الحمد لله
رب العالمين والصلاة والسلام على
اشرف الخلق المصطفى الأمين محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .
من الشيخ الدكتور سطام الكعود –
الأمين العام للجبهة الوطنية
لمثقفي وجماهير العراق
إلى الشيخ كاظم عبد الواحد آل
عنيزان – رئيس مجلس عشائر جنوب
العراق في مؤتمر البصرة .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أبدأ بقول
الله تعالى – بسم الله الرحمن
الرحيم
((
كنتم خير أمة إخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر
))إننا
ومنذ الساعات الأولى للاحتلال
الأمريكي للعراق وبدء مرحلة
الصراع والمواجهة لمقاومة ومقارعة
قوى العدوان والبغي الذي أبتلي
بها عراقنا الحبيب وهذا الاحتلال
واجهة ساعات وأيام زؤام على يد
أبناء العراق في الجنوب الذين
أوقفوا تقدم ارتال العدو الأمريكي
المحتل مع جيشهم العراقي الباسل
لأيام وأسابيع وكبدوه خسائر كبيرة
بالمعدات والأشخاص عند شروعه
بالتقدم لاحتلال العراق من بوابته
مدينة البصرة الصامدة وما حصل
لهذا العدو المجرم في مدينة إم
قصر خير شاهد على ذالك ، نحن وكل
أبناء العراق على يقين أن العدو
لم ولن يهنأ بوجوده على ارض
العراق وندِم وسيندم على هذه
المغامرة واللعبة الخاسرة ذات
النوايا والأهداف الخبيثة التي
تستهدف جوهر الإسلام والأمة من
خلال العراق . كنا ندرك تماماً
دور أهلنا في الجنوب رغم ثقل
الاحتلال وتعدد أنواعه ، طبقاً
للخلفية التاريخية والامتداد
الطبيعي لثورة العشرين الخالدة
في الذهن والذاكرة والتاريخ والتي
بدأت شرارتها الأولى مطلع عام
1920 بتظافر عشائر العراق حتى
اندلعت بالكامل في 30 حزيران 1920
وسجل أجدادكم بطولاتهم المعروفة
على ضفاف نهر الفرات من مدينة
الرميثة وعشائرها المجاهدة حين
ذاك ومعركة الرارنجية وواقعة
الشعيبة التي جسدت صيرورة الثورة
العراقية المسلحة الكبرى التي
أرغمت الاحتلال البريطاني للخضوع
والرضوخ لمطالب الثوار بعد تضحيات
لا حصر لها .إن المبادئ والأسس
التي جاءت في الإعلان الصادر عن
مجلس عشائر الجنوب في مؤتمر
البصرة هي رسالة واضحة تعبر عن
الشعور الوطني والمسؤولية
التاريخية التي تقع على عاتق
أحفاد ثورة العشرين التي جسدت
وحدة العراق ونسيجه الاجتماعي
.
أيها
الاخوة :إن وحدة العراق وتحريره
من كل أشكال الاحتلال الأجنبي هي
غاية نبيلة ومشرفة ينصر الله
تعالى كل من يسعى لتحقيقها لينال
رضا الرقيب الأعلى جلَ في علاه
ورسوله والضمير ويحقق مبتغاه في
السعي بإيمان مطلق بأن العراق
واحداً موحد مستقل وملك لجميع
أبناءه دون تفريط أو تمييز .
إننا في الجبهة الوطنية لمثقفي
وجماهير العراق
في الوقت الذي نبارك لكم هذا
الموقف الوطني التاريخي الهادف
إلى طرد الغزاة و المحافظة على
وحدة العراق وثرواته ومستقبل
أجياله ، نؤازركم في تفعيل
المبادئ الواردة في إعلانكم
المعبر عن إرادة ورغبة أبناء
العشائر العراقية في الجنوب
والوسط والشمال ورفض كل أشكال
التقسيم والمخططات والمشاريع التي
جاء بها المحتل . علماً إن
العشائر العراقية لها دور فاعل في
تغيير المعادلة السياسية في
العراق .
أن بلدنا
وشعبنا اليوم أحوج ما يكون إلى
جهد كل عراقي غيور حريص على أمن
وكرامة شعب العراق بعيداً عن
مفردات الطائفية والانفصالية
والمحاصصات التي جاء بها الاحتلال
ومن عاونه في هذا المشروع الباطل
المخالف للشرائع السماوية
والقوانين والمواثيق الدولية
وحقوق الإنسان والمعطل لتطور ونمو
العراق والمحافظة على ثرواته
وتأمين مستقبل أجياله .
واليوم بات
المحتل يبحث عن سبل ومخرج تساعده
على الخروج من المأزق العراقي
فأخذ يدق أسفين الفتنة بين أبناء
الشعب الواحد لعل ذالك يجعل له
مخرجا ، ألآ خاب فعل الشيطان
الرجيم الذي أسس للشر بنيانا
فأنهار به
((أفمن أسس بنيانه على تقوى من
الله ورضوان خيرٌ أم من أسس
بنيانه على شفا جرفٍ هارِ فأنهار
به في نار جهنم
والله لا يهدي القوم الظالمين ))
.
كما أن
العدو عمل ما بوسعه على الفتنة
والتفريق عبر هالته الإعلامية بأن
مقاومة الاحتلال والتي اسماه ((
بالعنف )) تنحصر في مناطق محدودة
وكأن الآخرين من أبناء العراق
راضون بالاحتلال علماً أن
المقاومة العراقية للاحتلال هي
برنامج الشعب العراقي بكل مكوناته
وأطيافه رغم محاولات المحتل
الأمريكي المشبوهة في تجزئة هذا
الفعل الجهادي المقاوم وما
مؤتمركم المبارك في مدينة البصرة
إلا دليلاً فاصلاً يعزز هذا القول
.
أن تمسكنا
جميعاً بجوهر الإسلام وقيمنا
العربية الأصيلة والموروث الوطني
التاريخي لعشائرنا العراقية هو
السبيل لإنقاذ العراق وتحريره من
الاحتلال الأمريكي وحلفائه .
وفقكم الله
في خدمة العراق وبارك الله بكل من
يسعى لوحدة الكلمة والفعل الوطني
بين أبناء العراق على الحب
والاخوة ضد أعداء الله والإنسانية((
محمد رسول الله والذين معه أشداء
على الكفار رحماء بينهم ))
Sattamfarhan@yahoo.com |