بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل كان الحسين(ع) طائفيا

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

 

سيد الشهداء؛بضعة الرسول وصبطه ؛ سفينة النجاة؛مصباح الهدى؛إمام التقوى؛أنه حفيد القرآن الذي يمشي على الأرض؛ أنه أبن فاطمة الزهراء عليها وأبيها الصلاة والسلام.

أنه الحسين بن علي عليهما وعلى رسول الله الصلاة والسلام؛أول ثائر في التاريخ ومنهجهه يسعى لتطبيقه كل الذين يخوضون النضال ضد الطغيان والذل والأستعباد والإحتلال؛ أنه الحسين الذي حمل معاني البطولة والشجاعة والكرم ونبل الأخلاق والأنتصار للمظلوم وإعلاء كلمة الحق والدين ومقارعة الباطل بالحق المبين وبصدر مفتوح؛أنه الحسين العربي القائد فلم يظهر لا هو ولا أبيه ولا جده من أرض غير أرض العروبة؛ لم ينتظر من الطغيان في زمانه أن يحشد له الجيوش كيما يقاتل الظالم؛ لم يتآمر على الدين والبلد بقصد الخلاص من الدكتاتور؛لم يسعى الى خراب العراق رغم أن أهل العراق أستصرخوه فكان لهم عونا على الطاغي حينها؛لم يشكل جيوشا تدعمها إيران وغيرها رغم أن إيران حينها إمبراطورية قائمة؛لا عصابات تحكم بقصد تدمير العروبة والإسلام؛لم يناصر فئة معينة تدعي أنها المظلومة بل ثار من أجل الحق كل الحق ولم يكذب أو يجزأ أويدعي حوادث لم تكن موجودة أصلا؛هذه أخلاق الفارس الحسين الصديق التقي المناضل الشهيد الخالد؛كيف لا وأبيه علي بن أبي طالب(أبو تراب) كما يلقبه النبي المختار عليه الصلاة والسلام؛كيف لا وجده الرسول الأعظم ؛كيف لا وأمه فاطمة بنت هذا الرسول الذي جاء رحمة للعالمين؛أيعقل بعد هذا النسب أن يكون طائفيا(حاشاه).

لقد كان سيدنا الحسين مدرسة بسيرته الوضاءة الملهمة الصبوح؛ينصر المظلوم وإن كان عدوه؛لاتاخذه في الحق لومة لائم ؛كان رمزا للشهادة فأستحق بذلك أن يكون سيد شهداء أهل الجنة تلك التي يتنافس من أجلها المتنافسون؛لقد خرج الحسين ثائرا ضد الظلم مناصرا لقوم استنصروه ؛فلبى دعوتهم وكان لهم عونا على الظالم؛وأبى العودة حين كشف ظهره في القتال وأصر على الشهادة من أجل المبدأ؛لم يهادن حين عرضوا عليه الرجوع ولم يناصر الظالم بل كان عونا للحق وأهله فكان أن أستحق الجائزة.

(ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما) يالطالما سمعناها يرددها الكثير ويتشوق لها الكثير؛وأتضح إنها أقوال لاتتبعها أفعال؛من تمسك بنهجه فقد نجا؛ومن أغفل فليس له إلا الخذلان والخسارة؛حديث جميل يطول إن أردنا أن نتعمق فيه ونسوق له الحجج والدلائل على نقاوة هذا السلف الصالح؛ريحانة رسول الله.

والسؤال هل كان الحسين وأبيه يعرفون الطائفية لاأن يعملوا بها؛بكل تأكيد الجواب بالنفي؛إذا وبكل بساطة من أراد أن يتبع الحسين ويعمل بنهجه أن لايقول بالطائفية؛تلك الصفة المقيتة المسمومة التي أستشهد سيدنا الحسين كي لاتنتشر ويؤخذ بها حين قارع أعدائه؛فقد كان بمقدوره أن يناصر الظالم ليحفظ دمه ودماء أهله وذويه ولو كان فعل فهل ياترى سنذكره كما اليوم؛الجواب لا؛فمن يناصر الظالم يتشبه به والحسين منارا لنا وليس ظالما.

فما بال الأحزاب التي تدعي التمسك بنهج الحسين وآل البيت تناصر الظالم وتضع يدها بيده بل وتطالب ببقاء قواته محتلة لأرضنا؛ما بالهم وهم يسوقون الحجج الواهية الخادعة ويلفوا بها عقول أهلنا ويساندوا المحتل؛أليس المحتل بظالم ألم يقل الله عز وجل في كتابه(ومن يتخذ اليهود والنصارى أولياء فهو منهم)؛ألستم آيات الله؛ فما تلك المغالطة؛ ننتهج نهج الحسين ونضع أيدينا بأيدي الكفرة الفجرة؛بأي قاموس نجد تفسيرها؛نقاتل أهلنا وننشد ضد المحتل لنوهم الناس بأننا ضده(يلاكونا لو بيهم زود) من اللذين يلاقونكم وقوات الإحتلال على مشارف أبوب بيوتكم؛نطالب بتعويض إيران عن شنها العدوان ضدنا؛ونصر على تقطيع أوصال البلد ونقود الإتلاف المشؤوم الحاكم ونقول بالحسين؛هل هذا هو التأسي بالحسين عليه السلام.

أطفال يقتلون أمام أهليهم أو الأباء يذبحون أمام أبنائهم هل فعل الحسين هذا الفعل المشين؛بيوت الله خربت ودمرت وإنتهكت حرماتها من قبل الميلشيات وقوات الإحتلال على السواء؛أعراض الناس هتكت لالشيء إلا على الشبهة وتطبيقا للطائفية هل في سيرة الحسين مثل هذا؛التأمر على الدين والبلد على قدم وساق لاأحد يدينه بل يتفاخرون به على الفضائيات هل في نهج الحسين ذلك؛أفعال قذرة لاتوصف ولم يسبق وان أقترفت من قبل وتدعون بأن منهجكم التأسي بالحسين والأدهى نذبح على أعتاب مرقد الحسين من أجل الدنيا الزائفة؛وهل للدنيا من طعم ومذاق والأجنبي يغتصب أرضنا.

أين منهج الحسين عليه السلام من هذا؛ومن الذي روج لتلك الأفعال المشينة وهل هذا هو التشيع الذي يحسب على أهلنا؛الكثير من الناس اللذين نلاقيهم يتسائلون وليس بمقدورنا أن نرد عليهم ليشبعوا فضولهم بالإجابة؛أي مذهب تروجون له؛وهل الشيعة على هذا المنوال أو السنة كما نرى أين العقول الحصيفة أين العراقي الموصوف بالنخوة؛هل باعوك كما العراق؛أين نحن من هذا كله؛لم نرى فعلا عراقيا شيعيا سنيا كما في السابق؛هل أنتم أحفاد الحسين؛ لاأتصور.

هذا النبراس الذي تقتدي به البشرية بعد أبيه وجده وأمه؛أترانا تركناه خلفنا أم تركتنا بركته نتيجة ماأقترفنا من ذنوب لنوهم الناس بأن العراق قد لفته دعوى للإمام علي وهذه توابعها؛وحاشى للأمام علي أن يدعوا على مسلم؛وهو الذي عفى عن قاتله ليكرس لنا منهج التسامح الذي تتلمذ عليه الحسين أبنه؛فلتجبني المراجع وليس الأشخاص لأكون على بينةأنا وغيري ولنقف على سكوتهم على ماجرى ويجري من قتل ودمار وضياع للأموال والأنفس والثمرات؛(هل كان الحسين طائفيا)لتتخذوا ذلك منهجا.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة /  22 شــــوال 1428 هـ  الموافق  02 / تشــريــن الثاني / 2007 م