بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

القيادة والإنضباط السياسي بين واقع النجاح والإحباط

 

 

شبكة المنصور

دجلة وحيد

 

الإنضباط هو نظام وممارسة وإلتزام خلقي بالقوانين والتعليمات المتعارف عليها ضمن مجتمعات القطعان التي تتكون من مخلوقات تعتمد في إستمرارية وبقاء حيوية تجمعها على التعاون والتماس الفردي والجمعي ضمن القطيع أو القطعان المكونة للمجتمع أو التجمعات الإجتماعية. ظاهرة الإنضباط قد تكون ظاهرة غريزية تمارس منذ بداية نشأة الفرد في مجتمع ما أو ظاهرة مكتسبة تلقن منذ الصغر.

الإنضباط يمارس ايضا وراثيا وتلقائيا داخل نواة الخلية ومكوناتها المتعددة أو في وظائف الحشوة البرتوبلازمية للخلية الواحدة. أي خلل في الإنضباط الممارس إن كان غريزيا أو مكتسبا في أي تجمع يؤدي في النهاية الى الفوضى والإنحسار أو الإنقراض أو يؤدي الى تغير خلاق أو تغيير إنعدامي مهلك. الطفرات داخل جينات الخلية التي تؤدي الى تغيير سلبي في إنضباط الوظائف الحيوية للخلية قد تؤدي الى حدوث أورام سرطانية أو عجز وظيفي آخر أو قد تؤدي الى تشوه خلقي أو وظيفي لمولود ما إذا حدثت في جينات الحامض المنوي أو بيضة الأنثى أو إذا حدثت زيادة عددية لأحد الكروموسومات في هذين المكونين قبل التخصيب والحمل. 

الإنضباط الغريزي يمارس في أبسط المجتمعات المتطورة مثل مجتمعات النمل والنحل وكذلك في كثير من مجتمعات المخلوقات البدائية التكوين التي تعتمد في بقائها على حالة عنصر التعايش المشترك والإعتماد المتبادل مع أفراد مجتمعات أو تجمعات مخلوقات أخرى أكثر تطورا من ناحية التكوين البنيوي.

أي خلل داخل علاقة نظم هذه المجتمعات يؤدي الى بتر سبب الخلل والقضاء عليه قبل أن يستفحل ذلك الخلل ويؤدي الى هلاك التجمع. نفس العملية تقريبا تحدث في نواة الخلية الجسمانية التي تعاني من خلل خطير لسبب ما من الأسباب في إحدى وظائفها التي لا يمكن إصلاحه داخليا وهنا تقوم الخلية بعملية الإنتحار أو الموت الطوعي المبرمج أو ما يسمى علميا   بـ "أبوبتوسيس" لكي لا يؤدي ذلك الخلل الى توقف وظيفة العضو الحيوي في الجسم أو منع مثلا نمو السرطان في ذلك العضو ومن ثم إنتشاره الى باقي أعضاء الجسم الذي قد يؤدي في النهاية الى هلاك الإنسان أو الحيوان المصاب. هذا الإنضباط الغريزي التلقائي هو جزء حيوي مهم لا يتجزء من نظام الدفاع الغريزي من أجل البقاء.

الإنضباط المكتسب من الناحية الأخرى يمارس في المجتمعات المتطورة ذكاءاَ وفكريا مثل مجتمعات الحيوان والإنسان التي تسود فيها ظواهر التعاون والتحدي والإختبار والإعتراض وحب التسلط والإستحواذ.

يعتمد إستتباب الإنضباط المكتسب في هذه المجتمعات أو التجمعات على وجود قيادة قوية مؤثرة وقوانين ونظم مختلقة أو طبيعية "غريزية" تعرف وتتحكم بعملية فرض هذا النوع من الإنضباط وعواقب عدم الإلتزام به.

أي خروج عن نظم الإنضباط المكتسب يؤدي الى صراع وعقاب وإذا إستفحل قد يؤدي الى تغيير أيجابي أو سلبي.

الإنضباط المكتسب في عالم الحيوان الذي يعتمد على قيادة غريزية أو مكتسبة قوية يمارس على سبيل المثال في تعاون تجمعات وقطعان القردة، الكلاب الوحشية أو الأليفة السائبة، الذئاب، الضباع، الأسود والفيلة.

لكل من هذه التجمعات - عدا قطيع الفيلة الذي تقوده أنثى - قائد ذكر مهيمن يفرض سيطرته من أجل حماية القطيع لكنه أناني من حيث التناسل مع حريمه من الأناث أو البدأ في أكل الفريسة.

 التسيب في الإنضباط والخروج عن نظمه في أي من هذه التجمعات - عدا قطيع الفيلة المسالم الذي تقودة الأنثى الأكبر عمرا وأكثر تجربة وحكمة -  يؤدي الى مشاكل ومعارك قد تؤدي الى عزل أو قتل المخل أو المتحدي أو خلق حالة جديدة "إنقلاب" فيها يهزم القائد المهيمن ويهيمن المتحدي المنتصر الذي يفرض نظمه الإنضباطية الخاصة في التعامل مع الأخرين من أفراد القطيع. هناك نوع آخر من الإنضباط المكتسب الذي يحدد الأسبقية في أكل الفريسة حيث أن الفريق الأقوى من الحيوانات المفترسة تأكل أولا وبعد الإنتهاء يأتي دور الحيوانات الأضعف ومنها الطيور الكواسر وأكلة الجيف. التعامل بين مختلف أنواع الحيوانات في الغابة أو الصحاري والمرتفعات يتبع ايضا نظم الإنضباط التي تعني تحاشي المخاطر أو الدخول في أراضي الغير والتعدي عليها.

هذا النوع من الإنضباط يعني إحترام الغير وإلا فستكون العواقب كبيرة.

لا يوجد مثل هذا النوع من الإنضباط في وبين قطعان الحيوانات الغير مفترسة الوحشية أو الأليفة منها بل يوجد هناك تنافس في أوقات التناسل بين ذكور القطيع للسيطرة على وإكتساب حق التناسل مع أكبر عدد ممكن من أناث القطيع. هذا النوع من التنافس قد يؤدي الى معارك طاحنة ودامية بين الذكور المتنافسة قد تنتج عنها أصابات بالغة معوقة أو يموت فيها الحيوان المهزوم.

العلاقة بين الحيوان والإنسان لها أيضا ضوابط ونوعية هذه الضوابط تختلف نوعيا حسب نوعية الحيوان إن كان أليفا أم وحشيا.

العلاقة بين الإنسان والحيوان الوحشي المفترس تحددها علاقة خوف الإنسان من الموت إذا أخل بضوابط المسافة بينه وبين الحيوان المفترس. العلاقة بين الحيوان الأليف مثل الكلب وصاحبه الإنسان تحددها أيضا ضوابط العلاقة النفسية بين القائد والمقيود وإذا خلت ضوابط هذه العلاقة لصالح الكلب بسبب العطف والتعاطف وساد التسيب القيادي قد تؤدي الى سيطرة الكلب على الموقف وعدم إطاعة صاحبه وقد يخونه ويهاجمه ويقتله.

التسيب والخيانة على عكس الإنضباط والدفاع الغريزي عمل مكتسب مضر وهدام يؤدي الى الهلاك كالطفرة الجينية المكتسبة الناتجة من التعرض لأشعة الشمس البنفسجية أو للإشعاعات النووية المضرة التي تؤدي الى نمو الأورام السرطانية وتنتهي بقتل المريض.

كذلك الإنضباط وإحترام القوانين والنظم المتعارف عليها في المجتمعات الإنسانية شيئ مهم جدا لتنظم العلاقات بين أفراد وتجمعاته ومكونات ذلك المجتمع من جهة وبين إدارة الدولة من جهة أخرى.

الإنضباط وإحترام نظمه أيضا مهم جدا في التشكيلات والتجمعات العسكرية والأمنية والسياسية والحزبية.

مثلما التسيب في إحترام الإنضباط ونظمه قد يخل بأمن الدولة وسلامة مكوناتها الشعبية، التسيب في إحترام الإنضباط الحزبي قد يلحق أضرار بالغة بذلك التجمع السياسي الحزبي وقد يؤدي الى تدميره من الداخل أو من الخارج أو من كلا الإتجاهين إذا لم تقطع بوادر التسيب من بداية ظهورها.

تعرضت الأحزاب السياسية في العراق خلال مسيرتها ومنذ العقد الخامس من القرن الماضي الى مطبات لأسباب داخلية وخارجية أدت الي تسيب في الإنضباط السياسي على مستوى القيادات أدت الى صراعات داخلية وإنقسامات خصوصا في العقد السادس من القرن الماضي إنعكست نتائجها على الكوادر الدنيوية وخلقت فوضى إجتماعية وإضطرابات عامة وصراعات بين الأحزاب المختلفة أيديولوجيا مما أثرت على الحالة الإجتماعية للوطن وعلى تقدمه وبناءه الإقتصادي والصناعي والعلمي....الخ تسيب الضوابط السياسية والوطنية والإرتباطات الخارجية المشبوهة لقيادات الأحزاب ودورانها في محيط القوى العظمى وعلاقاتها مع الحركة الصهيوينة العالمية وإيران وتأمرها على تطلعات شعبنا القومية لعبت دورا كبيرا في تأخر البلد. قيادات الأحزاب الشيوعية والكردية والشيعية الصفوية العميلة المتسيبة الضوابط السياسية والوطنية كونت على التوالي علاقات تابع لمتبوع لأسباب عقائدية ومصالح مالية مع الإتحاد السوفيتي السابق (الحزب الشيوعي العراقي) وأمريكا والصهيونية العالمية (الأحزاب الكردية) وإيران الشاهنشاهية ومن ثم الخمينية (الأحزاب الشيعية الصفوية العميلة).

بعد ذلك خصوصا في العقد السابع والثامن والتاسع من القرن الماضي تعاملت قيادات هذه الأحزاب وقسم كبير من كوادرها المتقدمة والدنيوية المتسيبة الضوابط بغض النظر عن عقيدتها الحزبية مع المخابرات المركزية الأمريكية والموساد وأصبحت طابور خامس وجيوش جرارة من العملاء والخونة التي مهدت لإحتلال وتدمير العراق والقضاء على كل المنجزات التي قدمها وأسسها وبناها النظام الوطني السابق.

جميع الأحزاب العميلة المتسيبة الضوابط السياسية والوطنية المشاركة في عملية التأمر على العراق وإحتلاله وتدميره وحكمه فيما بعد أيدت فرض الحصار الجائر على شعبنا العراقي الصابر في العقد التاسع من القرن الماضي الذي أدى الى وفاة أكثر من مليون ونصف من الأبرياء العراقيين وعليه فإن قيادات هذه الأحزاب وكوادرها العميلة ومن ضمن ذلك الحوزة الشيعية الدينية الصفوية في النجف وكربلاء مشاركة في هذه الجريمة الكبرى.

بعد الإحتلال والبعض قبله،تشكلت تجمعات سياسية ودينية مختلفة، عارضته ظاهريا بشكل أو بأخر لأسباب سياسية ودينية مختلفة ومن هذه التجمعات هي الحركة الصدرية أو ما يسمى بالتيار الصدري، الحزب الشيوعي الكادر، الحزب الشيوعي العراقي الإتجاه الوطني الديموقرطي، والبعض من الأحزاب الوطنية والدينية الكردية المناوئة لهيمنة الأحزاب الكردية الإقطاعية العميلة التي يترأسها كل من العميل الخائن مسعود البرزاني والعميل الخائن جلال الطالباني.

حسب علمنا أو حسب ما إطلعنا عليه من خلال الإعلام في المواقع الوطنية الرافضة للإحتلال أن الحزب الشيوعي العراقي- التيار الوطني الديموقراطي والأحزاب الوطنية الكردية العلمانية أو الدينية المناهضة للإحتلال وعملائه ملتزمة بضوابط الضوابط القيادية والسياسية الوطنية من خلال أولا، إعلانها الرفض الكامل للإحتلال وعملائه وتحميلهم مسؤولية ما جرى من خراب وتدمير وقتل في عراقنا المغتصب المستباح، ثانيا، وقوفها مع وإسنادها للمقاومة الوطنية المسلحة الباسلة أو مشاركتها بصورة مباشرة وغير مباشرة في العمليات الجهادية التي تقوم بها المقاومة الوطنية المسلحة الباسلة، ثالثا، العمل على إقامة جبهة وطنية واسعة تشمل جميع الحركات السياسية المناهضة للإحتلال بإخلاص وعزم لا يلين ...الخ

التيار الصدري وفي بدايته عارض الإحتلال ظاهريا وتكتيكيا ودخل معه في صراع ليس لطرده وكما كان يدعي المجرم مقتدى الصدر بل لأسباب مالية ونفوذ داخل التجمع الشيعي والحوزة العلمية الشيعية الصفوية المولية لإيران. سبب إندلاع المناوشات المسلحة بين التيار الصدري والقوات الأمريكية عام 2004  كان غلق جريدة الحوزة التابعة والناطقة بإسم هذا التيار وليس لأسباب رفض الإحتلال ومحاولة طرده من وطننا المغتصب كما تبين فيما بعد. كوادر وقيادات التيار الصدري المجرم المتسيبة الضوابط الوطنية والسياسية والدينية والأخلاقية قامت بأعمال إجرامية يدمي لها جبين الإنسانية بحق الشعب العراقي.

لقد قتل وهجر هؤلاء المجرمون وبالتعاون مع القوات الأمريكية والموساد وإطلاعات الإيرانية وعملائها من فيلق بدر الصفوي وحزب الدعوة العميل وبيشمركة الأحزاب الكردية العميلة وفرق الموت التي شكلها المجرم جون نيغروبونتي ملايين العراقيين سنة وشيعة وباقي الطوائف المكونة للطيف العراقي الجميل.

قسم من كوادر هذا التيار المجرم العميل تدرب على فن القتل والذبح على الهوية على يد كوادر حزب الله اللبناني الذي يتزعمه الدجال الصفوي حسن نصر الله الموالي لإيران الفرس الصفويين عدو العرب التاريخي.

تسيب ضوابط القيادة والإنضباط السياسي والديني والوطني والقومي لهذا التيار المجرم العميل وإنحيازه الى أعداء العراق والأمة العربية بإسم الدين والطائفة وخرافة المظلومية خلق جوا غريبا مشحون بالألام النفسية وآثار التعذيب الجسدية داخل المجتمع العراقي سيأخر عملية تحرير الوطن المغتصب وبناءه من جديد الى سنين أن لم نقل الى عقود طويلة غير محسوبة.

الحزب الشيوعي الكادر المتكون من أعداد هجينة صغيرة جدا من العراقيين "الرافضين" ظاهريا للإحتلال وعملائه وكما تحدثنا عنه في مقال سابق "موقع الكادر الشيوعي والتقية الديالكتيكية" عانى ومازال يعاني من تسيب ملحوظ في ضوابط الضوابط القيادية والسياسية خصوصا الضوابط الوطنية ذات الصبغة الطائفية المقيته التي ستؤدي إن لم تتجاوز الى إنهياره الحتمي طال الزمن أم قصر. هناك خلافات كبيرة فكرية وطائفية دينية بين الناطق الرسمي لهذا التجمع والبعض ضمن كوادره القيادية من جهة والأخرين من مناصريه من جهة أخرى، حيث أن محرر موقع الكادر الإعلامي القيادي في هذا التجمع ذو الميول الطائفية وزبانيته الطفيلية يؤيدون التيار الصدري المجرم ويدافعون عن العميل الصفوي مقتدى الصدر ويشاركون في تسقيط الأقلام الوطنية المناهضة للإحتلال وعملائه وفي نفس الوقت يروجون لأفكار وبرامج القوى والتجمعات العميلة المعروفة الصبغة والألوان.

هذه السلوكية والخلل في ضوابط الإلتزام بالنهج السياسي المعلن لهذا التجمع لا تخدم وحدة الصف الوطني بل تبغي وتهدف فقط الإساءة الى المقاومة العرقية المسلحة الباسلة والقوى الوطنية الفاعلة فيها.

نوري المرادي الناطق الرسمي بإسم تجمع الكادر يعترف وحسب إدعائه أنه لا يستطيع التدخل أو السيطرة على قرارات محرر الموقع وزبانيته الطفيلية المشبوهة وكذلك أنه غير قادر على تغيير نهج سلوكية موقع الكادر الإنبطاحية بحجة الديموقراطية وسماع الرأي الأخر.

من جهة أخرى أنه أيضا يؤيد تنظيم القاعدة وقيام ما يسمى بـ "دولة العراق الإسلامية" الطائفية رغم معارضة رفاقه في التنظيم لهذا النهج.

تنظيم القاعدة في أرض الرافدين رغم محاربته لقوات الإحتلال وعملائها إلا أنه عاث في أرض محافظة الأنبار فسادا وقام بجرائم كثير هناك وحتى ضد رفاقه في السلاح من التنظيمات الأخرى وكان هو أحد الأسباب الى قيام ما يسمى بـ "مجلس صحوة الأنبار" العميل، "مجلس صحوة ديالى" العميل، والأن إمتدت هذه العدوى وحسب ما قرأنا الى جنوب العراق.

هذا التسيب في ضوابط القيادة والنهج السياسي بين المسؤول والتابع داخل حركة الكادر هو تسيب غير صحي ويعني أن تصرفات منتسبي التجمع تصرفات إنفرادية وكل شخص مسؤول عن نفسه لكن مع هذا يتحرك بإسم الكادر وهذا يعني وبالعامية وكما يقول المثل العراقي "هدد".

هذه السلوكية التسيبية في القاعدة والقيادة وما بين القاعدة والقيادة لا تخدم هذا التجمع أو العمل الوطني الواسع ولا المقاومة العراقية المسلحة الباسلة وإنما تخدم أجندات الإحتلال وعملائه.

التهريج والمهاترات والتسقيط وإستعمال إسلوب التقية الديالكتيكية في التعامل مع قضايا الوطن والوطنيين والأعداء على حد سواء والسباحة في مستنقع الفوضى لا ينهي الإحتلال ولا يحرر العراق بل أن هذا الإسلوب اصبح مكشوف كوسيلة عيش أو هواية اللهو وقتل الفراغ.

أخيرا نقول للطفيلي الصغير في موقع الكادر الذي يهددنا الإجدر بك أن تتعلم الكتابة باللغة العربية وتثقف لأننا لا نرد على الطفيليين ولا نكبر رؤوس الصغار من أمثالك ولا نعطي شهادة النظافة لديدان الغائط.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة /  22 شــــوال 1428 هـ  الموافق  02 / تشــريــن الثاني / 2007 م