بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

معجم جمهورية المنطقة الخضراء

- 17 - اللحظة العراقية

 

 

شبكة المنصور

الدكتور عبد الستار الراوي

 

اللحظة العراقية :

جراء الخسائر البشرية التي أوقعتها المقاومة الوطنية في صفوف قوات العدو الأمريكي في شهر (رمضان 2006 ) و التي بلغت حسب التقارير الرسمية عشرات القتلى , وأكثر من سبع مائة جريحا , إضطر الرئيس بوش حيال الفاجعة العسكرية التي منيت بها قوات بلاده أن يعترف لأول مرة بخسارة جيشه الفادحة , وهو يردد :

إذا إقتربت اللحظة العراقية من اللحظة الفيتنامية, ستحدث كارثة تاريخية (30-10-2006)

بعبارة أخرى : فأن الفزع الذي يتملك البيت الابيض , هو الخشية من تكرار سيناريو الهزيمة الأمريكية , أمام الشعب المقاوم مرة أخرى فكما خرج الجيش الأمريكي خائبا منكسراً من حربه العدوانية في فيتنام , فإن بوادر الخذلان في جحيم العراق باتت واضحة لكل ذي بصيرة من المراقبين , ورغم سيل الادعاءات والمكابرات الامريكية , بإنخفاض معدل عمليات المقاومة الوطنية المضادة , فإن مثل هذه المزاعم تتهافت وتفقد مصداقيتها لدى أي متابع محايد عندما يجد بأن أعداد القتلى تتوالى حسب إحصاءات البنتاغون وهي نقيضة تماما لكلاميات الناطق الرسمي في الخارجية والبيت الابيض على حد سواء .

وعندما أوشكت اللحظة العراقية من الاقتراب وبات من المؤكد قدومها عاجلا أم آجلا لم يجد الامريكان عندها الا (لعبة شد الحبل) بين الادارة والكونغرس , وكلاهما صرحا وأوحيا ثم أقرا وإعترفا باللحظة العراقية بالطريقة الذرائعية المعروفة, فبدأ الحديث عن توقيتات الانسحاب , أعقبه خلاف مسرحي عن طبيعة القواعد العسكرية, ثابتة أم متحركة ؟ وعن العدد المناسب الذي يحافظ على مستقبل المصالح الامريكية في المنطقة , ولتفادي صعقة اللحظة العراقية الاتيةحتما الان او بعد حين , بادرت إدارة البيت الابيض الى إعداد إتفاقية توطيد الوجود الاستعماري الامريكي بمعناه الغليظ الذي جعل من العراق مستعمرة تحت إمرته وولايته والتي جرى التوقيع عليها من قبل الطرفين بوش ورئيس حكومة الاحتلال الرابعة في بغداد ,

وإذا كانت هذه الاتفاقية أو غيرها قد تمنح الرئيس الامريكي قدرا من الراحة الشخصية أمام ذاته الخربة , فإنها في رأي الخبراء لن تؤجل ساعة واحدة من موعد قدرالآتي للشعب المقاوم , إذ لم يعد بحوزة قوات الاحتلال في القوس منزع , بعد أن تضاءلت الخيارات , بإستثناء الموت , أو الهروب تحت الجلد من قارعة الموت الزئام , وبغير الانسحاب التام والجلاء الكامل , فإن القصاص هو المصير المحتوم الذي يقف على رأس توقعات المراقبين والخبراء , وقبل هذا وذاك هو قرار الشعب العراقي المقاوم .أما مذكرة التفاهم وما تضمنته فقراتها من إقرار بالتبعية وإرتهان للسيادة فهي لن تكون الاعقدا شخصيا أبرم بين العبد وسيده كلاهما في طريقه الى الزوال , فعلى الضفة الاخرى تقف العملية السياسية على قدم واحدة , من خشب عفن منخور قد تسقط الان أو تلفظ أنفاسها في أية لحظة ورغم عمليات الانعاش التي تجرى لها والقائمة على قدم وساق الا أن القائمين على متابعة حالتها الصحية لم بعد بحوزتهم بعد الموت السريري ورقادها المستديم الا خيارا واحدا هو الصعقة الكهربائية.؟!

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 30 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 08 / كانون الثاني / 2008 م