بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

7 طائرات توزعت بين

 الرئيس , ورئيس الوزراء , ورئيس كردستان , والبقية لفرقة حسب الله الحكومية !!

 

 

 شبكة المنصور

 ابو مهيمن الحديثي

 

يبدو أن قدر العراقيين هو الوقوع تحت هيمنة حكومات وقيادات تعيش على (الهبر) وتعرف من أين تؤكل الكتف, وتمارس سياسة النهب الشامل, فيما يعاني الشعب بأسره من سياسة التكسيح والتهجير الشامل ويعتمد في حياته اليومية على ربع البطاقة التموينية, وتباع لحوم نساء العراق في أسواق النخاسة العربية والدولية بأبخس الأثمان, فيما ابطال المنطقة الخضراء المؤلفة قلوبهم في الائتلاف المؤمن, وفي التحالف الكردي العتيد وفي التوافق والحوار وأعضاء البرلمان المحروس يغرفون ما شاء لهم من الرواتب والأجور الخيالية وبدلات التنقل والسفر والتمتع بمباهج الحياة على حساب النصب على المواطن العراقي المسحوق بين نيران الفقر والحاجة ورصاص الميليشيات وسكاكين العصابات المتناحرة, ففي عهد النظام الوطني كانت هذه تسمي نفسها( المعارضة) السابقة والحاكمة حالياً تزدحم بالبيانات المستنكرة لسياسة النهب والإثراء غير المشروع الذي كانت تمارسه العائلة الحاكمة السابقة, وقيلت الروايات وتداولت الأساطير حول حجم النهب في النظام الوطني السابق فيما كان الشعب العراقي يسحق ويذل تحت طائلة أقسى حصار في التاريخ البشري القديم والحديث. كان العراق يمتلك طائرة رئاسية واحدة اسمها (صقر القادسية) مركونة اليوم في إحدى مدارج مطار عمان منذ 18 عاماً بعد أن أكلها الصدأ وتناهبها النسيان, وبعد احتلال بغداد على يد الأميركان تهيأت الفرصة لهؤلاء الشرذمة من  الوصول للسلطة على طبق من ذهب, لأنه بصراحة مطلقة ما كان لهؤلاء أن يحلموا أبداً بدخول بغداد لولا الاحتلال الأميركي التي أبدلت المعادلة السياسية وفرضت واقعاً جديداً تسنى لتلك الأحزاب من خلاله تسلق دروب السلطة بعد الفراغ السياسي الكبير الذي حدث باحتلال العراق, الذي كان يفرض ظلاله وبصماته على كل زوايا العراق, فتلك الأحزاب دخلت في حالة موت سريري معلن بعد نهاية الحرب الإيرانية العام 1988 وأفلست بالكامل بعد نهاية المشروع الإيراني بتصدير الثورة, فحزب الدعوة مثلا عاش سلسلة من الانشقاقات التي عجلت بنهايته وتشتت الأخوة المؤمنون طلباً للجوء في ديار الله الواسعة وهرع بعض قادتهم للانضواء تحت حماية (دول الغرب الكافر), بينما بقي البعض الآخر من قادتهم الدعاة يزورون جوازات السفر وليتحولوا لسماسرة لأجهزة المخابرات السورية تحديداً! ولتجار شنطة وتهريب ماهرين على خط بيروت - دمشق العسكري, فيما بقيت جماعة المجلس الإيراني الأعلى في إيران تمارس اللطم والدعاء, وتوزعت الأحزاب القومية واليسارية على منتجعات لجوئها الأوروبية تحديدا,و في أكبر حفلة نفاق وارتزاق في التاريخ العربي المعاصر واغتنى القوم بعد أن فتحت بوابات الرزق من حيث لا يعلمون ولا يحتسبون, وجرت مياه عدة تحت كل الجسور ليدخل القوم تحت ظلال دبابات المارينز (قدس سرها) لبغداد ويتحولون لحكومة ولأصحاب معالي وفخامة وسيادة يتمتعون بمباهج السلطة وامتيازاتها ويودعون أيام التشرد والصعلكة والتسول (الإيماني).. وليدخلون وهذا هو الأهم في حلقات الفساد السلطوي حتى تحول العراق اليوم لأكبر غابة فساد في العالم المعاصر وفقا لتقارير هيئات النزاهة الراحلة أو الهاربة أو التي في طريقها للهروب, وقائمة الوزراء الحرامية معروفة وبعضهم تمت حمايته وتهريبه من خلال قنوات قوات التحالف الدولية ذاتها, ويبدو أن (حلف الحرامية) العراقي المناقض تماما لحلف (الفضول) الجاهلي قد ازدادت شعبيته مؤخراً عبر صفقات خيالية تم عقدها من خلال مؤسسات الدولة العراقية لصالح شخوص قيادية أخذت تغرف من الأموال العامة من دون مراعاة الحاجة الحقيقية للشعب العراقي المسحوق, وفي ظل برلمان متواطئ وسيئ لا يبحث أعضاؤه إلا عن زيادة رواتبهم ومخصصاتهم.وسياراتهم المصفحة.وسلفهم المليونية وانتهت كل معاناة العراقيين لذلك التفتوا لنفسهم كي يكونوا مرموقين بين بين دول العالم لانهم اصبحوا ديمقراطيين وشفافين ونزيهين فألتجئوا الى صفقات جديدة منها هذه الصفقة؟؟!!
صفقة الخطوط الجوية العراقية الخيالية في عالم (علي بابا) العراقي الجديد, ثمة صفقات ستدخل التاريخ في حجمها وطبيعتها وبشكل غير مسبوق في التاريخ العراقي المعاصر, إذ يبدو أن الميزانية العراقية الفخمة للغاية (أكثر من 40 بليون دولار) والتي أعلنها الرئيس الحالي جلال الطالباني قد تمت الاستفادة من أبوابها من خلال الصرف على برامج الرفاهية للقيادات الحالية, ففي معلومة وصلتنا من شركة بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات تبين أن شركة الخطوط الجوية العراقية عقدت صفقة لشراء
سبع طائرات رئاسية بمواصفات خاصة جدا بقيمة 11 بليون دولار اميركي ستخصص واحدة للرئيس العراقي وأخرى لرئيس الوزراء وثالثة لرئيس إقليم كردستان, فيما ستخصص الأربع الأخريات لبعض كبار المسؤولين العراقيين, لربما (الحكيم) أو (الصدر) أو(الهاشمي) أو بقية فرقة حسب الله الحكومية! مع ملاحظة أن قيمة الصفقة خيالية لكون التعديلات المطلوبة في الطائرات لأغراض الرفاهية والكمال قد رفعت فارق السعر لسقف كبير علما بأنه في الفترة نفسها عقدت الخطوط الجوية القطرية مع الشركة الاميركية نفسها عقدا لشراء 26 طائرة لتحديث الأسطول الجوي القطري بقيمة 12 بليون و8 ملايين دولار, فلاحظوا الفرق البسيط في السعر والهائل في العدد, ترى هل أن ظروف العراقيين الحياتية العامة تسمح لحكومتهم بكل هذا التبذير غير المبرر بل السفيه, هل حلم متشردي الأمس القريب بكل هذه النعمة التي يرفلون بها والتي انتقدوا صدام أشد انتقاد من أجلها ذات يوم... لا نقول سوى .. والله حالة, والله طرطرة, ولك الله يا شعب العراق وأنت تقارع البلوى وتجوع من أجل أن يشبع المرتزقة والمنافقون؟ الله كان في عون الشعب العراقي والله يرحم ايام زمان ؟!

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 16 محـــــرم 1429 هـ الموافق  24 / كانون الثاني / 2008 م