بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تخريب التعليم في العراق

الحلقة السابعة

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي / كاتب عراقي

 

قبل كل شيء ، اتجهت جهود حكومة بول بريمر، وهي حكومة الاحتلال الاولى ، التي انتجها مجلس الحكم، الذي تشكل بأمر السفير الاميركي منتصف يوليو2003، اتجهت الى ميدان التربية والتعليم، وهذا لا يعني، انها وضعت خطة تنموية شاملة، لبناء المدارس وتأسيس المختبرات العلمية وتشييد القاعات الرياضية وتوفير أجهزة الحاسوب للطلبة، ووضع برنامج لإرسال المبعوثين إلى الجامعات العالمية للاستزادة من العلم والمعرفة وآخر التطورات في هذا الميدان .

إن جهود حكومة الاحتلال الاولى انصبت باتجاهين أساسيين، الأول تخصص بإزالة جميع الصور والشروحات ، التي تتحدث عن حقبة ما قبل الاحتلال ، وفي مقدمة ذلك رفع صور الرئيس السابق صدام حسين ، التي تتصدر الكتب المدرسية ، والشعارات التي تتحدث عن مرحلة الحصار القاسي، الذي فرضته الولايات المتحدة ضد العراق واستمر منذ صيف عام1990، وتواصل طيلة عقد التسعينات والسنوات الاولى من الالفية الجديدة ، وانشغلت العديد من اللجان لتنفيذ هذه المهمة ، التي أعطوها الأولوية ، وتم تشكيل فرق عمل كثيرة لانتزاع الصور الخاصة بصدام حسين، واتلاف الملايين من الكتب والقرطاسية ، التي يصعب معالجتها ، رغم أنها كلفت ميزانية العراق مئات الملايين من الدولارات، واستغرق عمل تلك المجاميع عدة اشهر، يقلبون المناهج ويرفعون التوصيات الخاصة بانتزاع الصور وإتلاف الكتب، وهذا كان الإنجاز الأول الذي تحقق في بداية الاحتلال .

اما الاتجاه الثاني، فقد تخصص في جانبين أساسيين ، الأول تم تكليفهم بمراجعة شاملة للمناهج الاسلامية في المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات والدراسات العليا، ومهمة هذه اللجان حذف جميع الايات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، التي تحث على بناء الشخصية الاسلامية الوطنية الرافضة للظلم ، والتي تحث على مقاتلة الغزاة ، وجرت عمليات غربلة واسعة وشاملة لجميع المناهج ، ولم يسمح بتداول أي كتاب منهجي خارج هذا الاطار، ومن الواضح ان الهدف من جراء ذلك اعتماد تربية تهادن المحتل وتقبل بطروحاته وأفكاره ، ما يهيئ الأجواء لخلق تربة صالحة لبث مضامين وتفاصيل مشروع الاحتلال الأميركي في نفوس وعقول العراقيين.

أما الجانب الآخر، فقد تخصص في حذف وإلغاء جميع الأناشيد التي تشيد بالدور القومي والعروبي للعراق ولجيشه ، خاصة مشاركات هذا الجيش في الدفاع عن الأراضي العربية في الحروب الشهيرة عام 1948 وحرب يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973، كما تم حذف جميع الدروس والمحاضرات والاشارات، التي تتحدث عن الروابط والاواصر التاريخية والاخوية القوية بين العراقيين واشقائهم العرب ، بهدف فصم العلاقة ، وهذا ما كشفت عنه لاحقا صياغة الدستور الذي اراد اكمال هذه المهمة .

هل هناك اخطر من هذا المشروع التخريبي في ميدان التربية والتعليم، والذي يؤسس لتخريب روحي واجتماعي أوسع وأشمل .



wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  06 شــــوال 1428 هـ  الموافق  17 / تشــريــن الاول / 2007 م