بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

البعث .. قادم 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

منذ اكثر من ثلاث سنوات.. تيقنت القيادة الامريكية بانها أخطأت كثيرا بهجومها فاقد الشرعية لاحتلال العراق وقيامها بحل الجيش العراقي البطل والاجهزة الامنية ومؤسسات الاعلام واصدارها لقانون اجتثاث البعث وادركت بقناعة راسخة ان ما تواجهه من مقاومة شرسة ومنظمة وماتتكبده من خسائر جسيمة وما تستدرج اليه يوميا من معارك ماهي الا ( مواجهات خاسرة..ومصائد للقتل ..تقودها قيادة ميدانية مجربة ) ..

وان من يقود ويخطط لهذه المواجهات هو قيادة البعث الشرعية مع الفصائل الجهادية الاخرى  ومناضلي الحزب والجيش العراقي البطل والحرس الجمهوري الغيور ورجال العراق المؤمنين بتراب العراق من منتسبي الاجهزة الامنية كافة .

ومنذ ذلك الوقت والادارة الامريكية تزداد يقينا من ان مصيرهذه المغامرة  هو الفشل المؤكد ..وليس ( النجاح فيها هو الحل الوحيد ) حسب نظرية كيسنجر..وان بوادر الحل التي تلوح في الافق هي ( الانسحاب من العراق من خلال المفاوضات المباشرة مع القوى المؤثرة على الارض ) ..( رغم تعنت هذه القيادة واداراتها التنفيذية والاعلامية  بان الوضع يتحسن في العراق!)..وان (المهمة الامريكية في طريق الانجاز ).

ومنذ ذلك الوقت ..ظل هذا اليقين أسير الخزانات المغلقة التي حوت هذه الدراسات..ويجري الحديث عنه بالهمس بين ( الصقور الذين خططوا ونفذوا مخطط المغامرة في احتلال العراق)..وبين الحين والاخر تظهر تصريحات وتلميحات ملفتة للنظر من قبيل ( خطأ حل الجيش العراقي ..واعادة النظر بقانون اجتثاث البعث ..وضرورة اشراك كل مكونات الشعب في العملية السياسية ..والمصالحة الوطنية ..وان الحكومة الامريكية تدرس خيارات سياسية عديدة).

وتطورت هذه التصريحات في عام 2006 الى نمط جديد ..( مثل : تسريب بعض الاخبار عن وجود مفاوضات بين بعض الكيانات المسلحة وبين الامريكان ..وان السفير الامريكي في العراق حث الحكومة العراقية على التفاوض مع الجماعات المسلحة عدا القاعدة)..وان ( الامريكان أجروا محادثات مباشرة مع ممثلين عن حزب البعث بحضور فلان او فلان)..وآخرها ما صرح به أياد علاوي عن حضوره لهذه المفاوضات التي كذبها الناطق المخول باسم الحزب جملة وتفصيلا وختم بقوله : ( اننا لانحتاج لوساطة العملاء في مثل هذه الامور لأن برنامجنا واضح وليس لدينا شيء نخفيه).

وتغيرت نبرة الاعلام الامريكي الذي كان يتهم القاعدة والصداميين والبعثيين الى توجيه التهم وراء التفجيرات الانتحارية الدامية  الى القاعدة والصداميين ..ثم اخيرا الى القاعدة فقط.

 وعلى الرغم من ان الادارة الامريكية الحالية ماضية في غيها وعنجهيتها وعدم رضوخها للارادة الشعبية الامريكية وعدم لجوئها لمنطق العقل والعلمية والواقعية وظهور ذلك واضحا في رد فعل الرئيس الامريكي على تقرير بيكر – هاملتون ..الا ان عام 2007 شهد الحديث علانية عن ضرورة ( التفاوض مع كل الاطراف بما فيها المقاومة العراقية ) و (الغاء قانون اجتثاث البعث ) الوارد في الاملاءات الامريكية على حكومة المالكي لتحقيق المصالحة الوطنية..اضافة الى المطالبات الدولية والاقليمية والعربية التي ترى ان المعضلة العراقية غير قابلة للحل الا باعتماد هذه الاجراءات ..

ومن جراء حجم الخسائر البشرية والمادية للجيش الامريكي وازدياد قوة المقاومة الوطنية العراقية نوعا وكما وحضورها الفاعل على الساحة الاعلامية ..وتعاظم قوة حزب البعث العربي الاشتراكي وتاثيره الميداني وفشل السياسة الامريكية على المستوى العسكري والسياسي وتزايد الضغط الشعبي الامريكي والهجمة المنظمة التي يشنها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ وانفراط التحالف الدولي المساند لامريكا وتزايد المطالبة العربية ..بدأ الرئيس الامريكي والقادة الامريكان وبالخفاء باخراج الدراسات القديمة التي نصحتهم بعدم حل الجيش العراقي وعدم اصدار قانون اجتثاث البعث وبداوا يدركون كم كانت هذه النصائح قيمة برغم ترددهم ( لاعتبارات شخصية تتعلق بالطموح  بالنصر الشخصي !)  .

ولاحظنا كيف جوبهت هذه التوجهات الامريكية الجديدة برد فعل أحمق وأهوج وغير مدروس من قبل السلطة العميلة بالرد على المطالب الامريكية ..واهمين انفسهم بأنهم منتخبين فعلا من الشعب  وتناوب ويتناوب المسؤولين في هذ الحكومة ومسؤولي الاحزاب الحاكمة على التصريح ( بالخوف من عودة البعث للسلطة ) وذهب بالبعض منهم حد القول ان ( الامريكيون يريدون اعادة البعث لحكم العراق ) ..ونذكر تصريح الناطق الرسمي للحكومة ومستشار الامن القومي العراقي وما روي عن المالكي والحكيم وهادي العامري في تسلسل تنفيذ جريمة التأريخ والانسانية باعدام شهيد الحج الاكبر ..رمز الانسانية على مر الاجيال الشهيد الرمز صدام حسين ..وكيف ان الرواية نصت على ان ( الامريكان يخططون لهروب الرئيس صدام حسين من السجن وتهيئته للعودة لحكم العراق)..ووصل الامر بالمالكي بالتلويح ( بالبحث عن اصدقاء جدد!!) في اشارة واضحة الى ايران.

هم يدركون ان لا عراق بلا البعث..وان البعث مصمم على العودة لان قدره هو العراق كما ان قدر العراق هو البعث   فهم جربوا صلابتنا وعزيمتنا واصرارنا ..ونهر الدم العراقي يجري في شرايين البعث .. وان البعث قادم للعراق رغما عن القوة الاعلامية والعسكرية والمادية الغاشمة ..تنبهوا لنصائح الحلفاء ام لم ينتبهوا .. انها بدايةالنهايةنتيجة الحتمية التي تنبأ بها المناضلون في يوم احتفال الجبناء والمزورين والفاسدين والعملاء باحتلال العراق في نيسان 2003..

 وبهمة الغيارى والرجال الرجال في تنظيمات حزبنا الخالد حزب البعث العربي الاشتراكي..وبعزيمة  الابطال في قواتنا المسلحة وبتوجيه وتخطيط وقيادة وتنفيذ  القيادة العامة للقوات المسلحة  (ق ع ق م )..هاهو البعث قادم  

الله أكبر ..

وعليهم.........

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  23 شــــوال 1428 هـ  الموافق  03 / تشــريــن الثاني / 2007 م