بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حُبٌّّ في ألْخَمْسِْين

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

ما أسعد الحبيب لحظة يسمعُ أسم حبيبته او حين يناديهاعذول وملول أو حينَ يتغزل بها متغزلٌ او ينظر إلى صورتها أو أن يراها في أحلام يقظته ومنامه او تنتابه عذابات الفراق فتصبح الدقائق كأنها ساعات والساعات تعد سنوات أوتمر كخيال يداعب أفكاره ألباطنه ويدعه كريشه في مهب ريح الغرام والوجد والهيام أو حتى تشابه الأسماء والكنى يحرك لديه مشاعر (الْهِي) ومن ثم تتحول إلى إرتعاشة وخفقان قلب كخفقان جناح الطائر رغم اللوعة والاسى لكن..ما أعذب تلك اللحظات والسكنات والتجليات والخيال الواسع الذي وصل بي إلى حد التجمُّل بالصبر والسلوان وترتيل المعوذات عساها أن تبعد عني وساوس الأنس والجان فلقد اخترق الحب جسدي واخذ مداه ووصل بي إلى مقتل لا استطيع بهِ البعد عنك يا حبيبتي وعن جمالك الذي ملأ فؤادي وطفح حتى جعلني كطفل فارق امهُ ولم يبلغ اشده.

أنّ خريف العمر عادةً يجعل المرء أكثر رزانة وأكثر تجربة واستقرار جوارح في التعامل مع نوازع الغيرة والتضحية بكل شيء رغم أن لي أولاد يحبون كما أحب ولكن جسمي النحيل وظهري المحني وأرذل العمر الذي وصلت واني اقرب إلى آخرتي من دنياي ولكني اتسائل هل سيكون هذا الحب يجعل مني كأحدب نوتردام ومعشوقته الجميلة؟؟ هل ماامر به مراهقة ثانية ؟ ولكني أتدارك على الفور وأجيب نفسي إنّ الكثيرين غيري عاشوا قصة حبي لملكيتي وعنفوان ضميري المتأجج حرقة وألما رغم المسافات التي بيننا آلاف الأميال تتخلل دروبها ضباع ووحوش تتربص بالغادين والرائحين المنون ..لكن كيف السبيل إلى من ملكت قلبي وكياني من يدلني على السبيل إلى قلب مرادي وفؤادي فانا أتعامل مع فورة حبًٍ لم اعرف له سابقة في شبابي يوم كانت حبيبتي تنتظر مني مهرا هوأن احمل لها وردة منزوعة الأشواك وأقدمها لها ولكني لماابتعدت عنها شعرت حين إئذٍ بتقصيراً تجاهها ولكنها لازالت متمسكة بروح وعنفوان الانتماء من خلال العادات والتقاليد والحارات والشوارع والمقامات انها صلة الانتماء والاصرة الشديدة تجاه جسدي إنها خلقت مني وخلقت من ترابها ..واخيراًأقول لك حبيبتي واصدقيني : ارى ان لك خطّاب كثيرون وعشاق لكني اراك ترفضين كل من يتقدم إليك لأن مهرك غالٍ لا يقدر عليه احد ممن يفترشون أسفاً ظل قامتك الممشوقة وعبرتك المدلوقةانهم عجزوا ان يعرفوا ماهو مهرك لأنهم لا يعرفون لك حقاً ولا يقدرون كم هو ثمين ولايعلمون كم هو متيسر تمتلئ به الشوارع والبيوت والمعسكرات إن مهر حبيبتي عرفت طريقه وأنا قادم لأقدم لك مهرك الذي أقسمت أن لا تفرحي إلا به انه البندقية التي هي مهر حبيبتي بغداد وأنا رهن إشارتك فسأكون أول من يحمي حماك ويبعد عنك رجس الدخلاء المحتلين لا غير المحتل فانه هو العدو الذي لا قبلهُ ولا بعدهُ عدو أقسمت أن لا تكون رصاصتي موجهة إلا لكيده ونحره ولو كره المنافقون وسيكون فرحي بك عن قريب وعن قريب جداً ولا ظمك إلى صدري وأوصي الذين من بعدي أن ادفن في ثرى تراب حبيبتي بغداد كما اوصى يوسف عليه السلام ان يدفن مع أجداده في القدس حمله موسى بعد هلاك فرعون.

وسيأتي اليوم الذي سنكسر فيه معول الشر وسنمسك بإزميل نبني آلاف التماثيل لرموز العراق الذين ضحوا بأنفسهم من اجل الوحدة والتحرير وسلاما سلاما عاصمة الرشيد .

obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة /  08 شــــوال 1428 هـ  الموافق  19 / تشــريــن الاول / 2007 م