بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الايام الأخيرة لجوقة العماله والفساد

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

لقد اراد الله ولا راد لارادته وعندما يشاء سبحانه وتعالى فأن لمشيئته عبر لمن يعتبر وبرهان للبشريه يوضح فساد الشيء من صلاحه ويحدد مصيره على هذا الاساس ، وهكذا فقد شاء الله ان يخزي جوقة العمالة والفساد ويعريهم ويفضحهم ويكشف عوراتهم ليس لأبناء العراق فحسب ولكن لكل البشريه لكي يقضوا ما تبقى من ايامهم مذمومين مدحورين يأنف الجماد من نجاستهم ويكافحهم كل حي بكل مبيدات وسموم الجراثيم والذباب والزواحف ...، لقد وضعهم الله على مسرح مكشوف وتفرج العالم عليهم وشهد كل فصولهم ومشاهدهم القبيحه وكانت مسرحيتهم اسوأ ما شهد التاريخ من فساد وابشع ما عرفت الانسانيه من جرائم واقذر ما شاهد وسمع العالم من لصوصية ، حتى امسى المتمرسون بالاجرام والفساد والسقوط يتعلمون من جديد على ايدي هذه الشلة المجرمه لانها تدربت في كنف اشد المعاهد اجراما وحقدا وهي معاهد الكفر الامريكيه والصهيونيه والفارسيه .

وليس من باب التكهن ولا من باب فسحة الاعتقاد ولكن من باب المنطق والواقع نقول ان هؤلاء النفر المجرم يعيشون ايامهم الاخيره ولسنا وحدنا من نقول ذلك فهم انفسهم مؤمنون كايمانهم بسقوطهم بأن زوالهم اصبح اقرب اليهم من حبل الوريد .

على الارض العراقيه مشهدين لم يتوقفا منذ بديء الاحتلال وظهور القرده والاقزام والصعاليك وحتى هذه اللحظه ، المشهد الاول هو مشهد المقاومه العراقيه الشريفه البطله والمشهد الثاني هو مشهد البؤس والكآبه والقتل والخطف والسرقات والتدمير والميلشيات والصحوات والغفوات ...الخ ، ولم يعد هناك من يستطيع تقديم رقم حقيقي لحصاد الشهداء والخسائر من ابناء العراق لأن الشله الفاسده منشغله بحصاد السرقات والاختلاسات والتدمير والمخططات التي تصب كلها في بحر الجرائم .

المكانه الدوليه للعراق وصلت الى حد فقدان القياسات المنطقيه لأنها دون الصفر في كافة المجالات ....

العراق الآن الدوله الاولى عالميا بالفساد الاداري والدوله الاولى عالميا بالجرائم والاولى بالتخلف العلمي والصحي والاولى في فقدان الامن والامان .

هذا البلد العظيم الذي وصل الى اعلى مراحل التقدم والنهوض وارتقى سلم المجد بجدارة وجهاد ووصل الى مصاف الدول المتقدمه بالاداره والمعلومات ومشهود لكوادره الاداريه بالوطنية والنزاهه والخبره العلميه المستنده على الكفاءات والشهادات الاختصاصيه ... هذا البلد العظيم الذي صنف من البلدان الخاليه من الجرائم ... هذا البلد العظيم الذي برز منه عشرات الآلاف من العلماء والمفكرين في ظل الحكم الوطني الاصيل والذين كانوا احد اسباب انقضاض الاعداء عليه وتدميره لخوفهم منه واهتزازهم من تقدمه وحضارته ومسيرته العلميه ... البلد العظيم الذي قدم للانسانيه اروع صور المجد والخلود وفتح للعالم ابواب الحرية والعداله واحتضنت ارضه رفات الانبياء والاولياء وآل بيت المصطفى ... هذا العراق تدنس ارضه الطاهره اقدام اقذر غزات عرفهم التاريخ ... العراق اليوم بلد الكوليرا والسل والتايفوئيد بعد ان كان قبلة لكثير من بلدان العالم للعلاج والشفاء وبعد ان اكتسب اطبائه شهرة عالميه واصبحوا مراجع في الطب .. العراقي الذي كان يقدم المساعدات والهبات الطبيه للآخرين اصبح اليوم غير قادر على الحصول على قرص يعالج الصداع الذي يلازمه ليل نهار ... العراق اليوم الذي لا يعرف ماهو معنى الامن او الامان .. العراق الذي تحول انسانه الى كتله من الهموم والاحزان اصبح قنبلة منزوعة الامان ستنفجر وتدمر كل ما حولها .

لقد مارس الاعداء وعملائهم لعبة خطره تصدى لها الرجال الاصلاء وعلى راسهم ابطال المقاومه الغيارى حبث مارسوا عملية تغير العقل والتفكير للانسان العراقي وزرع الشعور بعدم الانتماء للعراق والعروبه والاسلام وجهدوا كثيرا في رسم خارطه جديده للمجتمع العراقي لونوا تقسيمها الاداري بالطائفيه والعرقيه ولم يعد هناك شيء يتعلق بالتقدم والعمران وكل ما يخرج علينا به العملاء هو التطوع الى الشرطه والجيش وهما مهزلتين من مهازل الاحتلال الكثيره اذ عمدوا الى تغذية وبناء مجاميع من القتله والمجرمين تحت شعار هذه المهازل .

لقد نسوا تماما ان شعب العراق ليس هذه الثله المجرمه وانه شعب لا يمكن قطعا ان يتحرك ويعيش بدوافع طائفيه لان الدوافع الوطنيه هي التي تغلب كل طموحاته ... والغلبة دوما للدوافع الوطنيه لان الوطن فوق كل شيء اما الدوافع الدنيئه فهي دوما تقود بصاحبها الى الموت والهلاك .

الروح الوطنيه العراقيه هي التي ستضغط على الزناد وتطلق اطلاقة اللعنه على راس العمالة والخيانه والرفض العراقي التام لما يجري هو المنتصر وادل شيء على ذلك التحرك الجهادي للمقاومه العراقيه التي داست باقدامها راس الطائفيه ومرغت انف الاحتلال في وحل الهزيمه لانها ولدت اصلا ضد الطائفية والاحتلال ولانها ترفض كافة البدع والمخططات التي جاء بها المحتل واعوانه اضافة الى انها بعثت برسالة الى كل ابناء الامه اوضحت لهم فيها بان المخطط لا يستهدف العراق فحسب بل الامه بكاملها والعالم الاسلامي باسره ... وهكذا انتصرت هذه المقاومه وتكلل نصرها في تاكيد تميزها الوطني وجذبها للراي العام العربي والاسلامي علاوة على الكثير من دول وشعوب العالم التي تعاطفت مع حقها الشرعي باعتبارها مقاومه وطنيه تحرريه هدفها الاساس هو التحرر من الظلم والاستعباد .

في الغالب تستند الكثير من المواقف على وثائق ومعلومات ربما تكون خاطئه وربما تكون صحيحه ولكن في قضية العراق لم يعد الموضوع بحاجه الى وثائق لانه يستند الى حقائق واضحه وجليه يتعايش معها العالم كل يوم ويعرفها المتفقهون في السياسه والوطنيه كما يعرفها الاميون وقد سهل هذا الموضوع للمقاومه تثبيت وترسيخ شرعيتها حتى في نظر الاعداء وقوات الاحتلال ولذلك فان من ينشأ في حضيرة العار والفساد لا يمكنه قطعا ادعاء الشرف في اي الظروف والاحوال وليس امامه الا الهرب من مكامن الاخيار لانه يعلم بان لا مكان للعار والخيانة والفسوق بين صفوف الاشراف .

دعم المقاومه والوقوف الى جانبها لا يحمل إلا الطبيعه الوطنيه الخالصه وليس فيه اية صفة مذهبيه او عرقيه وهذا هو ميزان قوتها وعظمتها وانتصارها وهو الذي اوصل الاحتلال واعوانه الى الياس والانهزام .

لقد غرق بوش وتحولت سفينته الى غواصة منخوره متهرئه لا هي قادرة على الغوص ولا هي قادرة على الطفو فوق سطح الماء ولم يعد يجد القشه التي يتشبث بها لان سيهلك حتى لو تشبث بجذع كبير من الشجر لان جسده اللعين مثقل بسلاسل من حديد ربط بها نفسه ولم يعد قادرا على التفكير والتحرك ولان جريمته النكراء التي نفدها بحق ابناء العراق وكذلك ارواح الامريكان الذين نفذوا اوامره وخاضوا حرباً لم يعرفوا لحد الان سببها وسوف لن يتوصلوا الى معرفته في المستقبل، هذه الجريمة التي سودت وجهه القبيح كما شوهت سمعة امريكا واسقطتها في الحضيض ومن تورط معه في الجريمة غادر المسرح مشوهاً وانهزم هزيمة نكراء بعد ان خسر سمعته وشرفه وخسر شعبيته في بلده والعالم ..... بلير انهزم وهزم معه جنوده الانجاس وكذلك فعل برلسكوني وازنار، كما اختفى اتباعه الاقذار مثل رامسفيلد وباول بعد ان اقتنعوا بانهم ليسوا فقط خاسرين وانما وصلوا الى درجة المنبوذين اضافة الى سقوط كافة تابعيه سياسياً وعلى رأسهم الصهيوني جون هاورد الذي لا يقل عنه خسة.

وهكذا فقد بوش كل شي ولم يقف ( الرب ) معه في مسعاه الكافر ولو كان هذا المشرك يعرف الرب حقاً لكان قد اهتدى الى سواء السبيل وعرف اين يولي وجهه الشيطاني ..... تمكنت المقاومة العراقية ان تسقط الفكر الاستعماري الجديد الذي جاء به بوش كما اسقطت احلامه واحلام ادارته التي كانت توحي له بأن الامة الامريكية لا بد ان تتربع على عرش الكرة الارضية واستعباد العالم بالقوة التي تصورت امريكا انها وحدها التي تمتلكها وهي التي ستحسم موضوع انفرادها وتسلطها على العالم.

وكما تعلمنا من مبادئنا وقيمنا وتجاربنا انه عندما يقطع رأس الافعى لا يبقى الا ذنبها يتلوى لفترة وجيزة ثم لا يلبث ان يهمد فتنخره الديدان وليس العملاء الان الا ذنب افعى قطع رأسها.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 28 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 06 / كانون الثاني / 2008 م