بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نداء الى رجال الغناء العراقي

 

 

شبكة المنصور

ابو جعفر

 

نثمن المشاعر والكلمات والاصوات التي تتغنى بحب العراق، ونقدر الضغوط التي يتعرض لها الفنانون الغيورون في هذه الايام، حتى اصبحوا هدفا مهما للميليشيات والمجرمين والخونة والعملاء في ظل الاحتلال، سواء كان هذا داخل العراق او خارجه. فهنا يبرز الوطني والاوفي، وكلا من موقعه وعمله.

فاصواتكم الشجية وكلماتكم المعبرة تصول وتجول في اذهان الشرفاء من ابناء شعبكم العظيم، وتلهب مشاعركم وتوقد العاطفة الوطنية وترفع المعنويات الجهادية والنضالية والتواصل في الصمود والتحدي والمقاومة حتى النصر والتحرير.

ان الاغنية الوطنية المعبرة بمعانيها ودلالاتها والمأساة والمعاناة والكوارث التي حلت بالعراق تصبح دافعا وحافزا جهاديا لمشاعر العراقيين والعرب والعالم اجمع الى الحد الذي يمكن مماثلتها في جانب معين بصولات المجاهدين والمقاومين والمناضلين وهم ينازلون الشر والمحتل والخائن الجبان على ارض الوطن.

فلكم في ارض العراق الطاهرة اخوة من الرجال والنساء المجاهدين الابطال لا يقبلوا بالذل ولا بالمهانة ولا يستجدوا املا من عدو او مجرم او خائن او عميل، ولا يطلبوا الرحمة او المساعدة الا من عند المغيث الجبار العادل المعين، ومن قوة عزيمتهم وارادتهم التي لا تلين.

فحقا عليكم ان تكونوا هكذا في تعبيراتكم وكلماتكم والحانكم وغنائكم وطريقة اداءكم، فلا تجعلوا مضامينها ما يؤشر التوسل او الترجي او الشفقة او التراجع او التظلم، والتي تتواجد في بعض الاغنيات.

عليكم ان تفخروا ببطولات ابناء شعبكم وصبرهم وصمودهم وشجاعتهم ورجولتهم الفذة ومحبتهم لامتهم فشعبكم افقد صواب الطغيان الامريكي، واذل الخونة والعملاء وجعلهم يقبعون مرعوبين خلف اسوار المنطقة الخضراء التي احمرت بلهيب المقاومة، لقد جعل المجاهدين الابطال ارض العراق نارا ملتهبة وجحيم لا يحتمل. يخرجون عليهم ليل نهار ومن كل مكان ليذيقوهم عذاب الموت والهلاك، فهؤلاء اصحاب الغيرة والشهامة اخوة (هدلة) لا يرضون باهانة العراقي ابن الحضارات والديانات المقدسة.

ودليلنا (الجندي العراقي) البطل قيصر سعدي الجبوري في محافظة الموصل الذي قتل جنديين امريكيين وضابط امريكي برتبة نقيب وجرح البقية حينما شاهدهم يعتدون على (امرأة عراقية حامل) بعدما عجز عن ابعادهم عنها -وهو الذي قد تطوع في (وزارة دفاع الاحتلال)- ولكنه لم يفرط بغيرته وشهامته وقيمه وشرفه وعروبته.

فيا ايها المقاومون بالفن والكلمة والاغنية ابحثوا في كلماتكم عن المجد والشجاعة والفخر والعزة وفاخروا بالعراقيين، بمآثرهم وبطولاتهم ومقاومتهم وجهادهم الذين اصبحوا فيها رمزا للعرب والانسانية بعد ان تحدوا الطاغوت الامريكي الحقير، وانزلوا العقاب والقصاص بالخونة والعملاء عبر كلماتكم واصواتكم، وغنوا للحب الصادق لابن الوطن واستهزئوا بالمضايقات الامنية او المخابراتية والاجراءات الدولية التي تحصل مع المهجرين والمسافرين واللاجئين العراقيين خارج ارض الوطن، ووزعوا ادواركم فيما بينكم تحسبا للمطاردات والضغوط ولكم من الذكاء والفطنة ان تفهموا ما نقصده.

ونقترح ان لا تصوروا اغانيكم في ديكورات واجواء الفخامة والرفاهية وان تلبسوا ملابس المودة الغريبة (أزياء العولمة) الطارئة، فلنا واقعنا وظرفنا وحالنا الصعب الذي يشمل الاكثرية الساحقة من اخوانكم في داخل العراق وخارجه ولكم في الكوفية الحمراء او السوداء (اليشماغ) وغيره من الجمال المعبر عن تمسككم بعراقيتكم، وزيكم وزي المجاهد البطل حينما يلف الكوفية كما كان يلفها سيد شهداء العصر المجاهد الشهيد صدام حسين البطل، ويلفها اليوم كل اخوانكم المجاهدين ومن الافضل اذا سمحت الفرص ان تحملوا نوعا ما يشبه مقتنياتنا في الجهاد كالمكوار والخنجر او السيف او سلاحا اثناء اداءكم الاغنية او تعبيرات وهيئات صورية تعبر عن عمق التعاون والتضامن والتكاتف والمحبة والالفة بين العراقيين او التعلم والاجتهاد وطلب العلم والمعرفة في ظل ظروف الاحتلال، فهذا يحسسنا بانكم معنا، وقرينا في خنادق المقاومة والجهاد، يتجولون معنا في ازمة بغداد وبابل والنجف والديوانية والانبار ونينوى وديالى، حاملين راية الله اكبر ضد الظلم والظلام والعدوان والاحتلال.

فهبوا بكلماتكم الجزلة، والقوية والرنانة وتفحصوها في معانيها وتاثيراتها على المستمع كي تثبتوا للعالم والتاريخ انكم تكتبون وتلحنون وتغنون من اجل الحرية والتحرير والانسان، ومن اجل الحب والسلام، لكي تكون اغنيتكم بمستوى الحدث والالم والقضية العراقية وليس اقل منها، فما زال شعبنا العربي المجيد يتذكر فنانوا مصر العروبة الابطال قبل الاستقلال، وخلال عدوان 1956، واغاني واناشيد المقاومة الفلسطينية انها رسالة الفن المقاوم والفن الخالد التي تندرج ضمن رسالة الامة العربية المجيدة.

وبنفسي تحية ان انقلها عبر رسالتي لبعض الفنانين الاصلاء بالاسماء، ولكنني اضمرها تحسبا لسلامتهم، ولكن الفجر قريب لنقول كلمة الاستحقاق بحق من كان صادقا وكريما وشجاعا.

فزيدوا واستمروا ولا تنظروا الى الوراء.

كونوا باغانيكم كالمقاومة والجهاد التي تعشق السماء.

واجعلوها اشجارا تنبت في ارض الصحابة والانبياء.

واجعلونا نقرا اللحن والكلام في كل مساء.

واغسلوا حزننا نشوة ونصرا وثأرا لايام عاشوراء.

انتم الحب الذي نراه في فرحة زفة العرائس.

انتم الداعين باصواتكم كدقات اجراس الكنائس.

فلا تقلقوا فشهيدنا الاكرم منا موعودا باجمل النفائس.

وسيرحل المحتل مهزوما، وينتصر العدل والحق على الدسائس.

- تحية لمن حافظ على قيم الفن.

- تحية للفن المقاوم.

- عاشت المقاومة العراقية البطلة.

- المجد والخلود لشهداءنا الابرار.

- عاش العراق حرا عربيا

الله اكبر... الله اكبر...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 28 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 06 / كانون الثاني / 2008 م