بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

إلى التونسيين المشاركين في شريط يسيء للشهيد صدام حسين:
أبهذه السهولة تسقطون في الفخاخ الصهيونية؟

 

 

شبكة المنصور

محمد نجيب القلال / عضو سابق في حركة نوادي السينما التونسية

 

حين كنا ننشط في حركة نوادي السينما في العقدين السابقين، كنا نعيش أجواء النضال التحرري في وطننا العربي من خلال الأشرطة الروائية والوثائقية المبرمجة في عروضنا السينمائية.

وكنا نعيش أحلام انتصار قوى التحرر العربية وهزيمة العدو الصهيو أمريكي في حصص النقاش فقط على أمل أن تتوفر ظروف للأجيال القادمة تسمح لها بمعايشة انتصارات فعلية وحقيقية.

لكن القدر أبى إلا أن يمنحنا فرصة تذوق طعم الانتصار، فعشنا مع المقاومة اللبنانية هزيمة العدو الصهيوني في احدى واجهات المواجهة في لبنان، وها نحن نعيش تباعا مع المقاومة العراقية ونتلذذ نكهة انكسار الامبراطورية الأمريكية على أيدي أبطال بلاد الرافدين.

ولا يمكن الحديث عن انتصارات المقاومة العراقية دون الحديث عن الرئيس المجاهد صدام حسن الذي احتل مكانة خاصة في قلوب كل العرب والمسلمين لسببين، أولهما كونه مهندس الثورة العراقية المسلحة، وثانيها لأنه جسد أرقى قيم البطولة والتضحية والفداء التي لخصها في ابتسامة الشموخ لحظة إعدامه.

ففي الوقت الذي وقف صدام على منصة الإعدام متحديا جلاديه كانت مئات الملايين من العرب والمسلمين يذرفون الدمع سخطا على تقاسم الادوار بين امريكا وإيران وتعمدهما استفزاز مشاعر الملايين بإعدام قهرا وظلما واحدا من أعظم الرموز الوطنية في هذا العصر وإصرارهما على ارتكاب جريمتهما في يوم عيد الإضحى المبارك..

هذا هو المشهد الذي بقي عالقا في ذهن مناصري الحق في كامل أرجاء المعمورة.

كيف تريدون أن يكون رد فعلي بعد كل هذه المشاعر التي رتبتها الاحداث وأنا أطالع خبرا ثقافيا صدر في جريدة الشروق يوم الأحد 05 – 08 – 2007 في الصفحة 19 تحت عنوان " ممثل إسرائيلي في دور صدام حسين "؟

قبل التعليق على هذا المقال أقدم للسادة القراء معطيات حول هذا الشريط. الشريط هو مسلسل بعنوان " بين النهرين " من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي بمساعدة شركة سندباد للإنتاج الفني من تونس، اخراج الانكليزي اليكس هولمز.

الذي سيتقمص دور الرئيس صدام حسين هو "الاسرائيلي " يغال ناؤور مثّل في العديد من المسرحيات "الاسرائيلية " وأفلام مشتركة "سرائيلية " – أمريكية. وتقوم في هذا المسلسل بدور ساجدة زوجة الرئيس الشهيد الممثلة الإيرانية الأصل "شهرة أغداسلو". يتم تصوير هذا المسلسل حاليا في تونس ويشارك فيه ممثلون تونسيون كهشام رستم ومحمد علي النهدي ووليد النهدي"

أن تقوم شركة بريطانية بانتاج شريط لتشويه صورة الشهيد صدام حسين فهذا مفهوم إذ يأتي في إطار توظيف آلة السينما الرهيبة لخدمة النوايا الاستعمارية عبر التهجم على رموز الأمم المناهضة للامبريالية وتجميل الوجه القبيح للقوى الاستعمارية والصهيونية.

لكن أن تشارك شركة انتاج سينما تونسية وممثلون تونسيون في عمل يقوم فيه ممثل صهيوني بالقيام بدور الرئيس المجاهد صدام حسين فهذا والله استفزاز لمشاعرنا في حجم الاستفزاز الذي أقدم عليه الاحتلال الأمريكي – الإيراني في العراق يوم عيد الاضحى حين أقدم على إعدام الرئيس الشهيد.

هل أصبحت قيمنا تباع رخيصة على مكاتب الشركات السينمائية العالمية؟

هل يعلم ممثلونا أنهم مجرد أداة انتقام تنفذها أجهزة النظام الصهيوني الاستعماري في مجال السينما لأنها في الميدان وعلى أرض الواقع عاجزة على تحقيقها بعد أن تلقّى الجهاز الاستعماري العسكري في العراق أكبر صفعة وأعظم إهانة رتبها لهم رجال العراق الأشاوس أبناء القائد المحنك صدام حسين الذي هيّأ ما يجعل الأعداء بنتحرون على أسوار بغداد؟

نحن نعرف منطلقات سينمائيينا الذين كانت لنا معهم نقاشات وصراعات طويلة في إطار حركة نوادي السينما، ونعرف جيدا مصدر أفكارهم التي ساعدت المقاومة العراقية على كشف كامل خيوطها الخفية، لكننا نطلب منهم فقط احترام مشاعر وقيم هذا الشعب العربي الأصيل الذي امتنع جزء كبير منه عن الاحتفال بعيد الاضحى حزنا على إعدام القائد العظيم صدام حسين.

ونحن نقول لهم : إن كنتم لا تؤمنون بانتصار الحق فاتركونا نفرح به نحن.

وليعلم جميعكم أن من أهم أسباب إعدام صدام حسين هو موقفه المبدئي والثابت من الكيان الصهيوني. أيها الممثلون الأفاضل إذا كنتم قررتم أن تبيعوا احترام جمهوركم وشعبكم لكم فإننا نرفض تشويه ولو شعرة واحدة مما أنجزه شهداء هذه الأمة العظام.

 

صحيفة الوطن التونسية 24/08/2007

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 05  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  14 / كانون الأول / 2007 م