بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

غي الطيور الصغيرة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 الأكراد في العراق الجديد تحكمهم اليوم مجموعة من  عصابات برزاني وطالباني ولأن العمالة الى الصهيونية العالمية والى الغرب والمخابرات الأجنبية لم تعد اليوم ( عيبا ) في المفاهيم الجديدة السائدة في العراق  بعد ان قام هؤلاء ( بتحرير العراق من نظام كان كل تفكيره وممارساته تمنعهم من معرفة ما يجري في العراق وليس التدخل في شؤونه ) ..وبعد ان وصل أدلائهم الى السلطة بالتزوير والسرقة والمزيد من المذلة والاذعان والمهانة ..فقد أصبح الحديث عن انتماء هذا الحزب او هذا ( القائد) الى المخابرات الاجنبية الفلانية مدعاة للفخر والاعتزاز من أجل الابتزاز .. وخصوصا في المنطقة الشمالية منه والتي كانت مبعث الوطنية والغيرة على الدين والأعتزاز بالأنتماء الى العراق والأمة العربية ..لذلك سوف لن نتكلم عن هذا الموضوع الآن لا من قريب ولا من بعيد!..

وعلى الرغم من ان هذه العصابات تمارس اليوم مهمات معروفة لكل العراقيين ( المؤتلفين معهم والمعارضين والمستقلين ) والتي تزامنت مع استيلائهم على مواقع حساسة في الدولة والجيش والسفارات والملحقيات العسكرية والثقافية والتجارية  وسرقة خيرات الشعب ومحاربة الرأي والأعتقاد والقومية ..بعد ان سرقوا كل ماكان على سطح الأرض من معدات ومكائن واسلحة ومصانع حال دخول القوات الغازية الى بغداد وتصفية المناضلين والوطنيين مع عوائلهم وسرقة بيوتهم وممتلكاتهم ..نشروا قواتهم البيشمركة في بغداد بحجة حماية ( النظام الجديد ) في وقت كانت عيون هؤلاء ( الحراس ) تتابع بشغف كل سيارة حديثة تمر امامهم حيث يقومون بسرقتها وترحيلها الى اربيل والسليمانية ..حيث قام البرزاني والطالباني باصدار قانون ( اعاد الحق الى اصحابه !) حيث قاموا بتمليك هذه السيارات الى من سرقها!

واستمروا بتقديم ( الخدمات ) الى (النظام الجديد) تحت شعارات كاذبة كثيرة بهدف تكريس العنصرية والشوفينية  حتى وصل الأمر بأرفع مسؤوليهم الى القول هذه الأيام بأنه لايفضل دخول أي قاعة اجتماعات او مؤتمر فيه ( شخص واحد عربي!) .

وقد لا نندهش من ان الذي يتنزه اليوم في ( المناطق الخاصة المرفهة والمناطق المعدمة والفقيرة  ) في اربيل ودهوك والسليمانية لا يشاهد أي كلمة عربية مرفوعة على واجهة أي محل او دائرة حكومية أو علامة من علامات الطريق !وقام العديد من الوطنيين الأكراد بنصح ضيوفهم بعدم التحدث باللغة العربية اطلاقا ولأي سبب!

وقد يكون من قبيل التباهي أو عدم المعرفة ان تخاطب ( السيدة الأولى للعراق الديمقراطي التعددي الفيدرالي الموحد كما يحلو لسيد العراق الجديد ان يسميه!) المجتمع النسوي العالمي باللغة الكردية في مؤتمر عالمي كانت هي حاضرة فيه ممثلة عن العراق ! مما أثار استياء كل من كان حاضرا من سيدات العالم العربي..فاليوم في العراق لاقيمة لما يراه فيهم الناس المهم مايروه في أنفسهم!

ولكن الغريب في الاستهتار ان يصل الى حد ان أحد وزراء (حكومة الأقليم الكردي ) ان يرد بالاجابة على اسئلة مقدم برنامج من قناة الجزيرة باللغة الانكليزية !

ومن الجيد والجميل ان نعتز بلغتنا وان يتكلم المسؤول الكردي الى جمع عربي بلغته الكردية في حالة وجود مترجم للعربية ( حيث من المحتمل ان هذا المسؤول لا يعرف العربية ! ) ..ويمكن ان يرد على اسئلة الجزيرة والعربية باللغة الكردية ولكن لماذا يتكلم باللغة الانكليزية ؟ وهو يخاطب العراقيين العرب والأكراد ..واذا كان كل الأكراد يفهمون اللغة العربية فليس كل العراقيين يفهمون اللغة الكردية..

فالى ماذا يلمح هذا الوزير ؟

لثقافته الواسعة وكونه يجيد اللغة الانكليزية المتعثرة؟ 

أم الى عدم اعتزازه بلغته الاصلية ..اللغة الكردية؟ 

أم لجهله باللغة العربية ؟ 

ام لأنه يوجه كلامه الى اسياد اسياده؟ 

تقاسموا بلدي وسرقوا رغيف الأم ..وحليب طفلنا الرضيع .. 

ورسموا لأنفسهم قصرا عاليا ..وجمعوا رمال صحراء التيه وبنوا صرحا عظيما ..ركائزه من طين الرمال الهشة .. 

ووزعوا كل شيء كما يحلو لهم ..هذه لهم ..وتلك لهم فيها أكثر من النصف والباقي لهم فيها النصف ..وما تملك الغير ..يصرون ان يكونوا طرفا في التصرف فيه .. 

لهم مملكتهم ..ولديهم عند ممالك الآخرين  مفوضين عنهم .. 

يحكمون وينقضون ..يبررون ويعترضون .. 

اختاروا عرض الدنيا ..وتيقنوا بأن الدنيا باقية لهم ..وان ذهبت لغيرهم ..فانها ستعود لهم .. 

نسوا اجدادهم وكلمات العهد التي كانوا يلتزمون بها . 

.وكيف كانوا لا ينقضون عهدا قطعوه ..ووعدا التزموا به الا ونفذوه .. 

ودينا الا أدوه وواجبا الا قاموا به..وضيفا الا اكرموه .. 

فأين هؤلاء من الأجداد العظام الذين علموا العالم معاني الفروسية والنخوة والقناعة والتقوى؟

فيا حكومة هذا الأقليم الورقي.. 

لماذا هذا الغي والتلاعب بمشاعر العراقيين ؟ ..وخاصة اولائك الذين وقفوا معكم في أحلك الظروف عندما تخلى عنكم حليف اليوم.. واستفرد جلال بأربيل وذبح منكم عشرات الآلاف من الكراد الآمنين حتى ملأت جثثهم الشوارع والساحات العامة ..فتناخى لها جند القائد العظيم الشهيد الخالد صدام حسين ..رجال المهمات الصعبة ..رجال الحرس الجمهوري الأبطال وأعادوا المدينة لسكانها وسلموكم مفتاح المدينة.. 

 ورجعوا الى بغداد؟.. 

عاش العراق .. 

عاش جند القائد الشهيد صدام حسين ومناضلي حزب البعث الأفذاذ..

عاش الرجال الذين لا هم لهم اليوم الا اعادة الحق الى أصحابه .. 

أما الطيور الصغيرة والمغرورة  ..فدعوها في غيها .. 

فما طار طائر وارتفع الا كما طار وقع.. 

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 03  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  13 / كانون الأول / 2007 م