بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المسائلة والعدالة تبدأ من محكمة العدل الدولية

لمحاكمة .. الإدارتين الأميركية والبريطانية .. واللعوبتهما حكومات الاحتلال الطائفية الصفوية

الحلقة الثانية

 

 

 شبكة المنصور

 ابو علي الياسري / النجف الاشرف

 

إذن لنفترض بعض  الفرضيات والاحتمالات وهي موجهة   لساسة الإدارة الأميركية ومن خلالهم للعقلاء في السياسة الأميركية من غير المشتركين في هذه الإدارة الحمقاء والى الشعوب الأميركية المناهضة للاحتلالات .. ومن بعدها نسال الأسئلة ؟ في الولايات المتحدة الأميركية حزبان ( الجمهوري والديمقراطي ) , ولنفرض أن إحدى الولايات المتحدة الأميركية احتلت من دولة اخرى وسقطت بيد الاحتلال, وقام المحتل بتدمير بنية تلك الولاية  التحتية , ثم تصرف المحتل  مع شعبها  كما تصرفت أميركا بالعراق وشعبه ,  وقام المحتل لتلك الولاية باجتثاث الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) ونصب المحتل لتلك الولاية حكومة احتلال ببهلوانات المحتل المعروفة وقام المحتل وأجندة  بقتل عشرات الآلاف من  أعضاء الحزبين  وشعوب تلك الولاية  وشرد من شرد وجوع  من جوع, ثم بعد خمس سنوات من احتلال الولاية قام المحتل بتعديل قانون اجتثاث الحزبيين بقانون آخر اسمه قانون ( المسائلة والعدالة) ...

السؤال.. والسؤال موجه لقادة وأعضاء الحزبيين الجمهوريين والديمقراطيون ... هل ينحرف أعضاء الحزبين عن  مبادئهم وفكرهم  وهم يعرفون جيدا أن المحتل هو السبب في اجتثاثهم وقتل شعوبهم وتدمير ولايتهم   ؟ وهل الفكر الذي بموجبه تأسس به الحزبين إن كان لهم فكر (بالرغم من ان فكر الحزبين فكر استعماري احتكاري يخدم بني صهيون )  يجتث في جميع الولايات المتحدة الأميركية ؟ أم يعمل نشاط الحزبين  في واشنطن المحتلة  (كمثال) وبصورة  سرية كونهما مجتثين من قبل المحتل ؟ أم يجتث ويتوقف  نشاط الحزبين  في نيويورك وتكساس وفلوريدا وميامي وغيرها من الولايات المتحدة الأميركية  ؟ وكيف يتصرف أعضاء وقيادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي عندما يسمعون أن المحتل عدل قانون اجتثاث الحزبين بقانون آخر وباسم  قانون ( المسائلة والعدالة ) ؟ أتمنى من السادة الساسة الاميركان  المحايدين الإجابة على هذه الأسئلة أن كانوا فعلا جمهوريين أو ديمقراطيين وفعلا إن كانوا صادقين للإنسانية  ... فعلى الإدارة الأميركية وألعوبتها ( حكومة الاحتلال الصفوية الطائفية ) وما ترتبط بهذه الألعوبة من مؤسسات فاقدة الشرعية أن تضع حقيقة عدم شرعيتهم القانونية , إضافة  إلى ذلك عدم شرعية أي من  القرارات الصادرة من المحتل و (حكومة الاحتلال ) الطائفية .... لان ما يبنى على باطل فهو باطل.. فالاحتلال وقراراته وما رتبه من حكومات ومؤسسات احتلال وما صدر منها من قرارات هي باطلة وفاقدة للشرعية.. وهذه حقيقة لمن يريد أن يعرف الحقيقة لان القانون الدولي وبجميع قواعده القانونية لايحب أن يجامل احد في  إقراره .. والقانون الدولي قانون شرع دوليا وليس مقر من قبل الحزب الجمهوري الأميركي أو الحزب الديغولي أو غيره   ... ولهذا السبب فان  كل ما صنعته الإدارة الأميركية من حرب وغزو واحتلال وتعيين حاكم مدني لسلطتها المحتلة وما أصدره الحاكم المدني من قرارات وقوانين وحكومات احتلال  فهي باطلة ..

فقانون اجتثاث البعث وتعديله بقانون آخر اسمه ( المسائلة والعدالة )  هو ليس أكثر من تلاعب بالالفظ وحقيقة الأمر فان الاجتثاث مازال قائما ، أن قانون ( المسائلة والعدالة ) والذي اقره ( برلمان حكومة الاحتلال ) يتعارض مع الاعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة ( 1948) والاعلان العالمي بشان القضاء على أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين والمعتقد لسنة ( 1981) .

وعليه فان البعث ومقاومته الوطنية لايعترف بجميع القوانين والحكومات المنتخبة على طريقة المهزلة الديمقراطية للإدارة الأميركية وما تمخض عن تلك الحكومات من برلمان  ودستور وانتخابات مصنعة في دهاليز الاحتلال الأميركي لأنها أساسا تتقاطع  مع جميع الشرائع والقوانين والأنظمة السماوية والوضعية ... ولهذا  اعتبرها البعث ومقاومته الوطنية زائفة وباطلة ولاغيه .

لقد أيقن أبناء العراق النجباء وبطليعتهم المجاهدة المتمثلة بشرعية العراق وشعبه البطل ( المقاومة العراقية المسلحة ) وبجميع فصائلها, إن طريق الكفاح والجهاد هو الطريق الوحيد الشرعي أمام الله والوطن والشعب والأمة والإنسانية..وانه محمي ومسند بجميع القوانين والشرائع والأنظمة السماوية ...فلا قوة في العالم تحيد الجماهير عن فكرها الوطني القومي الإنساني .. فالبعث هو البعث .. والبعث نبض الأمة نحو إيمانها وقوتها وعدلها ووحدتها... فعلى أميركا أن تستفيد من تجارب أخطائها مع شعوب العالم وخاصة الجرائم التي ارتكبتها خلال احتلالها العراق, ولتتذكر أن الجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب العراقي انما هي جرائم من جرائم الحروب ضد الإنسانية... وان تسال الإدارة البوشية الإرهابية  نفسها هذا السؤال:-

ما الذي استفادت أميركا جراء كذبها وذرائعها للحرب وغزوها واحتلالها العراق سوى الخسائر الجسيمة وسقوط سمعتها وهزيمتها ؟ فعلى جميع  السياسيين المناهضين للحروب والاحتلالات والاحتكارات أن يحتكموا للعقل قبل أن تسقط إمبراطوريتهم الحمقاء بإدارتها الإرهابية  في الهاوية , وان يضغطوا على إدارتهم الإرهابية لأجل الاعتراف بالخطأ أمام العالم والاستجابة بدون قيد أو شرط لشروط المقاومة العراقية .. وان تعترف أمام شعوبها أيضا بان  العصابات التي اعتمدت عليها من العملاء والذين وضعتهم في حكومات  صفوية وطائفية  وأطلقت لهم العنان في كل هذا الدمار الذي نفذ  بالعراق وشعبة وعدم استقرار المنطقة العربية والإقليمية ,  وهم السبب الرئيسي  في توريط الولايات المتحدة الأميركية بالورطة الكبيرة , والذين أساءوا  أخيرا بسمعتها وسمعة شعوبها ..... فالبعث وكل الشرفاء من العراقيين  لايعترفون بجميع القوانين  ألصادرة من  المحتل أو الصادرة من مؤسسات حكومة الاحتلال العميلة  سواء كان قانون ( اجتثاث البعث ) أو القانون المعدل بـ(المسائلة والعدالة) أو غيره من القوانين  .. لان البعث هو ليس بعث العراق فقط وإنما بعث الأمة العربية وإن جماهيره المناضلة تدرك جيدا بأن اجتثاثه هو اجتثاث الأمة وتقسيمها ... وان البعث ومقاومته الوطنية باقية على العهد والمبادئ لأجل تحرير الوطن.. وان البعث وجماهيره المناضلة من أقصى الأمة إلى أقصاها قد وضعوا المحتل مهما تكن دولته وجنسيته وأدواته العميلة في خانة مجرمي الحرب لما قاموا به من جرائم غير مسبوقة في التاريخ الإنساني.

 وان شاء الله سيقوم العراقيون بتقديم هؤلاء المجرمين المحتلين الأميركيين والبريطانيين وعملائهم الذين ارتكبوا الجرائم بحق العراقيين إلى (محكمة جرائم الحرب الدولية) , وخاصة ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية  المتمثلة بإدارتها الإرهابية جراء جريمتها الكبرى  بغزوها  العراق والذي يعتبر خرقا فاضحا  لميثاق الأمم المتحدة , وما تمخض عن ذلك الغزو والاحتلال من جرائم ضد الشعب العراقي جراء اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم  وسرقة ممتلكاتهم واستخدامهم الأسلحة في قتل المدنيين وقصف وتدمير مدن كاملة  وقتل وتدمير دور العوائل الآمنة بحجة أنهم إرهابيين , وكذلك ما قامت به أميركا وميليشياتها الصفوية وأحزابها العميلة من سرقة المتحف العراقي وما استخدمته من أسلحة محرمة دوليا والذي  يعتبر كل هذا خرقا فاضحا للقانون والأعراف الدولية وخرقا فاضحا لاتفاقية جنيف.... وختاما لا نقول إلا  لعن الله العملاء الخونة في الدنيا والآخرة الذين ارتضوا لأنفسهم الذل والخزي والعار بعد أن دمروا العراق وانتهكوا شرف أرضه وعرضه مقابل كراسي خسيسة ليجنوا من خلفها حفنة من الدولارات التي أوصلتهم إلى مستوى الرذيلة والانحطاط  الأخلاقي والمعروف باسم العملاء الخونة  الديوثية    .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 14 محـــــرم 1429 هـ الموافق  22 / كانون الثاني / 2008 م