بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل يخدم الصراع الامريكي- الايراني المحتمل متطلَّبات أمننا الوطني ؟

 

 

شبكة المنصور

سعد داود قرياقوس

 

الحديث عن المشروع الإيراني في العراق والمنطقة حديث متشابك ومتعدِّد الأبعاد تصطدم فيه المصالح القطريَّة وارتباطات الأنظمة ببرامج الأحزاب والحركات السياسيَّة،وتمتزج فيه المشاعر الوطنيَّة والقوميَّة في أصول الانتماء الديني، ويتصارع في دهاليزه حنين طائفي غريب مع رفض مذهبي متطرِّف يصعب قياس مداه.

والموقف العربي من إيرن ودورها، موقف مضطرب النبضات. شعبيًّا، ثمَّة قوم يرون في بلاد فارس عمقًا استرتيجيًّا للأمَّة العربيَّة وحليفًا مهما لا يصح التفريط به حتَّى إذا تطلَّب الأمر احتفاظه بأراضٍ عربيَّة يحتلُّها أو اقتطاعه جزء من أرض العراق. في حين يرى آخرون فيها همًّا قوميًّا وخطرًا تاريخيًّا مستمرًّا. والموقف الرسمي من إيران لا يقلُّ اضطرابًا عن الموقف الشعبي. فبين تحالف سورية الاستراتيجي، وتحذيرات الأردن من مخاطر "الهلال الشيعي"، وتذمُّر النظام السعودي من تقديم الإدارة الأمريكيَّة العراق إلى إيران على طبق من فضَّة، والتشنُّج الواضح في علاقة مصر بإيران، وتخوُّف "محميَّات" الخليج، وتذبذب علاقات الأقطارالأخرى بطهران، ثمَّة فجوة كبيرة يصعب تقريب حافَّاتها.

مؤخرا غدا التطرُّق إلى الدور الإيراني في العراق أمرا ملازمًا للبحث في الاحتلال الأمريكي للعراق وأبعاده، وأمسى التعرُّض لـ "التراجيديا" العراقيَّة دون التطرُّق إلى الدورالإيراني واحتمالات تطوُّراته المستلقبليَّة جهدًا ناقصًا. فالقيادة الإيرانيَّة نجحت في خلق امتداد لها داخل العمق العراقي والاقتراب من بحيرات نفط "فيدراليَّة الجنوب" من خلال جباية استحقاقات اتفاقها مع الشيطان الاكبرعلى تدميرالعدوالمشرك، واستثمارنتائج المأزق الأمريكي ، وتوظيف جهود من أرضعتهم لسنين طويلة.فحازت بكلٍّ جدارة موقع شريك "الشيطان الأكبر" في استباحة شعب العراق.

المثير للدهشة ، أنَّ وضوح أبعاد الدورالإيراني التخريبي في العراق لم يقلق بعد هاجس المغرمين في مفردات الخطاب السياسي للحليف الايراني ، فما يزال هنالك من يحاول القفزعلى مسلَّمة أنَّ إيران دولة ذات مشروع قومي توسُّعي مهدِّد للأمن القومي العربي بشكل عام، وللهويَّة الوطنيَّة والقوميَّة لشعب العراق بشكل خاص. وهذا الهيام العربي بطهران ليس جديدًا، وأجواء اليوم ليست غير مسبوقة، فهي تتطابق إلى حدٍّ كبير مع تلك التي خبرناها خلال الحقبة التي سبقت شنَّ إيران حربها العدوانية على شعب العراق عام 1980 والسنوات الأولى للحرب. يومذاك، صعب علينا فهم موقف مجموعة من القوميِّين والماركسيِّين العرب الذين غادروا خندق العراق ليتلحقوا بخندق "آية الله" ومساندة حرب تصدير ثورته! كنَّا نسأل المغادرين عن أسباب هيامهم المفاجئ بمشروع دولة الفقيه؟ وكانوا يبرِّرون موقفهم مستندين على ما اطلقوا عليه التحوُّل الإيراني من حليف ومنفِّذ لحلقات المشروع الأمريكي– الصهيوني، إلى دولة ثوريَّة مناصرة للقضيَّة الفلسطينيَّة، وإلى قطع إيران علاقتها بالعدوِّ الصهيوني، وإغلاق سفارته، في الوقت الذي كان ممثلي " آية الله" منشغلين في عقد الصفقات التسليحية مع ادارة رونالد ريغان ومع "الحكومة الاسرائيلية" ! وعندما كنَّا نواجههم بأنَّ عدد كبير من الدول الإفريقيَّة والآسيويَّة سبق وان قطعت علاقتها الدبلوماسيَّة بالكيان الصهيوني، وهل أنَّ ذلك يمنح تلك الدول الحقَّ في احتلال أراض عربيَّة؟ لم نكن نسمع منهم سوى ردود خجولة وصامته!

هذا التعلُّق المحير بـ "المخلِّص الفارسي" نواجهه اليوم بالصيغ الغريبة ذاتها. فأنصار إيران ما يزالون يبرِّرون عشقهم لها وانحيازاهم لموقفها كونها دولة داعمة للقضيَّة الفلسطينيَّة! وعندما نتسائل عن صيغ الدعم وحجمه باستثناء مفردات خطاب سياسي مرتبك ومتناقض ومصمَّم لبناء دور إقليمي للدولة الفارسيَّة، نستلم اجوبة تستشهد بالدعم الإيراني لحزب الله وحركة حماس. فهل المطلوب منَّا التغاضي عن الجرائم الإيرانيَّة في العراق، والسماح لإيران في احتلال شعب العراق كونها تقِّدم مساعدات عسكريَّة وماليَّة إلى حزب الله اللبناني، والدعم المالي لحركة حماس ؟

المؤمنون بـ "محرِّر القدس" الإيراني لن يتمكَّنوا من إلغاء حقائق جوهرية منها ، أنَّ شعب العراق يعاني اليوم من كوارث ناجمة عن احتلال أمريكي- إيراني مزدوج، وأنَّ أهداف الاحتلال الإيراني لا تقلُّ خطورة عن أهداف مشروع الاحتلال الأمريكي، كما أن حجم التغلغل الإيراني في العراق يتجاوزما يصفه نفر من العراقيِّين والعرب "نفوذًا غير مباشر" ناجمًا عن منح سلطة الاحتلال الأمريكي الحركات الحليفة لإيران سلطة شبه صوريَّة ضمن سياق العمليَّة السياسيَّة للاحتلال. أصحاب هذا الرأي، يتاغفلون بانتقائيَّة عن التواجد العسكري والمخابراتي الإيراني المكثَّف في المؤسَّسات الرسميَّة والمدن العراقيَّة الجنوبيَّة ، وعن الجرائم الايرانية البشعه .

لقد كثر الحديث مؤخَّرًا عن الدورالإيراني في حل الازمة العراقية ، واتَّسع حجم الاهتمام به لا سيَّما بعد الفورة التي أثارتها توصيات لجنة بيكر- هاملتون سيِّئة الصيت، وتفاقم حجم الاهتمام الإعلامي بدور طهران إثر طرح أحمد نجادي قدرة إيران واستعدادها لملء وصفه بـ "الفراغ الناجم عن الانسحاب الامريكي من العراق". طموحات القيادة الإيرانيَّة وفكرة ملء الفراغ، لم تكن غائبة عن تصوُّراتنا. فقد سبق أن أشرنا إلى شعور القيادة الإيرانيَّة وحلفائها في قدرتهم على السيطرة على الموقف في العراق وعلى قيادة المنطقة في حالة انسحاب القوَّات الأمريكيَّة منه . ففي مساهمة نُشرت في بداية شهر كانون أوَّل/ ديسمبر الماضي في صحف ومواقع عراقيَّة وعربيَّة، حملت عنوان "الدور الإيراني- السوري المحتمل في العراق.. فخ أمريكي جديد"، طرحنا هذه القناعة الإيرانيَّة وذكرنا بالتحديد: "يبدو أنَّ القيادتين الإيرانيَّة والسوريَّة قد توصَّلتا منذ فترة قصيرة إلى قناعة مشتركة في أنَّ المشروع الأمريكي في المنطقة قد وصل إلي طريق مغلق، وذلك إثر نجاح المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة في تعطيل مشروع الاحتلال، وإفشال كلِّ مخطَّطاته وأهدافه، وأنَّ إخفاق إدارة بوش في العراق قد أنتج فراغًا سياسيًّا لا يملك حلفاء الولايات المتَّحدة في المنطقة القدرة على ملئه. وعليه، فإنَّ في وسع القيادتين وحلفائهما استثمار هذه الفرصة التاريخيَّة، والتحرُّك لملء الفراغ من خلال القيام بدور مشترك في العراق يساعد الإدارة الأمريكية علي تجاوز مطبِّها، ويُعينها على حسم الصراع مع المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة لصالحها."

إنَّ الجدل الدائر حاليًّا عن الدورالإيراني في العراق والمنطقة، يتوزَّع على ثلاث محاورأساسيَّة: الاول، ويكمن في علاقات إيران العربيَّة ومخاطر المشروع الإيراني التوسُّعي على ألامن القومي . الثاني، يتعلق في حجم التغلغل الإيراني في العراق وطبيعته ومخاطره على مستقبل الهويَّة الوطنيَّة والقوميَّة لشعب العراق.اما ألثالث فيكمن في جدليَّة العلاقات الإيرانيَّة ـ الأمريكيَّة، وتحديدًا ما يشاع عن الضربة الأمريكيَّة العسكريَّة المتوقَّعة للمنشآت العسكريَّة والنوويَّة الإيرانيَّة.

اهتمام هذه المساهمة ينصب على تداعيات النزاع الأمريكي ـ الإيراني المتوقَّع على مستقبل شعب العراق وبرنامج مقاومته ضدَّ القوى المحتلَّة، وتحديدًا الفوائد الناجمة عن النزاع العسكري الأمريكي الإيراني.

لنترك جانبًا موضوع مصداقيَّة التهديدات الأمريكيَّة لإيران وجديَّتها، ولنتجاوز الجوانب الإنسانيَّة المتمثِّلة في الخسائر الإيرانيَّة البشريَّة الناجمة عن الضربة العسكريَّة أمريكيَّة لإيران. ونثبت مقدَّمًا بأنَّ تأييد ضربة عسكريَّة أمريكيَّة لإيران لا يعني بالضرورة وقوفًا مع المعسكر الإمبريالي الأمريكي كما قد يدَّعي بعض المبتزِّين، ونقول بدون تردد بأنَّ ضربة عسكريَّة أمريكية لإيران تنصبُّ في خدمة أمن شعب العراق ومستقبل أجياله، وتسرِّع عمليَّة تحرير الوطن، وتقلِّل من كلف التحرير. كيف؟ إنَّ شعب العراق، كما أشرنا إليه سابقًا، يتعرَّض إلى احتلالين، احتلال عسكري تقوده الولايات المتَّحدة متكِّون من القوَّات الأمريكيَّة بشكل أساس وقوَّات الدول الحليفة لها، بالإضافة إلى جيش المرتزقة. وإلى احتلال إيراني متمثِّل في التواجد العسكري والمخابراتي الإيراني المكثَّف في مدن جنوب العراق، وفي سيطرة الأحزاب والميليشيات التي أنشأتها وموَّلتها ودرَّبتها ايران على القرارات السياسيَّة الأساسيَّة ومن خلال تأثير مرجعية السيِّد على السيستاني .

ثنائية ألاحتلال ساهمت في زيادة الضبابية السياسية وتفاقم حالة ألارباك،ورفعت من كلف الاحتلالين، وزادت من اعباء المقاومة، وعقدت مهام التحرير. ثنائية التحرير تثير الكثير من التساؤلات المقلقة ومن ابرزها تداعيات هزيمة القوَّات الأمريكيَّة اوانسحابها من العراق مع محافظة إيران على قوَّة نفوذها العسكري والسياسي على أمن شعب العراق. لا شكِّ في أن هزيمة القوَّات الأمريكيَّة ستعزِّز قوَّة المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة، لكنَّها في الوقت نفسه ستتيح للقيادة الايرانية فرصة زيادة مساحة نفوذها، وتعزز هيمنة القوَّات الإيرانيَّة والميليشيات الطائفيَّة المتجحفلة معها، ومن شأنها أن تضع شعب العراق إزاء تحدِّيات أمنيَّة ذات طابع مختلف عن طبيعة الصراع الراهنة .هذا الطرح لا يشكل بالتاكيد دعما لمفهوم "الفراغ" الناجم عن هزيمة أو أنسحاب القوَّات الأمريكيَّة .

هناك من يطرح بأنَّ هزيمة العدوِّ الأوَّل تعني بالضروة هزيمة الثاني. هذا الطرح منطلق من إيمان اصحابه في قدرة المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة على إلحاق هزيمة عسكرية سريعة وساحقة في قوات العدوِّ الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي. ومراهنتهم على أنَّ الصراع ضدَّ العدوِّ الإيراني أكثرسهولة مماثلة بالصراع ضدَّ القوَّات الأمريكيَّة. هذه الطروحات تستند على التجارب التاريخيَّة لشعب العراق ،وأهمُّها الهزيمة القاسية التي ألحقتها القوَّات العراقيَّة بالقوَّات الإيرانيَّة في "القادسيَّة" الثانية. ومع تقديرنا لأصحاب هذا الطرح، إلاَّ اننا نختلف جزئيا مع طروحاتهم . فنحن نشاركهم الثقة في حتمية انتصار شعب العراق ومقاومته على الغزاة المعتدين، لكننا نختلف معهم حول صواب الاعتماد الكلي على التجربة التاريخية في تحديد نتائج الصراع مع العدو الايراني المحتل.

فمفردات معادلة الصراع القادم مع النظام الإيراني وموازناته تختلف كلِّيًّا عن معادلات "القادسيَّة" وموازنتها. في تلك المنازلة التاريخية ، واجه العراق الطموحات التوسعيَّة الإيرانيَّة بجيش متكامل الصنوف ومدرَّب ومجهَّز تجيهزًا متطوِّرًا، وبمؤسَّسات حكوميَّة ومدنيَّة متمكِّنة وقادرة على توفير احتياجات القوَّات المسلَّحة في مستلزمات المعركة والنصر، إلى جانب شعب موحَّد ومعبأ للمعركة. والأهم من كل ذلك، توفر قيادة تاريخيَّة شجاعة ومقتدرة وحازمة. المؤكَّد أنَّ شعب العراق ليس شعبًا مكشوفًا، فمقاومته التي نجحت في إلحاق الهزيمة بمشروع القوَّة الكونيَّة الأعظم قادرة على إلحاق الهزيمة بقوَّات الاحتلال الإيراني. وهو قادر على تجاوز التحدِّيات التاريخيَّة مهما بلغ حجم خطورتها. لكن كل المعطيات تتشير الى أن الصراع ضدَّ إيران سيكون أكثر تعقيدًا وأكثر كلفة من الصراع ضدَّ القوَّات الأمريكيَّة، لأسباب عديدة، الدخول في تفصيلاتها يخرج عن اهتمام هذه المساهمة.

كيف يمكن لشعب العراق التخلُّص من تبعات الاحتلالين البغيضين بأقلِّ تكاليف بشريَّة وسياسيَّة ممكنة؟
من البديهي أنَّ الانسحاب الأمريكي الطوعي، وتخلِّي إيران عن أطماعها وسحب قوَّاتها وعملائها يقدِّمان لشعب العراق الحلَّ الأمثل للتخلُّص من الاحتلال المزدوج. لكن هذا الحل يبقى أقرب الى التمنيات الساذجة منه إلى الحلِّ السياسي الواقعي.

كيف يمكن إذًا الحاق الهزيمة بالقوَّات الأمريكيَّة، ودحرالقوَّة الإيرانيَّة المحتلَّة بأقل الكلف البشريَّة والسياسيَّة دون الاخلال في أولويَّات الصراع التي تتطلب إلحاق الهزيمة بقوَّات الاحتلال الأمريكي في أسرع وقت ممكن، ومن ثمَّ مواجهة قوَّات إيرانيَّة مُجهدة وضعيفة ممَّا يسهِّل النصر عليها، ويقلِّل من تكاليفه؟

في تقديري، لا توجد آلية تساعد على تحقيق الهدفين، وتوفِّر لشعبنا شروط هزيمة متزامنة للقوَّتين المحتلَّتين بأقل كلفة ممكنة باستثناء الصراع العسكري الأمريكي- الإيراني. فحرب أمريكيَّة -إيرانيَّة، قصيرة كانت أم طويلة، أو ضربة أمريكيَّة ساحقة للقوَّات العسكريَّة الإيرانيَّة، ستحقِّق بدون شكِّ أهدافنا وتخدم أمننا الوطني. ما يوفر لشعبنا الحل الامثل يكمن في حالة "صراع القوى المحتلَّة" تنهك الجانبين المحتلِّين لشعبنا وتسرِّع من انتصار المقاومة، وتقلِّل تكاليف النصر.

صراع قطبي العداء للأمَّة العربيَّة وشعب العراق، يخدم بالتأكيد متطلَّبات الأمن القومي وأمننا الوطني. نحن هنا لا ندعو إلى الوقوف مع أحد الأطراف المتصارعة ، ولا نقترح الضربة الأمريكيَّة لإيران كشرط ضروريٍّ لانسحاب القوَّات الأمريكيَّة المحتلَّة، بل كلُّ ما نذهب إليه، ينحصر في فكرة أنَّ "صراع القوى المحتلَّة" يخدم قضيَّتنا الوطنيَّة، ويسرِّع من إنجاز مهمَّات التحرير بأقلَّ تكاليف ممكنة.

لقد تبنَّت الإدارات الأمريكيَّة المتعاقبة مبدأ "الاحتواء المزدوج" للتعامل مع كلٍّ من العراق وإيران، وأطالت أمد الصراع بينهما، وغذَّته كمقدِّمة ضروريِّة لاحتلال العراق وتعزيزمصالحها في المنطقة، وتعاقدت لاحقا مع حكام قم وطهران على احتلال شعب العراق ومصادرة سيادته. وعليه، فإنَّ من مصلحتنا القوميَّة والوطنيَّة أن نرحِّب، بل نشجِّع ونغذِّي صراع محتلِّي شعبنا وأعداء أمَّتنا. وعسى أن تموت العقارب بسمِّ الافاعي.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  10 شــــوال 1428 هـ  الموافق  21 / تشــريــن الاول / 2007 م