بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

في وداع الراحل الخالد راضي فرحات

 

 

  شبكة المنصور

  محمد ابو عالية

 

عائلة الفقيد ابو فادي
رفاق الفقيد قيادات وقواعد
اصدقاء الفقيد ومعارفه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتكم ورفاقكم في سوح الجهاد . . وبقايا من صمد من معارف الفقيد في عاصمة الدنيا التي غزاها هولاكو العصر وأحفاد اسماعيل الصفوي . . يرفعون اليكم تعازيهم ومواساتهم بالفقيد الغالي . . ذلك المجاهد الذي عرفته ساحة بلدكم العراق العربي طيلة سنوات عدة . . يوم عاش تجربة الثورة والحزب في كل الظروف ومن ذلك تجربة الدفاع عن البوابة الشرقية للامة العربية ضد العدوان الفارسي الخميني . . وعاش الفقيد مع محبيه تجربة ام المعارك الخالدة وسنوات الحصار والعدوان الاميركي الاخير الذي تم فيه احتلال القطر العراقي يوم 9 نيسان الاسود من عام 2003 . ويوم غادر بغداد المحتلة مكرهاً وهو يرى دبابات الاحتلال تجوب في شوارع عاصمة الرصافة والكرخ وقد تقطع الجسر . . هاله ذلك المشهد وهو يزحف نحو الكهولة المثقل بأمراض الجسد وهموم الامة . . فعاد ماراً بالشام تحو مدينة الصبا بيروت . . تاركاً قلبه وذكرياته مع رفاقه حملة البنادق الابطال في مدن الجهاد العراقية . .

لقد اقترن اسم الرفيق ابو فادي بالحب والبساطة وأحلام جيل القدر. . . لقد علم هذا القائد الشعبي الفذ اجيالاً متعاقبة حب الشعب والامة والإيمان بقدرات الامة العربية الخلاقة . . وكان إنموذجاً رائعاً لمن عرفه في العفة والصدق مع النفس ومع رفاقه . . كما كان إنموذجاً متميزاً في الصبر والتحمل والجلد . .

ففي آخر لقاء لي معه رحمه الله يوم 25 أيلول 2007 في داره في منطقة الحازمية ببيروت بعد ان تفضل الاستاذ الكريم ابي ربيع المناضل العربي معن بشور بأجراء اتصالاته الشفافة التي تذكرني بأمواج البحر الفيروزية التي اثمرت عن قيام الاستاذ العزيز حسن بيان الذي تفرغ وتطوع بكرمه البيروتي فنقلنا بسيارته الخاصة الى طرابلس لزيارة بيت من اعرق بيوت طرابلس واللقاء مع المجاهد الحكيم عبد المجيد الرافعي وكان معنا الاستاذ المحامي ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين . . وكان ذلك اليوم مباركاً كونه من ايام شهر رمضان . . وبعد عودتنا من طرابلس العز عرجنا الى الحازمية . . علمنا ذلك اليوم ان ابو فادي قد عاد لتوه من المستشفى بعد ان اجرى عملية غسل الكلى الاسبوعية . . كان اللقاء حميمياً وقاسياً . . فقد كان يتعكز على ام فادي والاستاذ ابو علي . . كان وجهه باسماً ومتحدثاَ لبقاً . . لم تنسه الآلام أي من الذكريات وخاصة رحلة العودة وأسئلة الرقيب في الحدود . .

ودعته وفي خاطري شعور ان اللقاء سيكون الاخير . .
وكان ما كان . . فانا اريد وانت تريد والله يفعل ما يريد . .

فما زال رفاقه الذين عاشوا معه في عاصمة العرب بغداد يذكرونه بالود والرفقة والطيبة . . وستبقى ذكراه عطرة وزاداً لكل من سار على درب الرسالة . .

وعزاؤنا في الفقيد الراحل ان رفاقه في القطر العراقي وفي كل الساحات الاخرى . . يعاهدون الله والامة على مواصلة النضال والجهاد في هدي المبادئ العظيمة التي آمن بها الفقيد حتى يتم تحرير العراق وفلسطين من ربق الإحتلال البغيض . . وتحقيق اهداف الامة العربية . .

وعزاؤنا فيكم انتم ايها الرفاق والاصدقاء والاحبة في لبنان ايها الرجال الرجال . . اصحاب الشهامة والغيرة والوفاء . .

وانت ايها الرمس الذي ينام تحته جسد الراحل ابو فادي تذكر انك مؤتمن على رفاة قائد صديق . . ومناضل عزيز . . وبدوي لم يستسلم لمصابيح وليالي شارع الحمراء ومقاهي صخرة الروشة . . وصواريخ الغزاة الاميركان . . فهو سيبقى حلماً مسافراً في شوارع الزمن الرديء الذي سيرضخ آجلاً ام عاجلاً لأرادة بنادق الرفاق والاصدقاء وحقائق الارض . . فمن فوهات البنادق يولد الحلم . . فدجلة الخير له مدخل واحد نحو العراق . . ومصب واحد متوحد في شط العرب . . انه قدر الارض التي لاتقبل القسمة على اكثر من جزء . .
رحم الله الفقيد . . وأسكنه فسيح جناته . . ويلهم اهله ورفاقه واصدقائه الصبر والسلوان . .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة  /  01  صفر 1429 هـ الموافق  08 / شبـــاط / 2008 م