بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل نصدق من ما نرى أم ما نسمع ؟؟!

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

الكذب خصلة ذميمة وصفة قبيحة وعمل رذيل وظاهرة اجتماعية دخيلة انتشرت مع الأسف في أوساط السياسيين ، وفي الكثير من المنتديات والمجالس والعلاقات والمعاملات وقلَّ أن يخلو منها مجتمع وتتراوح نسبة (الكذب) حسب أهمية الموقف , وعادةً يتحاشى ذلك المشاهير من وجوه المجتمع سواء أكانوا سياسيين أم فنانين أم رياضيين ولكن أن يكون رئيس دولة وأعلام يعمل ويأتمر بالكذب فهذا ما لم نألفه على مدى تاريخ حكام العراق .
كاد الكذب أن يكون بضاعة التجار والأزواج والأولاد والكتاب والإعلاميين وأهل الفن وحتى من يتصفون ويحملون كنى ودرجات دينية توارثوها بمعتقدات أصبحت عليهم سبّة ولعنة إلى يوم الدين ويكاد الواحد لا يعرف الصادق من الكاذب ، وكلنا يعرف الكذب على انه كلام يخالف الحقيقة وظهور يخالف الطبيعة كان يكون بحركة غير اعتيادية أو بمجرد ايمائة غير طبيعية سواء أكان المرء مازحا ً أم كان صادقا , والكذاب آثم وعواقب الكذب خطيرة على الفرد والمجتمع والكذب دليل على ضعف النفس وحقارة الشأن وقلة التقوى، والكذاب مهين لنفسه بعيد عن عزتها ، فالكذاب يقلب الحقائق، فيقرب البعيد، ويبعد القريب، ويقبح الحسن، ويحسن القبيح، وإن الكذب يقود إلى الفجور، وإن الفجور يقود إلى النار، وكم من كذبة أوقعت بين الناس عداوة وبغضاً وكم من كذاب فقد الناس الثقة به وعاملوه على خوف وعدم ثقة ، والكذب أنواع وأشده الكذب على الله تعالى كالذي يفترى على الله الكذب فيحل ما حرم الله أو يحرم ما أحل الله .
ويقول معظم الناس إن الكذب نوعان ابيض واسود وهذا الكلام لا أساس له من الصحة لأن الكذب هو الكذب ولا يقبل القسمة , أما إذا كان هناك كذب ابيض أو اسود فهناك صفة واحدة تجمع بين هذا وذاك وهي صفة القبح لأن الكذب هو خصلة سيئة , ومن الوصايا التي أوصى الله سبحانه وتعالى أنبيائه بها لكي يعلموها لبني البشر عدم الكذب ( لا تكذب ) , ولكن لا حياء لمن تنادي .
أما اليوم انتقلت عدوى الكذب إلى حكامنا الذين أوصى الله بهم أن يسوسوا الرعية بالعدل ولا يفرقوا لأن العدل أساس الملك ولن يكون هناك عدل إذا لم يكن هناك حق والكلام الصادق .
واليوم في عراقنا الجديد الذي ابتلى بالكذابين وأصبح الكذب ظاهرة متفشية وخاصة بالنسبة لكبار المسؤولين وأولهم فخامة رئيسنا المفدى ( دام الله ظله ) الذي ربما تعلم الكذب من رئيس حكومته ( الذي إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد اخلف ) , إذ قال في إحدى مؤتمراته الصحفية قبل عدة أيام إن بغداد أصبحت في حالة تحسد عليها نتيجة الأمن والأمان وسيطرة الدولة عليها , وان الحكومة استطاعت أن تطهر 750 منطقة من مناطق بغداد من الإرهابيين والقتلة ومن الميليشيات الإجرامية .
بربكم هل يعقل هذا الكلام فإذا طهرت 750 منطقة فما هذا الذي يحدث في ( الدورة , الغزالية , الشعب , حي العامل , الاعظمية , الشعلة , العامرية , الفضل , الصليخ ) وهذا غيض من فيض , هل استثنيت هذه المناطق من المناطق المطهرة أم ماذا وخاصة منطقة الدورة التي أصبح دخولها حلم من أحلام الأمريكان ومن معهم من العملاء , أم إن الطلباني ربما يحسب كل منزل داخل المنطقة الخضراء هو منطقة بحد ذاته وإنهم اخذوا يلفقون التهم والفضائح بالمجاهدين الصابرين الذين ليس لهم رأس مال إلا شهادة في سبيل الله أليس عيبا أن يواجه الثائر بدل أن يربت على كتفه ويدعو له بالثبات وأن ينعت بصفات إرهابية وأفعال إجرامية (رمت علي ّ بدائها وانسلت) .
فقط كلمة نوجهها الى من في غفلة من الزمان وتأمّر علينا كفاكم كذبا وبهتانا فان أبناء العراق يبراهم الله بعينه التي لا تنام فهل انتم منتهون الله اني بلغت الله اشهد وعلى الباغي تدور الدوائر .
Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  18 شــــوال 1428 هـ  الموافق  29 / تشــريــن الاول / 2007 م