغتيال رئيس دولة ذات سيادة ومنتخبا من شعبه وعضوا في الجامعة العربية والأمم المتحدة من يحاسب من وهم من تسببوا في جرائم الإبادة الجماعية للمسلمين في البوسنة ما بين عام 1992 إلي عام 1995 وقتلت ما يزيد علي مائتي ألف مسلم من البوسنيين وغيرها الكثير والكثير من الجرائم الواحدة منها كفيلة بالحكم عليهم بإلقائهم في مزبلة التاريخ .أن هؤلاء الكاوبوي من رعاة البقر الأمريكي ممن ليس لهم حضارة أو تاريخ لم يجيدوا غير لغة واحدة هي لغة العنصرية والهمجية والاستعمار والفوضى الهدامة والإمبريالية الصهيونية وهذا ما أفصحت عنهم دراساتهم الإستراتيجية الغبية ولكن عفوا نحن خير امة أخُرجت للناس لا نحسن لغتهم ولكن ربما نتعلم هذه اللغة لكي نحسن مخاطبتهم ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة هكذا قدرنا وقدرهم وهم من اختاروا الموعد والزمان ربما اعتقدوا أن حربهم علينا سوف تكون نزهه وهم ألان يحصدون ثمرة مغامراتهم ويبحثون عن طريقة فيها نوع من حفظ ما بقي من كرامة للوجه تخرجه من مأزقه في العراق بعقد مؤتمر المخرفين . فخريف السلام فخ للاستسلام وأن نصبح جميعا في مهمة إنقاذ لكي لا تنطلق رصاصة الرحمة الأخيرة بعد استنفاذ المهزوز المخرف كل حيله وألاعيبه وكل خريف وهو غير طيب .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  09 شــــوال 1428 هـ  الموافق  20 / تشــريــن الاول / 2007 م