بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي يحتفل بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد العربي صدام حسين

 

 

شبكة المنصور

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

 

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد العربي، الرئيس صدام حسين، أقام حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي مهرجاناً شعبياً حاشداً، قبل ظهر الأحد 30/12/2007، في قاعة قصر الاونيسكو في بيروت، حضرته شخصيات وقيادات قومية ووطنية لبنانية وفلسطينية، وقوى وحركات وشخصيات سياسية واجتماعية، كما أمَّته وفود شعبية من المناطق اللبنانية كافة.

ابتدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الأمة. وعن شريط مُسجَّل أذيعت قصيدة (أطلق لها السيف) بصوت الرئيس الشهيد.

وافتتح المهرجان الرفيق هشام عبيد،، عضو قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، عريف المهرجان، فألقى بعضاً من أبيات الشعر التي تعدد معاني شهادة الرئيس صدام حسين، وتشيد بمقاومة الشعب العراقي. وأعطى الكلام للخطباء على التوالي:

الأستاذة بشرى خليل، والأخ عباس زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، والدكتور جورج حجار، والدكتور سلطان الصريمي ممثل الحزب الاشتراكي اليمني، والشاعر عمر شبلي، والدكتور أبو محمد ممثل البعث ومقاومته الوطنية العراقية. واختتم المهرجان بكلمة الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي، نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي.

************

نص كلمة

الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي

أيها الأخوة والأصدقاء والرفاق

أيها الحفل الكريم

يواكبني شخصياً في هذه المناسبة، شعوران:

شعور الحزن الذي يتأجج في وجداني وضميري، بفقدان الأمين العام لحزبنا، الرفيق والصديق والإنسان والقائد صدام حسين،

وشعور الاعتزاز، لأنه ترجم ما كان يؤمن به، فكان من أصدق الداعين للدفاع عن كرامة الأمة وسيادتها وعزتها، ممن دفعوا حياتهم من أجلها ببطولة نادرة ومشهود لها، فتجاوزت مواقفه الشجاعة، حدود العراق لتتصل بأمته العربية، وبكل الحركات التحررية في العالم، المدافعة عن مصالح الشعوب المقهورة، ضد الاستعمار والرأسمالية الجشعة والصهيونية العنصرية، في عصرنا الراهن.

إنه القائد العربي الذي بنى للعراق مشروعه النهضوي القائم على رفعة العراق، ووحدته واستقلاله، وتوظيف إمكانياته الأمنية والسياسية، والاقتصادية في سبيل أبناء العراق وعزتهم، كما في سبيل الأمة العربية وقضية فلسطين، وحركات التحرر الوطني في العالم.

إنه الرئيس الذي جعل من العراق سداً منيعاً يحول دون تحقيق مشاريع الاستعمار والصهيونية والرجعية والأطماع الفارسية،

إنه البطل المقاوم، الصلب، المؤمن، سواء وهو في السلطة أم في الخندق أو أمام المحكمة العميلة، أو في مواجهة حبل المشنقة، حيث وقف يردِّد، غير هيَّاب بالموت أو بجلاديه:

عاش العراق، عاشت فلسطين، عاشت الأمة، وأردفها بالشهادتين: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله

إنه المقاوم الذي رسَّخ جذور المقاومة في العراق لتصبح نهراً من العطاء الذي لا ينضب.

إنه الشهيد الذي نحتفل بذكراه السنوية الأولى، اليوم، مؤكدين انتماءنا إلى مدرسة الشهادة التي شبَّ عليها، معاهدين على أن تبقى أرضنا عصيَّة على كل طامع مغتصب، معلنين بكل فخر واعتزاز، ان أمتنا باقية، باقية، لأن الأمّم التي يستشهد قادتها في المقدمة لهي أمّم جديرة بالحياة.

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق،

أيتها السيدات، أيها السادة،

أيها الحفل الحبيب

بعد مرور خمس سنوات على احتلال العراق، ومرور سنة على استشهاد رمز أمتنا العربية وعنفوانها وعزتها، تلوح أقواس النصر مكلَّلة بأرواح الشهداء، ومطلية بلون دمائهم. عابقة بروائح صمود الأسرى، مدعَّمة بصبر المقاتلين على جوع عوائلهم وقدرتهم على تحمل معاناة التهجير والملاحقة والتضييق.

إن الشعب العراقي تحت الاحتلال يتحمَّل أقسى أنواع الظلم والاستعباد، تبدأ ولا تنتهي بالخطف والتشريد والتهجير والاعتقال والاغتصاب والقتل. لقد قُتل فيه أكثر من مليون ومائتي ألف مواطن، وأكثر من نصف مليون من المفقودين، وعشرات الآلاف من المعتقلين والأسرى، وما يقرب من أربعة ملايين من المهجرين من أرضهم خوفاً على حياتهم، وأكثر من مليوني عراقي مهجرين داخل وطنهم.

فماذا في العراق اليوم، أيها السادة، بعد كل هذا؟

في عصر الديموقراطية الأميركية، تعبث بالعراق فرق الموت الأميركية من المرتزقة المأجورين، هذا ناهيك عن كل أنواع الوحشية التي يمارسها جنود أميركيون تحولوا إلى معتوهين قتلة ومجرمين. وتفريخ العشرات من فصائل الميليشيات الطائفية والمذهبية والعرقية، وفرق الموت الإيرانية.

لم يبق في العراق إلاَّ شعور العراقيين بالعزة والكرامة، هؤلاء الذين يقاتلون ليحرروه من دنس الاحتلال ودنس عملائه، ودنس الذين تسللوا تحت مظلة دباباته.

إنه نضال المقاومة الوطنية العراقية وجهادها، إنها جعلت من احتلال العراق عبئاً ثقيلاً يقضُّ مضاجع الأميركيين، فتلك هي خسائره البشرية والمادية تتراكم، بحيث أصبحت كلفة العدوان على العراق الأعلى بين كل الحروب التي خاضتها أميركا حتى الآن.

هناك في العراق خابت آمال الاحتلال الأميركي، وغرق في رمال متحركة، ولا يزال يعيش في دوامات من عواصف صحراء العراق وأنهاره ونخيله، وأُرغم على التخطيط للانسحاب.

هم الآن يطيلون الوقت ليحصلوا على توقيع الحكومة العميلة على مجموعة من الاتفاقيات السياسية والعسكرية والاقتصادية المشبوهة.

كما يراهنون على المزيد من التآمر على المقاومة، تارة باستخدام المزيد من الوحشية العسكرية، وتارة أخرى بمحاولات اختراقها بشكل أو بآخر، ومن أهمها توظيف المال الرجعي العربي لشراء ضعاف النفوس من المحسوبين على العشائر مما يُسمون بالصحوة.

إنهم تناسوا أن المقاومة لن تُبقي من آثار الاحتلال شيئاً، جنوده وحكومته العميلة والاتفاقيات المشبوهة، إن الاحتلال باختصار زائل لا محالة.

إن رد المقاومة على كل ذلك كان واضحاً، وأصبح واضحاً جداً من خلال إعلان التنسيق بين فصائل المقاومة للجهاد والتحرير. إنها الآن، على الرغم من التعتيم الإعلامي عليها، تدك معاقل الاحتلال وعملائه. ففي العراق اليوم تتهاوى كل تلك الوسائل أمام إصرار المقاومة على الاستمرار حتى تحقيق النصر، النصر الآتي القريب.

أيها الحفل الكريم

كان احتلال العراق، يشكل بداية إعلان تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير في المنطقة كلها، ولكنه الآن على أسوار بغداد يشهد نهايته الأخيرة. فالمقاومة الوطنية العراقية حالت دون انتقاله إلى بقية أجزاء الوطن العربي. وإنه على كل من يزعم أنه يمكن إسقاطه بمعزل عن نضال المقاومة العراقية وجهادها سيكون واهماً بلا شك. لأن إسقاط المشروع فعلياً يبتدئ من العراق، ومن كان صادقاً فعليه أن يثبت حسن النية تجاه تلك المقاومة.

إننا لا نستثني من المسؤولية أحداً. فالكل سيتحولون إلى عبيد أمام جبروت الإمبراطور الأميركي، إمبراطور أكبر الشركات العابرة للقارات وأكثرها استغلالاً ووحشية.

نبتدئ بأحزاب وقوى حركة التحرر العربي، ونذكِّرها بأن معركة العراق مع الاستعمار هي أهم معارك تحرير الأمة وتحررها. ومن يريد إثبات دوره، فعليه أن ينتصر للمقاومة ويدعمها.

ونمر بمعظم الأنظمة العربية الرسمية، وندعوها، على الرغم من تخاذلها وتواطئها، أن تستفيد من جهد المقاومة الوطنية العراقية، وتضغط على الاحتلال بتسريع انسحابه، خاصة وأن الشارع الأميركي يضغط بكل ثقله بهذا الاتجاه. فهل تلتقط تلك الأنظمة هذه الفرصة؟

وننتهي بتذكير النظام الإيراني، وندعوه إلى التراجع عن الأخطاء التي ارتكبها بحق العراق، وأن مصلحة إيران لا يمكن تحقيقها على حساب العراق المحتل المقسَّم. وبغير دعم المقاومة العراقية لن يكون صادقاً بمواجهة الشيطان الأكبر.

إنه يؤسس، إذا لم يكن قد أسَّس حتى الآن، لصفحات من العداء مع العروبة. ونحن ندعوه إلى أن يتراجع عما بدأه، وإنه بغير توفر شروط النوايا الصادقة بحسن الجوار مع العراق، وبالتالي مع العروبة، سيبقى الكل ضعيفاً في مواجهة مخططات الاستعمار الأميركي والصهيونية الخبيثة. وإنه من أهم شروط حسن الجوار المساعدة على استعادة وحدة العراق أرضاً وشعباً كمدخل أساسي للمصالحة مع العروبة وأهدافها في الوحدة والتحرر والنهضة. وإنه بعراق قوي وعروبة قوية تتحقق قوة إيران وقوة موقعها. فحسن الجوار مع العروبة هو ما يكسبها هذا الموقع والعكس سيجعلها تخسر أي دور مهما طال الزمن.

أيها الحفل الكريم

إن المشروع الأميركي – الصهيوني يحاول أن يعوِّض خسائره التي يدفعها في العراق، بالتآمر في لبنان وفلسطين والسودان والصومال.

إننا ونحن نحيي الذكرى الأولى لاستشهاد رفيقنا العزيز صدام حسين ورمز هذه الأمة في مواجهة الهجمة الاستعمارية الجديدة المغلفة باللبوس الأميركي، نستحضر وإياكم مواقفه الشديدة الحرص على لبنان ونخص بالذكر مقولته الشهيرة في لقائه مع اتحاد الحقوقيين العرب 1977(لا تنتظروا من لبنان أن يكون الشمعة المضيئة الوحيدة في هذا الظلام العربي الدامس).

وما أشبه اليوم بالأمس، حيث يراد لهذا البلد أن يثقّل بأكثر من قدرته على التحمل في إطار تصارع الاستراتيجيات الإقليمية والدولية المتقابلة مسبباً ذلك بانفجار أزمة سياسية، تعيدنا بالأذهان إلى اللحظات الأكثر شدة وحراجة في مسار الأزمة التي تتوالى فصولها منذ ثلاثة عقود ونيف.

إن الأزمة التي نعيش تفاصيلها اليومية، مرشحة للاستمرار في ظل انسداد الآفاق أمام حلول تضع حداً للمضاعفات السلبية الناتجة على مسار التأزم والذي انعكس على كل مجالات الحياة، وأثر على أداء المؤسسات، التنفيذي منها والتشريعي والقضائي.

وأمام الشروط والشروط المضادة وأمام التمترس في الخنادق المتقابلة تتجه الأمور نحو مزيد من الانكشاف لساحة الداخل، أمام اندفاعة تأثيرات الخارج.

وهذا يبدو جلياً في رفع وتيرة التدخل لتحديد اتجاهات مسارات الأزمة ووسائط البحث عن حلول لها.

هذا بطبيعة الحال لا يبشر خيراً. لأنه يزيد الأمور تعقيداً عبر مسعى كل طرف لتطويع الحل بالشكل الذي يخدم مصالحه وأهدافه دون النظر إلى مصالح الشريحة العريضة من اللبنانيين الذين ينوؤن تحت عبء الأزمة بتجلياتها الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

ولهذا نقول للجميع، ان الخروج من الأزمة الراهنة هو بالعودة للتظلل بالخيمة الوطنية الجامعة عبر

تأكيد على:

-وحدة الشعب والأرض والمؤسسات، وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية، لتمكينها من تمرير الاستحقاق الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية.

-وأن يكون الانتخاب مقدمة لإعادة تركيب مؤسسات الشأن العام وتفعيل دورها.

-وتمكين الدولة من أداء كافة وظائفها وضمان أوسع مشاركة سياسية لمواجهة المخاطر المحدقة بالمصير الوطني وفي الطليعة منها الخطر الصهيوني، والتأكيد على دور لبنان في تفعيل العمل العربي المشترك على قاعدة حماية الانجازات الوطنية وليس على قاعدة الالتحاق بالمشروع الأميركي.

إن إقدام القوى اللبنانية، التي تتولى إدارة الشق الداخلي من الأزمة، على تقديم تنازلات متقابلة، من أجل مصلحة لبنان المهدد بالانشطار في مؤسساته، هو إجراء أكثر من ضروري ولازم لتضييق مساحة الاختلاف الداخلي والحد من تأثيرات عناصر الخارج.

نقول للجميع كفى وكفى، فهذا البلد الذي أثبتت سياقات أحداثه وتتالي أزماته، أنه لا يحكم إلا بتسوية، نقول إن هذه التسوية يجب أن تكون متوازنة كي تتوفر لها مرتكزات استمراريتها، ومن يظن أنه سيحكم على قاعدة الغالب والمغلوب سيصل ولو بعد حين، إلى إدراك أن الكل سيكونون مغلوبين.

فهل من يدرك كُنه هذه الحقيقة؟

وفي فلسطين يعيش إخوتنا الفلسطينيون حالة أكثر من شاذة، وقسَّموا بقعة جغرافية أصغر مما تتحمَّل القسمة. وانقسم شعب إلى شعبين يستبيح كل منهما دم الآخر. والغريب في الأمر أن هذا الشعب أعطى المثال الأول في مقاومة العدو الصهيوني.

إن الفلسطينيين، بواقعهم المنقسم الراهن، يسلكون الدرب الأكثر خطورة على القضية الفلسطينية ومستقبلها.

لذا ندعوهم من على هذا المنبر الذي نكرِّم فيه شهيدنا الكبير الذي استشهد رافعاً صوته عالياً أمام حبل المشنقة، وهتف قائلاً: عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.

من على هذا المنبر، وبمناسبة انطلاقة الثورة الفلسطينية في 1/ 1/ 1965، ندعو إخوتنا في فلسطين إلى استعادة مجد مقاومتهم الرائدة في تاريخ أمتنا الحديث. تلك المقاومة التي أطلق شرارتها الأولى الشهيد ياسر عرفات، هذا الشهيد الذي من حقه علينا أن نوجه لشهادته تحية الاعتزاز والإكبار، كما نتوجه بالتحية لكل إخوانه، ولكل شهداء فلسطين، الذين عبدَّوا طريقها بالشهادة والشهداء.

كما ندعو إخوتنا الفلسطينيين، أينما كانوا، إلى الابتعاد عن المراهنة على النظام الدولي الرسمي، الذي طالما تواطأ على قضيتهم وتآمر عليها طوال أكثر من ستين عاماً، وأن لا يراهنوا على نتائج أيٍّ من المؤتمرات التي يزعم هؤلاء رعايتها، وخاصة أميركا، لأنها ليست إلاَّ ذراً للرماد في عيوننا بشتى الأشكال والألوان. كما عليهم أن لا ينخدعوا بأن هناك ظفراً غير فلسطيني، أو ظفراً غير عربي، على وهن الظفر العربي، يمكن أن يحك الجلد الفلسطيني من دون ثمن ينتظر أن يقبضه.

أيها الشهيد الكبير

يا أبا الشهداء، يا رفيق أبطال حزبنا طه ياسين رمضان وبرزان التكريتي وعواد البندر.

يا رفيق الأسرى والمناضلين وفي طليعتهم طارق عزيز وعلي حسن المجيد وسلطان هاشم وعامر رشيد.
يا رفيقي، يا رفيق الدرب الطويل.

سنبقى أوفياء لذكراك، وعلى خطاك سائرين، وستبقى أهداف أمتنا العربية قبلتنا وميدان نضالنا.
سنبقى نناضل حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وسنظل متأهبين للدفاع عن أي أرض عربية تتعرَّض للاحتلال.

وتحية إلى شعب العراق، وإلى المقاومة الوطنية العراقية الحصن المنيع لحركة الثورة العربية، التي وضعت أمتنا في طليعة الركب العالمي التوَّاق للحرية والتحرر.

وتحية إلى قيادة الجهاد والتحرير وقائدها الرفيق عزة الدوري، وإلى كل فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية.

تحية إلى ميشيل عفلق، مؤسس حزبنا، الذي قال: أمتي موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح.

تحية إلى شعب لبنان المقاوم.

والمجد والخلود لأمتنا العربية.

كلمة الرفيق أبو محمد

ممثل البعث ومقاومته الوطنية

‏بسم الله الرحمن الرحيم

‏(( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))
صدق الله العظيم

‏السيدات والسادة الحضور الكرام

‏الرفيقات والرفاق الأعزاء

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر لكم إتاحة هذه الفرصة لنا للحديث في هذا الجمع الخير ومن خلالكم لكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية ولجميع الأحرار في العالم.

‏إن اغتيال القائد الشهيد (صدام حسين ) على أيدي المحتلين وعملائهم وجواسيسهم الذين ظنوا من خلاله أنهم سيغتالون البعث، وظنوا أنهم سيغتالون المبادئ المقدسة والقيم الخالدة لرسالة الأمة، وظنوا أنهم سيغتالون العروبة بأمجادها ومعانيها العالية في عراق العروبة والإسلام، كما وظنوا أنهم سيغتالون العراق العظيم قلب الأمة وذراعها الطويلةأ جمجمة العرب وكنز الإيمان، فإنهم خسئوا وباؤوا بغضب من الله وسخط منه، وانتكست رايتهم وفشلت مشاريعهم البغيضة لأن البعث باق بمبادئه الرسالية الإيمانية، وجهاده ومقاومته الباسلة، وستبقى الأمة أمة الحضارات والعدل والإنصاف وسيبقى الشعب شعب التاريخ ‏العريق وشعب المبادئ والقيم والمثل والتقاليد الكريمة.

‏لقد اغتيل هذا القائد الفذ الذي سيبقى خالداً في سفر الخالدين، من رموز الأمة وعناوينها الكبيرة، مع «سعد وخالد والمثنى والقعقاع وصلاح الدين وعبد الناصر»، وسيبقى رمزاً للصمود والتضحية والجهاد الدائم الخالد حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين أو يأذن الله بنصره العزيز.
‏وليعلم العدو المحتل وعملاؤه أن اغتيال القائد لن يزيد البعث وشعب العراق العظيم، والأمة المجيدة، إلا عزماً وتصميماً وتصعيداً للجهاد والنضال حتى تدمير ‏العدو الفاجر، وتحرير الوطن العزيز تحريراً كاملاً و شاملاً وعميقاً من الاحتلال وعملائه وجواسيسه، ومن الطائفية والتطرف والإرهاب، وكل أشكال الهيمنة والتسلط والاستغلال والابتزاز، وإقامة دولة الإيمان والحرية والديمقراطية والحضارة وحقوق الإنسان.
لقد أقسم المجاهدون بالله العلي القدير، وبكتابه العزيز، وبقيم الإسلام والإيمان والعروبة، على أن يواصلوا الجهاد المقدس وتصعيده، والمطاولة والصبر في منازلة العدو المجرم وعملائه الصغار وجواسيسه الأذلاء، وأن يستمروا بالطرق على رؤوسهم الخاوية حتى انتزاع حقوق الوطن كاملة غير منقوصة، ولن نقبل إلا بالتحرير الكامل والشامل والعميق لوطننا العزيز.

‏وليرجع هؤلاء المجرمون المحتلون وأعوانهم إلى تاريخ هذه الأمة، وتاريخ العراق، الزاخر بالعطاء والإبداع والرجولة والثبات على المبادئ والقيم والأهداف، فأنهم سوف يجدوا كيف قدمت هذه الأمة وشعبها الأبي، وفي طليعته شعب العراق، أنهاراً من الدماء وقوافل من الشهداء على مذبح مبادئها وقيمها وحريتها، وإنهم قد أثبتوا بأن هذا الشعب وهذه الأمة لن تقبل بحكم محتل أو عميل أو جاسوس، ولن تقبل إلا أن يكون مكانها الثرى وفي مقدمة قيادة الإنسانية.

‏أيها الحضور الكريم

‏إذا كان الأعداء من أحفاد الصليبيين، والعملاء من أحفاد العلقمي قد توهموا، يوم احتلال بغداد، أنهم قد اغتالوا رمزية القائد حين أجهزوا على تمثاله في ساحة الفردوس، فقد برهن لهم وللعالم أجمع، صبيحة يوم العيد من العام الماضي، أن الرمزية الحقيقية هي رمزية قوة المثال، وأنها أعظم من أي تمثال. وأن الشجاعة القائمة في حضرة الموت أكبر من طاقة البشر وأقرب إلى فداء الرسل، وهي نظير لشهادة الحسين في كربلاء.

‏للشجاعة سحرها وعطرها، فهي قوة روحية ومعنوية فوق طاقة البشر، وهي طاقة نفسية وعصبية ترفع الإنسان إلى أقصى معاني إنسانيته، وتضعه بشكل واضح وكامل ومباشر أمام أصعب ظروفه واقتداره. وقد كان القائد الشهيد مع نجليه ‏الشهيدين (عدي وقصي) وحفيده (مصطفى)، وآلاف الشهداء من رفاقه شهداء البعث والمقاومة الباسلة، بمثابة أسطورة في الشجاعة والإقدام والاستهانة بالموت من أجل المبادئ والقيم والمعاني التي رسمها القائد والبعث العظيم في تاريخ العراق والأمة.

‏لقد عشت يا سيد شهداء العراق والأمة بطلاً، ومت بطلاً. طلعت علينا فرقداً ورحلت فرقداً. عشت عزيزاً في قمة العصر ورحلت شهيداً إلى جنان الخلد، بعد أن لم يعد يليق بأمثالك هذا الزمن الرديء الذي لا أمان له ولا رهان عليه، جراء تفضيل النفاق على الصدق، والتراجع على التقدم، والخيانة على الأمانة، والنذالة على البطولة، والجاسوسية على الفروسية، والرضوخ على الشموخ، والبهتان على العرفان، والجحود من الأقربين على الوفاء لك ولوقفاتك ووقفات شعبك ومكارمه التي شملت كل الأمة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ولكن رفاقك الآن وحدهم بالساحة لا معين ولا سند لهم إلا الله القوي العزيز وما يجود به الشرفاء من شعب العراق العظيم.

‏ولولا تخلي الأمة عن دورها المطلوب، لما ارتضت، العروبة أولاً والبشرية ثانياً، بتدمير بابل وخراب البصرة واغتصاب بغداد وتدمير العراق على أساس تقارير استخبارية ملفقة وكاذبة حول أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع الإرهاب وأكاذيب حقوق الإنسان والديمقراطية وما شابه.

‏إنهم باغتيالك قد فتحوا الطريق واسعاً لأعوانهم وحلفائهم، من دول الإقليم، لكي يعيثوا في أرض العراق فساداً، وبشعبه قتلاً وتشريداً واغتصاباً، وبثرواته البشرية والمادية تدميراً ونهباً وسرقات، حتى إن إحدى دول الإقليم وهي إيران أصبحت لاعباً رئيسياً في ظل هذا الاحتلال البغيض، ووجدت لها مهبطاً في أرض العراق، وعاثت فيه فساداً وإفساداً بعد ان ذاقت مُرَّ الهزيمة في قادسية صدام المجيدة.

‏ولكنك سيدي على موعد مع النصر حتى وأنت رهين القبر. فحزبك العريق الذي رعيته وترعرت فيه يقود جحافل المقاومة بكل إصرار واقتدار. ورفيقك المجاهد عزة الدوري، الذي استخلفته ليدمر قطعان الاحتلال بفعله وفعل رفاقه البررة في ‏المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، بكافة فصائلها، تساندهم ومتحالفة معهم قوى وحركات وشخصيات عراقية، إنهم جميعاً يهزون أركان إمبراطورية الشر الأمريكية في عقر دارها وفي الميدان.

‏أيتها الأخوات أيها الإخوة

‏في الذكرى الأولى لاستشهاد قائد العراق ورمز الأمة نتوقف أمام مآثر استشهاده ودلالاته العميقة ومعانيه الثرية ودوره في تحفيز روح البطولة والفداء والعطاء في مسيرة نهوض الأمة العربية على طريق استئناف دورها القيادي في محاربة الظلم والطغيان والاستبداد أينما وجد. فتلك الوقفة الأسطورية أمام الموت ورهبته لم تأتِ من فراغ، ولا كانت حالة من حالات القوة الشخصية المجردة من محتواها الإيماني والإنساني والقومي والوطني، وإنها أكدت اتصال الشهيد في حياته بمنبع ذلك الاستعداد العالي للبطولة، وهو الإيمان الذي كان يجسده القائد في حياته، وعبَّر عنه في مماته، وإن محرك ذلك الإيمان هو حبه للعراق والأمة دون أن يتجرد عن اتصاله الوثيق بالمعاني الإنسانية.

‏قدم الشهيد البرهان الساطع على إيمانه بشعبه وأمته، وانه أغلى من نفسه وحياته وعائلته، ولم يتوقف أبداً أمام شخصيته ومصلحته الذاتية كإنسان وفرد، وإنما جسد لنا حقيقة أن الذين يصنعون حركة التاريخ، لا يصنعونها بقوة عضلاتهم ولا بحجم جيوشهم ولا بالكلمات والخطب الرنانة، وإنما بالانتصار على أنفسهم أولاً، وعلى الضعف الإنساني فيهم ومن خلال بذل الحياة رخيصة في سبيل استقرار المبادئ في العقول والقلوب والنفوس ثانياً، لكي يتركوا للأجيال من بعدهم رصيداً من القيم والمآثر تغرف منها وتلجأ إليها في محنها وفي معاركها من أجل بناء الحياة الحرة الكريمة للشعب والأمة.

لقد كان الشهيد البطل أقوى من الموت، واستقبله بنفس راضية ومطمئنة، واثقة من سلامة مصيرها وملامح اللحظات الأخيرة فيها. ربما كان يرى ما لم نكن نراه، وربما كان يسمع ما لم نكن نسمعه، فالله يقول في كتابه العزيز (والذين قتلوا في سبيل الله لن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم، ويدخلهم الجنة عرَّفها لهم). وقال بعض المفسرين في تفسير (عرفها لهم) إن الله سبحانه وتعالى يعرِّف الشهداء سلفاً على مواقعهم في الجنة فيستبشرون بحبهم لله.

‏رحم الله الرئيس الشهيد، كان يحمل هموم أمته، ويتطلع إلى اليوم الذي تنهض فيه من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، بما يلق بتاريخها الحضاري العريق الذي لا تضاهيه حضارة أي من أمم الأرض. فهذه الأمة قدمت للإنسانية دورتين من العطاء الحضاري:

-دورة قبل الإسلام عبَّرت عنها الحضارة السومرية والاكدية والبابلية والاشوريه والمصرية والحميرية والفينيقية والكنعانية والقرطاجية.

-ودورة الحضارة الإسلامية.

وخلال الدورتين كان الوطن العربي مهبطاً لرسالات السماء، ومهداً لأنبياء الله دون استثناء، وكانت هذه الحقيقة أهم العوامل في تكوين شخصية القائد الشهيد، وأكثرها تأثيراً في سلوكه ومواقفه وفكره خلال سيرة حياته الحافلة قبل الحكم وأثناءه وبعده.

‏أيها الحضور الكريم

‏إنه فاصل تاريخي لم يترك ‏مهرباً أمامنا كعرب ومسلمين إلا الاصطفاف في خندق المقاومة للاحتلال، وهو اصطفاف دموي كحد سيف بتار، لا يترك أي مساحة للمناورة للأفراد أو التنظيمات أو الدول، بحيث تسمح للانتهازيين أفراداً وتنظيمات باللعب على الحبلين باسم المصلحة الوطنية، أو التوافق على حساب الشعب وحقوقه، ولا تسمح للدول الإقليمية بأرضية مشتركة تجد فيها قواسم مع الاحتلال. لأن اغتيال الرئيس الشهيد ينبغي التعامل معه باعتباره أمرا جللاً أكبر من الصراعات بين الأشخاص والأحزاب والطوائف والأنظمة السياسية والإقليمية، وأخطر حتى من الحروب والصراعات فيما بينها، لأنه إعدام يستهدفهم ويستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة التي يعيشون عليها جميعاً. ويستهدف نقض كل ما يمثلونه لاستبداله بالوضع الراهن في العراق وفي أكناف العراق، من أجل خدمة وحماية الصهاينة الأنجاس. ويبدو أن الوعي بهذه الحقيقة الأساسية، ما يزال مشوشاً من خلال سريان الصراع على الصغائر والمصالح، وتنفيذ الأجندات محلياً في العراق وإقليمياً في المنطقة.

إن استذكار استشهاد القائد بالتركيز على مناقبه أو مثالبه الشخصية، أو اختزال هذه المناسبة بالتركيز على منجزات حكمه أو إخفاقاته، أو اغتنامها لتقييم النظام السياسي الذي كان الشهيد قائداً ورمزاً له من قبل خصومه أو رفاقه، إن كل ذلك قد يكون مقبولاً إنسانياً، وعملاً مشروعاً، لأنها تعبر عن وجهة نظر وتقييم لمرحلة من أهم مراحل الأمة وأخطرها. غير أن توقيته كهدف بحد ذاته، دون ربطه بالقضية الوطنية والقومية، التي اغتيل الشهيد من أجلها، ودون ربطه بالمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية لأعداء هذه القضية، سيكون فيه تجني وظلم، وربما تواطؤ على مناقب الرجل الكبير ومنجزاته التاريخية ونظامه الوطني وحزبه الرسالي العظيم. و‏لأن فيه انتقاص لرسالة الخلاص الوطني والقومي التي حملها، وما زال يحملونها، رفاقه، مجاهدون ومقاومون، بغض النظر عن أين أصابوا وأين أخطئوا.

‏فلنجعل أيها الأخوة، من يوم استشهاد القائد يوماً لتثوير المسيرة يداً بيد مع كل المجاهدين البواسل وطنيين وقوميين وإسلاميين، عسكريين وسياسيين لدحر المحتل الغاشم وعملائه وجواسيسه المعروفين، وان نحافظ على أمن الشعب وممتلكاته ومصالحه، وكذلك مصالح وحقوق الأمة العليا، وان لا نجعل للإرهاب مكاناً بين صفوفنا.

وليكون يوماً للدعوة لجميع العراقيين للتوحد والتآلف والتودد والتنسيق في ميدان القتال المباشر، وفي كل الميادين الأخرى، وهو يوم للدعوة لكافة الأعزاء من قادة الجهاد الشجعان والمقاتلين البواسل من كل الفصائل إلى العمل الجاد والمخلص والصادق وإقامة جبهة الجهاد والمقاومة الواسعة، التي ينتظرها شعبنا وأمتنا بفارغ الصبر والتطلع، في كل ميادينها العسكرية والسياسية والإعلامية، لتوحيد الجهود واستثمار الإمكانيات استثماراً عالياً لكي نسرع في تدمير العدو وتحرير وطننا العزيز.

إنه يوم أيها الأخوة ندعو فيه الشرفاء من أبناء أمتنا، أحزاباً ومنظماتٍ وحركاتٍ وتياراتٍ، إلى توحيد النضال وتصعيد العمل لدعم المقاومة الباسلة المنتصرة بعون ‏الله، لكي ننفِّذ عدالة الرب العظيم بالمحتل وعملائه وجواسيسه فوق كل شبر من أرض العراق، ولتنطلق الأمة في ثورتها من العراق الثائر، العراق المنتصر، لتحقق وحدتها وحريتها وبناء مستقبلها وإقامة دولتها الحضارية الإيمانية، ولمواصلة حمل رسالتها بين الأمم والشعوب، هدياً وعدلاً وحرية وسلاماً وأماناً ‏وحضارة، تصون إنسانية الإنسان وتفجر طاقاته وإبداعاته، وتنشر وتشيع قيم الفضيلة ومكارم الأخلاق فتسمو مع سمو رسالتها وتخلد مع خلود عقيدتها.

‏سلام عليك أيها القائد يوم وقفت شامخاً أمام أعاصير الشر والظلام.

سلام عليك يوم أديت الأمانة وقد دفعت لها أهلك ومالك ونفسك.

عهداً لله القوي العزيز، لك ولكل شهداء الأمة وقادتها العظام، سنبقى حاملين الراية، راية الله أكبر، وحراساً أمينين على رسالة البعث وعقيدته ومقاومته ونضاله ورسالة السماء الخالدة حتى يأذن الله، جلت قدرته، بانتصار الفكر الوطني القومي الإنساني المؤمن ... ضمانة وحد ة العراق والأمة ... وهو القوي العزيز.

سلام على شهداء العراق والبعث، وسلام على شهداء فلسطين، وسلام على شهداء لبنان، وسلام على شهداء الأمتين العربية والإسلامية.

‏والسلام الدائم على المجاهدين الأبطال وطنيين وقوميين وإسلاميين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمة الأستاذة بشرى خليل عضو هيئة الدفاع، سابقاً، عن الرئيس صدام حسين والأسرى العراقيين

.. وكم أنت تعشق رأس الحسين الذي فوق رمحٍ ولا يستريحُ

تأبى الذوائب من ثبتها الدماء على غرة أن تزيح

وما ثبتته الدماءُ محالٌ يزيحُ..

صباح الخير أبا عدي

صباح ذوائبك المثبتة على غرتك الشريفة..

صباح الحبلِ الملتف حول رقبتك الحرة يكسرها ولا تلتوي

صباح المشنقة تحمل جسدك المتعب الذي أبى أبداً أن يستريحْ

صباحك أضحيتنا وكبشنا العظيم

في يوم النحر العظيم

من أجل عراقٍ حرٍ عظيم

من أجل أمة عربية واحدة

من أجل فلسطين من النهر إلى البحر

صباح الكسر في رقبتك

صباح الكرافات على وجهك الصبوح

صباح جسدك المعلق على خشبة

صباح قدميك وهما يخطوان بثبات باتجاه مصيرك المعلوم

وأنت فيه صاحب قرار.. واختيار

لتقول لشعب العراق المنكوب..

لتقول للشعب العربي المفجوع..

لتقول لشعب فلسطين..

ولكل حاكم عربي قد يسمع:

.. لا تصالح..

لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

وأروِ أرضك بالدم... إروِ التراب المقدسْ

وأروِ أسلافك الراقدين إلى أن تردَّ عليك العظام

لا تصالح..

لن نصالح أبا عدي.. لن نصالح..

حتى وإن صالح بعض حكامه فالشعب العربي لن يصالح..

والشعب الفلسطيني لن يصالح..

والعراق كله شعباً وحكومة لن يصالح...

رغم أنف حكامه الحاليين

أيها الأخوة

لكي تطمئن عظام صدام وكل الراقدين تحت التراب..

ولكي لا يزيح ما ثبتته الدماء في العراق وفلسطين ولبنان وكل أرض عربية

لا بدَّ من التأكيد على ثلاث:

1- معرفة وتحديد من هو قاتل صدام.. ومن أجل ماذا..

2- رفض العملية السياسية في العراق والتمسك بخيار المقاومة حتى التحرير الكامل..

3- رفض خيار الصلح مع إسرائيل والقضية واحدة.

أيها الأخوة

كلنا نعلم من أجل ماذا استشهد صدام

وكلنا نعلم أن ثمة خيارات أخرى كانت متاحة، أباها مصراً على ثوابته حول العراقِ .. والأمة..بما فيها المنطلقات الأولى أي فلسطين.

.. وأيضاً كلنا نعلم من هو قاتل صدام..

وكلنا يجب أن يعلم، ويحدد من هو قاتل صدام... حيث أن هناك من يحاول أن يغير الوجهة باتجاه آخر..

فمن حق صدام علينا أن نعرف، وأن تعرف الأجيال القادمة.. وأن يسجل التاريخ بلا لبس من هو قاتله..

.. لم يكن "قرار تحديد مصير صدام" بيد القوات أو الإدارة الأميركية، وحسب، بل كان بيد الرئيس الأميركي شخصياً..

وما كان هذا ليسنح لأحد غيره أن يأخذ منه هذا القرار.. وما كان ليعطيه لأحد.. وما كان ليشارك أحداً به..
نعم، كان يمكن أن يستمع إلى نصائح بعض الأصدقاء، ومنهم تلك الشخصيةُ العربيةُ التي نصحته بالتسريع بتنفيذ الإعدام مبررة:

"إن من يتخلفون عن الانخراط في العملية السياسية في العراق خائفون من صدام... وإن إعدامه سيسهل الأمر، وإن، "وحتى البعثيين – حسب قولها – يمكن أن يشاركوا في العملية السياسية إذا ما غاب صدام"..

وربما يكون قد اقتنع بالنصيحة... ولكن في كل الأحوال بقي القرار قراره.. وهو الأمر الذي يجب أن يعلمه العالمُ بأسره.. والناسُ والتاريخ.

"إن إعدام صدام حسين المجيد، رئيس جمهورية العراق، تم بقرار من رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج دابليو بوش، ونفذ صباح الثلاثين من شهر كانون الأول العام 2006 ميلادي الموافق يوم عيد الأضحى المبارك عند المسلمين".

.. أما ما يقال عن محكمة وقاضي وحكم وحاكم وحكومة.. فكله لغو باطل.. وهم جميعهم أقل بكثير من أن يسمح لهم المحتل الأميركي أو جورج بوش بأن يشاركوه القرار في تقرير مصير صدام حسين..

ولو كان لرأيهم أي وزن لأعدموه منذ اليوم الأول لأسره.. وقبل بدء المحاكمات حتى..

أقول ما أقول لأنه حقٌ لصدام علينا.. وحق للقيم التي استشهد من أجلها صدام..

ولأنه حقٌ للعراق أن استشهد رئيسه من أجل وحدته وحريته..

ولأنه حقٌ للأمة أن يُشهد لها بأنها "ولاَّدة"، وأنها وكما ولَّدت حكاماً يتحالفون مع المعتدين على شرفها.. فإنها ولَّدت حاكماً استشهد وهو يقاتل في خط الدفاع الأول دفاعاً عن شرفها..

ولأنه حقٌ فلسطين، أن استشهد حاكم عربي من أجلها.. حقها أن استشهد لأنه قصف مغتصبيها بالصواريخ.. ولأنه وقف كل حياته ينادي: "فلسطين من النهر إلى البحر".

ولأنه حق صدام أنه لم يمت بيد أهل الغدر والخيانة.. بل مات لأنه رفض المساومة على مقاومة شعب العراق التي ظل يفتخر بها طوال الوقت حتى أثناء المحاكمة.

ورفض المساومة على القواعد العسكرية على أرض بلاده..

ورفض المساومة على مصالحة العدو الإسرائيلي

فلا تبخسوا صدام حقه

أيها الأعزاء

هذا فيما يتعلق بالمؤكد الأول أما الثاني:

"وهو رفض العملية السياسية في العراق والتمسك بخيار المقاومة حتى التحرير الكامل"...

فهذا ليس لأنها وصية صدام وحسب..

وليس من أجلِ من استشهدوا ورووا أرض العراق بدمائهم وحسب، ولكنها الحقيقة التاريخية...
فهل أثبت التاريخ يوماً أن ممثلاً جاء حاملاً معه الازدهار والرخاء والرفاهية للشعب الذي يحتل أرضه؟؟..
هل أثبت التاريخ يوماً أن حكومة حكمت في ظل الاحتلال واستطاعت أن تضمن استقلالية وسيادة وحرية وكرامة شعبها؟!..

هل أثبت التاريخ يوماً أن أرضاً تحررت من الاحتلال بدون مقاومة من شعبها؟!

فيكف والحال كما نعلم:

المرتبة الأولى بالفساد في العالم... والموت اليومي.. وشلالات الدم المراق... وبورصة الجثث المعذبة المجهولة الهوية... والفتن المذهبية والعرقية... ومشاريع التقسيم..

أو ليس الانخراط في العملية السياسية هو انخراط في جميع هذه الجرائم.. وماذا نقول للشهداء الأموات والأحياء!!..

ماذا نقول لكل ذلك الدم المسفوح!!..

ماذا نقول للمغتصبين والمغتصبات في سجن "أبي غريب"؟!..

نقول ونردد مع السواعد السمر والعيون التي لا تنام:..

نحن أهلها.. فالشمس شمسي والعراق عراقي..

أما خيار الصلح مع إسرائيل.. ذلك الخيار اللعين... ذلك الخيار الذي كلف الأمة من الدماء والخسائر والأموال والدمار ما كان يمكن أن تحرر به مئة فلسطين.

فمنذ أن اتخذ بعض العرب ذلك القرار المشؤوم وشلال الدم العربي لم يتوقف.. والدمار والخراب ينتقل من ساحة عربية إلى أخرى وما حظينا لا بفلسطين ولا بالسلام الموعود..

فأي صلح وأي سلام؟..

خاصة بعد نصر تموز الـ 2006 الذي أعطى العرب خياراً جدياً وواقعياً يحفظ الكرامة العربية، ويصالح الأمة مع تاريخها الحقيقي..

عندما أخبرت صدام عن الوضع الميداني للمواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.. تهلل وجهه وامتلأ بشراً وحبوراً: عافية السيد.. عافية... عافية... بس العراق مكانو خالي قالها متحسراً.. ونسي ونسينا أننا في السجن... وأننا في قبضة الأميركيين.. كان هذا في 17/7/2006

وفي 2/10/2006 عندما كنت أسرد له تداعيات هذه الحرب على الداخل الإسرائيلي علق قائلاً: "إذا كان جزء من لبنان سوى ذلك بإسرائيل فكيف لما يجتمع في نفس الوقت جزء من لبنان وجزء من العراق وجزء من فلسطين ومن سوريا ومن مصر والأردن؟؟.. ما يظل فيه إسرائيل".

كانت هذه معادلة بسيطة ولكنها صحيحة إلى حدٍ كبير.. اختصرت الخيار الحقيقي للأمة.. والذي هو من المؤكد أنه الخيار الأقل كلفة والأكثر فائدة.. وكذلك الأكثر اتفاقاً مع صبيحة الذين استشهدوا وسفحوا دماءهم من أجل فلسطين.. ورددت عظامهم من الثبور: لا تصالح..

نعم... لن نصالح... فأرقد بسلام أيها الفارس الجميل.. فما ثبتته دماؤك.. ودماء الرافدين تحت التراب لن يزيح ولن نزيح..

وبعد،..

اسمحوا لي أن أرفع باسمكم تحية إلى كل المقاومين العرب في العراق وفلسطين ولبنان..

وأن أرفع تحية خاصة إلى حامل الأمانة، وثقل المرض والسنين.. إلى الأمين والمؤتمن... الشيخ الجليل... الصلب والشجاع.. المجاهد المحفوظ بأمر الله عزت إبراهيم الدوري.

عباس زكي: ارتقى صدام في شهادته إلى مستوى العظماء وكان أشبه بالملائكة في رباطة الجـأش.

وباسم منظمة التحرير الفلسطينية، تكلم ممثل المنظمة في لبنان الأخ عباس زكي الذي كشف أن بعض الأصدقاء نصحوه وهو في طريقه إلى المهرجان د أن لا يذهب بعيداً في وصف صدام كما وصفه في فلسطين وقال إن عليه أن يتحسب أن الحقبة الحالية هي حقبة أميركية.

وأضاف: يشرفني أن أتحدث عن صدام لأن الحياة موقف وأن صدام الذي ولد عراقياً فكان فلسطيني الانتماء، ارتقى إلى مستوى العظماء في هذه الأمة وكان أشبه بالملائكة في رباطة الجأش.

وذكر عباس بالمواقف الرفاقية والأخوية التي اتخذها صدام في دعمه للمقاومة للفلسطينية وانتفاضتها ولم يتوان يوماً وهو يسمع امرأة فلسطينية على التلفزيون تبكي وقد تهدم بيتها، أن يتصل بالجهات العراقية ليعوضوا عليها ثمن هذا البيت، كما كان يفعل مع عوائل الشهداء والأسرى.

ممثل الحزب الاشتراكي اليمني:

صدام عبَّد للأحرار طريق الشهادة

بدوره تحدث الدكتور سلطان الصريمي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني فأكد أن الشهيد صدام رسم لوحة كفاحية ناصعة بكل ألوان التضحية والفداء وأعاد في استشهاده الاعتبار للتاريخ العربي عندما قال لا لأعتى قوة استعمارية في العالم ورفض المغريات التي عرضت عليه من أجل سلامته على حساب التخلي عن المقاومة العراقية.

كلمة الدكتور جورج حجار

الحرب ما بعد الحرب: الجهاد والتحرير

في عام 1806 بينما كان هيغل يدرس الفلسفة في جامعة Jena شاهد نابليون بونابرت زاحفاً على رأس جيوشه الجبارة لاحتلال ألمانيا وزلزلة أوروبا وتحريرها نهائياً من الإقطاعية والكنيسة والنبلاء. لاحظ في تلك الهجمة غير المسبوقة أو المألوفة في الاجتياح، إنه رأى في شخص نابليون "الله وملائكته يسيرون على الأرض".

وراح يفكر في معنى تلك الجملة وأبعادها ووقعها وأثرها وقيادتها التي لا مثيل لها في التاريخ الأوروبي ولربما العالمي. وفي تصنيفه للقيادات اكتشف في نابليون "الفرد التاريخ العالمي". الفرد الذي يغير وجه البسيطة بإرادته ومشيئته وخططه The World Historie Individual...

وأنا أتأمل في الذكرى الأولى لاغتيال الرئيس صدام حسين، عادت بي الذاكرة إلى عام 399 قبل الميلاد، عام استشهاد مؤسس الفلسفة الغربية سقراط. سقراط أتهم زوراً وبهتاناً بالإلحاد وإفساد الشباب وزعزعة النظام الاجتماعي المتعدد الآلهة في "أثينا الديمقراطية". وحكمت الديمقراطية على سقراط إما بالنفي من أثينا التي أحب وافتدى أو جرع السم الذي أختار لأن النفي في عرفه هو الغاء للذات وهجرة للوطن وتمرد على الديمقراطية.

ويأتيك يوم السبت 30/12/2006 صبيحة اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك أعظم أعياد المسلمين بامتياز. ويقف أمامك بطل تاريخي بشموخ واعتزاز وإباء أمام حبل المشنقة وهو مكبل بالأوصاد، وينطق باسم العراق العظيم والله أكبر ويمتثل مجبراً لأمر أميركي وتوقيع لوكيل محلي احتفل بزفاف نجله ليلة إعدام صدام حسين "الفرد التاريخي العالمي" الذي تحدى الجبروت الأميركي وسقط في المعركة مستشهداً. وأكدت مريم الريس مستشارة لعلاقات الخارجية في "ديمقراطية المكونات" التي ابتدعها وفرضها الأميركي على قاعدة نظام الفسيفساء بما يختزل من معيارية عرقية – عنصرية وطائفية – مذهبية بغيضة. وقد وقع ذلك الوغد الحقود قرار الإعدام بقلم احتفظ به على مدى 30 عاماً ليتذكر حسب مريم الريس ليلة هروبه من العراق إلى طهران الخمينية، وتضيف أنه لم يصدق أن الفرصة ستواتيه لاستخدام قلمه في توقيع قرار الإعدام. وبتقديري أن فعلته كانت ثأراً وانتقاماً لحقد قبلي أصولي ديني عرقي بدائي دونما إدراك أنه بمأثرته تلك رفع صداماً إلى مرتبة لخلود، إلى مرتبة تضاهي نابليون وسقراط في آن واحد. الأمر الذي دمج مشروع صدام مجدداً في كتلة تاريخية تستهدف إلغاء الطوائف والمذاهب والعشائر وتريد بنيان الأوطان والوحدة والحرية والاشتراكية: إنها مصدر الإلهام لجبهة البروميثية الانسانونية العربية لا الكردية ولا العجمية استرقتها من سطوع النجوم لمحاكاة الآلهة ومخاصمة إلوهيتها الأرضية المتهاوية بدءاً من الإنجيلية التجارية المتدهورة انتهاءً باستئصال الليكود الأميركي.. الصهيوني – السعودي – اللبناني بغية تحرير العراق أي تحرير أميركا والعالم من الهيمنة الأميركية وجعل العالم أكثر عدالة ومساواة وإنسانية.

أيها السادة إننا نكتب تاريخنا الحديث لأول مرة، وعلينا أن نتعلم ليس كتابة التاريخ فحسب بل فن التخريب وفن ممارسة الديمقراطية الشعبية وإتقان استخدام الكفاح المسلح – سلاح الضعفاء في مواجهة أفاعي الدمار.

وأشاطر الزعيم القائد عزة إبراهيم الذي نعى اغتيال الرئيس صدام حسين بقوله: "إن صداماً قد مات" ودعا القوات المسلحة بالانتقام لصدام من قتلته. وقد جاء في البيان "إن اغتيال شيخ المجاهدين مثلما كان المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية الأميركية سيكون الضربة القاضية ورصاصة الرحمة لحكومة المنطقة الخضراء ونهاية الأحلام الصفوية والعجرفة الفارسية وتآمرها على العروبة والإسلام".

وفي هذا السياق دعوني أردد مقولة الحاكم الروماني الذي اشتهر بالمحاكمات الصورية الرومانية وأعاد الأميركان وأذنابهم تجربتها في القرن الحادي والعشرين. وكان يقول عند بدء المحاكمة: "جهزوا لنا حبل المشنقة حتى نبدأ هذه المحاكمة العادلة للمتهم".

ولمن فاته معرفة صدام، دعوني أقول إن صداماً لم يخف الموت. إذ قال في 5 شباط 2003 أي قبل أسابيع على الاحتلال "لقد وصلت إلى كل ما يطمح إليه أي عراقي من نفوذ وسلطة وقدرة ولكنني ما زلت اعتقد أن المرتبة الأعلى من كل هذه هي مرتبة الشهادة، فأين نحن من الاستشهاديين الأبطال في فلسطين وجنوب لبنان".

وعلى طريق الشهادة مشى صدام باقتدار رجولة وعزم والعدو الكامن في الحديقة الخضراء الذي لا يعرف سوى الحقد والضغينة والثأر والانتقام وقف متبجحاًً في ظل عهده الاستقلالي الميمون في الذكرى الأولى لتسلمه مقاليد الحكم الصوري الانبطاحي، قائلاً إنه في عامه الأول أنجز مشروعين: اغتيال صدام حسين وإنجاز لمصالحة الوطنية التي تتعثر وتزيد في العراق شرخاً وقد يندثر الوطن العراقي على أيدي المشعوذين وسدنة سلطته المذهبية المتزمتة.

والسؤال هل يستطيع هو وحلفاؤه في الائتلاف الشيعي السيستاني الصنع، وأميركيوهم بملياراتهم وترساناتهم الحربية وجيوشهم الجرارة، أن يقتلوا شعباً ويعدموه في غياهب شعوبيتهم المتألقة والمترنحة التي لا تطلع لديها سوى عقد اتفاقيات طويلة الأمد مع أميركا حرصاً على بقائهم في السلطة والسيطرة المنزوعة المخالب؟

هل يستطيع هؤلاء مع أساطين ديمقراطية النهب والتفرقة أن يسيروا منفردين ولو خمسون متراً بعيداً عن المنطقة الخضراء التي يتحصنون بها؟

هل يتجرأون على تطبيق دساتير كتبها لهم الأميركيون؟ وكانت مهمتهم ترجمتها إلى العربية والتغني بالديمقراطية المغلقة لوائحها وأرقامها المميزة كرقم 555 و228 لائحة و19 ائتلافاً لا شخصية لأي منها ولا اسم على رأسها؟

وهل هذه هي الديمقراطية المثالية التي تسمح لهم بالتخطيط الإقامة حلف بغداد جديد كما أطلعنا حديثاً Mow Baker مستشار الأمن القومي العراقي الذي يفتش عن 41 شخصية عراقية وعربية متحررة يريد محاكمتها على طريقة محاكمة الرئيس صدام ورفاقه النشامى؟

أقول لهؤلاء الضعفاء المنبوذين إن Quisiling النرويجي قد سبقهم إلى حبل المشنقة بوقوفه إلى جانب هتلر في خيانته العظمى ضد بلده، إبان الحرب العالمية الثانية ولم يفلح في مهمته وأصبح مثالاً يحتذى لخونة الأوطان وموظفي الاحتلالات.

وأحذر أهلنا الشيعة في العراق من وصية محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في 29 آب 2003، أخ عبد العزيز الحكيم المطالب بالاقليميات، الأخ الذي أوصى بالتحالف مع الأميركان لأنها الفرصة الأولى والأخيرة للشيعة، لكي يتسلموا سلطة الحكم في العراق. وأؤكد لهم إن الشاهنشاه كان أهم بكثير من كل زعماء شيعة العراق، وفي النهاية لم يمنحه الأميركيون اللجوء السياسي بعد سقوطه ومات حزيناً ذليلاً عند صديقه محمد أنور المؤمن – السادات.

إن التحالف الأميركي لم ولن يمنح الشيعة الصفوية أم العربية الشرعية إلا مؤقتاً وليعلموا إن الشرعية لا تأتي إلا من عروبة العراق ووحدة العراق وحرمة أراضيه. وإنه من العبث الخروج على تلك المعادلة. وأقول للكرد ورؤساء العشائر الكردية من البارازانيين والطالبانيين لا تنخدعوا بسلطة المناصب وهيبة السلطة لأن أميركا ستبيعكم ببرميل نفط متى أتت الساعة وحتى لو امتلكتموه. إنه لا مستقبل لكم مهما خدعتكم "القوة الضاغطة" من أمثال Beiden Gelb Galbraith ووعدتكم بالحكم الذاتي مرحلياً وتالياً الانفصال الناجز.

أقول القواعد العسكرية والبشمركة، قد تحميكم، لكن لا مستقبل لها ولكم ولن تحرركم وتحرص على مستقبلكم.

فقط العروبة المستنيرة – ثقافتكم ودينكم – الوطنية العراقية بحكمها الذاتي والاندماج الاجتماعي هي خشبة الخلاص في بوتقة عصرية عراقية تحميكم وهذا هو السلاح الأمضى لبقاء العراق ووحدته الشاملة وعظمته التي لا تعلو عليه عظمة وأملاً حقيقياً بمستقبل واعد وملاذٍ مستقرٍ جاهز لاحتضان جميع بنائه.

ولا بد في الختام من إشارة إلى "المولود ثانية" الرئيس الانجيلي بوش على ما ورد في تقييمه وتفنيد سياساته في كتاب الكاتبة الأميركية مورين داود في كتابها: "عالم بوش":

"في عالم بوش لقد طلقت أميركا الحقيقة والوعي والواقع. وفي عالم بوش تستطيع أن تطالب بالشفافية والانفتاح والحرية ولكن بإمكانك أن تمارس اللا إنفاذية الكمدية (تدليلاً على الانفصام في أميركا وشخصية بوش). في عالم بوش الانتصار بالفلوجة هو بإزالتها لا في إعمارها. وفي عالم بوش أميركا تحرز "بعض التقدم"، هنا وهناك مع جنرالاتها في الحرب على الإرهاب. في حرب تشنها أميركا لكي تخلق الإرهاب وتجد أعداءً جدداً لتصريف وتجريب الأسلحة الأكثر فتكاً في ترسانتها الحربية المتجددة والمتوسعة أبداً.

 

قصيدة الشاعر عمر شبلي
يمناك عاليةٌ
عامٌ، وجرحك فينا ليس يندمل ماذا أحدِّثُ في ذكراك يا رجلُ

عامٌ مضى، وجراحُ النخل راعفةٌ هل أنَّ كلَّ العراقيين قد قتلوا!

أدى المراسيم أبناءُ العمومة، والـ عراقُ مثلك مذبوحٌ ومعتقلُ

وقرروا أن يسيروا في جنازتهِ مع الذين على أشلائه احتفلوا

وفاوضوا بعد خلع العُقْلِ أبرهةً ولا مطالبَ إلا الشاءُ والإبلُ

وعندما استفحلتْ فيهم هزائمهم لفوا عباءاتهم، واستَنْوَق الجملُ

أبو رغالٍ، وما أدراك ما نسلتْ فيه عروبته، قد أخطأ الحَبَلُ

للأشعريين أعطتْ أمتي يدها كم بايعوا ثم من قد بايعوا خذلوا

ألا يهُدُّ عليهم في مخابئهم أخو عراقيةٍ في ثوبهِ رجلُ

وهل يعود إلى بغداد أسمرها بالنصر في ساحة التحرير يحتفلُ

عامٌ مضى، والرجال الخالدون على الأضحى العراقي ما ضنوا وما بخلوا

كانت بأحواضهم نارٌ مقدسةٌ حياتهم في فناء الجسم قد جعلوا

كأنهم لعلوٍّ في مراتبهم عن الصوافن رغم الموت ما نزلوا

حاموا على الموت وُراداً كأنهمُ طيرٌ أبابيلُ في سجيلها شُعَلُ

هم الذين إذا ما الموت نازلهم إليه للذود عن أحواضهم نزلوا

يا للزمان الذي يغدو السلاحُ بهِ لحماً، ويا لذوي القربى وكم نكلوا

من يوم جرحك جرحٌ فيَّ مشتعلُ معي يقيمُ، معي يمشي وينتقلُ

يمناك عاليةٌ، للآن أبصرها في "قاعة الحكم" لم يشمتْ بها طوَلُ
ها أنت، بل عمرُ المختار بينكما قضيةٌ بكلا الحبليْنِ تتصلُ

كانوا إزاءكَ أقزاماً بنصرهم يا بئسَ نصرٌ به الأوطان تعتقلُ

حاروا، ورجلاك في قيد الحديد، وقد صعدت أنت، وهم صوب الخنا نزلوا

وما تذكرتُ وجهاً منك بينهم إلا وعانقني من صدِّهِ شَعَلُ

أدري، عتابُكَ مرٌّ، والحديث على الطريق يا صاحبي في بوحِه خجلُ

عدْنا طوائف يقتاتُ الجميع بها الله والنفطُ والدولارُ والدولُ

نقيمُ آلهةً شوهاء من بشرٍ لهم نصلي، لهم ندعو، ونبتهلُ

حتى إذا ما شبعنا من موائدهمْ نكون من أكلوا يوماً ومن أُكلوا

ورغم كل ظلام كدَّسوهُ لنا لا بد أن نرجع الفجر الذي سملوا

* * * * *

مريضةٌ: قيل ليلى في العراق فمن؟ هو المداوي وقد أودت بها العللُ

ما للعراقيِّ مخذولاً بأمته وما لليلاهُ لا قيسٌ ولا غزلُ

يدنو من النهر ظمآنا ويخذله ويكذب النهر لا ماء ولا وشلُ

حبٌّ تضن به أرض العراق، وإن آوى إلى غيرها ضاقت به السبلُ

طبعُ العراقي أدري حين ينفعلُ يجود بالروح لو أهلُ الندى بخلوا

أدري، العراقيُّ لو مَسَّتْ كرامته تشبُّ في دمه نارٌ وتشتعلُ

كأنه صلُّ رمل الصيف، قلَّبه سمٌّ بنابيهِ محتومٌ به الأجلُ

ويرتدي جرحه نخلاً، وتعصبه أختٌ عراقيةٌ ما مسها زللُ

كانت إذا جاءها يزهو بطلتهِ جرحٌ تضمده من ثغرها القبلُ

منديلُ أختك عند الروم مرتهنٌ وليس يرجعه إلاك يا بطلُ

عراقُ، رُدَّ لنا سيفاً لمعتصم مكذِباً صدقُه أنباء من نكلوا

تلك المنائرُ من صحرائنا انبلجتْ فما آذانٌ علا إلا هوى هُبلُ

ورُدَّ بغداد مثل الأمسِ صادحةً فيها السيوف مع الأشعار تحتفلُ

وكان يعجبني في السيف شيمتهُ وأنه برقاب البغي يغتسل

والنخل يروي حكايا ألفِ ليلتها أغصانه في ثنايا شعرها خصَلُ

تجوع بغداد تعرى غير آكلةٍ بثديها. إنَّ خبز الحرة المُثُلُ

أنا ابنُ جرحك يا بغداد يؤلمني ما أنت فيه، وصدري قبرُ من قتلوا

دمٌ عجزنا عن الثأر الجميل له فليت أنَّا بيوم الثأر نحتفلُ

إنّ الضعيف وإن أبدى براءته لا يعرف الذئب إلا أنه حملُ

أُدينُ كل انتفاخٍ في مواقفنا سوى بنادق ثوارٍ هُمُ الأملُ

وما خلعت ليومٍ صاحبي، فأنا على العناد وضوء الجرح أتكلُ

وكنت أعرفُ ما يعني العنادُ على دربٍ بآخره قد يكمن الفشلُ

إن لم أمزِّقْ بشعري ستر طاغيةٍ فالشعرُ وقتئذٍ مستفعلنْ فعلُ

***

المنظمات الفرعية في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي تحتفل في معظم مدن لبنان وبلداته وقراه بعيد شهادة البطل القومي صدام حسين

في سلسلة نشاطات المنظمات الحزبية في لبنان، إحياءً للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد العربي صدام حسين.

عُلِّق في شوارع بعض المدن الرئيسية في لبنان، بيروت و طرابلس وبعلبك وصيدا وبرجا، بالإضافة إلى عدد آخر من المدن والبلدات والقرى في مختلف محافظات القطر، عدد من اليافطات التي تبارك الاستشهاد في سبيل الأمة، وتدعو إلى تعميم المقاومة في كل شبر عربي يتعرَّض للاحتلال. كما عُلِّقت عدد من صور الشهيد في الشوارع. ووُزِّع بيان جماهيري بشكل واسع أصدرته قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الذي يبارك للحزب شهادة أمينه العام.

وفي منظمة الشمال عُلِّقت صورة جدارية ضخمة للشهيد في أحد شوارع مدينة طرابلس.

ودعت منظمة البقاع لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إلى سلسلة من النشاطات الشعبية،حيث أمَّت وفود شعبية وحزبية عدداً من مساجد مدينة بعلبك، مباركة شهادة هذا البطل الكبير، وقد قامت بعض اللجان بتوزيع الحلويات احتفاءً بهذه المناسبة الجليلة. وفيها ألقى الدكتور علي الموسوي كلمة منظمة البقاع مُعدِّداً فيها معاني شهادة صدام حسين ودلالاتها.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / 23  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 01 / كانون الثاني / 2008 م