بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

مؤتمر القاهرة (( للمصالحة ))!! وسياسة التضليل الأمريكي

 

 

شبكة المنصور

د. أحمد عبدالسلام

 

تجري الإدارة الأمريكية وبالتنسيق مع دول عربية التحضيرات لعقد مؤتمر (للمصالحة العراقية) في القاهرة ، إذ لم يعد مستغربا إن الإدارة الأمريكية كلما واجهت فشلا ذريعا في ميدان المواجهة مع المقاومة العراقية الباسلة، لجأت إلى عقد المؤتمرات تحت عناوين ومسميات شتى ،والمتتبع للسياسة الخارجية الأمريكية يجد أنها سياسة استعراضية هادفة في معظم الأحيان إلى تضليل الرأي العام والرأي العام الأمريكي بخاصة، عبر تلك الفعاليات في محاولة منها للتغطية على الفشل الذريع والهزيمة التي تواجه سياستها وحربها في العراق وفشل العملية السياسية وليدة السِفاحْ بين أحزاب الخيانة والمحتل ، فالحرب على العراق كانت خدعة بوش الكبرى للرأي العام الأمريكي .لذلك يحاول التشبث بكل الوسائل لكسب الوقت ودفع موعد إعلان هزيمته في العراق واندحار قواته إلى فترة ما بعد انتهاء ولاية حكمه ليُحمل غيره مسؤولية الانسحاب والهزيمة وبات واضحا من لهجة بعض أطراف الإدارة الأمريكية ومنظريها عن ترديد تلاشي فرصة النصر في العراق لامتصاص ردة الفعل لدى الرأي العام الأمريكي تدريجيا عبر هذه المقدمات لتقبل الهزيمة دون حدوث صدمة عنيفة للرأي العام يهز وقعها كل الولايات المتحدة ،ومن وسائل إدارة بوش لتحقيق ذلك الهدف ،عقد المؤتمرات التي باتت أشبه بالمنتديات الثقافية ، فبعد التقاط الصور التذكارية ينفض المؤتمر ويرجع كل منهم إلى من حيث أتى وكان شيء لم يكن،ويظل المؤتمر كغيره من مؤتمرات الدعاية السياسية لإدارة بوش مؤتمرا لالتقاط الصور لان المجتمعين ومنهم أذناب الاحتلال وغيرهم لا يملكون من الأمر شيء في العراق لان المقاومة الباسلة هي من تفرض سيطرتها على زمام الأمور هناك والحضور لا يمتون لها بأي صلة كانت لأنها مقاومة شريفة لا تضع يدها بيد المحتل ولا تحاوره إلا بشأن واحد هو انسحابه الكامل وغير المشروط من العراق.

إن بوش ذاهبا للعنوان الخطأ في القاهرة. لأنه لن يجد بين حضور مؤتمر القاهرة من يمثل الشعب العراقي ومقاومته الباسلة الشريفة ولن يجد من هو قادر على مساعدته لحفظ ماء وجه أمريكا من الهزيمة التي هي قاب قوسين أو أدنى. بل سيجد حفنة من الخونة والعملاء الذين باعوا كل شيء ولم يبق لهم حتى قطرة من ماء الوجه، هؤلاء وان حضروا وعيونهم ورؤوسهم تدور صوب حركة كاميرات التصوير كالأطفال بسب أمراض وعقد نفسية، لن يتفقوا حتى على توزيع الحصص والأدوار لسرقة ما تبقى من الوطن فخلافاتهم تفجرت ومليشياتهم تقاتلت لهذا السبب.مما يتطلب عقد مؤتمر لفض نزاعاتهم تلك مثل مؤتمرات المافيا.
أما الشعب العراقي فليس بين أبنائه وبمختلف أطيافهم خصومة ليتصالحوا، فهم على وفاق ووئام ومحبة ولم يسبق أن رفع احدهم السلاح بوجه أخيه لأسباب طائفية أو عرقية كتلك التي جاء بها المحتل وأذنابه من عملاء أمريكا وإيران. ولهذا فان المقاومة الشريفة الباسلة ومعها الشعب العراقي ليس بحاجة إلى المصالحة مع الاحتلال وأذنابه. بل إنها ستجبر الولايات المتحدة على الانسحاب والهزيمة وسيكون عام 2008 بإذن الله عام التحرير والنصر،وستبقى صور مؤتمر القاهرة كغيرها من صور المؤتمرات السابقة توثق للخيانة والعمالة منذ مؤتمر لندن 2002 الذي مهد للاحتلال إلى مؤتمر القاهرة لاعتمادها وثائق إدانة لإحالة مجرمي الحرب وإذنابهم عند تقديمها كوثائق إلى محكمة جرائم الحرب الدولية ضد الخونة والعملاء لارتكابهم جريمة اغتيال وطن وسرقة ثرواته واستباحت دماء أبنائه .

وسيلاقي بوش مصير من سبقه في العدوان على العراق ذاته، وسيتجرع السم من ذات الكأس التي تجرع منها الخميني سم الهزيمة فبل عقدين من الزمان.وسينتصر شعب العراق وستنتصر معه كل قوى الخير وستندحر أمريكا وبوش في العراق وسينتصر الصادقون مع الله بفعلهم.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 03 محـــــرم 1429 هـ الموافق 11 / كانون الثاني / 2008 م