بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل أصبح الجهاد عاراً في نظر المتأسلمين؟

 

 

شبكة المنصور

عبيــد حسين سعيـــد

 

الأمم والشعوب تفخربابطالها ورموزها الذين دافعوا عن أوطانهم بالكلمة أو القصيدة أو التضحية بالنفس أيام المحن كما كانت القبيلة تفخر بشعرائها وفرسانها وتبعثهم سفراء للأقوام الأخرى مسلحين بفصاحة وفروسية وصور من الإباء والكبرياء وإظهار القوة أمام خصومها.

وتاريخنا العربي مليء بنماذج كبيرة وكثيرة كانت نبراساً وهدياً يهتدي به طلاب الحق في كل الأزمان وقد أشاد بدور إبطالنا الكثير من رموز الثورات في العالم المعاصر فقد قال غاندي حين سأله احد الرجال من اين استمد غاندي ثورته؟

 فقال من ثورة الحسين التي استشهد من اجل أن يبقى الدين والثبات على المبادئ !! والشاعر لا يقل أهمية عن الفارس فهو ينافح بلسانه ويؤازر قومه وقضيته كما هو دور الشعراء في فلسطين والعراق ومصر أبان فترة الاحتلال الانكليزي وبث روح الحماسة في أبنائها تجاه الغزو المتكرر لقبيلة تجاه القبيلة الأخرى وعلى مدى الزمن فعرف الإغارة مبدأ يحترمه العرب مستعينين برجال أشداء سواء كانوا مدافعين أم مهاجمين فسِيّان عندهم لابد من وجود رأس نفيضه تقع عليه مهمة ردع المعتدين بالتعاون مع شاعر القبيلة الذي يبث روح الانتساب للقبيلة والتفاخر بأمجاد القبيلة ورجالها .استمر الحال إلى أن تم العمل بنظام الجيش المحترف بعد أن وجد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب انه لابد من إيجاد ( ديوان) يحوي أسماء الجند ومرتباتهم ودرجاتهم حتى أصبح الفخر والذود عن بيضة الإسلام وشعار لااله إلا الله كلمة التوحيد غاية يتمنى ان يحوز طالبها الشهادة .


فكان الجيش الإسلامي يستنفر عندما يتعرض أي مصر من الامصارالى خطر يهدد الدولة وكيف كانت معركة القادسية وصفحاتها التي أفرزت العديد من الرجال الذين ابلوا بلاءً حسنا وضحّوا من اجل الكرامة والدين والعروبة ومبادئ الرجولة والقيم ... استمر الحال على ماهو عليه يفرز الرجال ويضعهم مثابات دلالة من المجد ولذكر الحسن كما هو البطل المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي قاد الجيوش العربية والإسلامية واستطاع أن يطرد الصليبيين وتحرير بيت المقدس وأعلن بداية النهوض الإسلامي والعربي بعد أن عاشت الأمة مجزأة الأوصال وتعيش حالة من التداعي والفرقة وضعف الوازع الديني والانتماء .

استمرت الدولة الإسلامية قوية مهابة الجانب حتى بدايات القرن العشرين بعد انهيار الدولة العثمانية وقيام (أتاتورك) وانقلابه على القيم والأعراف الإسلامية واللحاق بماافرزته أوروبا من ثورة صناعية وانقلاب في الأخلاق والتي آثرت سلبا وايجابا على اللحمة العربية بعدها أصبح الوطن العربي هدفا سهلا لأطماع الدول الغربية بعد اكتشاف النفط وموقعه الإستراتيجي وخاصة والتفكير بشق قناة السويس وتكالب الدول لإيجاد أسواق لبضائعها الوفيرة فكان الوطن العربي قد تم تقسيمه ووضع حدود وهمية بين أقطاره بعد اتفاقية سايكس بيكو فأصبح اغلبه تحت نير الاستعمار الغربي من المحيط إلى الخليج العربي وقيام ثورات وحركات مقاومة لهذا الاحتلال كما هو حال أبطال أشداء رفضوا دنس المحتل منهم عمر المختار وعبد القادر الجزائري واحمد عرابي وعز الدين القسام والكثير من الأسماء والشيخ ضاري المحمود وعبد الواحد آل سكر والكثير الذين لا يسمح المقام لذكر آلاف منهم والملاحظ (الأغرب) انه في كل زمان من الأزمنة التي مر بها هؤلاء الرجال طيبي الذكر برز من يعارض توجهاتهم الجهادية ووصفوهم بأوصاف لا تليق بهم كونهم أبطال حفظوا للعروبة تاج بهائها ونرى وعلى مدى التاريخ إن الذي يعارض الجهاد دائماً تراه يلجأ ويحتمي بالعدو لقاء فتاة خبز بسيط لا يغني من عقاب التاريخ والخالق وسواد الوجوه في الدنيا والآخرة ففي كل حين يبحث أعداء الأمة عمن يسهل له مهمة السيطرة على البلاد والعباد, انظرالى الساحة الفلسطينية واللبنانية والساحة العراقية وآثار أولئك العملاء والمتخرصين واضحة كما في الذين أطلقوا لأنفسهم العنان في وصف أعمال الجهاد ومحاربة المتعاونين والادلاء ومفجري المآذن والمساجد على أنهم (إرهابيون )يا لعجبي أن ترى هؤلاء يرافقون المحتل ويعقدون اجتماعات طويلة معه والأخذ بتوجيهاته لغرض مساعدة العدو ويكونوا رأس رمح متقدم في الخزي لتحقيق أهدافه للقضاء على المقاومة ودق اسفين في طريق توحدها وتصويب السلاح المقاوم إلى صدر العدو فقط لاغير فأصبحوا كببغاوات يرددون ما تقوله حكومة المحتل والتي هي مرآة عاكسة لمخططات الأمريكان والصهاينة ..

فعندما يسقط شهيد سرعان ما يوصف بوسائل الإعلام الحكومي وعلى حد سواء انه مسلح أو يقولون إرهابي وتبدأ معامل نسج الحكايات والأقاويل تجاهه فرغم إن الله برّاه من خلال روضة الجنة التي حل بها وعلامات ذلك رفعه سبابة التوحيد واحتضان سلاحه تحت صدره وعطر الجنان- كما هو حال من يسقط دفاعا عن الأرض والعرض- يملأ المكان إلاّ أن ذلك لم يفك في عضد بعضهم إلا أن يجعل من نفسه وقوداً لنار الغِيبة وخذلان الأصحاب وغضب رب الأرباب ...فهل أصبح جهاد المحتل عاراً يستوجب الخلاص منه فادعوكم أن توجهوا سهامكم إلى عدوكم وان تصطلحوا مع الله فبصلحكم معه ياتي نصركم الذي وعِدتم واعلموا ان المسلمان إذا تقاتلا فالقاتل والمقتول في النار....عجبي


obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  19 شــــوال 1428 هـ  الموافق  30 / تشــريــن الاول / 2007 م