بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أكفان الشهادة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

لا يوجد اليوم في العراق الذي ( حرره التتار الجدد تعاونهم العصابات المجرمة والخائنة لحليب الأم ) مكان ليس لنا فيه من ذكرى ويسوقنا اليه الحنين .. نناجي من فرط لوعتنا سراب الأحبة  الذين تركونا ورحلوا ..عندما شدوا الرحال لم يحملوا معهم أمتعة كما يفعل المسافرون ..ولم تعد لهم أمهاتهم (حقائب السفر)..ولم يمشي معهم محب الى محطة القطار ..ويسامرهم ..ويخفف من لوعة الفراق ..رحلت القلوب بلا مودعين ..نخاف مع انفسنا ان نقول وداعا ..اننا نعلم علم اليقين انهم عائدون ..وننتظرهم هذه المرة ..نتدافع مع بعضنا مع المستقبلين ..متأبطين ببنادقنا التي لم تفارقنا ..انها عودة الشهيد..

يعود بسلاحه ..وثغره الباسم بما رأى ..ليقاتل معنا من جديد ..أيها الغالي والعزيز..

منذ ان دنس الغزاة أرضنا ..يوم دخل الأعداء أزقتنا وشوارعنا وحطم أبواب المدارس.. وأقتلع الأشجار كنا له بالمرصاد ..كتبنا على كل رصاصة اسما من الغزاة ووضعنا عليها رمزا ..منذ ان رحلتم يأخذ الأعداء النهار لهم أحيانا..ولكن الليل يبقى لنا ..وصباحات الفلوجة والانبار ..ومشرق الشمس في  ديالى والموصل وصلاح الدين وبابل خير شاهد علينا ..

نحرس داركم ودارنا ..وأعشاشكم التي هجرتموها باقية لاتجرؤ الأفاعي على الأقتراب منه ..فنحن لها بالمرصاد ..نحن لازلنا نفترش الأرض التي أنجبتنا وننام في الوديان التي شهدت ملاعبنا ..منذ ان دخلوا ..عيوننا لاتعرف النوم ..تراقب من قريب وبعيد وننقض في الزمن المؤثر ..نثأر لكم فيما فقدتم من عزيز وقريب ..

نثأر لرفاق البعث الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلنا ..للشهداء الذين لا نعرف لماذا لاتجف دماءهم ..تغلي كل يوم امامنا ..لأمهاتنا اللاتي جفت مآقينهن من الدموع ..ورحلن بعيدا عن مكان العمر ..

لسنين الأحتلال الثقال التي شهدت الحقد والانتقام..وعندما نصول عليهم يتناخى معنا دجلة والفرات ..وبساتين النخيل ..وكل تربة الوطن المحتل الجريح..

عندما نصول عليهم ..تولي غربان الشر والأدلاء من الثعالب والأفاعي والذئاب خائفة مذعورة بكل اتجاه..لا يغرنكم مايحملون من عدة وسلاح وتحصين..عندما نحمل عليهم.. بسرايا البعث ..لانبقي على شيء ..وما تنفعهم حصونهم وسلاحهم ومنظوماتهم ومتاريسهم ..

 سرايا ..تتبعها سرايا..

والشهيد ..يبقى معنا يقاتل ..

اسألوا التأريخ ..وكتب الأولين ..

هل سمعوا عن شهيد يسقط ..وينهض ..ويسقط ..

ثم ينهض ليقاتل ..

ثم هل سمعتم عن تراب يقاوم المحتل ..

وعن أعاصير الرمال تغير على الغزاة ..

وعن أكفان تطلق رصاص الحق على الطغاة..

نمضي ..للامام ..لاتراجع ..

نتقدم حاملين أكفاننا معنا ..

أكفاننا ..أكفان الشهادة..

التي ستشهد على نصرنا  القريب ..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 05  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  14 / كانون الأول / 2007 م