بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

عيد ميلاد جرح العروبة

 

 

شبكة المنصور

سهى علي رجب / القاهرة، مصر

 

قرابة المليون وربع المليون قتيل، وملايين الجرحى.. تلك هي حصيلة الحرب على العراق في الفترة من مارس 2003 إلى نوفمبر 2007، مقابل2780 قتيل في صفوف أمريكا، هذه الإحصائيات مصدرها دراسة بريطانية منشورة ـ حتى لا يكذبها الأخوة الأمريكيون!!

دعوني أولا أفند لكم عام من أكثر الأعوام دموية في حياة العراق وهو عام 2006، والذي راح ضحيته (12320) مدني، (1231)شرطي، (602) من قوات الجيش!!!

يمر الآن على إغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين عام كامل، عام مر على إهانة وجهتها لنا أمريكا يوم عيد الأضحى دون أن تهتز شعرة لحكام العرب!!!

هاتفني صديقى المهندس العراقي "عمر البازي" من قلب بغداد، ليُطمئني على أحواله وأحوال العراق في ظل بحور من دماء تجري بين نخيل العراق الجريح، فسألته عن حال قلعة الأسود بعد مرور عام على إستشهاد الرئيس العراقي صدام حسين ليبلغني أن الحال من سيئ إلى أسوأ، وفي معرض حديثه سألني أربعة أسئلة، وطلب مني أن أسئلهم لكل من أيد إعدام الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين، وأخبرني بجدال دار بينه وبين أحد أصدقاءه عبر البريد الإلكتروني وكان هذا الصديق سعودي الجنسية، وقال لعمر أنه رافض لهذا التعاطف مع الرئيس صدام حسين، فما كان من ذلك الشاب العراقي المخلص سوى أن سأله الأسئلة الأربعة، فلم يجيب لأنه لم يجد ردا، وها أنا أنفذ وصية الصديق وأوجه أسئلته للجميع مؤيد ومعارض لصدام حسين...

* أولا أحب أن أسأل كل من تشفى بصدام كيف كان ينام عندما كان صدام وشعبه يحمي البوابه الشرقية للوطن العربي وكيف ينام الآن ؟

* وكيف كانت اسرائيل قبل أن تفعل أي شيء تفكر الف مرة وكيف هي الآن؟

* وكيف لهم من بعد صدام أن يحموا انفسهم من هذا الغول الفارسي واليهودي الأمريكي؟

* وكيف يستطيعوا أن يجدوا ولو حل واحد لردع الفرس من التدخل بالعراق ولبنان والدور عليهم قادم؟

ولكن السؤال المُلِح هنا.. هل كل حاكم تم الإطاحة به أو قتله كان طاغية؟ هل كل من طرد من عرشه أو مركزه، أو اغتيل أو حتى سجنَ كان يستحق ذلك؟ شاه إيران، السادات، عرفات، رفيق الحريري، معاوية ولد طايع، وأخيرا صدام حسين...؟ من القاتل ومن المقتول؟ من الظالم ومن المظلوم؟ هل هؤلاء أبشع الحكام؟ هل هؤلاء الأكثر دناءة ؟ أعتقد أن الإجابة لا فهناك من الحكام من هم أكثر بشاعة وقسوة، ولكن شعوبهم غير قادرة... لماذا؟ لا أعلم!!!!

صدام حسين لم ولن يكون كبش الفداء الذي قدمناه لأمريكا وأعوانها من العرب، لقد كان صدام رئيس عربي يعرف فنون السياسة جيدا وهو ما يفتقده الكثير من حكمنا العرب الآن، لعلهم في يوم قريب يعرفون قيمة هذا الرجل الذي صنع للعرب مجدا وقيمة سياسية في عالم يتعامل مع العروبة على أنها عربة قطار من الدرجة الثالثة التي لا يسكنها سوى الفقراء والرعاع!!!

ليلة الرابع عشر من ديسمبر 2003، ليلة تذكرنا بالدراما الإغريقية.. وما أبدعه إسخيلوس ويوربيديس.. فالأسود لا تدخل الأقفاص بإرادتها !!.. سقط الرئيس العراقي صدام حسين الذي كان يختبئ في منزل يقع على بعد 15 كيلومتر في جنوب مدينة تكريت ـ مسقط رأسه ـ في عملية لا تستحق أن يقال عنها عسكرية، رغم مشاركة 600 جندي من مختلف التخصصات فيها، إلا إنها كما جاء على لسان قائد قوات التحالف البرية، اللواء ريكاردو سانشيز " أن عملية القبض على صدام خلت من أي مقاومة عسكرية، بمعنى انه لم تطلق أية رصاصة في هذه العملية، وأن القوات الأمريكية قامت في التاسعة والربع مساء بالتوقيت المحلي بنقله لمكان آمن" ، وسقط الأسد في قبضة صاحب السيرك!!

ليأتي يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر 2006 ليشهد يوم من أكثر أيام العرب حزنا، بل إنه في جرحه لكرامتهم لا يقل عن يوم نكسة 67، يوم أحلك من سماء الصحاري في الليالي غير القمرية، رحل الرجل الذي دافع عن عروبته ونخيله وأنهاره، رحم الله الرئيس الشهيد صدام حسين، وأسكنه فسيح جناته، ورزقنا بخليفة له يرفع أسم الأمة.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأحد / 07 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  16 / كانون الأول / 2007 م