بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

علم العراق وتحديات الامه

 

 

 شبكة المنصور

 ابو مصطفى العنزي

 

في كل يوم يمضي على الامه العربيه يزيد من التباعد بين الواقع والتطلعات وبين ما يحصل والاحلام مما يبعث اليأس والاحباط في عقول وضمائر ابنائها لانهم باتوا يشعرون ان تغيير هذا الواقع الهزيل اصبح ضرب من المستحيل وإن اعادة الروح الوطنيه والقوميه الى ما كانت عليه اصبح من العسير التفكير بها لانها لم تعد تصطدم بتحديات خارجيه فقط وانما بتحديات داخليه واسعه وصلت الى حد التنكر للعوامل المشتركه التي تجمع ابناء الامه من المحيط الى الخليج ... فلو نظرنا الى التحديات الخارجيه وصيغ التعامل معها لوجدنا انفسنا نعيش مهزلة لا تتلائم مع واقع وحقيقة شيء يسمى (امه ) لان كافة اقطار الوطن العربي لم تتخذ اي قرار موحد تجاه اي تحد من التحديات ، بل ان الخلاف المستمر والتناقضات تجعل من ذلك التحدي اكثر قوة وفاعليه بأتجاه الاستمرار في تنفيذ مآربه ، وامامنا الان تحديات تضرب صميم الامه وامامنا ايضا مواقف الامه الهزيله تجاهها .. فالتحدي الصهيوني بدلا من توحد الامه وتنظيم مواقفها وكلمتها زاد من فرقتها واختلاف خطابها وانقسامها على نفسها ، والتحدي الامريكي باحتلال العراق زاد من تراجع الامه وفضح ضعفها واستكانتها وكذلك التحديات الاخرى وهي تحديات معلنه وواضحه اما التحدي العام فهو ان كل الامه تقبع تحت نير وتسلط قوى خارجيه جعلتها اسيرة الوهن والضعف والارتباط بشكل تبعي بدأ يقودها الى تجزءه جديده وخارطه مستحدثه تكثر بها الانظمه والتوجهات المتناقضه .

اما التحديات الداخليه فقد طفت بشكل معلن بفعل التحديات الخارجيه وبرزت النزعات الطائفيه والعرقيه والاقليميه والعشائريه تنمو وتتكاثر وتاخذ دورها في رسم حالة مقبله مدمره لهذه الامه وبدأت فئات وقوميات هي بالاساس ضيف تعيش تحت رعاية الامه تنزع الى الانسلاخ والاستقلال من خلال اقتطاع اجزاء من الارض العربيه واتخاذها وطنا قوميا لها اضافة الى النزعات والتوجهات التي باتت تعمل على الانسلاخ من الامه والارتباط بامم اخرى بسبب العقائد الطائفيه والمذهبيه والعرقيه وكل هذه التحديات صممت ووضعت من قبل اسود التآمر على العرب لعلمهم وقناعتهم ان الواقع العربي ينطلي عليه كل مخطط مهما كان حجمه ووزنه .

من يتصور ان تغيير العلم العراقي يتعلق بالالوان او عدد النجمات اونوع الخط او قياسات الطول والعرض فهو واهم جدا لأن الموضوع ليس هذا ولكنه يتعلق بالاراده العربيه الواهنه التي اعتادت على التنازلات بقضايا مصيريه اكثر بكثير من العلم ومع علمنا ان للعلم جوهر روحي يرتبط بالشعور الوطني الشريف الا ان هناك جواهر كثيره تتعلق بماضي وحاضر ومستقبل العراق والامه تم التفريط بها والغائها من الوجود ومن فعل ذلك غير آبه بما فعل لانه يعلم ان ذلك مسالة طبيعية بنظر امة لم تعد قادره على الحفاظ على ثروتها وتراثها وكرامتها .

الاكراد جزيء من شعب العراق العربي وهم اقلية نزحت من ايران وتركيا واستقرت في شمال العراق وعاشوا بحماية العراق متنعمين بخيراته شانهم شان اي عراقي عربي ولم يكتفوا اليوم بالمطالبه بالانفصال وتأسيس دوله كرديه على ارض عربيه ولكنهم يريدون ايضا الانتقاص من الاراده العربيه حتى في لون العلم وطوله وعرضه هدفهم جرح مشاعر العراققين مستغلين سقوط وانحدار عصابه مجرمه سيطرت على مقدرات العراق في ظل احتلال كافر غاشم جاء لطمس هوية العراق العربيه والامعان في اذلال الامه العربيه .

كيف نغير الواقع ونقربه من احلامنا وتطلعاتنا ؟.. كيف نغير الاراده من هشيم الى حديد صلب ؟ .. كيف نقف بوجه التحديات الخارجيه والداخليه وكيف نحافظ على ثرواتنا وارضنا وحاضرنا ومستقبلنا ؟..كيف نمنع الآخرين من تغيير اعلامنا وراياتنا ؟.. الجواب متروك لابناء الامه من اقصاها الى اقصاها دون الرجوع الى استشارة اي من الغرباء .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 19 محـــــرم 1429 هـ الموافق  27 / كانون الثاني / 2008 م