بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

كركوك : لقمة شائكة ستخنق كل من يحاول ابتلاعها

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

إن من أهم واكبر القضايا التي تواجه الحكومة الحالية الموالية للاحتلال والحكومات التي سبقتها في ظل الاحتلال هي ( قضية كركوك ) , هذه المدينة العراقية الأصيلة التي ظلت طوال تاريخها حلما ً لأعداء العراق والمتصيدين بالماء العكر    .

هذه المدينة تعتبر عراقا ً مصغرا ً نظرا ً لشمولها وضمها كافة أطياف الشعب العراقي من عرب وكرد وتركمان ومسيحيين عاشوا طوال حياتهم اشقاء جنبا ً إلى جنب في السراء والضراء وخصوصا ً في ظل حكومة الوحدة الوطنية في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ,  وكانوا بحق فسيفساء جميلة تشع نورا ً فوق نور العراق     .

إن قضية كركوك اليوم في ظل فوضى الاحتلال احتلت حيزا ً كبيرا ً , وهي الآن الشغل الشاغل للحكومة الموالية للاحتلال , فمن جهة تحاول أن تبسط  سيطرتها على هذه المدينة لما لها من أهمية في قلب موازين الأمور في كافة أنحاء العراق بل وحتى على المستوى الإقليمي والدولي , ومن جهة أخرى تسعى الأحزاب الكردية ضمها إلى إقليمهم المزعوم في شمال العراق وبالتالي يمهد لانفصالهم ليتم بعدها تشكيل كيان كردي مستقل في شمال العراق تكون كركوك هي القلب الذي يغذي إقليمهم بالدم ( النفط ) وليست عاصمتهم فقط , وهذا واضح من شعارهم المزعوم ( كركوك قلب كردستان ) الذي يخطونه بألوان زاهية على الجبال في أماكن كثيرة من اربيل ودهوك والسليمانية وباللغة الكردية     .

بالنسبة للمستوى الإقليمي والدولي فان كركوك تمثل خط احمر لكثير من الدول وخاصة ً دول الجوار التي يمثل الأكراد نسبة كبيرة من سكانها , فمثلا ً تركيا التي يشكل الأكراد فيها نسبة كبيرة وما يزيد عن ثلاثين مليون نسمة وكذلك سوريا يشكل الأكراد نسبة لا بأس بها وإيران كذلك   .

بالنسبة لتركيا فان كركوك تشبه النار التي تحاول تركيا أن تتجنبها حتى لا تكتوي بنارها لأن انفصال أكراد العراق بالنسبة للأتراك يمثل تشجيعا ً لأكرادهم لكي يحذو بما يؤول إليه الأكراد في شمال العراق , وهذه ليست مشكلة الأتراك بل هي مشكلة سوريا وكذلك إيران التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأكراد , وبالنسبة إلى سوريا فان موقفها مماثل إلى موقف تركيا وهذا واضح من خلال تأييد سوريا للأتراك في حال قيامهم بأي عمل عسكري أو اجتياح لشمال العراق عند زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى تركيا , وإيران لها نفس الموقف رغم حيادها المعلن ,  وان موقف الأمريكيين هو معروف للجميع ( اللعب على أكثر من حبل ) , فمرة تؤيد الأكراد حتى وان كانت متوافقة مع تركيا وذلك لاعتمادهم عليهم لإنهاء مهمتهم بأسرع وقت في العراق والحفاظ على ماء وجههم , ومرة تؤيد تركيا  في سياساتها تجاه الأكراد لأن الأمريكان هم الرابحين بكلا الحالتين لأن أمريكا لها علاقات جيدة سواء مع الأكراد أو مع الأتراك ولها قواعد عسكرية عند كلا الطرفين وفي ذات الوقت فأن الأكراد أو الأتراك اعتمادهم الكلي وعمالتهم لأمريكا    .

وداخليا ً فأن الحكومة العراقية الموالية للاحتلال بين المطرقة والسندان لأنها في نظر نفسها هي حكومة شرعية ومنتخبة من قبل الشعب وان دستورها هو دستور شرعي وواجب التطبيق وفي نفس الوقت تعمل باستمرار على تأجيل موضوع كركوك رغم انه هي من اقر الدستور ,  فيما يلح الأكراد على تطبيق المادة 140 منه هذا العام والتي تنص على معالجة مشكلة كركوك على ثلاث مراحل وأهم هذه المراحل هي الاستفتاء على مصيرها بأن تبقى محافظة مستقلة أو تنظم إلى إقليم كردستان المزعوم , والرأي الأرجح هو انضمامها إلى إقليم كردستان وذلك لما يلعبه قادة الأكراد من ألاعيب قذرة من تهجير للعرب والتركمان وإسكان العوائل الكردية فيها لكي يتم تغيير ديموغرافيتها  لصالح الأكراد بحجة إن هؤلاء هم سكانها الأصليون ورحلوا قسريا ً وشردوا في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين ( رحمه الله)     .

كلنا نعرف عمالة مسعود البرزاني وجلال الطالباني لأمريكا ومن بعدها إسرائيل , وهم أول من أتوا بالأمريكان لغزو العراق بعد أن كانوا أقزاما ً أيام حكومة الوحدة الوطنية . واليوم يتصورون أنفسهم أسيادا ً على العراق والعراقيين عامة ً وهم ليسوا إلا فقاعة لابد وان تنفجر وتتلاشى , وتتلاشى معهم أحلامهم المريضة التي ستظل أحلاما ً في المنام فقط كما تلاشى حلم مسعود البرزاني بتغيير العلم العراقي الذي بقى وسيبقى رغما ً عنه وعن أسياده , فالرجل معذور لأنه يظن نفسه رئيس دولة ونسي نفسه ونسي انه مجرد العوبة بيد الأمريكان يحركونه كيف ما يشاؤون ومتى ما أرادوا ونسي إن العراق كله عربي وجميع مدنه عربية وكركوك أولها وتخيل إن العراق ملك صرف لأسياده الأمريكان وإنهم سيمنحونه دولة وتناسى إن العراقيين وحدهم هم أهل البلد وان الاحتلال لابد وان يزول وان أمريكا  نفسها زائلة وإنها سوف تتخلى عنه عند أول فرصة سانحة لهم للأنسحاب والهروب الكبير من العراق ولن تفيده بعدها الكلمات الجوفاء عن الاستقلال والتهديد , ولا مخرج له إلا بوحدة العراق وإلا سوف لن يدعه احد يعيش بسلام في اقليمه المزعوم فأعدائه من كل جانب وبعدها لا ينفع الندم , فتذكر دائما يا برزاني المثل القائل ( من كان في نعمة ولم يشكر يخرج منها ولم يشعر )   ......!!!   

Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  / 20  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 29 / كانون الأول / 2007 م