بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الاكتشاف الخطير للسيد صباح الشاهر

 

 

شبكة المنصور

الدكتور ال مشعل الخزرجي

 

كتب السيد صباح الشاهر موضوعا يبدو انه يشكل اكتشافا عظيما في عالم الفكر والثقافة وهو حصيلة عمل مضني وخلوات شبيهة بخلوات بعض رجال الدين وقد بلغت اهمية الموضوع حدا جعل واحد من اهم المواقع المناضلة واليسارية وهو موقع الكادر العزيز ان يجعله موضوعا ثابتا اي يعبر عن وجهة نظره ولاكثر من شهر وهو مستمر على الموقع, عن ازمة المثقف والحاكم وعلاقتهما ولا اريد الدفاع عن الحكام العرب ولا عن ما سماهم بوعاظ السلاطين ولكني وقفت عند العبارة الاخيرة التي يختتم بها الشاهر مقاله وهي :

(إنّ تزييف الواقع وطمس حقائقه، هو عملية شديدة البشاعة لاغتيال التاريخ وإبطال الوعي، بحيث بات حتى معاصرونا، يتحدّثون عن علي رضي الله عنه، ومعاوية رضي الله عنه، مساوين في رضى الله علياً بمعاوية).

قبل اشهر كان الشاهر على المستقلة يدافع دفاعا مستميتا بل واعمى عن السيد مقتدى الصدر وعن التيار الصدري وقد انتفخت اوداجه وكاد ان يفقد اعصابه لان السيد سرمد عبد الكريم انتقد التيار الصدري ومقتدى الصدر وموقفه من الحكومة العميلة والفدرالية وصادر حق السيد سرمد حتى في انتقاده للصدر والشاهر رجل لاسلطة له على سرمد فكيف اذا اصبح حاكما او عضوا في مجلس النواب عن تيار مقتدى فهل هذا المثقف هو النموذج الذي يتوخاه الشاهر وهل هذا التيار الديني الظلامي هو الذي سيخلق النموذج الذي يريده ثم دعونا نعود الى علي ومعاوية رضي الله عنهما فليتحدث لي كيف تصرف الامام علي ع مع معارضيه من الناحيتين الفكرية والسياسية ولا احسبهم كلهم جهلة وغير مثقفين وخصوصا الخوارج وهم اصحاب منهج فكري وثقافي وسياسي خاص ( لايعني بالضرورة تأييدي لهم) الم يستعمل السيف الى اقصى مداه في فرض هيبة الدولة وبرنامجها الفكري ولنقل فهمه للاسلام وللدولة وهو فهم لا غبار عليه ربما بصورة اشد من الصورة التي استعملها معاوية التي اثمرت سياسته عن دولة متراصة مترامية الاطراف ثم اين هي النخب المثقفة التي تكونت في عهد علي ع والتي افرزتها تلك العلاقة بين الحاكم المثقف والمثقفين الم تنتج الدولة العربية الواحدة في عصورها الزاهرة نماذج رائعة للعلماء والكتاب والشعراء والفنانين والاطباء بشكل يدحض هذا التعميم الذي يورده الشاهر في بحثه الكبير واكتشافه الخطير عظم الله اجره.

ان الاصرار على اقحام اسم معاوية كدليل على الحاكم الجائرالظالم الذي يخاف المثقف ويحاول احتوائه بشتى الطرق الارهابية وعلي دليلا على الجاكم العادل المثقف الذي يحترم الثقافة ويعطي للمثقف كامل الحرية في ممارسه حركته الايجابية في المجتمع يخفي وراءه نفسا طائفيا لا يختلف عن النفس الطائفي الذي يحمله رجل الدين وهو جزء من ازمة المثقف العراقي المحكموم بتربيته الدينية رغم ادعائه بكونه يقف في اقصى اليسار والنماذج كثيرة يقف في المقدمة منها عتات الشيوعية والماركسية فما دام المثقف محكوما بعقدة التاريخ المقروء على طريقة الحوزات والتكيات واهل دوام الظل فلا خير في ما يكتب اوما يدعي .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 27 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 05 / كانون الثاني / 2008 م