بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تخريب التعليم في العراق

الحلقة الثالثة

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي

 

قبل بدء الامتحانات النهائية كانت لدي قناعة تامة، ان العام الدراسي الحالي، سيشهد اكبر عمليات الغش الجماعي عبر التاريخ، واستندت في هذه القناعة، الى حقائق من ارض الواقع، اذ حصل مثل هذا الغش الجماعي العلني خلال سنوات الاحتلال، وابتدأ من عام 2004، وعندما سيطرت العصابات على الكثير من المناطق، واخذت تمارس نشاطاتها من اختطاف وتعذيب وقتل، وترمي الجثث المجهولة تحت انظار الاجهزة الامنية وبحمايتها، وفي احيان كثيرة تستخدم سياراتها واسلحتها وحتى معتقلاتها، فان ذلك يدفع بالاوضاع الى ما هو اسوأ، ولان هؤلاء يريدون فرض اجندة وفق رغباتهم ومخططاتهم، والاهم من كل ذلك انهم ليسوا من المتعلمين والغالبية العظمى منهم من الفاشلين دراسيا، ولا يحملون حتى شهادة الدراسة الابتدائية، او لا يعرفون القراءة والكتابة، فانهم يتحمسون لتنفيذ التوجهيات والاوامر، التي تصدرها قياداتهم المرتبطة بالاحتلال الاميركي وتعمل على تنفيذ مشروعه بطريقة او باخرى، وهؤلاء لا يفكرون بطريقة تخدم العراق، بل انهم يتحمسون لكل ما يخالف ذلك.

طبعا لا استبعد تدخل اطراف اقليمية في تنفيذ هذا البرنامج، الذي يتفق والمشروع الاسرائيلي والاميركي والهادف الى تصحير العراق ثقافيا ومعرفيا، لذلك حاولت في وقت مبكر التنبيه الى خطورة هذا المشروع المعادي للعلم والمعرفة في العراق، وجمعتني ندوة تلفزيونية ادارها الدكتور مزهر الخفاجي في قناة (البغدادية) واشترك فيها الى جانبي رئيس جامعة بغداد الدكتور موسى الموسوي ورئيس جامعة المستنصرية الدكتور تقي الموسوي، ورغم ان الندوة كانت عن قضية استهداف العلماء في العراق، الا انني حذرت من مشروع اوسع واخطر وهو العمل على تصحير العراق ثقافيا ومعرفيا، وقلت ان الغش الجماعي المعلن يجتاح العراق ويحصل في مناطق عديدة ومعروفة، وان هذا الامر في غاية الخطورة، واذا الحكومة تلتزم الصمت ولا تحرك ساكنا لوقف هذه المؤامرة التي تستهدف التعليم والتربية في العراق، فلا بد ان تتحرك الجامعات لاتخاذ اجراءات عملية على هذا الصعيد، واقترحت حينها، ان تضع الكليات التي تتقدم القائمة مثل كلية الطب والهندسة والتكنولوجيا والصيدلة او جميع الكليات برنامجا اخر يتضمن عملية اختبار لجميع المقبولين في هذه الكليات، وهنا ستكون عملية غربلة، سرعان ما تتكشف فيها الحقائق، وفي حينها تحمس د.مزهر الخفاجي، ووعد بإجراء ندوة خاصة لمعالجة هذا الخلل الخطير، لكننا لم نلمس أي خطوة او اجراء من قبل المؤسسة التربوية والتعليمية في العراق باتجاه وقف هذا التمزق والتدهور الكبير في الجدار المعرفي والثقافي الذي يجري في العراق، وبما يفضي الى ما هو اخطر وابشع، لان جدار المعرفة يبقى اخر الحصون، التي تقدم الحماية للمجتمعات، رغم معرفة الجميع بالتفاصيل الخطيرة لعملية الغش الجماعي، ما يؤكد ضلوع الجميع بما يجري من برنامج ممنهج ودقيق يستهدف العلم والمعرفة في هذا البلد.

اما تخريب التعليم فقد حصل في زوايا وجوانب اخرى سنأتي عليها.

wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  27 رمضان 1428 هـ  الموافق  09 / تشــريــن الاول / 2007 م