بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بيان رقم واحد !

 

 

شبكة المنصور

سعد الاوسي.. رئيس تحرير جريدة الشاهد المستقل

 

ربما اتفق مع الكثيرين على ان زمن الانقلابات ولى الى غير رجعة مع احتمال ضئيل بوقوعها في احيان تصل الى نسبة واحد بالمليار! وخصوصا في (العراق الجديد)! بفضل وجود (اخوة مونيكا)! و(ابناء عمومة رايس)! لان العراق اصبح في (شارب بوش مرهون)! ولهذه الاسباب حلمت (مجرد حلم)! ان انقلابا او بالاحرى ثورة شعبية عارمة حصلت في العراق وكنت قائدا للثورة! فاسقطنا الوزارات والرئاسات والمحاصصات وقضينا على الجنرالات والهمرات والاباتشيات الامريكية وكانت الثورة غير مصحوبة (بمرفقاتها)! و(ملحقاتها)! (اللغفوية)! المعروفة! واولها السلب ثم تأتي مرحلة عمليات النهب والحرق والقتل! بل كانت ثورتنا (بالحلم.. هاه)! تمثل صوت الشرفاء والمظلومين دون ان نستعين بأجنبي او عربي لتغيير المعادلة المريرة التي ما زال يعيشها العراقيون منذ خمس سنوات!

اعتقد ان مبررات الحلم كانت بعض اسبابها غير سياسية! ومنها برودة الجو الذي رافقه تحسن غير مسبوق في الكهرباء! وبما اننا (جوعية)! للتبريد و(ما شبعانين برودة)! فان مكيف الهواء لم يطفئه احد في البيت ويقال ان من (يستبرد)! يحلم كثيرا.. و(يروح باحلامه زايد)!

راحت خيالات حلمي تأخذني بعيدا حيث القت الجماهير الغاضبة القبض على الحكومة (اشششش لحد يسمع)! لا اقصد (حكومتنه ليش ابسرعة اتشكووون)! بل حكومة (الواق واق)! والقينا (نحن الثوار)! السياسيين في السجن رغم اصرار البعض من الجماهير على (سحلهم)! في الشوارع او تعليقهم على اعمدة الكهرباء!

على اية حال.. كنت بصفتي زعيم (الثورة)! عارضت هذا الامر لان تصرفات كهذه تعد في غاية القسوة والبربرية وطالبت باعداد محاكمة عادلة لاعضاء (الحكومة)! من اجل الدفاع عن انفسهم وسمحت بان تكون هناك هيئات دفاع عنهم ولكني تعهدت بعدم اغتيال اي شخص يدافع عنهم!

وحضرت امامي بعض الفضائيات لالقي البيان رقم (واحد)! وهو بيان الثورة وانهاء الوضع الفاسد في البلاد، ثم اخذ البعض من غير القائمين بالثورة بالصاق صفة (ايتام وفلول النظام)! على من كان يتبع او يعمل مع الحكومة (المخلوعة)! لولا انني وبختهم كما وبخهم الثوار الذين شاركوني الثورة وعدد كبير من المثقفين والمفكرين والاساتذة والفلاسفة والعلماء الذين كانوا معنا وطلبنا جميعا ان لا تتكرر هذه العبارات والمصطلحات مع كل تغيير في النظام!

ثم بدأنا باستجواب الحكومة استجوابا اوليا غير رسمي فأخبرتهم بان اسباب قيام الثورة جاء لاسباب عديدة منها.. الدمار الذي حل بالعراق بسببهم.. عمليات السرقة والنهب لثروات البلد.. انتشار العصابات المنظمة في جميع انحاء الوطن.. تفشي الامراض والاوبئة الخطيرة وانتشار الجهل والظلم.. الخداع والكذب والتضليل والاباطيل والتزييف والتزوير الذي مارسته الحكومات منذ غزو العراق ولحد الان بحق الشعب العراقي المظلوم! انتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية والمحاصصات الطائفية.. اضافة الى التهمة الكبرى.. تقسيم العراق وتعزيز احتلاله وتجزأة مدنه والتركيز على النفس الطائفي والمذهبي والقومي ومحاولة غرسها بين نفوس العراقيين بل وعزل مدنه على هذا الاساس بالكتل والقواطع الكونكريتية وابعاد العناصر الكفوءة والنزيهة والوطنية والشريفة عن المناصب الادارية والحكومية.. وعمليات الابادة الجماعية التي ارتكبت ضد عدد من مدن العراق وطالت شبابه ونساءه واطفاله وشيوخه تحت ذريعة مكافحة الارهاب ومنها (الزركة وكربلاء)! وغيرها.. واتباع سياسة التسقيط السياسي المظلل بالخداع والكذب والتزوير لابعاد الشخصيات الوطنية! وهروب اكثر من ثمانية ملايين عراقي خارج البلاد.. المصيبة ان اعضاء الحكومة بجميع مفاصلها ومسمياتها وعناوينها كل واحد منهم يلقي بالتهمة على غيره قبل ان يتفقوا جميعا على ان المجرم الاول والاخير هم (الامريكان)! متناسين ان الذي جلبهم الى البلاد ومهد لهم السبل هم الامريكان ولولاهم لما استطاع احدهم ان يدنوا من ثرى العراق الطاهر.

امور كثيرة اثارت استغرابي في ذلك الحلم حيث بادر عدد كبير من المستشارين والمعاونين ورجال القضاء الى ابداء استعدادهم لفضح ومحاكمة اعضاء الحكومة واستعدادهم ايضا للتعاون مع الثورة والنظام الجديد وكأنهم يخلعون جلودهم كما تخلع الافاعي جلدها ويتلونون كالحرباء من غير خجل او استحياء! اسعدني في هذا الحلم حماس الجماهير الذين سارعوا جميعا الى قلع الحواجز والاسلاك الشائكة والقواطع بين المدن. واسعدتني شجاعة رجال الجيش العراقي الذي يسمى بـ(الجيش السابق)! الذين بادروا فورا بالانتشار على جميع حدود العراق لحماية اسواره من العابثين والمخربين والارهابيين ومن (الفارين)! الذين عاثوا فسادا وقتلا وتخريبا في العراق منذ استباح لهم من استباح حرمة الوطن.

العجيب في حلمي ان اغلبية دول العالم لم ترحب بـ(الفارين)! من بطش الثوار ولم تقبل دخولهم على الرغم من حملهم (جوازات سفر دبلوماسية)! هم وعوائلهم لانهم اصبحوا ورقة محروقة! وانتهت الى غير رجعة!
اما اكثر الاشياء التي شدت انتباهي في (الحلم لا تنسون)! ان غالبية من كان يحكم العراق لا يحملون اي شهادة دراسية وان غالبيتهم قدم وثائق مزورة بل الادهى ان الكثير منهم ظهر انه لا يحمل الجنسية العراقية!
ولو لم يرم احد اشقائي البطانية (الكورية)! على جسمي لتسنى لي رؤية محاكمة الخونة والجواسيس والحرامية والدخلاء ولكن سامحه الله وسامحنا جميعا حيث استيقظت من الحلم الذي ربما سيتحول في يوم ما الى حقيقة.. ونستمتع بالاصغاء الى بيان رقم واحد جديد ولكن من المؤكد لست انا الذي سأقرأه!

تنويه: اخشى ان يشمل قانون الارهاب والحالمين ايضا!


saadalawsi@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  10 شــــوال 1428 هـ  الموافق  21 / تشــريــن الاول / 2007 م