بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

شبكة المنصور

رابطة ضبــاط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية

 
 

جمهورية العراق

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية

الوطنية

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------

العـــدد :

التاريخ :  28/10/2007

 
 

المقال السياسي لرابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية

القبلية الكردية في معالجة الازمة والموقف القومي التركي

 

 

بعد ان تعود الاغوات ( المشايخ ) لبعض العشائر الكردية في شمال العراق على اعمال قطع الطرق و القتل والسلب وتطورت هذه الاعمال الى ممارسة جريمة التمرد والعصيان على المجتمع والدولة ...

استمرء الاغوات تلك الافعال وحاولوا استثمارها لمصالحهم الشخصية فتواصلوا مع اعداء الشعب من البريطانيين تارة وبعدهم الاسرائيلين تارة اخرى والايرانيين تارة ثالثة ومع من له مصلحة في زعزة الحكم الوطني في العراق تارة رابعة ولهذا تحولوا الى تجار حروب وعملاء وجواسيس وخونه وتحت شعارات كاذبة مهلهلة منها المطالبة ( بقانون الحكم الذاتي للاكراد ) و( المطالب القومية للاكراد ) وفي مقدمة هؤلاء كبيرهم مصطفى البرزاني ومن خلفه من اولاده الاموات منهم والاحياء ...

استشروا في جمع السحت الحرام اكثر فاكثر فلم يكتفوا بنهب خيرات العراق العظيم على حساب دماء العراقيين من العرب والاكراد ، ولم يكتفوا بمكافأت اسيادهم فذهبوا اكثر من ذلك لعلهم يمعنون في تلك الافعال وتوسيعها الى دول اخرى بدفعهم عناصر منتفعة من عصاباتهم في شمال الوطن لان تسخر مثيلاتها في تركيا والتعاون في اعمال ارهابية على ذات النمط الذي قاموا به في العراق لاستهداف الجيش والشعب التركي في مناطق جنوب شرق تركيا (المناطق المحاذية للشريط الحدودي العراقي التركي). وهي تحلم في ان تنال من تركيا كما نالت من العراق تحت مظلة الاحتلال واعوانه وتنسيق المواقف مع من هم على شاكلتهم في السلوك والاخلاق مستغلين استقوائهم بالاجنبي لتغطية افعالهم وجرائمهم واستغلال الفترة المظلمة التي يمر بها العراق وازدهرت بها اوضاع العملاء والخونة بدعم ورعاية من المحتلين

يتمنى اغوات الكرد على ان تسنح لهم الفرصة مرة اخرى ويكونوا قادرين على اجبار الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء للحصول على دعمها في ازمتها الحالية مع تركيا كون الحكومة العميلة بحاجة لاوراق اللعبة السياسية الطائفية الضيقة لتأمين بقائها في السلطة وتسخير مقاعد البرلمان لكتلة التحالف الكردستاني لاهدافها ضد المصالح العليا للشعب والوطن وكلا الحليفين لهما ذات الاهداف .

كما انهم يتصورون ان علاقتهم السياسية وتحالفهم مع الكيان الصهيوني وامريكا قد تعينهم على بلوغ اهدافهم تلك وهم قد جانبوا الصواب في هذا الموضوع لان كلا الحليفين لايستبدلان الحليف الاستراتيجي بالحليف الصغير...

كما ان اغوات الكرد اسسوا موقفهم على علاقتهم السياسية والاقتصادية مع ايران بحكم مواقفهم العميلة والخيانية والتأمرية الطويلة والمتواصلة ضد العراق العربي الانتماء والقومي الفكر والعقيدة وان ذلك ستجعل ايران تتعاون معهم بالقدر الذي يرضي تطلعاتهم ويخدم مصالحهم ، وان لم يتهيء هذا الموقف فبأمكانهم التلويح بالتهديد والوعيد لايران وتحريك عصاباتهم في المناطق الغربية من ايران والتي تحاذي مناطق الحدود العراقية الايرانية واثارة المتمردين الايرانيين الذين هم على شاكلتهم في الاهداف والمطامع ضد ايران لاسيما وان هؤلاء المتمردين مهيئين للاستخدام في الوقت الحاضر من قبل امريكا او غيرها كورقة سياسية وعسكرية ضد ايران وان تطور هذا التمرد والعصيان والدعوات للانفصال سيجعل الموقف الايراني مضطر على ان يغض الطرف عن تحركات اغوات شمال العراق في الوقت الحاضر على اقل تقدير وان دخول احمدي نجاد على الخط الكردي والتوسط بين طرفي النزاع دليل على ذلك .

ولكن تلك الحسابات سجلت اخفاقا كبيرا فالشعب الكردي في العراق قد جزع تصرفات وسياسات هؤلاء الاغوات المتسلطين علية منذ عقود من الزمن ويتاجرون بدمائهم كما ان القوى الوطنية الحقيقة من الاكراد يرفضون السياسات التي ينتهجها اغوات العشائر الكردية اتجاه الوطن وابناء الكرد وكذلك ينددون بتدخلاتهم الفجة في شؤون الدول المجاورة مثل تركيا / سوريا / ايران.

ووضع الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء يرثى له فلا سيادة ولا قرار ولاجيش ولا سلطة ولاقانون ولا قدرة سياسية على احتواء الازمة بشكل وافي يمكن الاطمئنان اليه وهنا تخيب الامال التي يتطلع لها اغوات الاكراد في شمال الوطن .

اما الوضع في تركيا فهي دولة متماسكة سياسيا وعسكريا وسلكت الطرق الدستورية في التعامل مع الاحداث داخليا وخارجيا وهيئت المناخ السياسي اقليمياً ودولياً وابرزت تجاوزات حزب العمال الكردستان ضد الجيش والمواطنين الاتراك بما يجعل المواطن التركي يدافع عن قضيته ويطالب الدولة باتخاذ الاجراءات الصارمة ضد اعضاء ذلك الحزب ، وتركيا لها جيش قوي لايمكن ان تكون هناك معادلة تكافؤ بينه وبين مليشيات عملاء اسرائيل وامريكا ( كاكا مسعود وكاكا جلال) لان مليشيات البيشمركة طيلة حياتها لم تشترك في اي معارك للدفاع عن الوطن وانما ضلت تتملص وتتخاذل عن واجب الدفاع عن الوطن ايام العهد الوطني في العراق وفي كل المنازلات الوطنية الشريفة ولم يجيدوا سوى اخذ الاتوات والقتل والتسلط العشائرى والتمتع بالملذات الشخصية والخروج على القانون .

وحالها اليوم حال مليشيات الاحزاب الطائفية من اتباع ايران الفارسية في الوسط والجنوب ( القتل والخطف والابتزاز والتهجير وانتهاك الاعراض ) ولنا تجربة طويلة في التعامل مع هولاء الاغوات وهم يدركون ذلك ...
اما ايران فأن مصالحها القومية الفارسية التوسعية وعنجهيتها لاتجعلها ان تركن للتعامل الابتزازي مع عملائهم وخدمهم بالامس وان اغوات الكرد في شمال العراق ليسوا اكبر من مصالح ايران مع تركيا وان اهداف الاغوات على المدى المنظور لاتخدم ايران جارة السوء .

اما الموقف السوري الرسمي والشعبي فكان واضحاً وصريحاً لالبس فيه ولايقبل التأويل او التفسير وقد اجهض كل الاحلام والاماني التي يتمناها اغوات الاكراد ...

ان الاستهتار الذي يمارسه اغوات الاكراد في شمال العراق جعلها تجد نفسها في أسوء مأزق في تاريخها الحديث حيث لم تجد الى جانبها غير المجرمين واللصوص وتجار الحروب مما يعكس افتقارها الى الحنكة السياسية وقصر نظرها واعتمادها على الاجنبي وتقديم المصالح الشخصية والعنصرية على المصالح الوطنية العليا ...

ومع كل الذي اشرنا اليه فان تركيا لها الحق في دفع الاذى عن شعبها وجيشها ومصالحها القومية العليا وبالتأكيد ان ذلك سيعني الفوضى والانهيار الامني ونهاية حلم الاغوات في قيام الدولة الجديدة المزعومة ...

كما يتوجب علي تركيا رغم ضروفها السياسية والعسكرية ان تراعي حقوق الشعب الكردي المغلوب على امره والذي تسلطت عليه زمرة الاغوات وتجار الحروب والعملاء والجواسيس ...

 

 
 
 

رابطـــة

ضبـــاط ومنتسبـــي الاجهـــزة الامنيـــة

الوطنيـــة

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 21  شـــوال  1428 هـ الموافق  01 / تشــريــن الثاني / 2007 م