بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

صدام وكلكامش والخلو د

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

يوم اغتيال الرئيس الشهيد صدام المجيد فجر عيد الاضحى العام الماضي بقيت سلاسل باب الدار الخارجي موصده للايام الاربعه من العيد ولم يشأ احد منا فتحها وخيم علينا مثل اغلب العراقيين والعرب حزنا لم نعهده من قبل رغم فراقنا لاحبة اعزاء علينا في فترات مختلفه سابقه, لنفوق من الصدمه شيأ فشيأ ...كان حزني منذ البدايه ممزوجا بفخر لم اشعر به من قبل يزيد على فخر العرب الاوائل بشجعانهم ومنهم الخنساء بمصائبها التي لم تخفيها رغم صلابتها وفخارها بمقتل اولادها واخويها ...

يؤرقني التذكرحين امسي فيردعني عن الاحزان نكسي*

على صدام واي رجل كصدام ليوم كريهة وطعان خلسِ

الا يا صدام لاانساك حتى أفارق مهجتي ويشق رمسي

يذكرني طلوع الشمس صدام واذكره لكلَ غروب شمسي

ولولا كثرة الباكين على صدام لقتلت نفسي !!!!!

هذا الفخر الذي سطره القائد الملحمه الاسطوريه في مسيرته النضا ليه وتوّجه بوقفة المجد والبطوله النادره وهو يستقبل مشنقة الشرف فيما يحيط به اعداء الامه من الصهاينة والمجوس والصليبين وان تخفوا بعمائم وارواب العداله الفاسده ليظهر مشهد اللحظة التأريخيه وهم متخفون بأقنعه او ابعدوا كاميرات التصوير عن وجوههم السوداء في الدنيا والاخره ليبقى وجه صدام القمر المنير لذلك المشهد وهو يشهد وهم ينعقون .

بدأنا صراع من نوع آخر فبين من افاق من الصدمه وبين من رَكبته ولم يستطع مواجهتها وكان الجدل يتركز بين خلود البطل وميتة الشرف وبين عدم تحمل فقدانه... ظل هذا الجدل بيننا الى يومنا هذا ونحن نستقبل ذكراه الاولى وسيبقى لوقت آخر غير قصير ان اطال الله بعمرنا .

كنت أُذَكر ببطل العرب والاسلام خالد ابن الوليد وغوره المعارك تلوا المعارك والانتصار تلو الآخر الى ان بلغت الجروح على رقعة جسمه تتنافس من كثرتها ليقول في خاتمته أأموت موت البعير على الفراش ألا لانامت اعين الجبناء الا ان هذا التذكير لم يخرج جماعتي من احزانهم ذهبت الى كلكامش لاستعير تجربة الخلود عنده واروي لجماعتي ماتركه لنا من لحن الخلود التي جعلنا نتغنى به جيلا بعد جيل ... بعد حصول كلكامش على العشب السحري في قصته الطويله المعروفه للبحث عن الخلود .... هذا العشب الذي يعيد نضارة الشباب , فيقرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع كلكامش إلى أورك خالي اليدين ... وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك بعد ان امر بتشيده قبل ان يغادرها فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة للخلود .

بقي الجدل بيننا الى يومنا هذا وعرفنا ان نهاية الجدال من المحال لانه صدام المجيد , باني مجد وصروح العراق الخالده التي لاتعد ولاتحصى اولها الانسان وعشرات الجامعات والنهر الثالث الخالد .

 

* ابيات من شعر الخنساء في رثاء اخيها صخر

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأحد / 07 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  16 / كانون الأول / 2007 م