بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أوراق تحالف الشر القذرة
 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

بعد أن أشرفت السنة الخامسة من عمر الاحتلال البغيض لقطرنا العزيز على نهايتها , أصبحت جميع أوراق اللعبة القذرة واضحة لكل من يريد أن يراها وان توالي الأحداث بالشكل الذي يحصل اليوم يؤكد نوايا جميع الأطراف , فمن حيث المبدأ هناك تحالف أمريكي – صهيوني – فارسي يهدف الى القضاء على المشروع النهضوي العربي الذي طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يهدف الى إقامة دولة عربية قومية قوية , وقد بدا العمل بتنفيذ هذا المشروع مع تأميم النفط العراقي وما رافق ذلك من تغيير جذري للقوانين السائدة آنذاك ومن بينها حل المسألة الكردية , فبعد هذين الخطوتين الجبارتين وإنهاء التوتر على حدود العراق الشرقية مع بلاد فارس على اثر اتفاقية الجزائر , فقد تفرغ حزب البعث العربي الاشتراكي الى تنفيذ خططه وبرامجه التنموية الانفجارية داخل القطر والتي أدت في محصلتها الى ارتفاع ملحوظ في مستوى دخل الفرد العراقي وما رافق ذلك من قفزة ثقافية كبيرة في مستوى الوعي الجماهيري , رافق ذلك عملت القيادة السياسية على بناء دولة قوية من خلال بناء جيش عقائدي قوي .

أثناء الحرب العربية – الصهيونية عام 1973 وبعد إن أصبح نفط العرب للعرب, جسد العراق شعار النفط كسلاح في المعركة وعمل على تنفيذه ففاجئ به المعسكر الرأسمالي الداعم والمؤيد للصهيونية , كما أحرج أقطار النفط العربية فأصبحت مرغمة على تبنيه , وبالنتيجة تضافرت جميع الجهود لإيقاف تلك الحرب خلال ستة أيام رغم إن النصر والتفوق العربي كان واضحا .

إذن أصبح لزاما بعد تلك الحرب التخلص من نظام الحكم الوطني العراقي الذي فوت عليهم تلك الفرصة من خلال ما تمتعت به القيادة السياسية من رجاحة في اتخاذ القرارات السياسية الحكيمة , ففشلت كل محاولات ذلك المحور على المستوى المحلي , فلجأ الى المحاولات الإقليمية , فنجح التحالف الامريكي – الصهيوني في إبدال الركن الثالث الذي أصبح ضعيفا ومستهلكا في إيران حيث ارتقى الى السلطة نظام الملالي كبديل لنظام حكم الشاه , فاستطاع هذا النظام استقطاب اكبر قدر ممكن من المسلمين خصوصا من الشيعة ليجندهم لخدمة المشروع الفارسي ألصفوي حيث يلتقي مع المشروع الامريكي – الصهيوني ليمثلا جناحين يطبقان على المشرق العربي , فكانت البداية في شن الهجوم الفارسي على العراق والذي تمكن أبنائه البواسل من إفشاله والصمود أمامه خلال معارك قادسية صدام الجيدة التي أنهت مشروع خميني في تصدير " الثورة الإيرانية " .

إن الحركة الصفوية الفارسية هي الوجه الثاني للعملة المجوسية , فتصريحات قادتها لم تتغير , بل أكدت صياغة ادعاءات الشاه وزادت عليها فخلقت تبريرات جديدة لها حين لم تنسحب عن الجزر العربية الثلاث التي احتلها الشاه وأكدت حق الفرس في الضفة الغربية للخليج العربية , فما دامت الارض لله , والفرس " حسب نظرية ولاية الفقيه الخمينية " يمثلون الله في الارض , إذن هم أولى بقيادة الناس فيها .

أما كذب ادعائهم في العمل على تحرير فلسطين فقد أكده التعاون مع الكيان الصهيوني ألتسليحي والذي فضحته حادثة سقوط طائرة الأسلحة فوق الأراضي التركية الى يومنا هذا حيث عمل احمد نجاد على تطوير تلك العلاقة من خلال استقباله لزعماء صهيون في طهران وزياراته ولقاءاته السرية معهم في عدد من بلدان العالم , وخصوصا في امريكا , ناهيك عن ما قام به عملائهم من تصفية جسدية للفلسطينيين الموجودين في العراق ومن ثم تهجير الباقي منهم على الحدود العراقية الأردنية .

والآن هل توجه امريكا او إسرائيل ضربة بأي شكل الى أي جزء من بلاد فارس ؟

بالتأكيد الجواب سيكون بالنفي .... !!! فقد أعلن تقرير الاستخبارات الأمريكية إن إيران قد أوقفت العمل بمشروعها النووي العسكري منذ ثلاثة سنوات, وهذا ما أكده ألبراذعي في أكثر من مناسبة , إذن ما السر في عدم الإعلان عن ذلك؟

لقد أعطت إيران الفرصة الى إسرائيل بتطوير مشروعها النووي العسكري " وهي غير ملتزمة باتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية " بحجة حفظ التوازن النووي في المنطقة , هذا من جانب ومن جانب آخر زادت من ارتماء دول الخليج النفطية في أحضان امريكا , وهذه المصلحة الثانية من تنفيذ سياسة التحالف الامريكي – الصهيوني – الفارسي .

لقد دعمت دول الخليج العدوان الامريكي على العراق وقدمت كل أنواع الدعم لذلك, فبعد أن استنفذ الدور العراقي في الدفاع عن عروبة الخليج ومنع ابتلاع إماراته من قبل الفرس تزعم أمراء الكويت حملة مجابهة العراق وإضعافه اقتصاديا فكان دخول العراق إليها ذريعة في ضربه وتنفيذ لخاتمة فشل كل محاولات إسقاط الحكم الوطني فيه ابتداءا من الحصار الظالم الذي استمر ثلاثة عشر عاما حتى دخول قوى الهمجية العالمية أراضيه .

إن حرص أمراء الخليج على العائدات النفطية العالية التي ارتبطت بالدولار الامريكي دفعهم الى السكوت بل الى المشاركة في الاعتداء على العراق , فكانت انطلاقة العدوان من أراضي الخليج العربي حيث تقع اكبر القواعد الأمريكية .

أما الآن وبعد فوات الأوان فقد أدرك حكام الخليج العربي الأبعاد الحقيقية للتحالف الامريكي – الصهيوني – الفارسي , فان الصواريخ الفارسية أصبح بمقدورها إن تطال اغلب المدن الخليجية , وبعد إنهاء دور العراق أصبحوا أمام خيارين , الاول القبول بفرض الحماية الفارسية وهي تهدف الى ابتلاع إمارات الخليج يدفعها الى ذلك ما تشير إليه التقارير في نضوب نفطها خلال خمسة عشر سنة , فتغلغلت بأكثر من طريقة إليها لطبعها بالطابع الفارسي من خلال عمليات تهجير الفرس المنظمة إليها , بنفس الطريقة الحاصلة في العراق الآن , او القبول بالتواجد الامريكي على أساس تأمين الحماية لهم , وهي أيضا تعمل على استنزاف رؤوس الأموال والعائدات النفطية من خلال المزيد من صفقات الأسلحة التي لا تجد الرجل الخليجي الذي يستخدمها ومن خلال تواجدها على الأراضي الخليجية في قواعد عسكرية عملاقة .

أما على الجانب الفلسطيني , فبعد استبعاد الدور العراقي , وتحت ذريعة دعم المقاومة الفلسطينية ومنظمة حماس بالخصوص ووصولها الى مركز القرار الفلسطيني , رغم الاختلاف المذهبي بين الفرس وحماس , فقد انتهت المسألة الفلسطينية الى تبعثر قياداتها وانشقاق وحدة صفها , مما نتج عنه تمييع الهدف الاول , ومزيد من تجويع وتدمير الشعب الفلسطيني بالنظر للتفوق العسكري الصهيوني , فكانت النتيجة النهائية في أنا بوليس حيث تم توقيع العرب على ذبح القضية الفلسطينية بموافقة ومباركة منظمة فتح .

وفي ظل الصمت العربي بإرادة الولايات المتحدة الأمريكية وفي سياق تحالفاتها مع الصهيونية والفرس ولإتمام تنفيذها لخارطة المشرق العربي في سايكس – بيكو جديدة تضم إنشاء هلال شيعي خاضع للنفوذ الفارسي , فقد تولت إيران دعم حزب الله ماديا وعسكريا , وتحت ذريعة ملاحقته في داخل الأراضي اللبنانية , تبنت الحركة الصهيونية تدمير البنى التحتية اللبنانية , ولانفراد حزب الله في التصدي لإسرائيل مما مكنه من شل الحكومة تمهيدا لتقسيم لبنان , فبدلا من انصراف اللبنانيين لبناء بلدهم اثر العدوان الصهيوني , راحوا يتجمعون بعشرات الآلاف في الساحات العامة من كلا الجانبين المتنازعين للذهاب الى ابعد مدى من الاختلاف .

لم ينتهي مشروع التحالف الامريكي الصهيوني الفارسي عند هذا الحد بل راحت خبراتهم العدوانية تتفنن في خلق الذرائع في كل أجزاء الوطن العربي فاحتلت أثيوبيا الصومال وتحدث فيه مجازر القتل والتدمير البشع أمام أنظار المجتمع الدولي, وكذلك الحال بالنسبة لجنوب السودان وليس آخرها التفجيرات والاضطرابات التي تحصل في اغلب الأقطار العربية.

أما في العراق فقد أدركت المقاومة العراقية تحالف الشر والعدوان , فتصدت لأهدافه ومشاريعه العدوانية فأفشلت مخطط تقسيم العراق كما أفشلت كل جهوده في إثارة الفتنة الطائفية رغم الحواجز الكونكريتية التي وضعها في أحشاء بغداد , وسيبقى العراق عربيا لا يمكن فصله عن جسد أمته.

عاشت المقاومة العراقية بقيادة جبهة الجهاد والتحرير البطلة يرعاها عزة النفس شيخ الجهاد والمجاهدين

المجد والخلود لشهداء العراق يتقدمهم شهيد الحج الأكبر .

الله اكبر ... الله اكبر .

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 05  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  14 / كانون الأول / 2007 م