بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

شفافية أجنحة الذباب

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

الكثير من المنتفعين والاميين والجواسيس والخونة والمزورين الذين يحكمون العراق اليوم والذين  اصبحوا بين ليلة وضحاها ( دكاترة ) يستخدمون كلمة ( الشفافية ) في خطابهم الاعلامي او التوضيحي ( بقصد التحريض!) ..

وبعد الفضيحة المدوية التي (اكتشفها ) عدد من ( الذين سكتوا سابقا ) وتكلموا عنها ..عندما كشفوا المستور في تزوير وثائق رسمية تؤيد حصول الأمي على شهادة معهد وعلى الراسب في الأبتدائية على شهادة جامعية ثم شهادة الدكتوراه لمن وصل للثانوية او درس في الكلية ..وهكذا جاء مع الأحتلال ( كادر متخصص) من حملة الشهادات و( التكنوقراط) المؤهلين لقيادة ( عراق مابعد صدام حسين ) حسب توصيف قانون ( تحرير العراق ) الأمريكي الذي ساهم فيه بجد ( الدكتور أحمد الجلبي ) ولا ينكر أحد انه دكتور فعلا ..ولهذا أبعدته ( هيئة كوادر محرري العراق من سدة الحكم ) خوفا من ( قدرته العجيبة واستغلاله لخبراته في الرياضيات وذكاءه في سحب كل البسط والأغطية عنهم والانتفاع بها لوحده ) وقد جربوه عندما تسلم منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الأقتصادية وكيف انه استفرد بكل الرشاوي والحصص لنفسه ولأتباعه ..بعد ان تم تعرية هؤلاء بزغ نجم أحمد الجلبي وبدأ يظهر من جديد على شاشات القنوات الفضائية ( كمنقذ للحالة العراقية التي سيطر عليها الجهلة والأميين! ) ..ومن الطبيعي أن لايسكت من يقف وراء هذه المجموعة وخاصة اولائك الذين ( يدعون انهم يحملون شهادة الدكتوراه والمتنفذين في مراكز حساسة بالدولة من وزراء ومستشارين لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء ولنواب الرئيس وفي مجلس النواب وسفراء وغيرهم !) وبذلك سوف يخسر الجلبي هذه الجولة أيضا مثلما خسرها بالأمس!..

 

 الآن وللحقيقة استغربت جدا وأنا اقرأ ان أحد سفراء العراق من قائمة التحالف الكردستاني في الخارج هذه الايام ومن الذين وضعوا كلمة( دكتور ) امام اسمه أجاب عندما تمت مطالبته بمايثبت حصوله على هذه الشهادة وتقديم الوثائق اللازمة لذلك بأن : ( لديه شهادة الدكتوراه في مقارعة نظام صدام حسين !!!) ..ترى ماهي شهادات العصاة الآخرين الأكثر عمالة من رؤساءه ..واذا كان يقصد ( نضاله ) في البارات والمقاهي فنقول له ( والنعم حسب تعبيرنا الشعبي ).

 

والغريب ان اغلب هؤلاء (الدكاترة) هم من (اكثر ناشطي معارضي النظام السابق !) ومن الذين هربوا من العراق بعد افتضاح امرهم سواء أكان ذلك بسبب سرقتهم للمال العام اولتزويرهم وثائق الدولة او لاشتراكهم باعمال تخريبية لقتل الشعب العراقي والتآمر عليه وعلى وحدته واستلام التمويل من انظمة خارجية ..

 

والأغرب من كل ذلك ان هؤلاء المزورين ( وحتى الذين لم تطالهم الشبهات لحد الآن ) لم يعمل أي منهم باختصاص شهادته في الخارج عندما كان في ( المعارضة)!

 

وبين ليلة وضحاها يعود هؤلاء المزورون والسراق والخونة والقتلة ليحكموا العراق ! وهذه المرة تحولوا من بائعي الكباب ..والكبة ..وبيع وشراء المواد العامة..ومتسكعين في المقاهي ..ومتعهدي سفريات ..وبقالين ..وحراس ..الى ( دكاترة) في كل العلوم ..وحالما وصلوا العراق وضعوا جدولا للاسبقيات والاولويات لتنفيذ مخططاتهم المعلنة (بشفافية ) بدون أي شعور بالعيب او العلر منها وهي :

 

أولا .. ملاحقة كل القضاة والمحققين والشهود ومقدمي المعلومات التي ادت الى اكتشاف حقيقتهم عندما تآمروا على العراق واستباحوا المال العام او مارسوا الجرائم المخلة بالشرف عندما كانوا في العراق (أيام النظام السابق)..ولأنهم عادوا اليوم (حكاما للعراق) فقد قاموا بتصفيتهم وقتل عوائلهم واستلاب كل ممتلكاتهم ومصادرتها اضافة الى الاستحواذ على كل الأوليات الخاصة بتاريخهم الاسود ..لقد مثل هذا الهدف أول المهمات ومعروف للجميع السبب وراء ذلك.

 

ثانيا.. قتل وتشريد كل من كانت لهم علاقة سابقة بهم وشاركهم في جرائمهم ويعرف عن ماضيهم الملطخ بالعار وحتى اولائك الذين وقفوا معهم وساعدوهم على حساب الوطن والشعب ..وهذا هو ديدن الخيانة والنذالة .

 

ثالثا.. التوجه السريع نحو نهب الدولة ومؤسساتها والسعي المحموم نحو الكسب غير المشروع السريع من أي مصدر حال دخول المحتل ..واباحة سرقة كل شيء ..فكل موجودات الدولة ومؤسساتها وممتلكات الناس هي ملك لهم..لاشاعة الفوضى والتهيئة لتمزيق المجتمع ثم العمل وفق هذا النهج ومحاولة السيطرة على مقدرات الدولة الاقتصادية والثروات الطبيعية وعقود الاعمار والتجارة واعتماد مبداالمحاصصة في توزيع السرقات المفضوحة .

 

رابعا.. التخطيط لتصفية كل القيادات الحزبية والادارية والضباط والعلماء والكفاءات العراقية..وجرى ذلك على مرأى ومسمع وتشجيع من قبل سلطة الاحتلال ووفق جداول معدة مسبقا ..ثم تلتها جداول وجداول والتي لم تستثني احد في محاولة بائسة وحاقدة وانتقامية للنيل من حزب البعث وبنيته التنظيمية .

 

خامسا.. السيطرة التامة على الجيش والشرطة والأمن من خلال التسلل المنظم اليها ومحاولة تثبيت مواقعهم في المراكز الحساسة وبناء الهياكل الادارية الموالية للاحزاب والطوائف بدل ولائها للسلطة.

 

سادسا .. دعم وتشجيع واطلاق يد الميليشيات الطائفية التي تدربت على الحقد والانتقام في ايران وتهيئة الاجواء السياسية والامنية لها للقيام بمهمات التصفية الطائفية لاشاعة الفوضى والاعداد للاقتتال الطائفي بين مكونات الشعب العراقي .

 

سابعا.. الاستمرار في التشهير بحزب البعث وكوادره ومناضليه تأريخا ونضالا في محاولة للنيل من قاعدة الحزب الجماهيرية وعرض برنامجهم  في ادارة الدولة من خلال ( انصاف المظلومين على مر التأريخ ) والعزف على الوتر الطائفي البغيض والغريب على المجتمع العراقي كبديل عن ( النظام السابق ).

 

ثامنا.. ربط مستقبل العراق بايران من جهة والخنوع التام للمحتل الامريكي والرضوخ لمطالبه ..حتى وصل الامر الى تحريم محاربته وعدم جواز التصدي اليه واعتباره محررا وصديقا وفاتحا في سياسة مجاراة الامر الواقع لحين وضوح الرؤية الخاصة بالعلاقة بين امريكا وايران .

 

تاسعا.. سلخ العراق من محيطة وبيئته العربية من خلال اشاعة مفاهيم وصفات غريبة على التوجهات القومية العربية وتعبئة الشعب العراقي على محاربة التوجه العربي والقومي ..وفي الوقت الذي توصف الدعوات القومية العربية بالشوفينية والعنصرية  تزداد المطالبة بالحق القومي للقومية الكردية حيث يمارس القادة الاكراد سياسة التفرقة والعنصرية .

 

عاشرا.. السعي لتقسيم العراق طائفيا ومذهبيا على المستوى العربي وقوميا بالنسبة للاكراد من خلال طرح مشاريع الفيدرالية التقسيمية.

 

هذه هي الاجندة السياسية للدولة العراقية الجديدة التي يتباهى بها الرئيس الامريكي بوش والادارة الامريكية ويصرون على الاستمرار بدعمها والوقوف الى جانبها وانقاذها كلما تداعت وهمت بالسقوط..حكومة شفافة في التعامل مع الاحداث ..لا تخفي ما تود القيام به ..واضحة الاهداف والتوجهات ..انهاك العراق وانهاءه ومحو تأريخه ونهبه وتصفية كل العناصر الوطنية وكوادر العراق الفنية والعلمية وكفاءاته والعبث بتأريخه وتزوير ماضيه وتشويه سمعة مناضليه وتقسيمه واضعافه الى الحد الذي لايستطيع الدفاع عن نفسه امام السارقين والمارقين والمعتدين ..

 

شفافية طروحاتهم وتوجهاتهم ومنهجهم تشبه شفافية اجنحة الذباب المليئة بالأمراض والأوبئة القاتلة ..وما تلك الجثث التي نكتشفها يوميا للعراقيين المغدورين والمرمية على قارعة الطريق وفي المزابل الا دليل واضح على طبيعة القائمين بها!

 

عاش العراق عصيا على أوبئة الحاقدين والمفسدين والخونة ..

عاش العراق عزيزا ومقتدرا أمام قطعان الثعالب ..

عاش البعث الأمين على ماضي وحاضر ومستقبل العراق..

وأنتم أيها الجبناء الخونة أدلاء الغزاة ..

لا نامت أعينكم المليئة باجنحة الذباب (الشفافة!)  .

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 18  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  27 / كانون الأول / 2007 م