بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الناطق الرسمي للبعث يعلق على دعوة الرئيس الفرنسي ساركوزي

الدكتور أبو محمد : نجلس مع أي كان ـ عدا الصهاينة ـ شريطة الاعتراف بحقوق الوطن وثوابت التحرير

لا فيتو لدينا على اللقاء مع من يعترف بثوابت الوطن وحقوقه المثبتة في برنامج التحرير والاستقلال

 

 

 شبكة المنصور

 

 

كشف الدكتور أبو محمد ممثل البعث والناطق الرسمي باسمه ، بأن لا ( فيتو ) لدى البعث على أي من يرغب بالجلوس والتحاور أحزابا وشخصيات ودولاً، عدا الكيان الصهيوني ، إذا ما اعترفوا بحقوق وثوابت الوطن وأعلنوا استعدادهم لتنفيذها وليس للمساومة عليها .

جاء ذلك في تصريح خاص به تعليقا على دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن رغبة باريس في استضافة عقد مؤتمر لما سمي بـ(المصالحة الوطنية) ، مؤكدا إن تلك الثوابت تتمثل بالانسحاب الفوري لقوات العدو المحتل وإلغاء العملية السياسية التي أوجدها ، برمتها وما أفرزته من نتائج مخلة بنسيج المجتمع العراقي ووحدته وفي الإيقاف الفوري لكل إجراءات المحتل .

وفيما يأتي نص التصريح :

اطلعنا على مضامين الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي تناقلتها وسائل الأعلام بشأن استعداد فرنسا لاستضافة مؤتمر تدعى إليه الأطراف ذات الشأن بالداخل العراقي وما يحيط به ، يعد مفتتحا لما سمي بـ( المصالحة الوطنية).

ونحن بدورنا نفهم ونقدر دواعي تلك الدعوة وما ترمي إليه مستندين إلى عمق العلاقات العراقية الفرنسية وتصاعد وتائر التعاون بينهما في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي التي أرسى دعائمها نظامنا الوطني قبل الاحتلال والرغبة المشتركة لقيادة بلدينا آنذاك ، كما نقدر لفرنسا تاريخها الكفاحي والنضالي ولمقاومتها الشعبية ضد المستعمر المحتل لبلدها من اجل الحرية والاستقلال ومبادئ السلم العالمي التي عززتها بٌعيدَ استقلالها ، واعترافها بحق الشعوب في العيش بكرامة وحرية من دون المساس باستقلال دولهم أو التدخل في شؤونها .

ومازال شعبنا يحفظ للموقف الفرنسي المناهض للعدوان والاحتلال الأمريكي ، ولو بنزره اليسير ، اخذين بنظر الاعتبار تغيرات الحدث السياسي العالمي وانفرادية القطب الواحد في التحكم بمصير العالم ودوله والتي تمثلت بالهيمنة الإمبريالية الأمريكية .. لكننا في الوقت الذي نفهم ونعي هذه الدوافع لابد أن نضع الحق في نصابه وهو ما نرمي إليه من خلال الإشارة والتأكيد على ثوابت وحقوق الشعب العراقي في التحرير الكامل والشامل والعميق لوطنه من دون قيد أو شرط ، وفي استعادة حقوقه المشروعة من الغاصب المحتل والواردة في برنامج التحرير والاستقلال للمقاومة العراقية عام 2006 وفي الميثاق التأسيسي للقيادة العليا للجهاد والتحرير (أيلول 2007) والذي لن نحيد عنهما طال الزمن أم قصر لأنها ببساطة تمثل ثوابتا وحقوقا لحاضر العراق ومستقبله ولأجياله القادمة لن يجرؤ أحدا المساس بها أو التفاوض خارج إطارها ، مؤكدين ثانيا إن البعث وجميع فصائل المقاومة المسلحة وغير المسلحة ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ، يضعون نصب أعينهم هذه الحقيقة .

بيد إن ليس لدينا خشية أو حاجزا أو فيتو من الجلوس مع أي كان ـ عدا الكيان الصهيوني ـ شريطة ان يعترف بتلك الثوابت والحقوق ويعلن استعداده لتنفيذها والتمسك بالعمل على انتزاعها . فإذا كان ظاهر وجوهر أهداف الدعوة الفرنسية ومن كان وراءها من أطراف أخرى يتمثل بالاعتراف الرسمي بتلك الثوابت والحقوق والعمل على تنفيذها ، بما يفضي إلى الانسحاب الفوري والكامل والشامل وغير المشروط لقوات العدو المحتل وإلغاء عمليته السياسية وما أفرزته من قرارات وقوانين وتشريعات وتعويض المتضررين منها ماديا ومعنويا ، فضلا عن النتائج المخلة بنسيج المجتمع العراقي ووحدته ومحاولة تغيير هويته العربية والإسلامية والإنسانية ، والاعتراف بأن المقاومة هي الممثل الشرعي لشعب العراق أو بحقها الشرعي في الجهاد لسحق المحتل وعملائه وتحرير الوطن ، وفي الإيقاف الفوري لكل إجراءات المحتل ، لأن ما يجري الآن في ظل الاحتلال ، ينافي كل القيم والقوانين والأعراف الدولية .

لذا فأن البعث يثبت ويؤكد موقفه الواضح والصريح من دعوة القيادة الفرنسية وغيرها من الدعوات ويبين رؤيته المعلنة والمعروفة حول الحل الشامل والكامل والجذري لما يجري في العراق .

وبعكسه فأن البعث يدعو جميع القوى الوطنية وفصائلها المسلحة وغير المسلحة كافة ، إلى عدم الانسياق وراء الأوهام التي يحاول العدو المحتل بشكل أو بأخر ، إثارتها بغية كسب الوقت لإعادة تنظيم تواجد قواته التي اهتزت معنوياتها ، وارتعدت فرائص جنودها وهم يبحثون عن مخرج لنجاة ما تبقى لهم ، اثر تزايد الأداء القتالي المتميز لصناديد القيادة العليا للجهاد والتحرير و أبطال فصائل الجهاد والمقاومة الوطنية والإسلامية الأخرى كافة ، ونجاحها في دحر قطعات الاحتلال وإسقاط مشروعه ألاحتلالي الغاشم ، وهو ما يعد امتداد طبيعي للرفض الشعبي العارم للاحتلال من خلال احتضان الشعب لمقاومته الباسلة وتسخير كل طاقاته المتاحة لمصلحة ورفعة وعزة العراق ، ويؤكد البعث تمسكه بخيار المقاومة كطريق وحيد لانتزاع الحقوق مهما طال الزمن وغلت التضحيات .

عاش العراق وعاشت مقاومته الباسلة

 

الدكتور أبو محمد
ممثل البعث والناطق الرسمي

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 12 محـــــرم 1429 هـ الموافق  20 / كانون الثاني / 2008 م