بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

رجال في الوحل

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 ابو علي / الاعظمية

 

علينا ان نستأنس في التاريخ ونأخذ من غور عمقه ودلوه العبر والدروس والطريق الصحيح في حياتنا هذه المتشابكة بدوامات متداخلة بين التيه والفلتان في كل الجوانب فقد ضيعوا مهد الحضارة وطيب الرجال ، عندما ارتموا في المستنقعات العفنة ووضعوا أيديهم بالأيادي النتنة لأسيادهم ، واليوم نلمس من بعض الرجال ممن فقدوا العقل والضمير وباع دينه وشرفه وتآمر على البلاد والعباد وأرتضى لنفسه ان يكون أداة بيد الأجنبي لذبح أبناء شعبه إشباعاً لرغباته في المناصب والثروة ناسياً إن حبل الود والمحبة ارفع من شعرة معاوية وان سيده عندما تنتفي مصلحته وأهدافه يقطعها بالمقص الذي بيده وليس بيد العميل لان نقاط الاختلاف بينهم كبيرة فلم يلتقوا لا بالدين واللغة والتاريخ والمصالح المشتركة المشروعة ، والتاريخ يشير لنا عن بعض العملاء والخونة أمثال أبو رغال وابن العلقمي وغيرهم لتحفظ في ذاكرة الأجيال وتكون درساً ليتعظ من يحاول أن يصطف مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه .

وأورد هنا حوار دار بين قائد الجيوش الفرنسية نابليون بونابرت واحد الضباط النمساويين برتبة نقيب الذي عمل جاسوساً وعميل ضد بلده حيث جاء لمقابله نابليون بعد انتهاء المعارك فأدى التحية ومد يده لكي يصافحه ما كان من نابليون إلا أن يرمي له كيساً من النقود فالتقطها الضابط النمساوي ووضعها في جيبه ومد يده ثانية لكي يصافحه فرمى له كيساً ثانية من النقود فالتقطه كما في المرة الاولى ومد يده مرة ثالثة ورمى له كيساً ثالثة فالتقطه وقال مخاطباً نابليون : سيدي أنا اريد أن اصافحك فرد عليه نابليون إن الذي بيني وبينك هو المال ليس سواه .

فهل يا ترى عملاء اليوم في العراق الجريح درسوا التاريخ أم أنهم جهلة لا يقرؤون وان قرؤوا لا يفقهون أم أنهم عملاء مع سبق الاصرار والترصد ، فيا وطني الحبيب ويا شعبي المجاهد البطل والله انت الباقي وهم في طور الزوال وستبقى رايتك خفاقة عليا ترفرف من زاخو حتى الفاو والنصر آت بأذن الله تعالى .

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  02  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  09 / أذار / 2008 م