بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

قطعة السكر الامريكية الكبيرة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 قضية " اسباب غزو العراق" ستضل لقرون الشغل الشاغل للمفكرين والمناضلين في كل مكان في العالم وبالأخص المتنفذين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي ..ففي الوقت الذي سحب الكثيرون من الحزبين في الكونغرس تأييدهم لهذه الحرب بعد ان فوضوا بوش الابن باجتياح العراق تحول الآخرون في الضفة المقابلة الى المزيد من التعنت والصلف والاستمرار بالكذب على الشعب الامريكي والرأي العام العالمي وايهامهم بان غدا سيكون أفضل من اليوم مثلما كان اليوم افضل من الأمس! ..أما عن أي تحسن يتكلمون فهذه هي المشكلة ..

المقاومة العراقية المسلحة التي فاقت كل الحسابات في سرعة ظهورها المؤثر تزداد قوة ..وضرباتها تأخذ طابع التطور والتجديد في النوعية والتخطيط..اما مرونة حركتها وتغيير أساليبها وتوقيتات واماكن ظهورها فقد أرعب المحتل والمتعاونين معه ..

ونذكر جيدا الضجة الكبيرة التي اثارها الصحافي والكاتب الاميركي بوب وودورد، في الأوساط الإعلامية والسياسية في الولايات المتحدة، قبل أسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس ، بإصداره كتاباً يحذر فيه من تحوّل الوضع في العراق إلى كارثة بسبب سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش، ويكشف فيه اسرار العلاقات المضطربة بين كبار المسؤولين الاميركيين. كان عنوان الكتاب هو " حالة من الانكار"..انكار الصقور للهزيمة والتدهور الكبير في العراق.

والغريب انه رغم درجة الموثوقية بهذا الكاتب الذي وصف حرب اجتياح  العراق في آذار 2003  بكتابه " خطة الهجوم " وصفا مجد فيه دور الصقور  والمخابرات الامريكية وحالة هلع السفير السعودي في واشنطن من (احتمالية عدم جدية الامريكان في الضربة !!) والخونة الذين ساعدوهم..مع ذلك فان تحليلات وحقائق الميدان التي طرحها هذا الكاتب والتي ركزت على ان الوضع في العراق يسير نحوالهاوية على العكس من مزاعم الرئيس الامريكي بوش واركان ادارته لم تلقى اذنا صاغية من أحد!!

ومن الحقائق المعروفة للمتابعين في هذا الميدان :

-         ان التحذير الذي صدر عن روبرت بلاك ويل كبير مستشاري الامن القومي في العراق في ايلول عام 2003 من ان هنالك " تمرد ناشيء في العراق" وطلبه زيادة عدد القوات الامريكية لمواجهة ذلك..لم يتم التعامل جديا مع هذا الطلب..وجوبه بالسخرية ..لن الرئيس يقول ( ان المهمة انجزت!!)..وان (  المتمردون ينحسرون ويتراجعون!!)

-         ثم ما حدث لجي كارنر الذي اختير لادارة العراق بعد الاحتلال عندما عرض للرئيس الامريكي بوش خطة تقضي باستخدام 300 ألف عنصر من الجيش العراقي للمساعدة في تثبيت الاستقرار والامن ..حيث قوبل الطلب بالاستغناء عن خدماته وتعيين بول بريمر الذي حل الجيش العراقي واصدر قانون اجتثاث البعث.

-         الصقور الذين خططوا وقادوا الحرب لاحتلال العراق ومستشاريهم كانوا يرفضون اي نقد أوملاحظة عن الوضع الذي يزداد ( سوءا ) في العراق..ووصل الامر الى درجة ان  كبير موظفي البيت الأبيض اندرو كارد حث بوش مرتين إحداهما بدعم من السيدة الأولى لورا على إقالة رامسفيلد وتعيين وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر بدلا منه في أعقاب انتخابات ,2004 ولكن بوش تجاهل هذه النصيحة آخذاً برأي تشيني ومستشاره السياسي كارل روف بأن هذه الخطوة سينظر إليها على أنها تعبير عن الشكوك في مسار الحرب في العراق وستعرضه للانتقاد الشديد من خصومه.

-         وودورد الذي يحضى بالاحترام والتقدير من هذه الادارة كان قد ذكر في حديث الى شبكة (CBS) في ايلول عام  2006 بان تقديرات الاستخبارات تشير إلى أن الوضع العراقي سيزداد سوءاً في العام2007 فيما يصر الرئيس والبنتاغون (على القول).. كل شيء يسير نحو الأفضل!

-         ويذكر الجميع قول بوش خلال اجتماع للجمهوريين لمناقشة قضية العراق" لن أنسحب حتى لو لم يدعمني سوى لورا وبارني "، في إشارة إلى زوجته وكلبه.

-         ويعرف الجميع ان بوش وتشيني يستشيران هنري كيسنجر، الذي كان مسستشاراً للأمن القومي  ثم وزيراً للخارجية في عهد ريتشارد نيكسون في السبعينيات خلال حرب فيتنام..الجميع يقول ان "هنري كيسنجر يشن حرب فيتنام جديدة في العراق".

كان رد البيت الابيض دائما ان حجم الخسائر التي يتحدث عنها الاعلام معروفة لدى الامريكين وان ماتطرحه اجهزة الاعلام من تهويل يشبه "قطعة السكر التى تبدو أنها شيء كبير وجوهري، ولكن سرعان ما تذوب وتتلاشى عندما تقع اليد عليها".

ان الصقور مقتنعون تماما بنظرية كيسنجر التي تقول " أن لا مناص من أن يكون النصر هو المخرج الوحيد كإستراتيجية ذات معنى".وهكذا كما يقال : " لقد عاد (كيسنجر). في الواقع يعد هنري كيسنجر كفرد من العائلة. فإن حدث وتواجد في المدينة، فهو يستطيع أن يعرج. وإن كان لدى الرئيس متسع من الوقت، فسيراه".

واليوم ..على الارض ..

في العراق..

رجال وشجعان الجيش العراقي البطل ورجال المهمات الخاصة الحرس الجمهوري والحرس الخاص والرجال الامناء على امن العراق والعراقيين في المخابرات العامة  والامن والامن الخاص ..بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ..الحزب المناضل والخبير في ادارة هذا الصراع الحضاري والتأريخي في المقاومة العراقية الوطنية المسلحة..والقيادة الميدانية ..القيادة العامة للقوات المسلحة (ق ع ق م) البطلة هم رجال الميدان ..بلا منازع..

يحملون الامانة بكل اخلاص وتضحية ..ويذيقون المحتل واذنابه موتا تلو الموت ..رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ..لايأبهون بالتحديات ..فهم خلقوا لها ..وتربوا عليها ..ودربوا لهذا اليوم ..والنصر آت وقريب..

أما قطعة السكر الامريكية الكبيرة التي يصنعها بوش واعوانه من الصقور ومن الاذلاء في المنطقة الخضراء ..وعلى الرغم من حملات التزييف..والتضليل ..والكذب ..التي بدأت غيومها تنقشع للشعب والعالم ..نقول:

ان للعراق صيف حار وحرارته اكثر أثرا من صحراء كاليفورنيا ونيفادا..وما يذوب من قطعة السكر الامريكية هناك في يوم ..يذوب على ارض العراق في ساعة ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  21 شــــوال 1428 هـ  الموافق  01 / تشــريــن الثاني / 2007 م